جملة القسم
القسم من «الأساليب» التي لا يستغني عنها إنسان ، وتستعمل فيه جملة تسمى جملة القسم ، وهي جملة فعلية ، لا يجوز ظهورها إلا مع حرف الباء ، فتقول :
أقسم بالله.
أحلف بالله.
بالله.
ومعنى ذلك أن القسم يتم بجملة فعلية وبعدها شبه جملة مكون من حرف جر ومجرور هو الاسم المقسم به. وشبه الجملة هذا يتعلق بفعل القسم سواء كان مذكورا أم محذوفا.
وحروف القسم الشائعة ثلاثة : الباء ، والواو ، والتاء.
أما الباء فهي الأصل في القسم كما يقولون ، ولذلك تتميز عن الواو والتاء بأشياء :
١ ـ أن فعل القسم يجوز ظهوره معها ، أما مع الواو والتاء فيجب حذفه :
أقسم بالله.
بالله.
والله.
تالله.
٢ ـ تدخل على الاسم الظاهر وعلى الضمير ، أما الواو والتاء فلا تدخلان إلا على الاسم الظاهر :
أقسم بالله.
أقسم به
والله.
تالله.
٣ ـ يمكن أن يكون جوابها جملة استفهامية ، ولا يجوز ذلك مع الواو والتاء ، فتقول :
بالله ، هل أديت واجبك؟
ولا يجوز أن تقول :
* والله ، هل أديت واجبك؟
* تالله ، هل أديت واجبك؟
جواب القسم :
يتطلب القسم جوابا لا بد أن يكون جملة ، تسمى جملة جواب القسم ، وهي الجملة التي تريد تأكيدها بالقسم ، وجملة جواب القسم ، كأي جواب آخر ، لا محل لها من الإعراب.
وهي قد تكون جملة اسمية أو فعلية.
* فإذا كانت اسمية مثبتة فالأغلب اقترانها ب «إنّ» و «اللام» أو إحداهما :
والله إن الغرور لمهلك.
الواو : حرف جر ، ولفظ الجلالة مجرور ، وشبه الجملة يتعلق بفعل محذوف تقديره : أقسم.
إن : حرف توكيد ونصب ، والغرور اسم إن ، واللام هي اللام المزحلقة ، ومهلك خبر إن. والجملة جواب القسم لا محل لها من الإعراب.
ولك أن تقول : والله إن الغرور مهلك.
و: والله للغرور مهلك.
* وإذا كانت اسمية منفية لم تقترن بشئ إلا حرف النفي :
والله ما إنسان مخلّد.
* أما إذا كانت جملة جواب القسم فعلية مثبتة فعلها مضارع فالأغلب اقترانها باللام ونون التوكيد معا :
والله لينجحنّ المجتهد.
والله : شبه جملة متعلق بفعل محذوف ، تقديره أقسم.
اللام : واقعة في جواب الشرط ، وينجحن فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المباشرة ، والمجتهد فاعل ، والجملة جواب القسم لا محل لها من الإعراب.
* فإذا كانت فعلية مثبتة فعلها ماض منصوب فالأغلب اقترانها باللام وقد :
والله لقد انتصر الحق.
اللام : واقعة في جواب القسم ، وقد حرف تحقيق ، وفعل ماض وفاعل ، والجملة جواب القسم لا محل لها من الإعراب.
فإذا كان الفعل الماضى جامدا فالأغلب اقترانه باللام فقط :
والله لنعم خلق المرء الصدق.
* فإذا كانت الجملة الفعلية منفية لم تقترن بشئ إلا حرف النفي :
والله ما خان مؤمن وطنه.
والله لا يسعى مؤمن حق إلا إلى خير.
* * *
اقتران الشرط والقسم :
يشيع في العربية استعمال شرط وقسم في جملة واحدة ، وكلّ يطلب جوابا ، فلأيّهما يكون؟
القاعدة العامة أن الجواب يكون للسابق منهما :
إن تجتهد والله تنجح.
تنجح هنا فعل مضارع مجزوم ، لأنه واقع في جواب الشرط لأن الشرط هو السابق ، والجملة من الفعل والفاعل جواب الشرط لا محل لها من الإعراب. أما جواب القسم فمحذوف يدل عليه جواب الشرط.
٣٢٥
إن تجتهد والله فأنت ناجح.
الجواب هنا اقترن بالفاء لأنه جواب الشرط حيث إنه سبق القسم.
والله إن تجتهد لتنجحنّ.
الجواب هنا للقسم لسبقه ، بدليل دخول اللام على الفعل المضارع وكذلك توكيده بالنون. وعلى ذلك نقول إن جملة «لتنجحنّ» لا محل لها من الإعراب جواب القسم. أما جواب الشرط فمحذوف دل علي جواب القسم.
* يشيع في العربية استخدام اللام مع «إن» الشرطية ، وهذه اللام ليست هي الواقعة في جواب القسم ، بل تسمى اللام الموطئة للقسم ، وهي علامة علي وجود قسم سابق على الشرط ، ومن ثم فإن الجواب يكون للقسم :
لئن اجتهدت لتنجنّ.
اللام مواطئة للقسم ، وإن حرف الشرط ، واجتهدت فعل وفاعل ، واللام واقعة في جواب القسم ، وفعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المباشرة ، والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت ، والجملة جواب القسم لا محل لها من الإعراب ، وجواب الشرط محذوف دل علي جواب القسم.
* فإذا جاء الشرط والقسم بعد مبتدأ فالجواب يكون دائما للشرط سواء تقدم أم تأخر :
زيد والله إن يجتهد ينجح.
زيد : مبتدأ ، والله شبه جملة متعلق بفعل محذوف ، وإن حرف شرط ، ويجتهد فعل مضارع مجزوم لكونه فعل الشرط ، وفاعله مستتر ، وينجح فعل مضارع مجزوم لوقوعه في جواب الشرط ، وفاعله مستتر ، والجملة جواب الشرط لا محل لها من الإعراب ، وجواب القسم محذوف دل علي جواب الشرط.
* * *
تدريبات :
أعرب الجمل المكتوبة بخط واضح :
١ ـ (وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ بِكُلِّ آيَةٍ ما تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَما أَنْتَ بِتابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَما بَعْضُهُمْ بِتابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ.)
٢ ـ (وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ.)
٣ ـ (وَتَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ.)
٤ ـ (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى.)
٥ ـ (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ. وَطُورِ) سنين (. وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ. لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ.)
٦ ـ (ما يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.)
٧ ـ (ن. وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ. ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ.)
٨ ـ (وَلَئِنْ أَذَقْناهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هذا لِي وَما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنى. فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِما عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذابٍ غَلِيظٍ.)
٩ ـ (كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ.)
* * *
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء