pregnancy

الأستاذ / عبد الرحمن معوض - معلم خبير لغة عربية وتربية إسلامية - السنبلاوين - دقهلية


(١) كان وأخواتها

النواسخ

النواسخ كلمات تدخل على الجملة الاسمية فتنسخ حكمها أي تغيره بحكم آخر. والمهم أن الجملة التي تدخل عليها هذه النواسخ هي جملة اسمية حتى إن كان الناسخ فعلا. (١)
والنواسخ فعلية وحرفية.
) كان وأخواتها

وهي أول النواسخ الفعلية وأهمها.
وكان رأس هذا الباب وعنوانه ، لأنها أكثر أخواتها استعمالا كما أن لها أحوالا كثيرة تخصها ، وهي ـ مثل أخواتها ـ فعل ناسخ ناقص ، وهي فعل ناسخ لأنها تدخل على الجملة الاسمية فتغير حكمها بحكم آخر ؛ إذ ترفع المبتدأ ويسمى أسمها وتنصب الخبر ويسمى خبرها ، ومعنى ذلك أنها العامل في الاسم وفي الخبر معا. وهي فعل ناقص لأنها تدل على زمان فقط أي أنها لا تدل على حدث ومن ثم لا تحتاج إلى فاعل. (٢)
وكان وأخواتها ثلاثة عشر فعلا هي :
كان ـ ظل ـ بات ـ أصبح ـ أضحى ـ أمسى ـ صار ـ ليس ـ زال ـ برح ـ فتئ ـ انفك ـ دام.
١ ـ كان :
أ ـ وهي تستعمل فعلا تاما إن دلت على حدث يقتضي فاعلا ، فتقول :
__________________
(١) كثير من مصطلحات العلوم العربية مأخوذ من الفكر الاسلامي ؛ ومنها مصطلح «النسخ» في النحو ؛ إذ المعروف أن «النسخ» مصطلح فقهي يعني تغيير حكم شرعي بحكم شرعي آخر. فلما رأي النحاة أن هذه الكلمات تغيّر حكم المبتدأ أو الخبر سموها نواسخ.
(٢) يعترض بعض العلماء على خلو الافعال الناقصة من معنى الحدث ، ويرى أنها لا تتجرد تجردا مطلقا للزمان. والواقع أنها كلمة تدل على الزمان حسب الواقع اللغوي للعربية.

تلبدت السماء بالغيوم واشتدت الريح فكان المطر.
كان : فعل ماض تام مبني على الفتح.
المطر : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
وهي حين تكون تامة يكون معناها : حدث أو حصل.
ب ـ وحين تكون ناقصة ـ وهو الأغلب ـ فإنها تعمل إن كانت فعلا ماضيا أو مضارعا أو أمرا ، تقول :
كان زيد قائما.
كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.
زيد : اسم كان مرفوع بالضمة الظاهرة.
قائما : خبر كان منصوب بالفتحة الظاهرة.
أكون سعيدا حين يكون. أخي سعيدا.
أكون : فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة الظاهرة. واسمه ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا في محل رفع.
سعيدا : خبر أكون منصوب بالفتحة الظاهرة.
حين : ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة وشبه الجملة متعلق ب (سعيدا).
يكون : فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة الظاهرة.
أخي : اسم يكون مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف المناسبة. والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
سعيدا : خبر يكون منصوب بالفتحة الظاهرة. والجملة في محل جر مضاف إليه ؛ بإضافة «حين» إليها.
كن مستعدا.
كن : فعل أمر ناقص مبني على السكون. واسمه ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت في محل رفع.

مستعدا : خبر كن منصوب بالفتحة الظاهرة.
وكما تعمل كان وهي فعل منصرف تعمل وهي مصدر وتعمل وهي اسم فاعل ، فتقول :
أحبه لكونه شجاعا.
اللام : حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب.
كونه : كونه اسم مجرور باللام وعلامة جره الكسرة الظاهرة ، والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه. (وهذا الضمير هو ـ في الأصل ـ اسم كان).
شجاعا : خبر كونه منصوب بالفتحة الظاهرة.
زيد كائن أخاك.
زيد : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
كائن : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة. (وهو من الناحية الصرفية اسم فاعل ، واسم الفاعل يستتر فيه الضمير) وفيه ضمير مستتر جوازا تقديره هو عائد على المبتدأ في محل رفع اسم كائن.
أخاك : خبر كائن منصوب بالألف ، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.
ملحوظة : يشيع استعمال : كائنا من كان ، وكائنا ما كان ، نقول :
سأعاقب المهمل كائنا من كان.
سأدفع ثمن هذا الشيء كائنا ما كان.
وأقرب إعراب لهذا الاستعمال هو :
كائنا : حال منصوب بالفتحة الظاهرة. وصاحب الحال هو (المهمل).
وفيه ضمير مستتر جوازا تقديره هو في محل رفع اسم كائن (لأنه اسم فاعل كما ذكرنا).
من : اسم نكرة مبني على السكون في محل نصب خبر كائن.

كان : فعل ماض تام مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو ، والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب صفة ل (من).
والمعنى ساعاقب المهمل كائنا أيّ إنسان وجد.
ج ـ تستعمل كان زائدة ، وبخاصة في باب التعجب ، فلا يكون لها عمل ، ولا تستعمل زائدة إلا بصفة الماضي ، فتقول :
ما كان أطيب خلقه.
ما : اسم تعجب مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
كان : فعل ماض زائد مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
أطيب : فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هو ، والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر ما.
خلقه : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة ، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه.
د ـ يجوز دخول الواو على خبر كان إن كانت بصيغة الماضى أو المضارع بشرط أن يسبقها نفي وبشرط أن يقترن خبرها بإلا ، فتقول :
ما كان من إنسان إلا وله أجل.
ما : حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.
من : حرف جر زائد.
إنسان : اسم كان مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
إلا : حرف استثناء ملغى مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
الواو : حرف داخل على خبر كان ، مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

له : اللام حرف جر مبني لا محل له من الإعراب. والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر. والجار
والمجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم في محل رفع.
أجل : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة. والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب خبر كان.
ه ـ يجوز حذف نون كان بشرط أن تكون فعلا مضارعا مجزوما بالسكون وليس بعدها ساكن أو ضمير متصل ، فتقول :
لم أك أفعل ذلك.
لم : حرف نفي وجزم وقلب.
أك : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون على النون المحذوفة.
واسمه ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا.
أفعل : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا.
والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب خبر أكن.
و ـ الأصل في استعمال كان أن تكون موجودة مع اسمها وخبرها. ولكن ما يجري الحذف على جملتها ، فتحذف كان وحدها ، أو تحذف كان مع اسمها ويبقى خبرها ، أو تحذف مع خبرها ويبقى اسمها : (١)
* فهي تحذف وحدها في الاستعمال الآتي ؛ (وهو استعمال قد اختفى في الأغلب من الفصحى المعاصرة ، وكان من قبل نادرا.)
أما أنت كريما فأنت محبوب.
وهم يقولون في تحليل هذه الجملة إنها كانت :
أنت محبوب لأن كنت كريما.
__________________
(١) وقد تحذف مع اسمها وخبرها ولكن في استعمال نادر.

ومنه يتضح أن عندنا معلولا هو (أنت محبوب) ، وعندنا علة له ، هي (لأن كنت كريما). ويقولون إن شرط حذف كان يستتبع الخطوات التالية :
١ ـ نقدم العلة على المعلول ، فتصير الجملة :
لأن كنت كريما فأنت محبوب.
٢ ـ نحذف لام الجر تخفيفا وذلك جائز قبل أن المصدرية.
٣ ـ نحذف (كان) ونعوض عنها بالحرف (ما) الزائد ، ثم ندغمها في نون أن.
٤ ـ يبقى الضمير المتصل (التاء) ، فيصير ضميرا منفصلا إذ لم يعد هناك ما يتصل به ، وتصبح الجملة :
أما أنت كريما فأنت محبوب.
أما : أصلها أن+ ما ؛ أن حرف مصدري مبني على السكون لا محل له من الإعراب وما حرف زائد للتعويض عن كان المحذوفة.
أنت : اسم كان المحذوفة ، ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع ، كريما : خبر كان المحذوفة منصوب بالفتحة الظاهرة.
* وتحذف كان مع اسمها جوازا بعد (إن) و (لو) الشرطيتين مثل :
كل إنسان محاسب على عمله ؛ إن خيرا فخير وإن شرا فشر.
إن : حرف شرط مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
خيرا : خبر كان المحذوفة منصوب بالفتحة الظاهرة ، واسمها محذوف أيضا.
وتقدير الكلام : إن يكن عمله خيرا فخير وإن يكن عمله شرا فشر.
ومثل : اقرأ كل يوم ولو صحيفة.
لو : حرف شرط مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
صحيفة : خبر كان المحذوفة منصوب بالفتحة الظاهرة واسمها محذوف أيضا.

وتقدير الكلام : اقرأ كل يوم ولو كان المقروء صحيفة
* تحذف كان مع خبرها ويبقى اسمها ـ وهذا قليل ـ بشرط أن تكون بعد (إن) و (لو) الشرطيتين أيضا ، مثل :
كل إنسان محاسب على عمله إن خير فخير وإن شر فشر.
إن : حرف شرط مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
خير : اسم كان المحذوفة مرفوع بالضمة ، وخبرها محذوف.
وتقدير الكلام :
إن كان في عمله خير فخير وإن كان في عمله شر فشر.
* * *
٢ ـ ظل : وتفيد معني الاستمرار ، مثل :
ظل زيد قائما.
ظل : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.
زيد : اسم ظل مرفوع بالضمة الظاهرة.
قائما : خبر ظل منصوب بالفتحة الظاهرة.
٣ ـ أصبح : وتفيد وقوع الخبر في وقت الصباح ، مثل :
أصبح الولد مبتهجا.
وتستعمل كثيرا بمعنى (صار) مثل :
أصبح الطفل رجلا.
أصبح : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.
الطفل : اسم أصبح مرفوع بالضمة الظاهرة.
رجلا : خبر أصبح منصوب بالفتحة الظاهرة.

وتستعمل (أصبح) فعلا تاما يفيد معنى الدخول في وقت الصباح.
مثل : ظل ساهرا حتى أصبح.
أصبح : فعل ماض تام مبني على الفتح. والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو. والتقدير : ظل ساهرا حتى دخل في وقت الصباح.
٤ ـ أضحى : وتفيد وقوع الخبر في وقت الضحى ، مثل :
أضحى العامل مستغرقا في عمله.
أضحى : فعل ماض ناقص مبني على فتح مقدر منع من ظهوره التعذر.
العامل : اسم أضحى مرفوع بالضمة الظاهرة.
مستغرقا : خبر أضحى منصوب بالفتحة الظاهرة.
ويستعمل بمعنى (صار) مثل :
أضحى العلم ضروريا.
كما تستعمل تامة مثل :
ظل نائما حتى أضحى.
أضحى : فعل ماض تام مبني على فتح مقدر منع من ظهوره التعذر.
والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
وتقدير الكلام : ظل نائما حتى دخل في وقت الضحى.
* * *
٥ ـ أمسى : تفيد وقوع الخبر في وقت المساء ، مثل : أمسى الر.
مهموما.
أمسى المجهول معلوما.
أمسى : فعل ماض ناقص مبني على فتح مقدر منع من ظهوره التعذر
المجهول : اسم أمسى مرفوع بالضمة الظاهرة.
معلوما : خبر أمسي منصوب بالفتحة الظاهرة.
* * *

٦ ـ بات : وتفيد وقوع الخبر في وقت الليل بطوله ، مثل :
بات الطالب ساهرا.
بات : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.
الطالب : اسم بات مرفوع بالضمة الظاهرة.
ساهرا : خبر بات منصوب بالفتحة الظاهرة.
وتستعمل تامة ، مثل :
بات الغريب في بيتنا.
بات : فعل ماض تام مبني على الفتح.
الغريب : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
ومعنى الجملة : قضى الغريب ليله في بيتنا.
* * *
٧ ـ صار : وتفيد معنى التحول ، مثل :
صار العبد حرا.
صار : فعل ماض ناقص مبنى على الفتح.
العبد : اسم صار مرفوع بالضمة الظاهرة.
حرا : خبر صار منصوب بالفتحة الظاهرة.
وهناك أفعال أخرى تفيد معنى (صار) وتعمل عملها ، وأشهرها :
اض : مثل : اض الغلام رجلا.
اض : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.
الغلام : اسم اض مرفوع بالضمة الظاهرة.
رجلا : خبر اض منصوب بالفتحة الظاهرة.
عاد : مثل : عادت القرية مدينة.

عادت : فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، والتاء للتأنيث حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
القرية : اسم عاد مرفوع بالضمة الظاهرة.
مدينة : خبر عاد منصوب بالفتحة الظاهرة.
رجع : رجع الضالّ مهدّيا.
رجع : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.
الضال : اسم رجع مرفوع بالضمة الظاهرة.
مهديا : خبر رجع منصوب بالفتحة الظاهرة.
استحال : استحالت النار رماد.
استحال : فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، والتاء للتأنيث حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
النار : اسم استحال مرفوع بالضمة الظاهرة.
رمادا : خبر استحال منصوب بالفتحة الظاهرة.
تحول : تحول القمح خبزا.
غدا : غدا العمل مرهقا
* * *
٨ ـ ليس : وهو فعل جامد يفيد نفي الخبر عن الاسم :
ليس زيد قائما
ليس : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.
زيد : اسم ليس مرفوع بالضمة الظاهرة.
قائما : خبر ليس منصوب بالفتحة الظاهرة.
* يجوز أن يقترن خبرها بالواو ـ مثل كان ـ بشرط أن يقترن الخبر بإلا :
ليس إنسان إلا وله أجل.

ليس : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.
إنسان : اسم ليس مرفوع بالضمة الظاهرة.
إلا : حرف استثناء ملغى مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
الواو : حرف داخل على خبر ليس ، مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
له : اللام حرف جر مبني على الفتح ، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر. والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم في محل رفع.
أجل : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.
والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب خبر ليس.
* * *
٩ ـ زال : هناك أكثر من فعل بهذا اللفظ لكن مضارعه مختلف :
هناك أربعة أفعال من أخوات كان لا تعمل إلا مسبوقة ب (ما) النافية وهي :
زال يزال.
زال يزيل. بمعنى فني.
والأول هو الفعل الناقص ، وهو يدل على النفي بذاته ، لكنه لا يعمل عمل كان إلا إذا سبقه نفي ، ونفي النفي أثبات ، فيدل على معنى الاستمرار :
ما زال زيد قائما.
ما زال : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.
زيد : اسم ما زال مرفوع بالضمة الظاهرة.
قائما : خبر ما زال منصوب بالفتحة الظاهرة.

* وتستعمل كثيرا في الدعاء مع «لا»
لا يزال بيتك مقصودا.
لا يزال : فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة الظاهرة.
بيتك : اسم لا يزال مرفوع بالضمة ، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.
مقصودا : خبر لا يزال منصوب بالفتحة الظاهرة.
١٠ ـ انفك : تستعمل مثل ـ زال ـ مسبوقة بنفي ، وتدل أيضا على الاستمرار :
ما انفك زيد قائما.
ما انفك : فعل ماض مبني على الفتح.
زيد : اسم ما انفك مرفوع بالضمة الظاهرة.
قائما : خبر ما انفك منصوب بالفتحة الظاهرة.
١١ ـ فتئ : تعمل مسبوقة بنفي أيضا وتفيد الاستمرار :
ما فتئ الطالب يستذكر دروسه.
ما فتئ : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.
الطالب : اسم ما فتئ مرفوع بالضمة الظاهرة.
يستذكر : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو ، والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب خبر ما فتئ.
١٢ ـ برح : وتعمل مسبوقة بنفي وتفيد الاستمرار أيضا :
ما برح الحارس واقفا.
ما برح : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.
الحارس : اسم ما برح مرفوع بالضمة الظاهرة.
١٢٢
واقفا : خبر ما برح منصوب بالفتحة الظاهرة.
* * *
١٣ ـ دام : وتعمل بشرط أن يسبقها (ما) المصدرية الظرفية ، ومعنى كونها مصدرية أي أنها يصح أن ينسبك منها ومن الفعل دام مصدر : (دوام) ، ومعنى كونها ظرفية دلالتها على مدة معينة فتقول :
ينجح الطالب ما دام مجدا
ما دام : فعل ماض مبني على الفتح. واسمه ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
مجدا : خبر ما دام منصوب بالفتحة الظاهرة.
وتقدير الكلام : ينجح الطالب مدة دوامه مجدا. فإن سبقها (ما) النافية كانت دام تامة مثل :
ما دام شيء. أي ما بقى.
ما : حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
دام : فعل ماض مبني على الفتح.
شيء : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
تنبيه :
تلاحظ أنا في إعراب الأفعال الخمسة السابقة لا نقسمها إلي (ما) و (الفعل) فلا نقول :
ما حرف نفي أو ما مصدرية ظرفية ، وإنما نعرب الفعل مع ما باعتبارها كلمة واحدة.
* * *

كان وأخواتها وترتيب معموليها :

ذكرنا في المبتدأ والخبر مواضع التقديم والتأخير ، ومعمولا كان هما المبتدأ والخبر ، والأصل في ترتيبهما أن يكونا بعد الفعل الناسخ وأن يكون الاسم مقدما على الخبر ، لكن هناك أحوالا أخرى نذكرها على النحو التالي :
١ ـ الاسم لا يتقدم على الناسخ مطلقا ، وفي مثل :
زيد كان مخلصا.
فإن كلمة (زيد) هنا ليست اسم كان مقدما ، وإنما هي مبتدأ ، وكان لها اسم مستتر يعود على زيد ، وجملة كان واسمها وخبرها خبر عن زيد.
٢ ـ إن كان الخبر جملة فهي واجبة التأخير عن الناسخ واسمه، تقول :
كان زيد عمله عظيم.
كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.
زيد : اسم كان مرفوع بالضمة الظاهرة.
عمله : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه.
عظيم : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة ، والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب خبر كان.
كان زيد يكتب.
كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.
زيد : اسم كان مرفوع بالضمة الظاهرة.
يكتب : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو. والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب خبر كان.
٣ ـ إن كان الخبر مفردا أو شبه جملة فله الحالات الآتية :
أ ـ يجب تأخيره عن الناسخ واسمه إن كان الاسم محصورا فيه مثل :
إنما كان شوقي شاعرا.

ما كان شوقي إلا شاعرا.
ما كان هذا الأمر إلا في نيتي.
ب ـ يجب تقديمه على الاسم إن كان في الاسم ضمير يعود على الخبر : مثل
كان في البيت صاحبه.
كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.
في البيت : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر كان في محل نصب.
صاحبه : اسم كان مرفوع بالضمة الظاهرة ، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه.
ج ـ يجب تقديمه على الناسخ نفسه إن كان هذا الخبر يستحق الصدارة مثل أسماء الاستفهام :
كيف كان زيد؟
كيف : اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب خبر كان مقدم.
كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.
زيد : اسم كان مرفوع بالضمة الظاهرة.
أين كان زيد؟
أين : اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب ظرف مكان وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر كان في محل نصب.
كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.
زيد : اسم كان مرفوع بالضمة الظاهرة.
متى كان السفر؟
متى : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب ظرف زمان. وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر كان في محل نصب.
د ـ يجوز التقديم والتأخير والتوسط في غير ما سبق ، فتقول :
كان زيد قائما. كان قائما زيد. قائما كان زيد.

كان زيد في البيت. كان في البيت زيد. في البيت كان زيد.
زيادة حرف الجر الباء في الخبر :
كان وأخواتها ـ فيما عدا الأفعال التي يشترط أن يسبقها نفي أو شبهه مثل ما زال ـ قد يسبقها نفي ، فيكثر حينئذ دخول الباء الزائدة على الخبر ، مثل :
ما كان زيد بمهمل.
ما : حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.
زيد : اسم كان مرفوع بالضمة الظاهرة.
بمهمل : الباء حرف جر زائد ، مهمل خبر كان منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. ويكثر دخول الباء الزائدة على وجه الخصوص ـ على خبر ليس :
(لست عليهم بمسيطر)
لست : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع اسم ليس.
عليهم : جار ومجرور متعلق بمسيطر.
بمسيطر : الباء حرف جر زائد ، ومسيطر خبر ليس منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
ملحوظة : كان وأخواتها من موضوعات النحو المشهورة في التعليم العام ، والحق أن من بينها أفعالا لا تستعمل الآن في الفصحي المعاصرة ، وقد كانت نادرة الاستعمال في فصحى التراث. ونرى أن وضع هذه الأفعال النادرة في المقررات التعليمية يفسد الموضوع كله خاصة في مرحلة التعليم العام ، وهذه الافعال هي :
أضحى ـ بات ـ أمسى ـ ما انفك ـ ما برح ـ ما فتئ ـ هذا فضلا عن «اض». وما يشبهه.

