pregnancy

الأستاذ / عبد الرحمن معوض - معلم خبير لغة عربية وتربية إسلامية - السنبلاوين - دقهلية


بلاغة اولى ثانوى

البلاغة
مفهوم البلاغة :لغة :-  البلاغة هي أحد علوم اللغة العربية، وهي اسم مشتقّ من الفعل بَلَغَ، أي بمعنى وَصَلَ إلى النهاية، وقد سمّيت البلاغة بهذا الاسم؛ لأنّها تنهي المعنى إلى قلب المستمع ممّا يؤدّي إلى فهمه
تعريف البلاغة اصطلاحاً
المفهوم القديم : هى  مطابقة الكلام الفصيح لمقتضى الحال،فالكلام لا يكون بليغا إلا إذا كان مطابقا لحال صاحبه وحال السامع أو القارئ نفسيا وفكريا   ومطابقا للموقف الذى يقال فيه فالكلام الموجه إلى العامة غير الموجه لأصحاب الفكر والثقافة – والحالة النفسية للأديب تؤثر فى اختيار الألفاظ وصياغة العبارة
المفهوم الحديث : هي التعبير عن المعنى الرفيع  الذى يحس به الأديب من فرح أو حزن أو إعجاب  بعبارة صحيحة لها فى النفس أثر جذاب  مع مراعاة الكلام م لمقتضى الحال 
عوامل تكوين الأديب البليغ
1- الاستعداد الفطري والموهبة الطبيعية والذوق الجميل.
2- دراسة قواعد اللغة ضماناً لسلامة التعبير وبعده عن الأخطاء.
3- الإطلاع علي التراث ( نثراً وشعراً) وحفظ الكثير منه.
4- القدرة علي النقد أي قدرته علي تمييز الجيد من الرديء في الأساليب.
5- مراعاة مقاييس الجمال التي وضعها العلماء للأسلوب الجيد من حسن اختيار الألفاظ وبناء العبارة وملائمة الكلام للموضوع.
أولاً : الأسلوب :
الأسلوب هو الطريقة التي يسلكها الكاتب ؛ لتوضيح ما يريد من معانٍ ، ونقل ما يريد من أفكار تأثرت بها نفسه وانشغل بها عقله.
س : ما أنواع الأسلوب ؟
جـ : أنواع الأسلوب :      (ا) أدبي . (ب) علمي . (جـ) علمي متأدب.
(أ) خصائص الأسلوب الأدبي :
1
- يخاطب العاطفة. 2- ألفاظه موحية . 3- تكثر فيه الصور والمحسنات.
4- الأفكار فيه ممتزجة بالعاطفة. 5- يعتمد على التأثير النفسي .
(ب) خصائص الأسلوب العلمي :
1
- يخاطب العقل 2- ألفاظه دقيقة و واضحة 3- تكثر فيه المصطلحات العلمية 4- لا أثر فيه لشخصية الكاتب .
( جـ) الأسلوب العلمي المتأدب :
هو أسلوب وسط بين الأدبي والعلمي ؛ وتكثر فيه الأفكار وتعرض في أسلوب أقل جفافا
التعبير الحقيقى والتعبير الخيالى ( المجازى )
أولا :التعبير الحقيقي :
هو التعبير الذي نستخدم الألفاظ في معانيها الحقيقية التى وضعت له .
مثل : العلم نافع       - الجندى شجاع     - الفتاة جميلة
ثانيا: التعبير المجازي ( الخيالي )
هو التعبير الذي نستخدم فيه الألفاظ في غير معانيها الحقيقية لعلاقة المشابهة أو غيرها.
اقتحم أسودنا خط بارليف.. تعبير مجازي
مثل :قال عنترة ( يا طائر البان قد هيجت أحزاني     وزدتني طربا يا طائر البان)
فهنا تخيل الشاعر أن الطائر إنسان يسمع النداء فالعلاقة هنا المشابهة.
الكلمة
التعبير الحقيقي
التعبير المجازي ( الخيالي )
العلم
العلم مفيد للإنسان
العلم مصباح يضئ الطريق
الجندى
الجندى المصرى شجاع
الجندى المصرى أسد فى الشجاعة
الفتاة
الفتاة جميلة
الفتاة قمر
المدرسة
قام تلاميذ المدرسة برحلة
قامت المدرسة برحلة
المعلم
المعلم يرشد الطلاب
المعلم مصباح للطلاب
المصرى
وقف المصرى شجاعا فى وجه الأعداء
وقف المصرى صخرة فى وجه الأعداء
السماء
السماء صافية
يا سماء الشرق أنت صافية
س : لماذا يستخدم الأدباء التعبير المجازي ؟
جـ : يستخدم الأدباء التعبير المجازي ؛ لإبراز عاطفتهم وتوضيح أفكارهم ، وللتأثير بالإمتاع والإقناع في نفوس السامعين أو القارئين .

تدريبات علي الأسلوب
 (1) عين فيما يأتي التعبير الحقيقي والتعبير المجازي :
1- رأيت اللاعب في النادي.                   2- رأيت عالماً سابحاً في علمه.
3- انتحر الظلم علي صخرة الحق.             4- أشرق فجر الحرية.
5- انقشع ليل الظلم.                            6- ركبت طائرة عملاقة.
7- شاهدت البدر مكتملاً.                       8- حطم المصري غرور الأعداء.
9- انتهي موسم الحصاد.                         10- بدأ موسم الفرح.
(2) استخدم الكلمات الآتية في أسلوب حقيقي مرة ومجازي مرة أخري :
( العلم – الظلم – الجهل – البدر – الكرم).
(3) عين الأسلوب الحقيقي والأسلوب المجازي في الأمثلة الآتية والفرق بينهما :
1- هذه الفرس سريعة جدا.
 - قال الشاعر في وصف الفرس :
إذا ما سابقتها الريحُ فرَّت       وألقت في يد الريح الترابا
2- المسلمون أمة واحدة.
 - قال الله تعالى" إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص "
 - رسول الله - قال صلى الله عليه وسلم – " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا "
3- قهرنا أعدائنا في حرب أكتوبر .
 - سقينا الأعداء في حرب أكتوبر كئوس الهزيمة والعار .
4- قال المتنبي : أعز مكان في الدنا سرج سابح    وخير جليس في الزمان كتاب
علوم البلاغة
علوم البلاغة :-      للبلاغة ثلاثة علوم هى :-
1- علم البيان : ويدرس دروس ( التشبيه – الاستعارة – الكناية – المجاز المرسل )
2-علم  البديع :0 ويدرس دروس ( الطباق – المقابلة – الجناس – التصريع – السجع – التورية إلخ )
3- علم المعانى : ويدرس دروس (– التقديم والتأخير – الإيجاز والإطناب والمساواة - القصر - الفصل والوصل الأساليب البلاغية - بناء الجملة والعبارة ....)

**من دروس علم البيان                1-    التشبيه
 تعريفه  :- هو عقد مشاركة بين شيئين ( المشبه والمشبه به) في صفة مشتركة تسمي ( وجه الشبه) وذلك بواسطة أداة تسمى ( أداة التشبيه).

أركان التشبيه:-    للتشبيه أربعة أركان هى :
1-   المشبه   2-  المشبه به   ويسمي  (المشبه والمشبه به) طرفي التشبيه لا يمكن حذف أحدهما
3- أداة التشبيه                4   -  وجه الشبه ( الصفة المشتركة بين الاثنين )
 (1) مُشََّبه : وهو الموضوع المقصود بالوصف ؛ لبيان قوته أو جماله ، أو قبحه .
(2) مُشَبَّه به : وهو الشيء الذي جئنا به نموذجاً للمقارنة ؛ ليعطي للمشبه القوة أو الجمال ، أو القبح ، ويجب أن تكون الصفة فيه أوضح وأقوى .
(3) ووجه الشبه : وهو الوصف الذي يُستخلص في الذهن من المقارنة بين المشبه و المشبه به ، أو هو الصفة المشتركة بين الطرفين المشبه و المشبه به .
(4) وأداة التشبيه : هي الرابط بين الطرفين .
أدوات التشبيه
1 - قد تكون حرفاً ، كـ (الكاف - كأنَّ) .
2 - قد تكون اسماً ، كـ (مثل - شبه - نظير ... ) .
3 - قد تكون فعلاً ، كـ (يحاكي - يشبه – يماثل -  يناظر – يضارع ...) .
  مثال  :-   محمد كـ   الأسد    في الشجاعة
: العلم كالشمس ينير الطريق
الشَّعر مثل الليل مسود   
الجندى يحاكى الأسد فى الشجاعة
مشبّه
أداة تشبيه
مشبّه به
وجه الشبه
محمد
كـ
الأسد
في الشجاعة
العلم
ك
الشمس
ينير الطريق
الشَّعر
مثل
الليل
مسود
الجندى
يحاكى
الأسد
فى الشجاعة

أنواع التشبيه :
 التشبيه ينقسم إلى خمسة  أنواع هى :-  
 1-  تشبيه مفصل              2  – تشبيه  مجمل       3  –  تشبيه  بليغ
  4    –  تشبيه تمثيلي            5 –  تشبيه  ضمني
أولاً :التشبيه المفصل :-
هو ما ذكر فيه أركان التشبيه الأربعة :
مثل : العلم ينير الطريق كالشمس
العلم( مشبه ) وينير ( وجه الشبه ) والأداة ( الكاف ) والشمس( المشبه به ).
مثل: الشَّعر مثل الليل مسود    -  الجندى يحاكى الأسد فى الشجاعة
ثانياً : التشبيه المجمل :- هو ما ذكر فيه ثلاثة أركان للتشبيه
وهو علي طريقتين إما حذف أداة التشبيه أو حذف وجه الشبه :
1- حذف أداة التشبيه : المؤمن أسد في القوة
        مثل: الإسلام شمس في الهداية
( الإسلام ) مشبه به و( شمس ) مشبه به و( الهداية ) وجه الشبه.
2- حذف وجه الشبه : المصري كالأسد       -  العلم مثل النور
( العلم ) مشبه و( الكاف ) الأداة و( النور ) مشبه به.
ثالثاً : التشبيه البليغ : -
هو التعبير الذي حذف منه أداة التشبيه ووجه الشبه معاً ويأتي علي عدة صور:
ملحوظة :- لايجوز حذف المشبه والمشبه به من التشبيه نهائيا وإلا خرج  من التشبيه إلى الا ستعارة
صور التشبيه البليغ :-
1- صورة المبتدأ والخبر : العلم  نور- الجهل والظلم ظلام –    الصوم جُنة
( العلم ) مشبه و(نور) مشبه به  ( وهما مبتدأ  وخبر )
الحياة التي نعيشها كتاب مفتوح للأذكياء
2- صورة الحال وصاحبها : وقف الجندي صخرة أمام العدو- تألق الشاعر نجمًا
(الجندي) مشبه و (صخرة) مشبه به وتعرب حالا
3- صورة المفعول المطلق : أسرع اللاعب إسراع الفهد – ألقيت القصيدة إلقاء الشاعر- انطلق الجندى انطلاق الأسد
(أسرع) مشبه , (إسراع) مشبه به ويعرب مفعولا مطلقا
4- إضافة المشبه إلي المشبه به : الله يهدي الضال بنور العلم- لبست ثوب العافية – ذاق الطفل ذل اليتم  ظلام الجهل- حبال الهوى – كتاب الحياة – كأس النجاح
(نور) مشبه به , ( العلم) مشبه
5 - اسم إن وخبرها : مثل : إنك شمس
الركنان الأساسيان في أركان التشبيه الأربعة هما : (المشبه والمشبه به) ، وإذا حُذِفَ أحدهما أصبحت الصورة استعارة ؛ فالاستعارة تشبيه بليغ حذف أحد طرفيه .
- أما أداة التشبيه ووجه الشبه فهما ركنان ثانويان حذفهما يعطي التشبيه جمالاً أكثر وقوة .
ثانياً : التشبيه المركب     
ô أنواع التشبيه المركب :        4 - التشبيه التمثيلى
  هو تشبيه صورة بصورة أوهيئة يهيئة ولا يكون وجه الشبه فيه مفردا بل صورة منتزعة من أشياء متعددة . مثلا: يدخل الطلاب الصف كتدفق السيل.
فقد شبهنا الطلاب بالماء، وحركتهم وتموجهم بحركة الماء وتموجه، ولا ننسى أن المشبه عدة صور فهناك طلاب وهناك صف وهناك المدخل أو الباب ويدخل فيه الطلاب

ôمثل : قول الله تعالى :
 (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ )  .
شبه الله سبحانه وتعالى هيئة الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ابتغاء مرضاته ويعطفون على الفقراء و المساكين بهيئة الحبة التي أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة ، والله سبحانه وتعالى يضاعف لمن يشاء .ووجه الشبه ليس صفة واحدة بل صورة وهيئة منتزعة من عدة صفات وهى أن الشئ القليل إذا وضع فى المكان المناسب نما وتكاثر وزاد أضعافا مضاعفة

ôقال تعالى في شأنِ اليهود :
(مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً ...)
حيث شبهت الآية حالة وهيئة اليهود الذين حُمَّلوا بالتوراة ثم لم يقوموا بها ولم يعملوا بما فيها بحالة الحمار الذي يحمل فوق ظهره أسفاراً (كتباً)، فهي بالنسبة إليه لا تعدو(لا تتجاوز) كونها ثقلاً يحمله
ووجه الشبه (الهيئة الحاصلة من التعب في حمل النافع دون فائدة..)
*مثال  قوله تعالى " مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح فى يوم عاصف "
            فهو تشبيه لحالة الكفار وأعمالهم الباطلة التى لافائدة لها بحال الرماد الذى يتطاير فى يوم عاصف ووجه الشبه هنا صورة منتزعة من عدة أشياء وهى أن الشئ بفائدته وليس بكثرته
*مثال قوله تعالى :-    مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى
            فهو يشبه حال المؤمنين فى ترابطهم وتعونهم ووحدة مشاعرهم بحال الجسد إذا تألم منه عضو شاركته بقية الأعضاء فى الألم ووجه الشبه هنا صورة منتزعة من عدة أشياء وهىالمشاركة
* و كقول علي الجارم في العروبة :
توحّد حتى صار قلباً تحوطه  *    قلوب من العُرْب الكرام وأضلع
حيث شبه هيئة الشرق المتحد في الجامعة العربية يحيط به حب العرب وتأييدهم بهيئة القلب الذي تحيط به
الضلوع ووجه الشبه الاتحاد والتكاتف

     وقال بشار بن برد في وصف المعركة :
كأن مثار النقع فوق رؤوسهم              وأسيافنا ليل تهوى كواكبه 
  فنجد أن الشاعر بشار بن برد يأتينا بصورة تخييلية يشبه لنا فيها صورة الغبار المتصاعد في أجواء المعركة – ولونه أسود –بينما تلمع السيوف وسطه- بيضاء مشرقة متهاوية –فوق رؤوس الأعداء .يشبه هذه الصورة بصورة أخرى أخرى مماثلة هي صورة الليل –الدامس المظلم –الذي راحت كواكبه تتهاوى –بيضاء ساطعة ..فوجه الشبه هنا مأخوذ من أمور متعددة هي:صورة الظلام والبياض والإشراق معا 
     المشبه : الغبار المثار في معمعة القتال يثيرها الجنود من راجل وفارس ، والسيوف اللامعة بأيدي المقاتلين وهي تسقط على رقاب الأعداء .
المشبه به : ليل دامس الظلام تتهاوى فيه أجرام سماوية لامعة تخطف الأبصار .
وجه الشبه : سقوط الشيء اللامع في جوانب شيء مظلم وتظهر الحركة فيها .
قال الشاعر يصف الشمس حين طلوعها :
ولاحت الشمس تحاكي عند مطلعها       مرآة تبر بدت في كف مرتعش
الشاعر يشبه الشمس أثناء بزرغها –وهي تبدو حمراء لامعة –بمرآة ذهبية حمراء ،وهي تضطرب في كف مرتعشة.
فلو تلمسنا وجه المشبه لما رأيناه مفردا في كلمة واحدة –الحال في التشبيهات السابقة –وإنما نراه ممثلا في صورة منتزعة في أمور متعددة.
فوجه الشبه هنا ليس هو اللمعان فقط ، ولا اللون الأحمر فقط ،ولا الاضطراب فقط ، وإنما هو صورة مركبة من اللون الاحمر الذهبي اللامع المضطرب معا ، وفي وقت واحد
2-   قال المتنبي يصف جيشا لسيف الدولة :
*مثال:-    يهزُّ الجيشَ حوَلكَ جانبيهِ   ***    كما نفضتْ جناحيها العقابُ
المشبه : الجيش المكون من ميمنة وميسرة يتحركان على جانبي سيف الدولة وفق أوامره يضطربان وفق تضاريس الأرض.
المشبه به : العقاب الذي يملك جناحين قويين يتحركان بكل قوة ومرونة وفق حاجة العقاب يمينا ويسارا .
المشبه به : القوة والعظمة والقدرة على السيطرة والتحكم لتحقيق الهدف المنشود .
قال ابن الرومي:
ما أنس لا أنس خبازا مررت به    ***   يدحو الرقاقة وشك اللمح بالبصر
ما بين رؤيتها في كفه كرة    ***    وبين رؤيتها قوراء كالقمر
إلا بمقدار ما تنداح دائرة     ***    في صفحة الماء ترمي فيه بالحجر.
المشبه:حال عجينة الرّقاقة في يد الخبّاز؛ تكون في أول أمرها كرة صغيرة ثم تنبسط وتستدير بسرعة.
المشبه به: حال دائرة في الماء ناشئة من إلقاء حجر فيه؛ تكون في أول أمرها صغيرة ثم تنداح سريعا.
وجه الشبه: صورة شيء يبدو في أول أمره صغيرا مستديرا ثم يأخذ في الاتساع والانبساط وشيكا.
أمثله آخرى للتشبيه التمثيلى
·       كأنهم والأعادي نصب أعينهم      سيل يفيض على أعدائهم عرم
·       كأنّك شمس والملوك كواكب       إذا طلعت لـم يبد منهنّ كوكب‏
                                  5 - التشبيه الضمنى
وهو تشبيه خفي لا يأتي على الصورة المعهودة ولايُصَرح فيه بالمشبه و المشبه به ، بل يُفْهم ويُلْمح فيه التشبيه من مضمون الكلام ، ولذلك سُمّي بالتشبيه الضمني ، وغالباً ما يكون المشبه قضية أو ادعاء يحتاج للدليل أو البرهان ، ويكون المشبه به هو الدليل أو البرهان على صحة المعنى .
باختصار التشبيه الضمني قضية وهي (المشبه) ، والدليل على صحتها (المشبه به) .
ôمثل : قال المتنبي في الحكمة :
                  من يهُن يسهُل الهوان عليه       مـا لجُـرحٍ بميّت إيـلامُ
ما سبق نلمح فيه التشبيه ولكنه تشبيه على غير المتعارف ، فهو يشبه الشخص الذي يقبل الذل دائماً ، وتهون عليه كرامته ، ولا يتألم لما يمسها ، بمثل حال الميت فلو جئت بسكين ورحت تقطع أجزاء من جسده ما تألم ولا صرخ ولا شكى ولا بكى ؛ لأنه فقد أحاسيس الحياة ، وبذلك يكون الشطر الثاني تشبيهاً ضمنياً ؛ لأنه جاء برهاناً ودليلاً على صحة مقولته في الشطر الأول.
ô قال ابن الرومي :
قَدْ يَشِيب الْفَتَى وَلَيْسَ عجيباً     أَنْ يُرَى النَّورُ فِى الْقَضِيبِ الرَّطيبِ                                          (النور : الزهر الأبيض- القضيب : الغصن)
يقول الشاعر : إن الشاب الصغير قد يشيب قبل أوان الشيب ، وهذا ليس بالأمر العجيب، وليدلل على صحة مقولته أتى لنا بالدليل و هو أن الغصن الغض الصغير الذي مازال ينمو قد يظهر فيه الزهر الأبيض، فهو لم يأْت بتشبيه صريح ولم يقل : إن الفتى وقد وخطه الشيب كالغصن الرطيب حين إزهاره ، ولكنه أتى بذلك ضمناً .
*كقول أبى فراس الحمدانى: -  تهون علينا فى المعالى نفوسنا    ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهر
فهو شبه حالهم فى طلب المعالى واسترخاص كل شئ فى سبيلها حتى النفوس بحال من يخطب الحسناء فلا يضن عليها بكثرة المهر مهما بلغ
كقول المتنبي :
مثال  :- وما أنا منهم بالعيش فيهم        ولكن معدن الذهب الرغام
لما ادعى أنه ليس منهم مع إقامته بينهم، وكان ذلك يكاد يكون مستحيلا في مجرى العادة، ضرب لذلك المثل بالذهب، فإن مقامه في التراب، وهو أشرف منه
مثال :   -   لا تنكري عطَل الكريم من الغنى       السيل حرب للمكان العالي
يريد الشاعر أن يقول لمن يخاطبها : لا تنكري خلو الرجل الكريم من الغني ، فإن ذلك ليس غريباً ، لأ قمم الجبال - وهي أعلى الأماكن - لا يستقر فيها ماء السيل .

أمثلة على التشبيه الضمنى :-
·       ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها     إن السفينة لا تجرى على اليابس
·       (1) قال البحترى :
·       ضَحوكٌ إلى الأَبطال وهْوَ يَروعُهم       وللسَّيفِ حدٌّ حين يسْطُو وروْنَقُ
·       (2) وقال المتنبي :
·       ومن الْخَيْرِ بطءُ سَيْبِكَ عنِّى          أَسْرَعُ السُّحْبِ فى المسِيرِ الْجَهَام
·       (3) وقال :
·       لاَ يُعْجِبَنَّ مَضِيماً حُسنُ بِزّتِه        وهلْ يروق دَفيناً جوْدة الكَفَن
·       (4) وقال : ومَا أَنا مِنْهُمُ بالعَيشِ فيهمْ         وَلكِنْ معْدِن الذهبِ الرَّغامُ
·        (5) وقال أبو فراس : سَيذْ كُرنى قَوْمى إِذَا جدَّ جِدُّهمْ     وفِى اللَّليْلَة الظَّلْماءِ يُفْتَقَدُ الْبَدْر
·       تَزْدَحِمُ القُصَّادُ فِى بابِهِ           والمنْهلُ العَذْبُ كثيرُ الزحام
·       قال أَبو الطيب : فإِنْ تَفقِ الأَنام وأَنت مِتْهمْ    فإِنَّ المسْكَ بعضُ دمِ الغَزال
% تذكر :  
التشبيه الضمني لا تذكر فيه أداة التشبيه أبداً ، بينما التشبيه التمثيلي غالباً تذكر فيه أداة التشبيه " مثل " .
ô سر جمال التشبيه: (التوضيح أو التشخيص أو التجسيم) .
أغراض التشبيه
1  - التشخيـــص  : إذا كان المشبه جماد أو غير عاقل والمشبه به إنسان.أي أعطى صفة الإنسان لما ليس بإنسان .
مثل: تتلألأ الزهرة كعروس ليلة زفافها. 
شبهت الزهرة بعروس ليلة زفافها هذا تشبيه مجمل وسر جماله .
أو الغرض منه التشخيص
2 ) التجسيـــــم :
 إذا كان المشبه شئ معنوي (غير مادي) والمشبه به شيء مادى محسوس.
مثل: العلم نور. شبه العلم بالنور . هذا تشبيه بليغ وسر جماله أو الغرض منه التجسيم.
3 ) التوضيـــــــح :
 إذا لم يكن هناك تجسيم أو تشخيص. ويكون التوضيح لبيان صفة المشبه و حاله .
مثل:  كأنك شمس والملوك كواكب  *   إذا طلعت لم يبد منهم كوكب
هذا تشبيه تمثيل وسر جماله أو الغرض منه توضيح وبيان حال الممدوح بالنسبة إلى غيره من الملوك0
                                                          تدريبات
ôبيِّن نوع التشبيه فيما يأتي :
1- قال الله تعالى : ( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً)
10 - كأنّك شمس والملوك كواكب   *  إذا طلعت لـم يبد منهنّ كوكب‏
11 - كأنّ مشيتها مـن بيت جارتها   *   مـرُّ السحابة لاريث ولا عجل‏
12 - العلم في الصغر كالنقش في الحجر .
13 - قالَ رسولُ الله - 
صلى الله عليه وسلم  -: " مَثَلُ المؤمنينَ في تَوَادِّهِمْ وتَرَحُمِهِمْ وتَعَاطُفِهِم كَمَثَلِ الْجَسَدِ ، إذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لهُ سَائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والحُمَّى ".
.22- كأنهم والأعادي نصب أعينهم   *    سيل يفيض على أعدائهم عرم
23- قال الفرزدق : والشَّيْبُ ينْهضُ في الشبابِ   *   كأنَّهُ ليلٌ يصيحُ بِجَانِبَيْهِ نَهـارُ
24-للأعشى : غَراءُ فَرعاءُ مَصْقولٌ عَوارِضها    *   تَمشي الهُوَيْنا كما يَمشي الوجي الوَحِلُ
25 - قال أبو فراس : سَيذْ كُرني قَوْمي إِذَا جدَّ جِدُّهمْ      *   وفِى اللَّليْلَة الظَّلْماءِ يُفْتَقَدُ الْبَدْر
.
الاستعـــارة
الإستعارة :-  هى استعمال كلمة بدلا من كلمة آخرى لعلاقة المشابهه مع وجود القرينة الدالة على هذا الاستعمال المانعة من ارادة المعنى الأصلى  - فلو قلت ( رأيت أسدا ) لكان المقصود أنك رأيت اسدا حقيقيا لأنه لاتوجد قرينة تدل على أنه رجل شجاع ولكن لو قلت ( رأيت أسدا يطلق النار على الأعداء )
فكلمة ( يطلق النار على الأعداء  ) قرينة مانعة من أنه ليس أسدا حقيقيا بل هو رجل شجاع فاستعرت كلمة الأسد من معناها الأصلى للمعنى الاستعارى بدليل هذه القرينة
فقولنا (  رأيت أسدا يطلق النار على الأعداء ) تشبيه للرجل الشجاع بالأسد ولكن الرجل الشجاع محذوف هنا وجئنا بشئ يدل عليه وهو ( يطلق النار على الأعداء  ) فالمشبه ( الرجل الشجاع ) حذف وصرح بالشبه به الأسد على سبيل الاستعارة التصريحية فهي تشبيه حذف أحد طرفيه فاصبح استعارة
 فالاستعارة  : - هي تشبيه حذف أحد طرفيه  مع وجود القرينة الدالة على ذلك فلو :
1-   حذفنا المشبه وصرحنا بالمشبه به كانت  ( استعارة تصريحية )
2-   حذفنا المشبه به وصرحنا بالمشبه كانت  ( استعارة مكنية      )
3-   وإذا شبهنا حالة بحالة وحذفنا الحالة المشبهه وابقينا الحالة المشبهه بها كانت ( استعارة تمثيلية
وهي ثلاثة أنواع :_
1-    مكنية     و2  -   تصريحية    و   3-   تمثيلية :

أولا  الاستعارة المكنية :-
وهي ما حذف فيها المشبه به، ودل عليه بشئ من صفاته مع بقاء المشبه ( وسميت مكنية لأن المشبه به مختفى ومكنى  عنه بشئ يدل عليه ) ،
·       مثل : حدثني التاريخ عن أمجاد أمتي         فشعرت بالفخر والاعتزاز .
 (فالدليل على أنها استعارة : أن التاريخ لا يتكلم).استعارة مكنية شبه التاريخ بإنسان يتحدث وحذف المشبه به  الإنسان وصرح بالمشبه على سبيل الاستعارة المكنية
·       ومثل ماسبق : طار الخبر في المدينة .. استعارة مكنية فلقد صورنا الخبر بطائر يطير ، وحذفنا الطائر وأتينا بصفة من صفاته (طار) ، (فالدليل على أنها استعارة : أن الخبر لا يطير)فهو  الاستعارة المكنية
·       يهجم علينا الدهر بجيش من أيامه ولياليه - وتبنى المجد يا عمر بن ليلى - صحب الناس قبلنا ذا الزمانا-  شاكٍ إلى البحر ..    بين الاستعارة بنفسك .
ومثال ذلك من القرآن الكريم قوله تعالى:
(ولَمّا سكتَ عَن موسى الغَضَبُ أخَذَ الألواحَ وفي نُسخَتِها هُدىً وَرَحمةٌ...).
فقد شبهت  الآية (الغضب) بإنسان هائج يلح على صاحبه باتخاذ موقف المنتقم الجاد، ثم هدأ فجأة، وغير موقفه، وحذف المشبه به على سبيل الاستعارة المكنية
مثل  قوله تعالى:
(والصُّبح إذا تَنَفَسَ). شبه الصبح بإنسان يتنفس
وقد ذكر المشبه وهو الصبح، وحذف المشبه به وهو الإنسان، على سبيل  الاستعارة مكنية.
أمثلة على الاستعارة المكنية :-
1-قال تعالى : " واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا "
فقد شبهت الآية الذل بطائر له جناح وحذف المشبه به الطائر وصرح بشئ من لوازمه جناح على سبيل  الاستعارة مكنية.
1-   قال تعالى: " رب إنى وهن العظم منى واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا "
فقد شبه اشتعال الشيب بالرأس بالنار وحذف المشبه به النار وصرح بشئ من لوازمه اشتعل على سبيل  الاستعارة مكنية.
2-   قال الأعشى يصف انتصار العرب على الفرس
قالوا البقية والهندى يحصدهم       ولا بقية إلا السيف فانكشفوا
فقد شبه الأعداء وهم يتساقطون تحت ضربات السيوف بالزرع الذى يحصد وحذف المشبه به الزرع وصرح بشئ من لوازمه الحصد على سبيل  الاستعارة مكنية.
3-   وإذا المنية أنشبت اظفارها          ألقيت كل تميمة لاتنفع 
فقد شبه المنية وهى الموت بالوحش الذى يفترس وحذف المشبه به الوحش وصرح بشئ من لوازمه أظفارها  على سبيل  الاستعارة مكنية.
4-وإني امرؤ أعددت للحرب بعدما            رأيت لها نابا من الشرّ أعضلا.
شبه الحرب بوحش له ناب وحذف المشبه به الوحش وصرح بالمشبه على سبيل  الاستعارة مكنية.
5-قال الشاعر:
وإِذا العناية ُ لاحظتْك عيونُها      …نَمْ فالمخاوِفُ كلُّهُنَّ أَمانُ
6- وقال أَبو العتَاهِية يهنِّئُ المهدي بالخلافة:    أتتْهُ الخِلاَفَةُ مُنْقادَةً ..   . إلَيْهِ تُجَرِّرُ أذْيالَها
7- وقال المتنبي وقد قابله مَمْدُوحُهُ وعانقَه :
فلم أرَ قَبلي مَن مَشَى البحرُ نحوَه ...   ولا رَجُلاً قامَتْ تُعانِقُهُ الأُسْدُ
8- يقول البحترى فى وصف الربيع :
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا       من الحسن حتى كاد أن يتكلما
9- تقول الخنساء :
ترى الحمد يهوى إلى بيته       يرى أفضل الكسب أن يحمدا
10- قال ابن المعتز :
جمع الحق عندنا فى إمام               قتل البخل وأحيا السماحا
ومزنة سال من أجفانها المطر        فالروض منتظم والقطر منتشر
11- قال عنترة :
يا طائر البانى قد هيجت أحزانى       وزدتنى طربا يا طائر البان
وفى الحرب العوان ولدت طفلا        ومن لبن المعامع  قد سقيت
12- يقول النابغة : فهم يتساقون المنية بينهم         بأيديهم بيض رقاق المضارب
ثانيا الاستعارة التصريحية :-
وهي ما صرح فيها بلفظ المشبه به وحذف  المشبه
مثل : عبر أسودنا قناة السويس وحطموا خط بارليف
فاننا نريد ان نعبر على شجاعة الجنود المصريين فشبهناهم بالأسود ولكننا حذفنا المشبه الجنود وصرحنا بالمشبه به الأسود على سبيل الاستعارة التصريحية
مثل  قوله تعالى:
(كِتابٌ أنزلناهُ إليكَ لِتُخرجَ الناسَ مِنَ الظُلماتِ إلى النُّورِ...).
ففي هذه الآية استعارتان في لفظي: الظلمات والنور، لأن المراد الحقيقي هو: الكفر  والإيمان ،فقد شبه الكفر بالظلمات وشبه الإيمان بالنور وحذف المشبه الكفر والإيمان وصرح بالمشبه به على سبيل الاستعارة التصريحية
 مثل  قوله تعالى:" واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا "
فالآية دعوة للتمسك بالدين والاتحاد تحت رايته ولكنها لم تصرح بلفظ الدين وذكرت حبل الله على سبيل الاستعارة التصريحية حيث شبه الدين بالحبل وحذف المشبه وصرح بالمشبه به استعارة التصريحية
مثل . طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
شبه الرسول بالبدرفى الهداية والإشراق والجمال، وحذف المشبه وصرح بالمشبه به على سبيل الاستعارة التصريحية والقرينة حالية أو "من ثنيات الوداع".
أمثلة على الاستعارة التصريحية :-
1-   قال المتنبى يصف دخول الروم على سيف الدولة :
وأقبل يمشى فى البساط فما درى    إلى البحر يمشى أم إلى البدر يرتقى
فقد شبه المتنبى سيف الدولة بالبحر فى الكرم  وبالبدر فى الرفعة والإشراق ولكنه حذف المشبه سيف الدولة وصرح بالمشبه به البحر والبدر على سبيل الاستعارة التصريحية
2-   قال الحطيئة يستعطف عمر بن الخطاب ليخرجه من السجن
ماذا تقول لأفراخ بذى مرخ         زغب الحواصل لا ماء ولا شجر
ألقيت كاسبهم فى قعر مظلمة       فاغفر عليك سلام الله يا عمر
فقد شبه الشاعر أطفاله الصغار بالأفراخ المحتاجين إلى الرعاية وحذف المشبه وصرح بالمشبه به على سبيل الاستعارة التصريحية ( قعر مظلمة ) استعارة تصريحية حيث شبه السجن ببئر له قعر مظلم
3-   قال المتنبي مادحا سيف الدولة، وقد رأى سحابة:
تعرض لي السحاب وقد قفلنا      فقلت إليك، إن معي السحابا
** شبه المتنبي سيف الدولة بالسحاب، ثم حذف المشبه سيف الدولة، وصرح بلفظ المشبه به فالاستعادة تصريحية.
4-   يقول شوقى عن عمر المختار :
يا ويحهم نصبوا منارا من دم      يوحي إلى جيل الغد البغضاء
** شبه أحمد شوقي (عمر المختار) بالمنارة على سبيل الاستعارة التصريحية.
5-   قال يزيد بن معاوية:
قد خلفتني طريحا وهي قائلة:            تأملوا كيف فعل الظبي بالأسد
وأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت     وردا وعضت على العناب بالبرد
**شبه الدمع باللؤلؤ. ** شبه العيون بالنرجس. ** شبه الخدود بالورد. ** شبه الأنامل بالعناب.
** شبه الأسنان بالبرد. على سبيل الاستعارة التصريحية.
 مثل : نسي الطين ساعة أنه طين        حقير فصال تيها وعربد  ..                                      شبه الشاعر الإنسان بالطين ثم حذف المشبه(الإنسان) وذكر المشبه به (الطين)على سبيل الاستعارة التصريحية .
-         إذا الشعب يوما أراد الحياة      فلابد أن يستجيب القدر
-         ولابد لليل أن ينجلى              ولابد للقيد أن ينكسر
-         يقول ابن الرومى :   توخى حمام الموت أوسط صبيتى       فلله كيف اختار واسطة العقد
يقول المتنبى :       هذا عتابك إلا إنه مقة           قد ضمن الدر إلا انه كلم
يقول أبو فراس الحمدانى :   تكاد تضئ النار بين جوانحى     إذا هى اذكتها الصبابة والفكر
ثالثا  - الاستعارة التمثيلية :
يقسّم البلاغيون الإستعارة من جهة الإفراد والتركيب إلى قسمين: مفردة، ومركبة.
الاستعارة المفردة: وهي ما كان المستعار فيها لفظاً مفرداً، كما هو الحال في الإستعارة التصريحية والمكنيّة، وقد سبقت الإشارة إليهما.
الاستعارة (المركبة) التمثيلية: وهي ما كان المستعار فيها مثلاً، أو تركيباً، استعمل في غير ما وضع له مع وجود علاقة مشابهة بين المستعار منه والمستعار له. وهذا النوع من الاستعارة فيه روائع التعبير الفني يستخدمه الأديب عن طريق قول مأثور، أو حكمة، أو مثل مضروب.

هي التي يصرح فيها بذكر المشبه به على أن يكون صورة مركبة من أشياء والاستعارة التمثيلية قريبة من التشبيه التمثيلي غير أن المشبه فيها محذوف مع أداة التشبيه.
مثال"1": أراك تقدم رجلاً وتؤخر أخرى:
ونعني بذلك أن حالة في تردده في الإقدام على أمرٍ ما حال من يقدم رجلاً ويؤخر أخرى.
فالمشبه به مصرح به وهو (من يقدم رجل ويؤخر أخرى ) والمشبه محذوف ونقدره ( الإنسان المتررد )
والفرق بين الاستعارة التمثيلية والتصريحية وحود صور متعددة في الاستعارة التمثيلية أما الاستعارة التصريحية فتقتصر على صورة واحدة.
مثال آخر : قول الشاعر
من يك ذا فم مر مريض *   يجد مرا به الماء الزلالا
تم تشبيه حال الذام للشاعر في عدم تذوقهم شعره بحال المريض الذي لا يستسيغ الماء الزلال،
تأمّل الأمثلة التالية:
قال الله تعالى: ﴿يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ﴾
هؤلاء هم اليهود، الذين أمرهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالجلاء عن المدينة، فصاروا يخربون بيوتهم قبل الخروج منها، ولكن هذا التعبير يمكن أن يطلق على كلِّ حالة تشبه الحالة التي قيل فيها لأوّل مرة، فمثلاً، ربُّ الأُسرة، الذي يبذّر أمواله فيما لا نفع فيه لأسرته، ويترك ما فيه تربيتهم وسعادتهم, تقول عنه ﴿يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ كأنّما صارت العبارة مثلاً يطلق على كل حالة تشبه الحالة التي قيل فيها من قبل، فالتعبير يشبّه حالاً بحال، حال ، أو من يترك تدبير شؤون أُسرته، بحال من يخرب بيته بيده،
قال المتنبي:
إذا رأيتَ نيُوب الليث بارزةً        فلا تظنَّنَّ أنّ الليثَ يبتسمُ
يقول المتنبي: إذا رأيت الأسد، فاغر الفم، بارز الأنياب، فلا تظنَّ أنه يبتسم لك، فلو ظننت ذلك، فأنت مقضيٌ عليك، وهذا المعنى تُشبّه به حال من يخدعك مظهره عن حقيقة أمره، وعندئذٍ يكون استعمال اللّيث في مثل هذه الحال مجازاً، وقد نقل التركيب الدال على المشبّه به، للمشبّه على سبيل الاستعارة التمثيلية، والعلاقة بين الطرفين المشابهة، وهي ظهور الأنياب لغير الضحك، والقرينة حالية.
قال الشاعر:
أُعلّمه الرِّماية كلَّ يومٍ         فلما اشتدَّ ساعدُه رماني
يقول الشاعر: إنّه يعلّم الرماية بالسهام لمن يتوقع معاونته والوقوف إلى جانبه، ولكن ما إنْ أتْقَنْ هذا التلميذ الجاحد الرماية حتى وجه سهامه إلى معلمه، ويقال هذا المعنى حينما يريد أن يشبّه حال مَن يأخذ بيد إنسان ويعلمه ويدرّبه على أمور تنفعه في حياته، فلا يلبث أن ينقلب عليه مستخدماً ما تعلّمه في الكيد لأُستاذه وولي نعمته. والعلاقة بين الطرفين هي المشابهة كما هو واضح.

روي عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يلدغ المؤمن من جُحرٍ مرتين"
لحديث الشريف، تجده سار مسار الأمثال، فقد شبهت به حال من يخطئ مرة، ويستفيد من هذا الخطأ، فلا يعود ثانية إليه، بحال المؤمن الذي لدغ مرة من ثعبان مختبئ في حجره فلم يَعُد يقترب من الجحر أو من غيره ثانية، فتقول لهذا الإنسان: لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين. والحديث لا يريد هذا المعنى بل قصد المعنى المجازي الذي بيّناه.
امثلة على الاستعارة التمثيلية :
1- إنَّك لا تَجْني من الشَّوْكِ العنبَ.
2- يبتغي الصَّيْدَ في عرِّيسَة الأسد
3- أنت تضرب في حديد بارد.
4- هو يبني قصوراً بغير أساس.
5- المورد العذب كثير الزحام.
6- اعقلها وتوكل.
7- لكل جواد كبوة
8-رجع بخفي حنين
9-سبق السيف العذل
10-فمن يزرعِ الشوك يجنِ الجراح،
11-قال المتنبي:
غاض الوفاء فما تلقاهُ في عِدّة ٍ           وأَعْوز الصّدقُ في الأخبار والقسمِ
12-قال البحتري:
إذا ما الجرحُ رُمَّ على فَساد ٍ               تبيّن فيه إهمال الطّيبِ
13-وقال الشاعر:
متى يبلغُ البنيانُ يوماً تمامَهُ                إذا كنت تبنِيهِ وغيرُكَ يهدمُ
س/ أيهما أكثر بلاغة: التشبيه، أم الاستعارة؟ ولماذا؟
الاستعارة أقوى من التشبيه؛ لأنها تقوم على تناسي التشبيه، فيتصور الأديب أن المشبه هو المشبه به والعكس، وهذا يجعل الاستعارة أقوى في التشبيه وأشد في الانفعال.
** سر جمال الاستعارة: للاستعارة سر جمال يتحدد على أساس طرفي التشبيه من المادية والمعنوية:       وهى مثل التشبيه         ( التشخيص – التجسيم – التوضيح).








 





الكناية : تعبير يقال ويراد لازم معناه مع جواز إرادة المعنى الأصلي بمعنى لو قلنا " مصر كثيرة الأسلحة " فما نقصده هو ما يلزم عن ذلك القول من أن مصر قوية مع جواز أن نقصد كثرة الأسلحة بالفعل وعندما نقول : فلان بيته مفتوح دائما فنحن نريد ان نقول انه يتصف بصفة الكرم مع جواز إرادة المعنى الأصلى وهو أن البيت مفتوح لسبب أخر مثل عدم وجود الباب مثلا
مثال آخر: قال تعالى (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ)
لو تأملنا الآية السابقة نجد أن المقصود من هذه الآية ليس المعنى الحقيقي وهو عض اليدين، وإنما يقصد: (الندم الشديد) حيث إن من ظلم نفسه بكفره بالله ورسوله ولم يستجب لدعوة الإيمان يرى مصيره المرعب يوم القيامة فيندم على ما كان منه في الحياة في وقت لا ينفع فيه الندم ، فيعض على يديه
 وللكناية أنواع ثلاثة :-
1-    كناية عن صفة                      2- كناية عن موصوف             3- كناية عن نسبة
أولا  -  الكناية عن صفة :
هى التي يكنى فيها عن صفة لازمة لمعناه (كالكرم  -  العزة  -  القوة  -  الكثرة ...)
مثال : قال تعالى (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ)                                  مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ كناية عن صفة البخل                   تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ كناية عن صفة التبذير
فلان ألقى سلاحه   (كناية عن صفة  الاستسلام) .
مثل قول  الخنساءِ
طويلُ النِّجادِ رَفِيعُ العِمَادِ          كثيرُ الرَّمَادِ إذا مَا شَتَا
َقَد وَرَدَ فِي بيتِ الخَنْسَاءِ ثلاثَةُ أوصَافٍ لصَخْرَ هي: طويلُ النِّجادِ, ويَعنِي فِي الأصلِ أنَّ مَحمِلَ سيفِهِ طويلٌ،فهى كناية عن صفة الطول  ورَفِيعُ العِمَادِ, ويَعنِي فِي الأصَلِ أنَّ عَمودَ بَيتِهِ مرتَفِعٌ،كناية عن صفة  ارتفاع المنزلة  وكثيرُ الرَّمَادِ, ويَعنِي فِي الأصلِ أنَّ مُخَلَّفَاتِ نارِهِ كثيرةٌ.كناية عن صفة الكرم
- للبارودي وهو يتحدث عن الخديو إسماعيل :
        يَوَدُّ الفتَى أنْ يجمعَ الأرضَ كُلَّها إليه       ولمَّا يَدْرِ ما اللهُ صانِعُ
البيت صفة الطمع  والفتى كناية عن موصوف وهو الخديو إسماعيل
ثانيا  الكناية عن موصوف : وهى التي يكنى فيها عن ذات أو موصوف (العرب  -  اللغة  -  السفينة) وهى تفهم من العمل أو الصفة أو اللقب الذي انفرد به الموصوف .
*مثال :(فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ )  كناية عن سيدنا يونس .وهو موصوف  
*قال الشاعر : يا ابنة اليم ما أبوك بخيل   ماله مولعا بمنع وحبس     كناية عن السفينة .وهى موصوف  
: يقولُ الشَّاعرُ:
الضاربين بِكُلِ أَبيضَ مِخْذَمٍ      وَالطاعِنين مَجامِعَ الأَضغان
أرادَ الشَّاعرُ أنْ يَصِفَ ممدوحِيهِ بأنَّهم يطعنونَ القلوبَ وقتَ الحَربِ, فانصَرَفَ عَنِ التَّعبِيرِ بالقلوبِ إِلَى مَا هُوَ أملحُ وأوقَعُ فِي النَّفسِ وهُوَ "مجامعُ الأضغانِ", لأنَّ القلوبَ تُفهمُ مِنهُ, إذ هِيَ مُجتَمَعُ الحِقْدِ والبُغْضِ والحَسَدِ وغيرِهَا. ولَا يَخفَى أنَّ مَا أرادَ الشَّاعِرُ أنْ يَكْنِيَ عَنهُ لَيسَ صِفَةً, لأنَّه صَرَّحَ بِتِلكَ الصِّفَةِ فِي كَلَامِهِ, وإنَّما أرَادَ المَعنَى البَعيدَ, فذَكَرَ صِفَةً مُختَصَّةً كانًتْ كِنَايَةً عَنِ المَوصُوفِ
ثالثا  الكناية عن نسبة : وهى التي يصرح فيها بالصفة ولكنها تنسب إلى شئ متصل بالموصوف (كنسبته إلى الفصاحة  -  البلاغة  -  الخير) حيث نأتي فيها بصفة لا تنسب إلى الموصوف مباشرة بل تنسب إلى شيء متصل به ويعود عليه .
*مثال : قال الشاعر : أبو نواس في مدح والي مصر :
    فما جازه جود ولا حل دونه     ولكن يسير الجود حيث يسير
فقد نسب الجود إلى شيء متصل بالممدوح وهو المكان الذي يوجد فيه ذلك الممدوح .
*مثال : الفصاحة في بيانه والبلاغة في لسانه  
كناية عن نسبة هذا الشخص إلى الفصاحة ؛ لأنها في بيانه وإلى البلاغة ؛ لأنها في لسانه .
ج- يقولُ زيادٌ الأعجمُ فِي مدحِ عبدِ اللهِ بنِ الحَشْرَجِ:
إِنَّ السَّماحَةَ وَالمُروءَةَ وَالنَّدى       في قُبَّةٍ ضُرِبَت عَلى ابنِ الحَشرَجِ
فَقَد أرادَ الشَّاعِرَ - هنَا - أنْ يَنسِبَ إلَى ممدوحِهِ سَمَاحَةَ النَّفسِ والمروءةَ والنَّدى, فَعَدَلَ عَن نِسبَتِهَا إليهِ مباشرةً, وتَرَكَ التَّصريحَ بالاسمِ بأنْ يقولَ: "ابنُ الحشرجِ مختصٌّ بِهَا" بَلْ نسبَ إِلَى مَكانِهِ وهُوَ القبَّةُ المضروبَةُ عَليهِ, وقَالَ: إنَّ هَذِهِ الصِّفاتِ فِي القبَّةِ الَّتي ضُرِبَتْ عَلَيهِ: ونسبَةُ الصِّفاتِ إلَى القبَّةِ تَستَلزِمُ نسبتَهَا إلَى المَمدُوحِ, فالانتقالُ مِنْ جهةِ أنَّه إذَا أثبتَ الأَمرَ فِي مَكَانِهِ فَقَد أثبتَ له.
*. وقول البحتريَِّ:
أو ما رأيتَ المجْدَ ألقى رحلَهُ           في آل طلحةَ ثمَّ لم ْ يتحوَّلِ
 وذلك في الكنايةِ عن نسبةِ الشرف إلى آل طلحةَ.
الأمثلة
نوع الكناية
كناية عن
- إذا بلغ الرضيع لنا فطاما              تخر له الجبابرله  ساجدينا
- فالخيل والليل والبيداء تعرفني       والسيف والرمح والقرطاس والقلم
- يهوى السياح زيارة مصر  
وما يك فيّ من عيب فإني جبان       الكلب مهزوم الفصيل
وفي الحرب العوان ولدت طفلا          ومن لبن المعامع قد سقيت
كناية عن صفة
القوة
الشهرة
كثرة أثارها
الكرم
الشجاعة
- وبناة الأهرام في سالف الدهر         كفوني الكلام عند التحدي
: يا بْنَةَ اليَمِّ ما أبوكِ بَخِيلٌ          مَالَهُ مُولَعًا بمَنْعٍ وحَبْسِ ؟
- "وحملناه على ذات ألواح ودسر
- " لتنذر أم القرى"
- يَوَدُّ الفتَى أنْ يجمعَ الأرضَ كُلَّها             إليه ولمَّا يَدْرِ ما اللهُ صانِعُ
قوم ترى أرماحهم يوم الوغى               مشغولة بمواطن الكتمان
فلما شَربناها ودَبَّ دبيبُها إلى     مَوْضع الأسْرار قلتُ لها قفي

كناية عن موصوف
الفراعنة
السفينة
السفينة
مكة
الخديوى
القلب
القلب
- فما حازه جود ولا حل دونه         ولكن يسير الجود حيث يسير
- بين برديك يا صبية كنز             من نقاء معطر معشوق
- وبعينيك يا صبية حزن               ساهم اللمح مستطار البريق
- الجود بين ثيابه                      والمجد حول ركابه
اليمــــن يتبــــع ظلــــه            والمجد يمشي في ركابه

كناية عن نسبة
الجود
الطهر
الحزن
الجود والرفعة

تأمل الجدول السابق تلاحظ ما يلي : -
1- يظهر من الأمثلة أن سر جمال الكناية أنها تأتي بالمعنى مصحوبا بالدليل عليه
2- كناية عن صفة يكون الهدف منها الاستدلال على وجود صفة ما مع عدم ذكر هذه الصفة مباشرة في العبارة
3- الكناية عن الموصوف يذكر فيها المتكلم أحد صفات الموصوف ويقصد الموصوف نفسه
4- الكناية عن نسبة يذكر فيها الصفة والموصوف ولكن لا تنسب تلك الصفة إلى الموصوف مباشرة.
5- الكناية تختلف من بيئة لأخرى فما يكنى به عن شيء في بيئة معينة قد لا يكنى به عن نفس الشيء في بيئة أخرى فقد يكنى بكثرة الخيول عن القوة في البيئة الجاهلية لكن لا يكنى بها عن القوة في العصر الحديث " عصر الطائرات والمدمرات "
بين الكناية فيما يأتي واشرحها مبينا سر جمالها:
- لا يفخرون إذا نالوا عدوهم              وإن أصيبوا فلا خور ولا جُزُعُ
-لا ينزل المجد الا فى منازلنا                كالنوم ليس له مأوى سوى المقل
- إذا ما غزوا بالجيش حلق فوقهم           عصائب طير تهتدى بعصائب
- وقال في مدح كافور:
إنّ في ثَوْبِكَ الذي المَجْدُ فيهِ            لَضِيَاءً يُزْري بكُلّ ضِيَاءِ
قال الشاعر:
وما يك فيّ من عيب فإني جبان       الكلب مهزوم الفصيل
فهنا كنايتان كلاهما عن الكرم، الأولى : جبان الكلب والمقصود أن الكلب إذا تعود كثرة الضيفان فإنه يترك النباح وبهذا نستدل على أن المراد ليس الصفة المذكورة بل المقصود الكرم، والثانية : مهزول الفصيل والمقصود أنه من كثرة الضيفان وما يشربون من اللبن أو ما يتسببون به من ذبح لأم الفصيل لإطعامهم يحصل بذلك هزال وضعف للفصيل.
قال المتنبي : فمساهم وبسطهم حرير      وصبحهم وبسطهم تراب
فالشطر الأول : كناية عن العز وهي كناية عن صفة، والشطر الثاني كناية عن الذل والفقر وهي كناية عن صفة أيضاً وإليك عدداً من الكنايات:
كقول شوقي:
ولي بين الضلوع دم ولحم      هما الواهي الذي ثكل الشباب
فقوله (بين الضلوع دم ولحم) كناية عن موصوف وهو ( القلب) ولعلك تلحظ أن الموصوف لم يذكر وإنما ذكرت الصفة الدالة عليه وهي الدم واللحم والنسبة وهي كونه بين الضلوع.
. مثل قول الشاعر :
بيض المطابخ لا تشكو ماؤهم       طبخ القدور ولا غسل المناديل
كنية عن صفة البخل .
مثال ... قول الخنساء :
طويل النجاد رفيع العماد        ساد عشيرته أمــــرادا
أرادت الخنساء أن تصف أخاها بالشجاعة والكرم والنبوغ المبكر فعدلت عن تصريح هذه الصفات
إلى الكناية عنها .
أ ) طويل النجاد : لأن طول حمالة السيف ( النجاد ) يستلزم طول صاحبه ،ويلزم من طول الجسم قوة صاحبه .
ب) رفيع العماد : العماد هو العمود الخشبي الذي يحمل الخيمة وكلما كان طويلاً دل على عظمة مكانة صاحبه
ج) أمردا : أي لم تنبت لحيته بعد ، وهذا دليل على زعامته لقومه مبكراً .
مثل قول الشاعر في فضل كلية دار العلوم للغة العربية بجامعة القاهرة :
وجدت فيك بنت عدنان      داراً ذكرتها بداوة الأعراب
بنت عدنان : كناية عن موصوف وهي اللغة العربية .
:    س1 : كيف أفرق بين الكناية والاستعارة ؟
جـ : الفرق أن في الاستعارة هناك قرينة تمنع وجود المعنى الحقيقي، فحين أقول: رأيت أسداً يحكي بطولاته ، فـ( أسد ) هنا استعارة، والقرينة (يحكي) وهذه القرينة مانعة لإرادة المعنى الحقيقي ، فلا يوجد أسد يحكي أو يتكلم ، بينما في الكناية لا توجد قرينة تمنع وجود المعنى الحقيقي،









 








المجاز المرسل :-
* هو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له لعلاقة غير المشابهة ، ويجب أن تكون هناك قرينة تمنع المعنى الأصلي للفظ .
*أو هو كلمة لها معنى أصلي لكنها تستعمل في معنى آخر على أن يوجد علاقة بين المعنيين دون أن تكون علاقة مشابهة ، وتعرف تلك العلاقة من المعنى الجديد المستخدمة فيه الكلمة .
* مثال لذلك : " قبضنا على عين من عيون الأعداء" فلفظ عين هنا ليس المقصود منها العين الحقيقية وإنما المقصود منها الجاسوس ، و القرينة التي تمنع المعنى الأصلي للفظ هنا أنه لا يمكن القبض على العين فقط دون بقية جسد الجاسوس !
س1 : لماذا سمي المجاز بالمجاز المرسل ؟
جـ : سمي المجاز بالمجاز المرسل ؛ لأنه غير مقيد بعلاقة واحدة ، كما هو الحال في الاستعارة المقيدة بعلاقة المشابهة فقط ، ولأن علاقاته كثيرة .
* وعلاقات المجاز المرسل كثيرة أهمها :
1 - الجزئية :    عندما نعبر بالجزء ونريد الكل .
* قال تعالى: (فتحرير رقبة مؤمنة) فكلمة (رقبة ) مجاز مرسل علاقته الجزئية ؛ لأنه عبر بالجزء (الرقبة) وأراد الكل (الإنسان المؤمن) .
* قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( أصدق كلمةٍ قالها شاعر كلمة لبيد : ألا كُلُّ شيءٍ ما خلا الله باطلُ ) فــ ( كلمة) مجاز مرسل علاقته الجزئية ؛ لأنه عبر بالجزء (كلمة) وأراد الكل (الكلام) .
2 – الكلية :        عندما نعبر بالكل ونريد الجزء .
* قال تعالى: (يجعلون أصابعهم في آذانهم) فــ ( أصابعهم) مجاز مرسل علاقته الكلية ؛ لأنه عبر بالكل (أصابعهم) وأراد الجزء (أناملهم أي أطراف أصابعهم) .
* شربتُ ماء زمزم . فــ ( ماء زمزم) مجاز مرسل علاقته الكلية ؛ لأنه عبر بالكل (ماء زمزم) وأراد الجزء (زجاجة ماء مثلاً) .
3 – المحلية :    عندما نعبر بلفظ المحل ونريد الموجود فيه
* قال الشاعر : بلادي وإن جارت عليّ عزيزة        وقومي وإن ضنوا عليّ كراما
فــ ( بلادي) مجاز مرسل علاقته المحلّية ؛ لأنه ذكر البلاد وأراد أهلها فالعلاقة المحلية .
* قال تعالى: (واسأل القرية) فــ( القرية) مجاز مرسل علاقته المحلّية ؛ لأنه ذكر القرية وأراد أهلها الذين محلهم ومكانهم القرية ، فالعلاقة المحلية .
4 – الحاليّة :    عندما نعبر بلفظ الحال ونريد المكان نفسه.
*مثل : (إِنَّ الْأبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ) فقد استعمل (نعيم) وهو دال على حالهم ، وأراد محل ومكان النعيم وهو الجنة.
* نزلتُ بالقوم فأكرموني . المجاز المرسل في كلمة القوم ؛ لأن القوم لا يُنزل بهم ، وإنما يُنزل في المكان الذي يسكنه القوم ، فذكر الحال وهو (قوم) وأراد المحل وهو المكان .
5 – السببية :     .     وهي تسمية الشيء باسم سببه ، أو عندما نعبر بالسبب عن المسبَّب
*(رعت الماشية الغيث) المجاز في كلمة : الغيث ، فهي في غير معناها الأصلي ؛ لأن الغيث لا يرعى ، وإنما الذي يرعى النبات . حيث أن الغيث سبب للنبات فعُبِّر بالسبب عن المسبَّب .
6 – المسبَّبِيّة :   وهي تسمية الشيء باسم ما تسبب عنه.
*قال تعالى : ( هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاء رِزْقًا ..) المجاز في كلمة : رزقًا ، فهي في غير معناها الأصلي ؛ لأن الذي ينزل من السماء المطر وليس الرزق ، وعبر بالرزق عن المطر؛ لأن الأول (الرزق) متسبب عن الثاني (المطر) .
*قال تعالى : ( وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ ..) المجاز في كلمة : قوة ، فهي في غير معناها الأصلي ؛ لأن ما يعد السلاح وليس القوة ، وعبر بالقوة عن السلاح ؛ لأن الأول (القوة) متسبب عن الثاني (السلاح) .
7 - اعتبار ما كان :   بأن يستعمل اللفظ الذي وضع للماضي في الحال
*قال تعالى : ( وآتوا اليتامى أموالهم ..) المجاز في كلمة : اليتامى ، فهي في غير معناها الأصلي ؛ لأن اليتيم وهو : من فقد والده قبل الرشد لا يأخذ ماله ، وإنما يأخذ المال عندما يتجاوز سن اليُتْم ويبلغ سن الرشد ، فاستعملت كلمة يتامى وأريد بها الذين كانوا يتامى ، بالنظر إلى حالتهم السابقة .
8 - اعتبار ما سيكون :   بأن يستعمل اللفظ الذي وضع للمستقبل في الحال .
* قال تعالى : ( إنَّكَ ميتٌ وإنهم ميتون ) المجاز في كلمة : ميتٌ ، فهي في غير معناها الأصلي ؛ لأن المخاطب بهذا هو النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد خوطب بلفظ (ميت) وهو لا يزال حيًا بالنظر إلى ما سيصير إليه أي باعتبار ما سيكون.
* قال تعالى: (إنّي أراني أعصر خمراً) أي عصيراً سيتحول إلى الخمر، إذ هو حال العصر لا يكون خمراً .
* سر جمال المجاز : الإيجاز و الدقة في اختيار العلاقة مع المبالغة المقبولة .

  هذه العلاقات كثيرة كما في الجدول التالي : -

الأمثلة
العلاقة
المعنى المراد
التوضيح
- " فتحرير رقبة "
- " اركعوا مع الراكعين "
- ويبقى وجه ربك ذي الجلال والإكرام"
- وكم علمته نظم القوافي    فلما قال قافية هجاني
   - قبضنا على عين من عيون العدو    
-ألقى الخطيب كلمة جيجة                             
الجزئية
عبد
صلوا
ربك
الشعر
جاسوس
المعنى المذكور هو جزء من المعنى المقصود
- " يجعلون أصابعهم في آذانهم "
- يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم
- قامت المدرسة برحلة الى القاهرة
- توضأت بماء البحر
الكلية
أناملهم
ألسنتهم
بعض الطلاب
جزء من ماء البحر
نعبر بالكل ونريد الجزء
- " فمن شهد منكم الشهر فليصمه " رعت الماشية الغيث
- " فأرسلنا السماء عليهم مدرارا "
 - تسيل على حد السيوف نفوسنا
         وليست على غير السيوف تسيل
- وما من يد إلا يد الله فوقها            وما من ظالم إلا سيبلى بأظلم
- أبى له على يد لا أنكرها
رعت الماشية الغيث
السببية
الهلال  -  النبات
المطر
دماؤنا

قوة
نعمة وفضل

المعنى المذكور سبب للمعنى المقصود

- " وينزل لكم من السماء رزقا "
- " وسارعوا إلى مغفرة من ربكم "
- " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة "
- " الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا "
المسببية
مطرا
العمل
أسلحة

حراما
المعنى المذكور مسبب (نتيجة)  للمعنى المقصود
- إن الأبرار لفي نعيم "      ففى رحمة الله هم فيها  خالدون
-  ألما على معن وقولا لقبره    سقتك الغوادي مربعا ثم مربعا
                                     
الحالية
الجنة
قبر معن
يذكر فيه الحالّ ويقصد محله
- " إن كان كبر عليكم مقامي           " ألم نشرح لك صدرك
- " فليدع ناديه "                      واسأل القرية التى كنا فيها
- لا أركب البحر إني  أخاف من المعاطب
المحلية
نفسي - قلبك
أهل ناديه
السفن
يذكر المكان أو المحل ويقصد ما به ( الحالّ)
- "وآتو اليتامى أموالهم "               أكلت قمحا
- " إنه من يأت ربه مجرما  ...    " ذق إنك أنت العزيز الكريم
اعتبار ما كان
من كانوا يتامى

من كان مجرما
يذكر الحالة السابقة للشيء
- " ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا "
- إني أراني أعصر خمرا "
- "إنك ميت وإنهم ميتون "
- وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن"
اعتبار ما سيكون
سيكون فاجرا
سيكون خمرا
ستكون ميتا
سيكون دهنا
يذكر ما سيكون عليه الشيء مستقبلا
لاحظ : هناك فرق بين المجاز المرسل والاستعارة أن العلاقة في الاستعارة هي المشابهة أي تشابه طرفي الاستعارة في صفة ما أما في المجاز المرسل فالعلاقة بين المعنى المذكور في الفقرة والمعنى المراد هو أي علاقة أخرى مما ورد في الجدول (غير المشابهة )
سر جمال المجاز المرسل :   الدقة والإيجاز مع حسن اختيار العلاقة
بين كل مجاز مرسل وعلاقته فيما يأتي :
& قال تعالى : ( .. فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ..)
1- شربت ماء النيل .
2- يلبس المصريون القطن الذي تنتجه بلادهـم .
3- سرق اللص المنزل .
4- تفرقت كلمة العرب .
5- وقال تعالى على لسان نوح عليه السلام:
     (إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً)
 6- قال ابن الزيات في رثاء زوجته :
        ألا من رأى الطفل المفارق أمه     بعيد الكرى عيناه تنسكبان
7- للسموء ل : تسيل على حد السيوف نفوسنا     وليس على غير السيوف تسيل
8- وما من يد إلا يد الله فوقها     ولا ظالم إلا سيبلى بأظلم
9-(.. فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ .. )
10-" عينان لا تمسهما النار ، عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله " .

علـم البديــع
البديـع لغة : الطريف والعجيب والجديد المخترع لا على مثال سابق ولا احتذاء متقدّم ، تقولين بدع الشيء وأبدعه فهو مبدع وفي التنزيل ) قل ما كنت بدعاً من الرسل (9 الأحقاف
واصطـلاحاً : علم يعرف به الوجوه والمزايا التي تكسب الكلام حسناً وقبولاً بعد رعاية المطابقة لمقتضى الحال التي يورد فيها ، ووضوح الدلالة على ما عرفت في العِلمين السابقين .
واضـعه : أول من دون قواعده ووضع أصوله عبد الله بن المعتز العباسيّ المتوفى 374هـ  فقد استقصى ما في الشعر من المحسنات وألف كتاباً ترجمه باسم ( البديع ) ذكر فيه سبعة عشر نوعاً وقال : ما جمع قبلي فنون البديع أحد ولا سبقني إلى تأليفه مؤلف ، ومن رأى إضافة شيء من المحاسن إليه فله اختياره .
 ثمّ ألف معاصره جعفر بن قدامة كتاباً سمّاه ( نقد قدامة ) ذكر فيه ثلاثة عشر نوعاً زيادة على ما أملاه ابن المعتز  ثمّ جاءت التآليف تترى حتى جاوزت المائة والستين نوعاً .

                                          المحسنات البديعية 

هي من الوسائل التي يستعين بها الأديب لإظهار مشاعره وعواطفه ، وللتأثير في النفس ، وهذه المحسنات تكون رائعة إذا كانت قليلة و مؤدية المعنى الذي يقصده الأديب ، أما إذا جاءت كثيرة ومتكلفة فقدت جمالها و تأثيرها و أصبحت دليل ضعف الأسلوب ، وعجز الأديب . 
تذكر أن : 
المحسنات تسمى أيضاً " الزينة اللفظية - الزخرف البديعي - اللون البديعي - التحسين اللفظي " . 
أولا   الطباق : 
هو الجمع بين الكلمة وضدها في الكلام الواحد .وهو أن نأتى بالكلمة ثم نأتى بمضادها فى فى المعنى فيشتد رسوخها فى النفس ويزيد المعنى وضوحا وتأكيدا ويحدث حركة ذهنية ونشاطا فكريا
·       وإذا كان التضاد بين كلمتين أو أكثر تسمى مقابلة
وهو نوعان :1- طباق إيجاب         2- طباق سلب 
أ - طباق إيجاب   
وفى هذا النوع من الطباق نجمع بين الضدين فى كلام واحد أوفى بيت من الشعر وذلك بلفظين من نوع واحد كالصفات والأسماء مثلاً .. ويراعى المشاكلة بين المتضادين بمعنى أن يكون التضاد بين اسم واسم أو بين فعل وفعل فلا يصح مثلاً أن يكون التضاد بين فعل واسم ..
·       مثلا بين طويل وقصير طباق ... لأننا ذكرنا هنا الصفة وضدها " لاحظ أننا هنا جئنا بالصفة وضدها وليس نفيها .. لأننا نتحدث عن طباق الإيجاب المثبت 
أبيض وأسود ..... هنا أيضاً طباق لذكر التضاد بينهما
·       * لا فضل لأبيض على أسود إلا بالتقوى
·       فنلاحظ هنا وجود طباق بين كلمتين أبيض وأسود
* قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ)
·       فنلاحظ هنا وجود طباق بين كلمتين تؤتى وتنزع وتعز وتذل الليل والنهار والحى والميت
·       يقول أبوتمام : نزلت مقدمة المصيف حميدة    ويد الشتاء جديدة لاتنكر
·       فنلاحظ هنا وجود طباق بين كلمتين المصيف والشتاء يوضح المعنى ويؤكده
·       وقول الشاعر : لاتتعجبى ياسلم من رجل       ضحك المشيب برأسه فبكى
·       فنلاحظ هنا وجود طباق بين كلمتين ضحك وبكى  يوضح المعنى ويؤكده

*قال المتنبى: 
أغالب فيك الشوق والشوق أغلب         وأعجب من ذا الهجر ، والوصل أعجب 
أما تغلط الأيـــام فى بأن أرى        بغيضاً تناءى ، أو حبيباً تقـــــرب 
الشرح : هنا فى البيت الأول طباق إيجاب بين اسمين هما " الهجر - الوصل " .. وفى البيت الثانى أيضاً طباق إيجاب بين فعلين هما " تناءى أى بعد - وتقرب " وبين " بغيضاً - وحبيباً
* قال ابن زيدون فى غربته فى المنفى 
يخفى لواعجه والشوق يفضحه        فقد تساوى لديه السر والعلن 
الشرح : فى الشطر الأول طباق بين فعلين هما " يخفى - يفضح " ففعل يفضح يوحى بالبوح وافشاء السر على النقيض من فعل " يخفى " ....... أيضاً فى الشطر الثانى من البيت طباق إيجاب بين اسمين هما " السر – العلن) "
* قال ابن الرومى فى رثاء ولده 
       لقد انجزت فيه المنايا وعيدها         وأخلفت الآمال ما كان من وعد 
الشرح : هناك طباق إيجاب بين فعلين هما ( أنجزت – أخلفت )  
·       إذن باستعراض الأمثلة السابقة نقول ثانية أن طباق الإيجاب يكون دائماً بين الصفة وضدها   ( طويل - قصير ) ( غنى - فقير ) ( راسب - ناجح ) أو بين فعل وضدة ( ضحك - بكى ) ( نام - استيقظ ) ( يموت - يحيى ) أو بين الأسماء ( السر - العلن
·       ب - طباق سلبي : هو أن يجمع بين فعلين أحدهما مثبت ، والآخر منفي ، أو أحدهما أمر و الأخر نهي . مثل : 
قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ)
فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْن)
·       فنلاحظ هنا وجود طباق بالسلب  بين كلمتين يعلمون  ولا يعلمون – فلا تخشوا  و اخشون
2-  المقابلة : 
هي أن يؤتى بمعنيين أو أكثر أو جملة ، ثم يؤتى بما يقابل ذلك الترتيب .
مثل : 
* (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِث)
* (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى)
اللهم أعطِ منفقا خلفاً و أعطِ ممسكاً تلفاً
·       فنلاحظ هنا وجود طباق بين كلمتينوأكثر فتسمى مقابلة بين كل جملة وآخرى
·       قال المتنبى :          أزورهم وسواد الليل يشفع لى    وأنثنى وبياض الصبح يغرى بى
·       فنلاحظ هنا وجود مقابلة  بين شطرى البيت
·       قال حافظ :                فيه للنحس كوكب مسرع السير    وللسعد كوكب متوانى
·       فنلاحظ هنا وجود مقابلة  بين شطرى البيت

* قال واصل بن عطاء فى خطبة شهيرة له 
"
الحمد لله الذى علا فى دنوه ، ودنا فى علوه " 
بتأمل هذه العبارة نجد أنها مقسمة إلى عبارتين هن " علا فى دنوه " و " دنا فى علوه " وبين العبارتين مقابلة .. ولكن كيف عرفنا ذلك ؟ أقول أن الكلمات فى العبارة الأول لها ضد فى العبارة الثانية .. فكلمة ( علا ) ضدها ( دنا ) وكلمة ( علوه ) ضدها ( دنوه ) وهكذا تكون المقابلة .. مجموعة من الألفاظ بين عبارتين لها أضاد فى العبارة الأخرى
* قول بعض الخطباء 
"
الحمد لله الذى لا إله إلا هو .. أول بلا إبتداء ، وأخر بلا انتهاء " 
أيضاً هناك مقابلة بين عبارة" أول بلاابتداء " وعبارة آخر بلا انتهاء " لوجود تضاد بين كلمات        أول - أخر ) ( ابتداء – انتهاء ) )
* قال ابن الرومى يرثى ولده 
طواه الردى عنى فأضحى مزاره         بعيداً على قرب قريباً على بعد          
يقصد بالردى هنا الموت فى الشطر الثانى مقابلة بين 0 بعيداً على قرب " و " قريباً على بعد 
* قال الشاعر: 
    فلا الجود يفنى المال والجد مقبل         ولا البخل يبقى المال والجد مدبر 
الجد يقصد بها الحظ 
ستجد أن بين الشطر الأول " فلا الجود يفنى المال والجد مقبل " والشطر الثانى " ولا البخل يبقى المال والجد مدبر " مقابلة ... فالجود يقابلها البخل ، ويفنى يقابله يبقى ، ومقبل يقابلها مدبر
الأثر الفني للتضاد والمقابلة : 
يعملان على إبراز المعنى وتقويته وإيضاحه و إثارة الانتباه عن طريق ذكر الشيء وضده .
تدريبات : 
استخرج كل طباق أو مقابلة مما يأتي :
يقول الفرزدق:       والشَّيبُ يَنْهُضُ في الشَّبابِ كأنَّهُ *    ليلٌ يَصيحُ بِجانِبَيهِ نَهارُ
يقول البُحتري  :   وأمَّةٌ كان قُبْحُ الجَوْرِ يُسْخِطها *      دَهراً فأصْبَحَ حُسْنُ العَدْلِ يُرْضيها.
قال المتنبي:       ومن يك ذا فم مرٍّ مريضٍ             يجد مُرًّا به الماء الزلالا
قالالشاعر:      أ ُلامُ لِما أُبدى عليكَ من الأسَى           وإنِّى لأُخفى منكَ أضعافَ ما أُبدى
قال المتنبي :       فَلاَ الْجُودُ يُفْنِي الْمَالَ وَالْجَدُّ مُقْبلٌ    *   وَلاَ الْبُخْلُ يُبْقي الْمَالَ وَالْجّدُّ مُدْبِرُ
يخفى لواعجه والشوق يفضحه          فقد تساوى لديه السر والعلن
أراك عصى الدمع شيمتك الصبر       أما للهوى نهى عليك ولا امر
غير أن الفتى يلاقى المنايا             ولا يلاقى الهوانا
خلقت من الحديد اشد قلبا               وقد بلى الحديد وما بليت
بانا نورد الرايات بيضا                ونصدرهن حمرا قد روينا
اختلاف الليل والنهار ينسى            اذكرا لى الصبا وايام انسى
هشت لك الدنيا فما لك واجما           وتبسمت فعلام لا تبتسم
فالعيش نوم والمنية يقظة              والمرء بينهما خيال سار
فتى كان فيه ما يسر صديقه            على أن فيه ما يسوء الاعاديا
كم وجوه مثل النهار ضياء             لنفوس كالليل فى الإظلام
قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم          أو حاولوا النفع فى اشياعهم نفعوا
وباسط خير فيكم بيمينه                وقابض شر عنكم بشماله
فإذا حاربوا اذلوا عزيزا               إذا سالموا اعزوا ذليلا

·        قال المتنبى
فمساهم وبسطهم حرير           وصبحهم وبسطهم تراب 
* قال قيس بن ذريح 
ويلبسنا الليل البهيم إذا دجا ونبصر      ضوء الصبح والفجر ساطع 
* قال ابن النبيه :
أفديه إن حفظ الهوى أو ضيعا        ملك الفؤاد فما عسى أن أصنعا 
* ) قال قيس بن الملوح 
يا موقد النار يذكيها ويخمدها           قر الشتاء بأرياح وأمطار 
*  
قال الحريرى فى مقامته :
وابغ رضى الله فأغبى الورى من أسخط الله وأرضى العبيد 
*  قال المتنبى :
أزورهم وسواد الليل يشفع لى         وأنثنى وبياض الصبح يغرى بى 
*  قال الشاعر :
نهار غرته البيضاء أرشدنى         وليل طرته السوداء أغرانى 

·       ملخص الدرس
·       الطباق و هو التضاد بين معنيين مفردين.
وله من الصور صور كثيرة تختلف حسب اعتبار التقسيم كالآتي 
أولا: باعتبار نوع كلمتي الطباق
·       ينقسم الإطباق باعتيار نوع الكلمتين إلى:
  *  
طباق بين اسمين، مثل "وقل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور".
*  
 طباق بين فعلين، مثل "قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء".
 *
طباق بين حرفين، مثل " ولهن مثل الذي عليهن

         من المحسنات البديعية                   السجع
·        هو توافق الفاصلتينِ في فِقْرتين أو أكثر في الحرف الأخيروحركته .
·       والكلمة الأخيرة من الفقرة تسمى  ( الفاصلة ) وتلك الفاصلة تسكن دائما للوقف وللإحساس بما فى السجع من جمال
·       والسجع  ويكون في النثر فقط   ولايكون فى الشعر
·       كما أن الشعر يحسن بجمال قوافيه كذلك النثر يحسن بجمال فواصله ( بتماثل الحرف الأخير من من الفواصل ) .
سر جمال السجع :
·       يحدث نغماً موسيقياً يثير النفس وتطرب إليه الأذن إذا جاء غير متكلف .ويزيد من قوة أداء الفكرة مادام مرتبطا بها فإذا أدى إلى جلب كلمات لا يقتضيها المعنى كان صنعة مفسدة
مثل : 
·        قال الرسول (ص) للأنصار إنكم لتكثرون عند , الفزع وتقلون عند الطمع
حيث نلاحظ توافق نهاية الجملتين فى الحرف الأخير العين مما يعطى نغمة موسقية جملية
·       قيل لأعرابى ما خير العنب ؟ قال : ما أخضر عوده  , وطال عموده  ,  وعظم عنقوده
حيث نلاحظ توافق نهاية الجملتين فى الحرف الأخير الهاء مما يعطى نغمة موسقية جملية
·       مثل :   (  ألن جانبك لقومك يحبوك  , وتواضع لهم يرفعوك , وأبسط لهم وجهك يطيعوك ولا تستأثر عليهم بشئ يسودوك )
حيث نلاحظ توافق نهاية الجملتين فى الحرف الأخير الكاف مما يعطى نغمة موسقية جملية
*  (الصوم حرمان مشروع ، وتأديب بالجوع ، وخشوع لله وخضوع).
* (المعالي عروس ,  مهرها بذل النفوس).
قال رسول الله -   -  : [ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي ، وَاغْسِلْ حَوْبَتي (أي إثمي) ، وَأجِبْ دَعْوَتي ، وَثَبِّتْ حُجَّتِي ... ]
* من السجع ما يسمى " الترصيع " ، وهو أن تتضمن القرينة الواحدة سجعتين أو سجعات 
*كقول الحريري : " فهو يطبع الأسجاع بجواهر لفظه ، ويقرع الأسماع بزواجر وعظه " 
*وكقول الهمذاني : " إن بعد الكدر صفواً ، وبعد المطر صحواً " 


 * تذكر : 
* أن الشعر يحْسُنُ بجمال قوافيه ، كذلك النثر يَحْسُنُ بتماثل الحروف الأخيرة من الفواصل.
*أجمل أنواع السجع ما تساوت فقراته مثل :
* (الحقد صدأ القلوب ، واللجاج سبب الحروب) اللجاج : التمادي في الخُصومة
*إذا لم يكن هناك سجع بين الجمل يسمى الأسلوب مترسلاً .
* كثر السجع المتكلف فى عصور الصعف المملوكى والعثمانى وأصبح صنعة لفظية
تدريبات على السجع :
1 - قال رسول الله -   - :" إنَّ الله حرَّمَ عليكُمْ عقوقَ الأمهاتِ ، ومنْعًا وهاتِ ، ووأدَ البناتِ ، وكرِهَ لكمْ قِيلَ وقالَ ، وكثرةَ السُّؤالِ ، وإضاعةَ المالِ " متفق عليه .
2 -  كتب أبو الطيب الوشَّاء : " اعلمْ أنَ عِمادَ الظَّرفِ عندَ الظُّرفاءِ ، وأهلِ المعرفةِ والأدباءِ ، حفظُ الجوارِ ، والوفاءُ بالذِّمارِ [كل ما يُحمى من شرف وكرامة ..إلخ] ، والأنفة منَ العارِ ، وطلبُ السلامةِ منَ الأوزارِ . ولنْ يكونَ الظريفُ ظريفًا حتى تجتمعَ فيه خِصالٌ أربعٌ : الفصاحةُ والبلاغةُ والعفةُ والنزاهةُ ؟ "
3 - قال أبو عمرو بن العلاء :
" مِمَّا يَدُلَّ على حريَّةِ الرجلِ ، وكرمِ غريزَتِهِ ، حنينُهُ إلى أوطانِهِ ، وتشوُّقُِهُ إلى متقدَّمِ إخوانهِ ، وبكاؤُهُ على ما مضى من زمانِهِ " . 
4 - الحر إذا وعد وَفَى ، وإذا أعان كَفَى ، وإذّا مَلَك عَفَا .
5 - الحمد لله القديم بلا بداية ، والباقي بلا نهاية .
6 - وسئل حكيم عن أكرم الناس عِشْرة فقال : " مَنْ إذا قَرُب مَنَح ، وإذا بَعُدَ مَدَح ، وإذا ضُويِق سَمح " .
7 - حامي الحقيقة  , محمود الخليقة  , مهدي الطريقة نفاع وضرار .
8 - أن الهوى في الحجيج ,هوى قلوب ,لا هوى جيوب .
9 - قال الحريري : ارتفاعُ الأخطار ِ، باقتحامِ الأَخطار .
10 - صيام القلب عن الفكر في الآثام ، أفضل من صيام البطن عن الطعام .
11 -  قال رسولُ الله -   - : " أيها الناس : افشوا السلام , وأطعموا الطعام , وصلوا الأرحام , وصلوا بالليل والناس نيام , تدخلوا الجنة بسلام "

                   من المحسنات البديعية          الجناس
هو اتفاق أو تشابه الكلمتين  في اللفظ واختلافهما في المعنى ، وهو نوعان :
1 - جناس تام:     2- جناس ناقص
1-   الجناس التام :
                وهو ما اتفقت فيه الكلمتان في أربعة أمورهى  : 
1-   نوع الحروف  2 - وعددالحروف 3 - وترتيب الحروف4 - وضبط الحروف ( تشكيل الحروف )
مثل :
*(وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَة)
*(صليت المغرب في أحد مساجد المغرب)
*(يقيني بالله يقيني) 
*(أَرْضِهم مادمت في أَرْضِهم)
فنلاحظ فى الأمثلة تماثل الكلمتين الساعة والساعة فى المثال الأول فى اللفظ واختلافهما فى المعنى فالساعة الأولى المقصود بها يوم القيامة والساعة الثانية هى الساعة الزمنية
وكذلك الحال فى كلمتى المغرب وهى صلاة المغرب والمغرب الثانية وهى دولة المغرب
ب - جناس ناقص (غير تام) :
 وهو ما اختلف فيه اللفظان في واحد من الأمور الأربعة السابقة : نوع الحروف وعددها وترتيبها وضبطها .
مثل : 
*الاختلاف في نوع الحروف : مثل قول أبي فراس الحمداني :
             من بحر شعرك أغترف         وبفضل علمك أعترف
فنلاحظ وجود جناس ناقص بين أغترف وأعترف لتشابه الكلمتين فى الحروف
*الاختلاف في عدد الحروف : وقال ابن جُبير الأندلسي :
            فيا راكب الوجناء (الناقة الشديدة) هل أنت عالم        فداؤك نفسي كيف تلك المعالم 
فنلاحظ وجود جناس ناقص بين عالم والمعالم
مثل قول أبى تمام : يمدون من أيد عواص عواصم         تصول بأسياف قواض قواضب
*الاختلاف في الترتيب : مثل قول أبي تمام :
 بيض الصفائح (السيوف) لا سود الصحائف (م صحيفة).         فى متونهن جلاء الشك والريب
فنلاحظ وجود جناس ناقص بين الصفائح و الصحائف
*الاختلاف في الضبط : كقول خليل مطران : 
            يا لها من عَبْرَة للمستهام (الهائم) وعِبْرَة للرائي 
مثل قول أبى العلاء :
والحسن يظهر فى بيتين رونقة         بيت من الشعر أو بيت من الشعر
فنلاحظ وجود جناس ناقص بين الشعر والشعر لثماثلها فى الحروف واختلافهما فى ضبطهما
·       سر جمال الجناس :
أنه يحدث نغماً موسيقياً يثير النفس وتطرب إليه الأذن . كما يؤدّي إلى حركة ذهنية تثير الانتباه عن طريق التشابه فى اللفظ و الاختلاف في المعنى ، ويزداد الجناس جمالاً إذا كان نابعاً من طبيعة المعاني التي يعبر عنها الأديب ولم يكنْ متكلَّفاً وإلا كان زينة شكلية لا قيمة لها .
*الخلاصة في سر جماله : أنه يعطي جرساً موسيقياً تطرب له الأذن ويُثير الذهن لما ينطوي عليه من مفاجأة تقوي المعنى .

تدريبات على الجناس :
عين كل جناس فيما يأتي ، وبين نوعه :
1  -  قال رسولُ الله -   - : إنَّ الرفق لا يكونُ في شيءٍ إلا زانهُ ، ولا يُنْزَعُ منْ شيءٍ إلاّ شأنَهُ .
2  -  ومن دعائه عليه السلام: (اللهم استر عوراتنا ، وآمن روعاتنا) .
3  -  قال أعرابي: (رحم الله امرأً أمسك ما بين فكيه ، وأطلق ما بين كفيه) .
4  -  (فاختر لنا حماماً ندخلْهُ ، وحجّاماً نستعمله ، وليكن الحمام واسع الرقعة ، نظيف البقعة ، طيب الهواء ، معتدل الماء)
5  -  (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ * فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ) .
6  -  قالت الخنساءُ :                    إنَّ البكاءَ هوَ الشفاءُ         من الجوى بينَ الجوانِح
7  -  قال أبو البهاء ُ زهير :          أرى قومًا بُليتُ بهم         نصيبي منهمُ نَصَبِي
8  -  قال الشاعر الهادي اليمني :     فيا ليالي الرضا علينا      عودي ليخضر منك عودي
9  -     توخَّى حِمامُ الموتِ أوْسطَ صِبيَتَي    فللهِ كيف اختارَ واسِطةَ العِقْدِ ؟‍‍!!
10 - " كم من أمير رفعت له           علامات ....  فلما علا مات "
11 - أتظنّ قلباً منك يوماً قد خلا         وهواك ما بين الضلوع تخلّلا
12 - قال أبو الفتح البستي  : يا من يضيع عمره في اللهو أمسك .    . واعلم بأنك ذاهب كذهاب أمسك
13 -  قال الشاعر :     القَلْبُ منِّيَ صَبُّ        والدَّمْعُ مِنِّيَ صَبُّ
14 -  قال الشاعر ابن شرف القيرواني:
    إنْ تُلقكَ الغُرْبةُ في معشرٍ         قدْ أجمعوا فيكَ على بغضهمْ
    فدارِهمْ ما دُمتَ في دارِهمْ      وأرْضِهمْ ما دُمتَ في أرضِهمْ
15 -  قال الشاعر :     عضَّنا الدهرُ بِنابهْ **** ليْتَ ما حلَّ بِنابهْ
16 -  قال الشاعر :   عفاء على هذا الزَّمانِ فإنهُ   زَمانُ عقوقٍ لا زَمانُ حقوقِ .
17 -  قال سيدنا علي - رضي الله عنه - : الدنيا دار ممر ، والآخرة دار مقر  .
18 -  " ليس الأعمى من عمي بصره ، ولكنه من عميت بصيرته " .
19 -  " قبورنا تُبنى ونحن ما تُبنا     يا ليتنا تُبنا من قبل أن تُبنى"
20 -  قال البحتري في مطلع قصيدة : هلْ لِما فات مِن تَلاَقٍ تلاَفي   أمْ لِشاكٍ مِن الصَّبابةِ شافي
21 -  وقال الحريري : لا أُعْطي زمامي من يُخْفرُ ذِمامي [ينقض عهدى] ، ولا أغرِسُ الأيادي. في أرضِ الأعادي.
22- قال أبو تمام :
         السيف أصدق أنباء من الكتب              فى حده الحد بين الجد واللعب
23- قال حسان بن ثابت :
          وكنا متى بغز النبى قبيلة         نصل جانبه بالقنا والقنابل
24 –    سميته يحى ليحيا فلم يكن        إلى رد أمر الله فيه سبيل
      
          من المحسنات البديعية                  التورية

هي لفظ يذكر  له معنيان أحدهما قريب ظاهر غير مقصود (المورى به) ، والآخر بعيد خفي وهو المقصود والمطلوب (المورى عنه) ، وتأتي التورية في الشعر والنثر .

  وسميت التورية بهذا الاسم ؛ لأن المتحدث بها يستر المعنى البعيد بالمعنى القريب ، فالتورية تعطبنا المعنى من خلال حجاب .
·       وسر جمال التورية يرجع إلى :
·       1- القدرة على التلطف والخفاء ووصول الأديب فى ذلك إلى غايته
·       2- كما أنها تحدث حركة ذهنية بارعة من انتقال الذهن من المعنى القريب غير المراد إلى المعنى البعيد وهو المراد
·       3- فى التورية استغلال لثراء اللغة ودلالات الألفاظ
·       4- يتحقق جمال التورية إذا كانت استجابة لموقف يستلزمها أو كانت غير متكلفة ولم تكن مجرد لعب بالألفاظ دونما فائدة فى أداء الفكرةوالتعبير عن المشاعر
·       وشاعت التورية فى عصور الضعف اللغوى حين انصرف الأدباء إلى ألوان الصنعة الشكلية فى الكلام متوهمين انها ضرورة لتزينة وتجميله
مثل1- قال ابن نباتة المصرى :       النهر يشبه مبردا       فلأجل ذا يجلوا الصدى
كلمة الصدى لها معنيان معناه القريب غير المراد ( صدأ الحديد ) والمعنى البعيد المراد هو ( العطش ) فالبيت فيه تورية فى كلمة الصدى تثير الذهن من الانتقال من المعنى القريب إلى البعيد
·       2- من الموشحات الاندلسية :
  وروى النعمان عن ماء السماء       كيف يروى مالك عن أنس
 3-   لاغرو إن حفظت أحاديث           الهوى فهى الذكية
كلمة النعمان لها معنيان معناه القريب غير المراد ( ملك الحيرة ) والمعنى البعيد المراد هو         ( نوع من الزهر اسمه شقائق النعمان  ) وكذلك ( ماء السماء لها معنيان القريب غير المراد (جد الملك النعمان ) والمعنى البعيد المراد هو ( المطر )
-         كلمة الذكية فى البيت الثانى  لها معنيان معناه القريب غير المراد ( سريعة الفطنة  ) والمعنى البعيد المراد هو ( قوية الرائحة )
-         3- قال ابن دنيال وكان يبيع الكحل ويعالج العيون فى مصر قديما :
-            يا سائلى عن حرفتى فى الورى       يا ضيعتى فيهم وإفلاسى
-            ما حال من درهم إنفاقه                يأخذه من أعين الناس
-         كلمة من أعين الناس  لها معنيان معناه القريب غير المراد ( انه يأخذه من علاج عيون الناس ) والمعنى البعيد المراد هو (يأخذه بصعوبه كأنه يخرجه من أعين الناس  )
قال الشاعر نصير الدين الحمامي :     أبيات شعرك كالقصور      ولا قصور بها يعوق
                                                   ومن العجائب لفظها             حر ومعناها رقيق
-         كلمة رقيق  لها معنيان معناه القريب غير المراد ( الرق والعبودية  ) والمعنى البعيد المراد هو ( الرقة واللطف  )
-         قال الأخطل :           كيف يشكو من الظمأ           من له هذه العيون
-         كلمة العيون  لها معنيان معناه القريب غير المراد ( عيون الماء  ) والمعنى البعيد المراد هو   ( عين الناس  )
·       قول الشبراوي :        كرر على سمعى أحاديث نيلها        فقد ردت الأمواج سائله نهراً .
[سائله] : لها معنيان الأول قريب وهو " سيولة الماء " ، ليس المراد .
الثاني بعيد وهو " سائل العطاء " وهو المراد .
[نهراً]: لها معنيان الأول قريب وهو " نهر النيل " ، ليس المراد .
الثاني بعيد وهو " الزجر والكف " وهو المراد .
·       قال الشاعر :   أيها المعرض         عنا حسبك الله تعال 
[تعالى] : لها معنيان الأول قريب وهو " تعاظم وعلا " ، ليس المراد .
الثاني بعيد وهو " طلب الحضور " وهو المراد .
·       قال حافظ مداعبا شوقي :
يقولون إن الشوق نار ولوعة        .. فما بال شوقي اليوم أصبح باردا
  (شوقى) المعنى القريب  شدة الشوق غير مقصود     المعنى البعيد اسم الشاعر وهو المقصود
·       فرد عليه شوقي قائلا :
وحملت إنسانا وكلبا أمانة .       . فضيعها الإنسان والكلب حافظ .
  (حافظ) صانها  غير مقصود                (حافظ) اسم الشاعر وهو المقصود
.* قال الشاعر:        وقالت رح بربك من أمامي      فقلت لها بربك أنت روحي
- التورية في كلمة "روحي" ومعناها القريب "اذهبي" والمعني البعيد " نفسي" وهو المقصود
*     .* قال الشاعر:             كأنَّا للمجاورة اقتسمنا        فقلبي جارهم والدمع جاري
- التورية في كلمة "جاري" ومعناها القريب "المجاورة" أما المعني البعيد "منسكب ومستمر" وهو المقصود
 *.* قال الشاعر:         لا برحت مصر أحق بيوسف       من الشام لكنَّ الحظوظ تقسم
- التورية في كلمة "يوسف"ومعناها القريب"سيدنا يوسف عليه السلام"أما المعني البعيد والمقصود "يوسف:القائد صلاح الدين الأيوبي".
*.* قال الشاعر:         كانوا علي حذر من أعدائهم  فسهرت        سيوفهم ولم تسترها الجفون .
- التورية في كلمة " الجفون "ومعناها القريب " ما يحيط بالعين "أما معناها البعيد والمقصود " جراب
السيف ".
·       قال نصير الدين الحمامي :-
جودا لسجع بالمديح             علي علاكم سرمدا
فالطير أحسن ما تغرد            عندما يقع الندي
- التورية في كلمة " الندي " ومعناها القريب " ما يسقط من بلل أخر الليل "والقرينة كلمة " الطيور والتغريد والوقوع " أما المعني البعيد والمقصود " الجود والكرم " .
*.* قال الشاعر:         - إذا كنت شريفا فاسع       ولا تعتمد علي جدك .
- التورية في كلمة " جد " ومعناها القريب "أبو الأب أو أبو الأم " أما المعني البعيد والمقصود " الحظ
*.* قال الشاعر:        ورومية يوما دعتني لوصلها ولم              أك من وصل الغواني بمحروم
                   فقالت فدتك النفس ما الأصل إنني            أروم وصالا منك فقلت لها رومي
- التورية في كلمة " رومي " ومعناها القريب " أنه من بلاد الروم " أما المعني البعيد والمقصود " *.* قال الشاعر:            اطلبي.شاهدت آثار المصريين ,      فهل رأيت شيئًا من القصور ؟
- التورية في كلمة " القصور " ومعناها القريب " المباني والمنازل " أما معناها البعيد والمقصود " التقصير والعجز ".
* .* قال الشاعر:        - كيف لا أشكر الجزارة        ما عشت و أهجر الآدابا
                          وبها صارت الكلاب ترجيني      وبالشعر كنت أرجو الكلاب .
- التورية في كلمة "الكلاب" فالمعنى القريب "الحيوانات" والمعنى البعيد "لئام الناس" وهو المقصود .
* .* قال الشاعر:        - لله إن الشهد يوم فراقهم ما لذ      لي فالصبر كيف يطيب
- التورية في كلمة "الصبر" فالمعنى القريب "نبات الصبار" والقرينة كلمة "الشهد" أما المعنى البعيد هو "الصبر والعزاء" وهو المراد .
  * قال الشاعر :             يا عاذلي فيه قل لي                   إذا بدا كيف أسلو
يمر بى كل وقت             وكلما مر يحلو
- التورية في كلمة "مر" فالمعنى القريب "المرارة" والقرينة على ذلك كلمة "يحلو" أما المعنى البعيد والمقصود هو "مرور الوقت".
*سر جمال التورية :
تعمل على جذب الانتباه  وإيقاظ الشعور  وإثارة الذهن ونقل إحساس الأديب
تدريبات على التورية :
1- سأل واحد صديقه : أين أبوك ؟
فقال : (في الفرن). فقال : (حماه الله) !!
2- قال الشاعر : قالوا اتخذ لك خادما فأجبتهم            أنى يكون لناظم الشعر الرقيق
                   قالوا التمس طيب عيش قلت لا        يرجى لرب اللفظ والمعنى الدقيق
 التورية في كلمة" الدقيق"ومعناها القريب " دقة المعني"أما المعني البعيد والمقصود " الدقيق"      التورية  في كلمة "الرقيق" ومعناها القريب "رقة الشعر وسهولته"أما المعني البعيد هو "الخادم والعبد"وهو المقصود
3- قال الشاعر : وما الشعر إلا روضة راق حسنها      ولا سيما إن كان قد وقع الندى
4- قال سراج الدين الوراق :
           وقفت بأطلال الأحبة سائلا         ودمعى يسقى ثم عهدا ومعهدا
          زمن عجبى أنى أروى ديارهم      وحظى حين أسألها الصدى
5- قال الشاعر :
                أقول وقد شنواإلى الحرب غارة      دعونى فإنى آكل العيش بالجبن
6- إن الليمون لا يباع بعد العصر
8-- قال ابن نباتة المصرى :
قل لمن بالغ فى الفخار بما          قد حواه من حطام قد تيسر
أنت فخار بدنياك ولا بد               للفخار من أن ينكسر
 9- حظيت يا عود الآراك بثغرها     *  ما خفت مني يا آراك أراك
  لو كان غيرك يا سواك قـتـلته  *        ما فاز منها يا سِواك سِـواك.












شكرا لتعليقك