pregnancy

الأستاذ / عبد الرحمن معوض - معلم خبير لغة عربية وتربية إسلامية - السنبلاوين - دقهلية


جمل الأمر والنهي والعرض

جمل الأمر والنهي والعرض

وهي كلها من «أساليب» «الطلب» في العربية ؛ لأنها تستخدم في فعل أمر أو تركه ، وهي تشترك في أمور وتختلف في أخرى.
أولا : الأمر :

«والأمر» الاصطلاحي يتم بجملة فعلية فعلها يسمي فعل أمر ، له صياغة معينة قدمناها لك عند حديثنا عن الأفعال المبنية (١).
وهذا الفعل لا يكون إلا للمخاطب :
اكتب.
اكتبي.
اكتبنا.
اكتبوا.
اكتبن.
ادع.
امش.
ارسع.
وهو في كل ذلك مبني على السكون أو على حذف النون أو على حذف حرف العلة.
* فإذا أردت أن تأمر «الغائب» فإنك تستخدم الفعل المضارع المسبوق «بلام الأمر» الجازمة له ، وهي لام مكسورة :
ليكتب زيد. ليكتب فاطمة.
وإذا سبق هذا الفعل بالواو أو الفاء أو ثم صارت اللام ساكنة في الأفصح :
ليكتب زيد وليتقن كتابته.
ليذهب زيد فليخبرهم بالخبر ثمّ لينتظر هناك.
* وكذلك إذا أردت أن تأمر «المتكلم» :
__________________



تنبيه : هذا الاستعمال يلفتنا إلي الاستعمال الخاطئ الذي يشيع الآن في أمر الغائب والمخاطب باستخدام الفعل «دع» :
* دعهم يذهبوا.* دعه يذهب
* دعنا* دعني أذهب.
بل إن برنامجا لتعليم العربية في تلفاز عربي ـ يقول في مقدمته :
* دعنا نتكلم العربية.
وكل هذه التراكيب غير عربية ، وهي مأخوذة من اللغات الأوربية كالانجليزية التي تستخدم الفعل"tel ". وفي أمر الغائب والمتكلم :
. cibarA kaeps su tel. og em tcl
والصواب كما تري :
لنتكلّم العربية.
* ويستخدم في الأمر أيضا اسم الفعل الدال على الأمر (١) :
صه. إيه. آمين. حذار.
* * *
ثانيا : النهي :

وهو طلب الكفّ عن عمل ما ، ويتم بإدخال «لا» الناهية على الفعل المضارع فتجزمه ، وهي لا تختص بالمخاطب فقط شأن فعل الأمر ، بل تستعمل مع المضارع المسند وإلي الغائب :
لا تذهب. لا تذهبا.
لا تسع في شر.
لا يتخلف أحد منكم عن أداء الواجب.
__________________
(١) أنظر ص ٦٠.
٢٩٥
* أما دخولها علي المضارع المسند إلى المتكلم فلا يكاد يستعمل ، وقد يكون مقبولا إذا كان الفعل مبنيا للمجهول :
لا أوضع موضعا لا أحبه.
* يجوز في العربية حذف الفعل المضارع بعد «لا» الناهية :
ساعد الشخص الذي يساعد نفسه وإلا فلا.
أي : وإلا فلا تساعده.
* * *
ثالثا : العرض والتخضيض :

* العرض طلب شئ في رفق ولين ، ويستعمل فيه في الأغلب الحرفان :
لو ، وألا :
ألا تجتهد.
أي : اجتهد.
لو تفكر في هذا الأمر. أي : فكر.
* أما الخصّ أو التخضيض فهو الطلب في قوة ، وتستعمل معه في الأغلب.
هلّا اجتهدت.
أي : اجتهد.
لو لا انتبهت.
أي : انتبه.
علي أن هذه الكلمات جميعها يمكن استعمالها في العرض وفقا للسياق.
* * *
جواب هذه الجمل :
هذه الجمل كلها ـ كما قلنا ـ من أساليب الطلب ، والطلب قد يحتاج إلي جواب ، والذي يهمنا هنا نمطان شائعان :
١ ـ أن يكون الجواب فعلا مضارعا مسبوقا بالفاء التي تفيد السببية ، وهي التي سموها لذلك فاء السببية ، وهي في حقيقتها النحوية حرف عطف تدل على الترتيب والتعقيب ، وتفيد معها السببية ، على أن

فكرة الترتيب والتعقيب نفسها تحمل وظيفة السببية كذلك. في هذه الحالة يجب نصب الفعل المضارع ب «أن» مضمرة وجوبا بعد الفاء ، فنقول :
اجتهد فتنجح.
لا تهمل فتندم.
لو تجتهد فتنجح.
ونقول في إعراب هذا الفعل إنه فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.
لكن علي أي شئ نعطف المصدر المؤول؟
يقول النحاة إن المصدر المؤول هنا معطوف علي مصدر مؤول متوهّم «أي متخيل» من الفعل السابق ؛ والتقدير عندهم :
ليكن منك اجتهاد فيكون لك نجاح.
٢ ـ أن يكون الجواب فعلا مضارعا غير مسبوق بشئ ، وهنا يجب جزمه في جواب الطلب :
اجتهد تنجح.
لا تهمل تنجح.
لو تجتهد تنجح.
ويقال في هذا كله : فعل مضارع مجزوم لوقوعه في جواب الأمر والنهي والعرض.
وأنت تعلم بعد كل هذا أن «جملة الجواب» لا محل لها من الإعراب.
* * *
تدريبات : أعرب الجمل المكتوبة بخط واضح.
١ ـ (وَقالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصارى تَهْتَدُوا.)

٢ ـ (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ.)
٣ ـ (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ.)
٤ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلا يَأْبَ كاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَما عَلَّمَهُ اللهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللهَ رَبَّهُ وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً.)
٥ ـ (وَقالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْ لا يُكَلِّمُنَا اللهُ أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ.)
٦ ـ (رَبَّنا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ لَوْ لا أَخَّرْتَنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ.)
٧ ـ (فَلَوْ لا إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا تَضَرَّعُوا.)
٨ ـ (فَلَوْ لا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ.)
* * *


شكرا لتعليقك