تدريب : أعرب الكلمات المكتوبة بخط واضح :
١ ـ (ما شاءَ اللهُ كان)
٢ ـ (وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ.)
٣ ـ (وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا)
٤ ـ (ولا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض.)
٥ ـ (أَلْقاهُ عَلى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً.)
٦ ـ (أَلَيْسَ اللهُ بِعَزِيزٍ) ذو (انْتِقامٍ.)
٧ ـ (قالُوا تَاللهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ.)
٨ ـ (وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا.)
٩ ـ (كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ.)
١٠ ـ (وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ.)
١١ ـ (فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ.)
١٢ ـ (وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ.)
١٣ ـ (وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَما كانَ مُنْتَصِراً.)
١٤ ـ (وَما كانَ لَنا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ.)
١٥ ـ (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ.)
١٦ ـ (أَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ.)
١٧ ـ (وَما كُنْتَ بِجانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنا إِلى مُوسَى الْأَمْرَ وَما كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ.)
١٨ ـ (أَوَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِما فِي صُدُورِ الْعالَمِينَ.)
١٩ ـ (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً.)
٢٠ ـ (وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً.)
١٢٧
(٢) الحروف العاملة عمل ليس

عرفنا أن (ليس) فعل ماض ناقص يفيد معنى النفي ، ويدخل على الجملة الاسمية فيرفع المبتدأ ويسمى اسمه ، وينصب الخبر ويسمى خبره.
وقد عرفت العربية أربعة حروف تفيد معنى النفي أيضا وتعمل عمل ليس فترفع المبتدأ وتنصب الخبر ، وهذه الحروف هي :
ما ـ لا ـ لات ـ إن
١ ـ ما :

وهي تعمل عمل (ليس) في لهجة الحجازيين ولذلك تسمى ما الحجازية ، ولا تعمل شيئا في لهجة بني تميم وتسمى حينئذ ما التميمية ، فتقول :
ما زيد قائما.
ما : حرف نفي ناسخ مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
زيد : اسم ما مرفوع بالضمة الظاهرة.
قائما : خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة.
وتقول : ما زيد قائم.
ما : حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب وهي مهملة هنا.
زيد : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
قائم : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
ولكي تعمل (ما) لها شروط هي :
أ ـ أن يتأخر خبرها عن اسمها ، فإن تقدم لا تعمل ؛ فإذا قلت : ما قائما زيد لم يصح ، بل لا بد أن تقول : ما قائم زيد ، على الخبر المقدم والمبتدأ المؤخر ، فإن كان خبرها شبه جملة جاز إعمالها ، فتقول :

ما في البيت أحد.
ما : حرف نفي ناسخ مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
في البيت : حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، والبيت اسم مجرور بفي وعلامة جره الكسرة الظاهرة ، وشبه الجملة في محل نصب خبر ما.
أحد : اسم ما مرفوع بالضمة الظاهرة. ويجوز لك أن تعربها تميمية هنا فتقول :
ما : حرف نفي مهمل ، في البيت : جار ومجرور ، وشبه الجملة في محل رفع خبر مقدم ، أحد : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة.
ب ـ ألا تقع بعدها (إن) الزائدة ، فإن قلت :
* ما إن زيد قائما. لم يصح ، بل لا بد أن تقول :
ما إن زيد قائم.
ما : حرف نفي مهمل مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
إن : حرف زائد مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
زيد : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
قائم : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
ج ـ ألا يقترن خبرها بكلمة (إلا) لأنها تنقض النفي المستفاد منها وتجعل معنى الجملة إثباتا ، فإن قلت : * ما محمد إلا رسولا. لم يصح ، بل لا بد أن تقول : ما محمد إلا رسول.
ما : حرف نفي مهمل مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
محمد : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
إلا : حرف إستثناء ملغي مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
رسول : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

د ـ ألا يتقدم معمول خبرها على اسمها ؛ فلك أن تقول :
ما زيد قارئا كتابا.
لأن (كتابا) مفعول به ل (قارئا) وهي خبر ما ، أي أن معمول الخبر مؤخر ، ولا يصح أن نقول : * ما كتابا زيد قارئا.
أما إذا كان معمول الخبر شبه جملة جاز لك أن تقدمه على اسمها مع إعمالها أو إهمالها ، فتقول : ما للشرّ أنت ساعيا.
ما : حرف نفي ناسخ مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
للشر : اللام حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب ، والشر اسم مجرور باللام وعلامة جره الكسرة الظاهرة. والجار والمجرور متعلق بخبر ما (ساعيا).
أنت : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع اسم ما.
ساعيا : خبر ما منصوب بالفتحة الظاهرة. ويجوز لك أن تقول :
ما للشر أنت ساع.
ما : حرف نفي مهمل. للشر : جار ومجرور متعلق بالخبر (ساع) ، أنت : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ ، ساع : خبر مرفوع بضمة مقدرة على الياء المحذوفة منع من ظهورها الثقل.
* إن جاء بعد خبرها معطوف وقبله حرف عطف يدل على الإيجاب امتنع نصب المعطوف ، لأننا إذا نصبناه كان معنى ذلك أن النفي منصب عليه أيضا ، فمثلا : ما زيد قائما بل جالس. أو ما زيد قائما لكن جالس.
في المثالين معطوف بعد الخبر هو كلمة (جالس) وقبله حرف عطف موجب ، أي أنه يمنع النفي الذي تفيده كلمة (ما) ، فإذا نصبنا هذا المعطوف كان معنى الجملة أن زيدا ليس قائما ولا جالسا ، وليس هذا هو المعنى المقصود ، وفي هذه الجملة تعرب الجملة على النحو التالي :
ما : حرف نفي ناسخ مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

زيد : اسم ما مرفوع بالضمة الظاهرة.
قائما : خبر ما منصوب بالفتحة الظاهرة.
بل أو لكن : حرف عطف مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
جالس : خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو ، مرفوع بالضمة الظاهرة.
* إن اقتران خبرها بالهاء التي هي حرف جر زائد ، جاز لك إعرابها على الإعمال والإهمال ، والأكثر إعرابها عاملة ، لأنهم يرون أن إعمالها هو اللغة القديمة وأن زيادة الباء في الخبر متطور عن لغة النصب ، فنقول :
ما زيد بقائم.
ما : حرف نفي ناسخ مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
زيد : اسم ما مرفوع بالضمة الظاهرة.
بقائم : الباء حرف جر زائد ، وقائم خبر منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
وعلى الإهمال نقول : زيد مبتدأ ، وقائم : خبر مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
* * *
٢ ـ لا :

وهي أيضا حرف يفيد النفي ، ويعمل عمل ليس في لهجة الحجازيين ، وتهمل في لهجة بني تميم ، فتقول :
لا خير ضائعا.
لا : حرف نفي ناسخ مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
خير : اسم لا مرفوع بالضمة الظاهرة.
ضائعا : خبر لا منصوب بالفتحة الظاهرة. وعلى إهمالها تقول :
لا خير ضائع.
لا : حرف نفي مهمل مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
١٣١
خير : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
ضائع : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
وهي تعمل عمل ليس بشروط ، هي :
أ ـ أن يكون اسمها وخبرها نكرتين ، فلا يصح عملها في اسم وخبر معرفتين ، أو في اسم معرفة وخبر نكرة ، (إلا على وجه ضعيف) وعليه بيت المتنبي :
إذا الجود لم يرزق خلاصا من الأذى
فلا الحمد مكسوبا ولا المال باقيا
ب ـ أن يتأخر خبرها عن اسمها ، فإن قلت :
* لا ضائعا خير. لم يصح ، بل لا بد أن تقول :
لا ضائع خير.
ج ـ ألا يقترن خبرها بإلا ، لأنها تنقض النفي المستفاد منها ، فإن قلت :
* لا خير إلا مثمرا. لم يصح ، بل لا بد أن تقول :
لا خير إلا مثمر.
لا : حرف نفي مهمل مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
خير : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
مثمر : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
د ـ لا يجوز تقديم معمول خبرها على اسمها كي لا يفصلها عنه فاصل ، فإن قلت :
لا مؤمن ظالما أحدا ، كان استعمالك صحيحا لأن (أحدا) مفعول به ل (ظالما) التي هي خبر لا ، أما إذا قدمته على الاسم فقلت :
* لا أحدا مؤمن ظالما. لم يصح
فإن كان معمول الخبر شبه جملة جاز لك إعمالها وإهمالها ، فتقول :
لا عندك خير ضائعا.

لا : حرف نفي ناسخ مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
عندك : ظرف مكان منصوب بالفتحة الظاهرة ، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه ، وشبه الجملة متعلق بخبر لا (ضائعا).
خير : اسم لا مرفوع بالضمة الظاهرة.
ضائعا : خبر لا منصوب بالفتحة الظاهرة.
وعلى إهمالها تقول :
لا عندك خير ضائع. مبتدأ وخبر.
* * *
٣ ـ إن :

وهي أيضا حرف يفيد النفي ، وتعمل عمل ليس في لهجة أهل العالية ، ولإعمالها شروط هي :
أ ـ تعمل في اسم معرفة وخبر نكرة ، مثل :
إن الخير ضائعا. (بمعنى ليس الخير ضائعا).
إن : حرف نفي ناسخ مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
الخير : اسم إن مرفوع بالضمة الظاهرة.
ضائعا : خبر إن منصوب بالفتحة الظاهرة.
وتعمل أيضا في اسم وخبر نكرتين ، فتقول :
إن خير ضائعا.
ب ـ أن يتأخر اسمها عن خبرها مثل ما ولا.
ج ـ ألا يقترن خبرها بألا مثلهما.
د ـ ألا ينقدم معمول خبرها على اسمها إلا إن كان المعمول شبه جملة.
* * *

٤ ـ لات :

وهي حرف يفيد النفي أيضا ، وتعمل عمل ليس ، بشروط أخواتها ، إلا أن هناك شرطين آخرين لا بد منهما لإعمالها ، وهما :
أ ـ أن اسمها وخبرها لا يجتمعان ، بل لا بد من حذف أحدهما والأكثر حذف اسمها.
ب ـ أنها لا تعمل إلا في كلمات ندل على الزمان ، وعلى وجه الخصوص في ثلاث كلمات ؛ حين ـ وهي أكثرها استعمالا ـ وساعة وأوان ، فتقول :
تندم الآن ولات حين مندم.
لات : حرف نفي ناسخ مبني على الفتح لا محل له من الإعراب (١).
حين : خبر لات منصوب بالفتحة الظاهرة ، واسمها محذوف ، ومندم : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
ومعنى الجملة : ولات الحين حين مندم.
ويجوز لك أن تقول :
تندم الآن ولات حين مندم.
لات : حرف نفي ناسخ مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
حين : اسم لات مرفوع بالضمة الظاهرة.
مندم : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
وخبرها محذوف.
ومعنى الجملة : تندم الآن ولات حين مندم موجودا لك.
وإعمالها في الساعة والأوان مثل :
لقد فروا ولات ساعة فرار.
__________________
(١) يعربها القدماء علي النحو التالي : لا : حرف نفي ، والتاء حرف لتوكيد النفي ، أو التاء حرف للتأنيث اللفظي ، فكأنها مكونة من كلمتين : لا+ ت ؛ والأيسر ما قدمناه لك باعتبارها كلمة واحدة.
١٣٤
أو : لقد فروا ولات أوان فرار.
فإن حذفت الاسم نصبت (ساعة وأوان) وإن حذفت الخبر رفعتهما على الإعراب السالف.
* * *
تدريب : أعرب ما يأتي :
١ ـ (ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ.)
٢ ـ (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ.)
٣ ـ (وَما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ.)
٤ ـ (ما هذا بَشَراً.)
٥ ـ قرأ سعيد بن جبير : (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) عبادا (أَمْثالُكُمْ).
٦ ـ (فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ.)
٧ ـ (وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ.)
٨ ـ (وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ.)
٩ ـ (ما أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا.)
١٠ ـ (وَما أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ.)






شكرا لتعليقك