جملة الشرط
عرضنا «لكلمات» الشرط عند الحديث عن الأسماء المبنية. (١) ونقدم لك هنا القواعد العامة «لجملة الشرط» باعتبارها من «الأساليب» الشائعة في العربية.
* تتكون «جملة» الشرط من جزئين ؛ الشرط ، والجواب أو الجزاء ، تربط بينهما كلمة شرطية ، وهذه الكلمة قد تكون حرفا وقد تكون اسما.
* يشيع في الكتب التعليمية إطلاق «فعل الشرط» على الجزء الأول ، وهذا صحيح ؛ لأن فكرة الشرط تستند ـ في أساسها ـ إلى اشتراط وجود «حدث» ما يؤدي إلى نتيجة ما.
* من المهم جدا أن نحدد العلاقة بين جزئي هذه الجملة ؛ إذ إن ذلك يساعدنا على تحديد جملة الشرط. والأغلب أن العلاقة بينهما علاقة «علّية» ؛ أي أن الشرط علة للجواب ، أو علاقة «تضمّن» ؛ أي أن الجواب متضمّن في الشرط ، أو علاقة «تعليق» أي الجواب معلّق على الشرط ، ومن الواضح أن فكرة «العّلية» هي الأصل في ذلك كله.
ويترتب على ذلك عدة أمور :
١ ـ أن تكون الجملة «مبهمة» «عامة» لا تختص بشئ بذاته ولا بإنسان بذاته ولا بمكان أو زمان أو بهيئة على وجه التحديد ، وعلى ذلك حين نقول :
من يجتهد ينجح.
فإن «من» هنا ليست معرفة ، بل هي «نكرة عامة» ، أي «أيّ إنسان» أو «مطلق إنسان» ، وحين نقول :
__________________
متى يأت يلق ترحيبا.
فإن «متى» هنا لا تحدد وقتا بذاته ، بل المعنى : في أي وقت .. وكذلك :
أين يذهب يلق ترحيبا.
(٢) أن هناك تراكيب عدّها بعض النحاة من جمل الشرط ، ولا نراها ذلك ، وهي تلك التراكيب التي تربط بين أجزائها كلمات مثل : لمّا ، وكلّما ، مثل.
لمّا حضر زيد سافر عمرو.
كلّما حضر زيد سافر عمرو.
وذلك أن العلاقة بين الجزئين هنا ليست علاقة «علّية» ، بل هي علاقة «زمانية» laropmet ؛ إذ إن حضور زيد ليس سببا في سفر عمرو.
(٣) وفكرة الإبهام تستدعى منها أن تدل جملة الشرط على «زمن مستقبل» ؛ إذ إن الشرط ينبغي أن يكون عاما في المستقبل ، ولا معنى لذلك في الماضي الذي يكتسب تحديده من حدوثه قبل وقت التكلم ، وعلى ذلك :
إن تجتهد تنجح.
من يجتهد ينجح.
إذا اجتهدت نجحت.
متى يأت يلق ترحيبا.
تنصرف جميعها إلى المستقبل.
* يرتبط الشرط والجواب ارتباطا وثيقا ، ويتم ذلك أولا بكلمة الشرط ثم بجزم الفعل المضارع في الشرط وفي الجواب. ويتم ذلك أيضا بربط الجواب بالفاء حين يتوافر فيه ما يلي :
١ ـ أن يكون جملة اسمية :
إن تجنهد فأنت ناجح
٢ ـ أن يكون جملة فعلية فعلها طلبى :
إن تجتهد فأبشر بالنجاح.
إن تجتهد فلا تخش شيئا.
إن تجتهد فهل لك إلا النجاح.
٣ ـ أن يكون جملة فعلية فعلها جامد :
إن تجتهد فنعم العمل.
٤ ـ أن يكون الفعل مقرونا بالسين أو سوف أو قد :
إن تجتهد فستنجح.
إن تجتهد فسوف تنجح.
إن تجتهد فقد أفلحت.
٥ ـ أن يكون الفعل منفيا :
إن تجتهد فلن تفشل :
* إذا كان جواب الشرط جملة اسمية غير منسوخة وغير منفية جاز ربطه ب «إذا» الفجائية :
إن تجتهد إذا أنت متفوق.
* وخلاصة الأمر أنه يجب اقتران جواب الشرط بالفاء إذا لم يكن صالحا لاستعماله في الجزء الأول ؛ أي في الشرط ، فحين تقول :
إن تجتهد فأنت ناجح.
فإنك لا تستطيع أن تقول : * إن أنت ناجح فسوف أكافئك. لأن الجملة الاسمية لا تصلح أن تكون شرطا ، وكذلك :
إن تجتهد فأبشر بالنجاح. لا يصح أن تقول :
* إن أبشر بالنجاح .... وكذلك في الباقي.
* ذكرنا لك سابقا أن جمل الجواب لا محل لها من الإعراب دائما. وهي كذلك هنا :
إن تجتهد تنجح.
تنجح : فعل مضارع مجزوم لوقوعه في جواب الشرط ، الفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.
والجملة من الفعل والفاعل جواب الشرط لا محل لها من الإعراب.
* إلا إذا كانت جملة الجواب مقترنة بالفاء بعد شرط جازم فإنها تكون في محل جزم مثل :
إن تجتهد فأنت ناجح.
الفاء : واقعة في جواب الشرط ، وأنت مبتدأ ، وناجح خبر. والجملة في محل جزم جواب الشرط.
إذا اجتهدت فأنت ناجح.
جملة جواب الشرط هنا لا محل لها من الإعراب رغم اقترانها بالفاء لأن «إذا» غير جازمة.
* * *
يمكن أن تكون جملة الشرط جملة فرعية ، فتقع خبرا ، وصفة ، وصلة.
مثل :
زيد أن يجتهد ينجح.
زيد : مبتدأ مرفوع بالضمة.
إن : حرف شرط. يجتهد فعل مضارع مجزوم لكونه فعل الشرط ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
ينجح : فعل مضارع مجزوم ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
والجملة لا محل لها من الإعراب جواب الشرط.
وجملة الشرط والجواب في محل رفع خبر.
جاء رجل إن تسأله يصدقك.
جاء رجل : فعل وفاعل ، وإن : حرف شرط. وتسأله : فعل وفاعل ومفعول يصدقك فعل وفاعل ومفعول والجملة لا محل لها جواب الشرط.
وجملة الشرط والجواب في محل رفع صفة ل «رجل».
جاء الذي إن تسأله يصدقك.
جملة الشرط والجواب لا محل لها صلة الموصول.
* * *
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء