من أجل حياة كريمة قرآن كريم الآيتان (151، 152)
من سورة الأنعام
تمهيد :
يرسم القرآن للناس
في هذه الآيات معالم طريق الفضيلة ، وما ينبغي أن يتحلوا به في سلوكهم ، وأخلاقهم
: من ارتفاع عن الدنايا ، والنقائص ، فلا يكاد يكون هناك جانب من جوانب الحياة الاجتماعية
إلا وضع فيه الإسلام من السنن ، والقوانين ما يكفل للناس حياة كريمة ، مستقيمة قوامها
الحق ، والعدالة ، والنص القرآني يبرز لنا بعض هذه السنن ، والقوانين الاجتماعية :
الفردية والجماعية.
س1 : ما قيمة هذه الوصايا الإلهية
التي قدمتها الآيات ؟
جـ : إن هذه الوصايا الإلهية السامية يقوم عليها بناء المجتمع
الإنساني السليم ، وبها تحارب الآفات الاجتماعية التي تتردى (تسقط) بها الجماعات في
مهاوي التفرق والانحلال . فيها تطهر النفس والعقول من آفات الفكر ، وتطهير المجتمع
من التقاطع والتنابذ ومنع الاعتداء بأي نوع من أنواعه . وفيها التعاون على حماية الضعفاء
، وفيها إعطاء كل ذي حق حقه ، وفيه إقامة العدل في كل ضروبه الذي هو ميزان الحقوق والواجبات
، وفيها الوفاء بالعهود الذي هو رباط الجماعات الإنسانية مهما تختلف أجناسها وشعوبها
وقبائلها. وإن شئت أن تقول إن فيها أكثر التكليفات الاجتماعية البانية والواقية ، وهي
متفق عليها في كل الديانات السماوية ، ومقررة في كل الشرائع العادلة ، وإن لم تكن فيها
على هذا السمو الرفيع كما جاء في القرآن .
قال الله تعالى
:
(قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ
رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً
وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ
وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ
النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ
تَعْقِلُونَ {151} وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ
نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى
وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
{152})
اللغويات
:
قل : أخبرهم يا محمد
- تعالوا : هلم ، أقبلوا × اذهبوا ، انصرفوا - أتل : أقرأ ، وأقص ، وأسرد - حرم : منع
× أحل ، أباح - ربكم : إلهكم ج أرباب - ألا : أن المفسرة ولا الناهية - تشركوا : تعبدوا
معه غيره × توحدوا - إحساناً : برا وصيانة وحفظاً × إساءة ، عقوق ، جحود - تقتلوا أولادكم
: منه (الوأد) × يبقي على حياته - من إملاق : من هنا تعليلة - إملاق : فقر ، فاقة
× غنى - تقربوا : تقترفوها ، تأتوها ، تفعلوها × تجتنبوا - الفواحش : كبائر الذنوب
والمعاصي ، أو كل ما عظم جرمه وذنبه ، كل ما تجاوز الحد م الفاحشة ، الفحشاء × الحسنات
- ظهر : وضح مثل الغضب والقذف - بطن : خفي مثل الزنا والسرقة - ذلكم : إشارة إلى المحرمات
- وصاكم : أمركم وألزمكم و فرض عليكم - تعقلون : تتدبرون ، تصيروا ذوي عقول - اليتيم
: من فقد الأب من البشر ، الأم من الحيوان ج اليتامى ، الأيتام ، اليتمة ، اليتائم
، الميتمة - أحسن : أي بما ينفعه وينميه × أسوأ - يبلغ : يصل ، يدرك - أشده : قوته
أي الوصول لسن الرشد - يبلغ أشده : يرشد ، تستحكم قوته ، وهي تعني التدرج في العمر
حتى يصبح قادراً - أوفوا : أتموا × أنقصوا ، أخسروا - الكيل : المكيال ج أكيال - الميزان
: آلة الوزن ج موازين - القِسط : العدل × القََسط ، الظلم ج أقساط - نكلف : نلزم ونحمل
- وُسعها : طاقتها وقدرتها ، أما وَسع بالفتح بمعنى الاتساع والإحاطة - قلتم : قول
وشهادة - اعدلوا : التزموا الحق - ذا قربى : صاحب قرابة " والد ، عم ، ...
" - عهد الله : ميثاقه ووصيته وتكليفاته للعباد ج عهود ، عِهاد - تذكرون : أي
تتعظون .
الشرح :
تتضمن الآيات بيانا للقوانين والسلوكيات التي تضمن للناس
الأمن في الدنيا والآخرة. وتبدأ الآيات بخطاب موجه للرسول الكريم -- لتعريف الناس هذه
القوانين والسلوكيات لتستقيم حياتهم ويفوزوا برضا الله في الدنيا والآخرة.
فتقول الآيات قل يا محمد لهم تعالوا أقص عليكم ما حرمه عليكم
ربكم :
1 - لا تجعلوا لله شريكاً ما بأي نوعٍ كان من أنواع الشرك
؛ لأن الشرك يجر إلى كل محرم وهو أكبر الكبائر، ولا مغفرة أو توبة لمشرك.
2 - الإحسان للوالدين غاية الإحسان والبر ؛ فإن الله أوصى
الأبناء بالآباء , وأوصى الآباء بالأبناء.
3 - عدم قتل الأولاد خوفاً من الفقر فالله هو الذي يكفل لهم
الرزق فلا يخافون الفقر والحاجة.
4 - الابتعاد عن الفواحش قولا وفعلا ظاهره وباطنه فلابد من
طهارة ونظافة وعفة ليصلح حال الأسرة والمجتمع والناس.
5 - عدم قتل النفس إلا بالحق . ولكن كيف يكون قتل النفس بالحق
؟ عن طريق القصاص ويقوم به ولي الأمر.
6 - النهي عن أكل مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن و حتى يبلغ
أشده أى قوته البدنية والعقلية .
7 - العدل في الكيل والميزان .
8 - وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى .
9 - الوفاء بعهد الله .
وفي هذه الوصايا أساس الدين كله ؛ لأنها قوام حياة الضمير
بالتوحيد وقوام حياة الأسرة بأجيالها المتتابعة وقوام حياة المجتمع بالتكافل والطهارة
في المعاملات وقوام حياة الإنسانية وما يحوط الحقوق فيها من ضمانات مرتبطة بعهد الله.
س1 : ما النواهي والأوامر التي
تضمنتها الآيتان ؟
جـ : من النواهي : «أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً» - «وَلا
تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ» - «وَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ
مِنْها وَما بَطَنَ» - «وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا
بِالْحَقِّ» - «وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ»
- ومن الأوامر: «وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً» - «وَأَوْفُوا
الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ» - «وَإِذا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا» - «وَبِعَهْدِ
اللَّهِ أَوْفُوا»
س2 : بدأ النص بأمر للنبي - - فما هو؟
جـ : أمره بقول وإبلاغ ما حرم الله على العباد .
س3 : ما المحرمات الواردة في الآية الأولى ؟
أو ما الموبقات (الأمور التي تهلك) المذكورة في الآية الأولى ؟
جـ : المحرمات الواردة في الآية الأولى : الشرك وعقوق الوالدين
وقتل الأولاد خشية الفقر وإتيان الفواحش وقتل النفس .
س4 : ما الوصايا الواردة في الآية الثانية ؟
جـ : الوصايا الواردة في الآية الثانية : إيفاء الكيل والميزان
بالقسط ، والعدل في القول والشهادة ، والإيفاء بعهد الله ، وتحريم أكل مال اليتيم
.
س5 : لمَ بدأت الوصايا في النص بالنهى
عن الشرك ؟
جـ : لأنه أعظم المحرمات وأكبرها إفساداً للفطرة ، ولأنه
هو الجريمة التي لا تقبل المغفرة من الله ، بينما غيره قد يغفره - سبحانه - قال - تعالى
-: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن
يَشَاء} (سورة النساء من الآية 48) .
س6 : ولماذا ثنْت بالإحسان إلى الوالدين
بعد التوحيد؟
جـ : إعلاءً وتعظيماً لشأنهما .
س7 : ما المقصود بالإحسان إلى الوالدين ؟
جـ : المقصود بالإحسان إليهما معاملتهما معاملة كريمة ، معاملة
مبنية على العطف والمحبة ، لا الخوف والرهبة ، فبرهما سلف لك ودين ، فقد ورد في الحديث
«بروا آباءكم تبركم أبناؤكم» ، ومحبة الوالد لولده غريزة من الغرائز ، فلم يوص عليها
الشرع ، ومحبة الولد لوالديه جزاء ومكافأة لهما ، ولذا نبه القرآن عليهما وشدد .
س8 : ما حجة الكفار في قتل أولادهم ؟
جـ : خشية إملاق (فقر) نزل بهم ، أو يخشون نزوله في المستقبل
.
س9 : كيف أبطلت الآية حجة من يقتل ولده خشية
الفقر؟
جـ : بتذكيره بحقيقة أن الله يرزقه وولده ؛ حيث جاءت جملة
: (نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ) معترضة ، مستأنفة ، علة للنهى عن قتلهم ، إبطالاً
لمعذرتهم وحُجتهم في قتلهم أولادهم .
س10 : النهي عن قرب الفواحش أبلغ من النهي عن فعلها
. علل .
جـ : النهي عن القرب من الفواحش أبلغ من النهي عن مجرد فعلها
؛ لأنه يتناول النهي عن مقدماتها والوسائل الموصلة إليها .
- (لا تقربوا
الفواحش) - (لا تفعلوا الفواحش) . لماذا كان التعبير القرآني أرقى وأفضل ؟ [أجب
بنفسك]
س11 : ما المراد بقوله في الآية الأولى
: (إلا بالحق) ؟
جـ : (إلا بالحق) : وهو النفس بالنفس وزنا المحصن ، والردة
.
س12 : ما المشار إليه بقوله (ذَلِكُمْ) ؟
جـ : «ذلِكُمْ» ما ذكر من التكاليف المارة الذكر (وَبِالْوَالِدَيْنِ
إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ
وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ
النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ)
س13 : لماذا نهى الخالق عن الاقتراب من مال اليتيم
؟
جـ : نهى الخالق عن الاقتراب من مال اليتيم ؛ لأن الطمع فيه
أكبر لقلة مراعيه وضعف مالكه .
س14 : متى يجوز الاقتراب من مال اليتيم ؟
أو كيف يقترب الوصيّ من مال اليتيم ؟
جـ : لا يجوز في حال من الأحوال قربان ماله إلا في حالة واحدة
وهي ما يكون له فيها الحظ والنفع كحفظه وتنميته وإصلاحه والمداومة على ذلك حتى يصل
اليتيم إلى حالة من الرشد «حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ» يستطيع معها أن يستقل بالتصرف
السليم العاقل ، وحينئذ يأخذ ماله .
س15 : وضعت الآية الثانية قوانين تضمن تماسك المجتمع
وترابطه . اشرح .
جـ : في الآية وصايا قرآنية قيِّمة تضمن تماسك المجتمع وترابطه
إذا دأب أفراده على التمسك بها وتنفيذ ما أمر الله به وتجنب ما نهى عنه ، ولذلك ينهى
الله عن أكل مال اليتيم أو الاقتراب منه إلا بما يصلحه ويثمره ، وذلك لأمد محدد وهو
بلوغ اليتيم أشده أي قوته البدنية والعقلية التي تمكنه من إدارة ماله (سن الرشد) ،
كما يأمر الله بالعدل في الكيل والميزان ، والله لا يكلف الإنسان إلا ما يطيق ، ثم
يخص الله العدل في القول ولو كان المحكوم عليه أو الخصم من ذوى القربى ، ولأن كل ما
سبق بمثابة عهد الله . فعلينا إتمام هذا العهد وأن نلتزم بما أمر الله به وبما نهى
عنه ، فما سبق تذكير للإنسان بهذا العهد الذي يجب أن يفي به مع ربه
ôالتذوق
:
(قل) : أسلوب إنشائي / أمر والأمر للرسول للإلزام والحث ، واسترعاء
للأسماع ، وفيه تعظيم لقدر النبي -
- .
(تعالوا)
: أسلوب إنشائي / أمر للنصح والحث والتنبيه يدل على أهمية ما بعده ، وكلمة تعالوا توحي
بعلو ورفعة وسمو الوصايا ومن التزمها .
(أتل) : جواب الطلب ، وهو نتيجة له وهو يؤكد أن القول من وحي الله
وليس من عند الرسول .
(ما حرم ربكم عليكم) : في نسبة التحريم إلى الرب حض وحث للعباد
على التدبر والاستجابة .
(ربكم) : إضافة (رب) إلى ضمير الخطاب (كم) تفيد التخصيص والاعتزاز
والتقدير ، فهو وحده له حق الربوبية .
(ألا تشركوا به شيئاً) : علاقتها بما قبلها تفصيل لقول الله
تعالى : " ما حرم ربكم " ، والنهي للنصح والإرشاد ، والابتداء بالنهي عن
الإشراك ؛ لأن إصلاح العقيدة هو مفتاح باب الإصلاح كله في كافة الأمور .
(تشركوا) : مضارع يدل على التجدد والاستمرار في وجوب
عدم الشرك بالله .
س1 : لماذا قدم الله الإشراك عند الحديث عن المحرمات
؟
جـ : لأنه رأس المحرمات التي حرّمها الله على عباده وأعظمها
وأشدها إفساداً للعقل والفطرة وهو المحرم الأول الذي يجر إلى كل محرم بعد ذلك .
(وبالوالدين إحسانا) : تقديم للقصر والتخصيص ، و " إحساناً
" مفعول مطلق للتأكيد على ضرورة الالتزام بتلك الوصية ، وهو نائب عن فعله الأمر
" أحسنوا " والتقْدير : وأحْسِنُوا بالوالدين إحْسَاناً ، وذكر الله الأمر
بالإحسان ولم يذكر النهي عن الإساءة اعتناء بالوالدين وبراً بهما وللسمو بشأنهما.
(وبالوالدين إحسانا) : أسلوب إنشائي / أمر غرضه : النصح والإلزام
.
(ولا تقتلوا أولادكم) : أسلوب إنشائي / نهي غرضه : الوجوب
والإلزام .
(ولا تقتلوا أولادكم) : كناية عن وأد البنات ، سر جمال الكناية :
الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .
(أولادكم) : إضافة (أولاد) إلى ضمير الخطاب (كم) تفيد التخصيص
والتذكير بالرابطة الإنسانية القوية بين الآباء والأبناء وبالتالي بيان لاحتياج الأبناء
للعطف والإشفاق لا القسوة والشدة .
(أولادكم) : مجاز مرسل عن البنات ، علاقته : الكلية ، وسر
جمال المجاز الدقة والإيجاز .
(من إملاق) : تعليل لسبب القتل ، وفيه استعارة مكنية تجسد
الفقر بشيء مادي نخافه ، وتوحي بشدة الفزع من الفقر .
(نحن نرزقكم وإياهم) : قدم رزق الآباء ؛ لأن الأبناء
مسئولون منهم وإشارة إلى أنه كما رزق الآباء فلم يموتوا جوعاً ، كذلك يرزق الأبناء
. والتعبير يبرز فضل الله الواسع الذي يغمر به عباده ؛ ليطمئن الآباء وبالتالي فعليهم
الالتزام بنواهي الخالق .
(نحن نرزقكم وإياهم) : إطناب عن طريق الاعتراض للتوكيد ،
وعلاقتها بما قبلها تعليل للنهي عن القتل .
(نحن نرزقكم) : فيها التفات فقد تحول من ضمير الغيبة في
(حرم ربكم) ، إلى التكلم في (نحن نرزقكم) لجذب الانتباه وتأكيد أن الأمر كله من الخالق
والرزق كله بيده .
(نحن نرزقكم) : تقديم الضمير
(نحن) للتخصيص ، وتكراره للتوكيد ، والتعبير بضمير الجمع لتعظيم وتشريف الذات الإلهية
.
(ولا تقربوا الفواحش) : أسلوب إنشائي / نهي غرضه : الوجوب والإلزام
والنصح ، وهي كناية عن تجنب الآثام والابتعاد عنها ، سر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى
مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم . ويجوز استعارة مكنية فيها تصوير للفواحش بأشياء
مادية ملموسة لا يجب الاقتراب منها لخطورتها أو التفكير فيها ، وسر جمال الصورة التجسيم
، وهي توحي بضرورة التعقل قبل التفكير في ارتكاب الفاحشة .
(لا تقربوا) : تعبير فيه دقة قرآنية وإعجاز بلاغي حيث ينهى
عن مجرد الاقتراب من الفواحش أو التفكير فيها للحظات ؛ اتقاء للجاذبية التي تضعف معها
الإرادة والنفس كما تعلم أمّارة بالسوء ، فالخالق ينهى عن مقدمات الفواحش والوسائل
الموصلة إليها ؛ مما يدل على شدة كارثية الفواحش وضررها المؤكد .
س2 : أيهما أدق :
[لا تقربوا - لا تفعلوا] ؟ ولماذا ؟
[أجب بنفسك]
(الفواحش) : جمعا للكثرة ، والتنوع ، وفيها تحقير وتنفير
.
(ما ظهر منها وما بطن) : تفصيل للإجمال في قول الله تعالي
: " الفواحش " للتوضيح .
(ما ظهر)
: استخدام " ما " لإفادة العموم والشمول .
(ظهر - بطن) : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد
، ويفيد العموم والشمول لكل الفواحش التي منها المخبوء المستور ومنها المعلن المنشور
.
(ولا تقتلوا النفس) : أسلوب إنشائي / نهي غرضه : التحذير والتنفير
، وخصه بالنهي ؛ لأنه فساد عظيم .
(النفس) : جاءت معرفة للعموم والاستغراق ، وخص (النفس) ؛
لأنها أساس استمرار الحياة .
(التي حرم
الله) : إيجاز بحذف المفعول به (قتلها) ؛ لاثارة الذهن والتنبيه .
(حرم الله) : إسناد التحريم إلى لفظ الجلالة (الله) فيه ترهيب
وردع وزجر لكل من يفكر في جريمة القتل .
(إلا بالحق)
: بيان وتوضيح لسبب القتل وهو الحق فقط أي بضوابط شرعية لتطبيق عقوبة القتل ، والباء
هنا سببية .
(ولا تقتلوا النفس .. إلا بالحق) : أسلوب قصر بالنفي
(لا) والاستثناء (إلا) للتخصيص والتأكيد والاهتمام بالمتقدم .
(لا تقتلوا - إلا بالحق) : طباق سلب يبرز
المعنى ويقويه بالتضاد.
(ذلكم وصاكم
به) : إجمال لما مضى من المحرمات ، والتعبير يوحي بالإلزام ، وقد جاءت وصاكم لبيان
تأصل هذا الأمر في رفق وتلطف .
(لعلكم تعقلون)
: ختام رائع يؤكد أن ارتكاب هذه المحرمات ينزل صاحبه منزلة من لا يعقل فرجي أن يعقلوا.
(لعلكم تعقلون)
: استخدام لعل أفاد الرجاء وأن باب الاهتداء مفتوح لمن يستخدم عقله .
س3 : أيهما أجمل (لعلكم تعقلون ، (ليتكم تعقلون)
؟ ولماذا ؟
جـ : لعل أجمل ؛ لأنها تدل على أن باب الاهتداء مفتوح لمن
يستخدم عقله ، بينما ليت تدل على الاستحالة أي استحالة أن يستخدموا عقولهم ويتدبروا
.
س4 : ختام الآية (لعلكم تعقلون) مناسب لها . وضح
.
جـ : ختم الآية بـ (تعقلون) مناسب لما ذكرته الآية من وصايا
يقبلها العقل السليم والفطرة السوية .
س5 : ماذا أفاد استخدام كل حرف مما يأتي :
1 - الباء في (بالوالدين إحسانا)؟
2 - حرف "من" في (من إملاق)؟
3 - الحرف الناسخ (لعل)؟
4 - لا الناهية في الآية؟
جـ :
1 - الباء في (بالوالدين إحسانا) أفادت : الإلصاق.
2 - حرف "من" في (من إملاق) أفادت : السببية.
3 - الحرف الناسخ (لعل) أفادت : الرجاء.
4 - لا الناهية في الآية أفادت : التحريم .
ضمت الآية
الثانية نوعا من محرمات يرجع تحريمها إلى حفظ قواعد التعامل بين الناس لإقامة قواعد
العدالة .
(لا تقربوا مال اليتيم) : أسلوب إنشائي / نهي
غرضه : الوجوب والإلزام والتحذير والتنفير من مجرد الاقتراب فقط فما بالنا بالاستيلاء
عليه .
(لا تقربوا) : مضارع يدل على التجدد والاستمرار في
الحفاظ على مال اليتيم .
(مال اليتيم) : الإضافة للتخصيص ، وهي توحي بضعف اليتيم واحتياجه
للعطف والرعاية .
(لا تقربوا
مال اليتيم) : كناية عن ضرورة حفظ هذا المال ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى
مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم.
(إلا بالتي هي أحسن) : استثناء يخصص أن يكون سبب القرب هو الإحسان
والخير، والباء هنا سببية.
(لا تقربوا
، إلا بالتي) : طباق يبرز المعنى ويقويه بالتضاد
(حتى يبلغ
أشده) : تفيد بلوغ الغاية أي اشتداد قوته الجسمية والعقلية ؛ ليحمي ماله، ويحسن القيام
عليه..
(وأوفوا الكيل والميزان بالقسط) : أسلوب
إنشائي / أمر غرضه : النصح والإلزام ، والعطف بين الكيل والميزان للعموم والشمول.
(لا نكلف
نفساً إلا وسعها) : كناية عن الرحمة والعدالة الإلهية ، وسر جمالها : الإتيان بالمعنى
مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .
(لا نكلف نفساً إلا وسعها) : تعقيب وتذييل للاحتراس
والتأكيد ، والنفي للتأكيد ، ونفساً نكرة للعموم والشمول .
(وإذا قلتم فاعدلوا) : أسلوب شرط للترغيب ويدل على عدم مجاملة الأقارب
عند الشهادة بالعدل ، وإذا تفيد الثبوت والتحقق ، وفيها إيجاز بحذف المفعول به للعموم
والشمول.
(فاعدلوا)
: نتيجة لما قبلها ، أسلوب إنشائي / أمر للنصح ، وحذفت مكملات الجملة للعموم والشمول
.
(ولو كان ذا قربى) : إطناب بالاعتراض للاحتراس ؛ لبيان وجوب العدالة
مع الجميع للحفاظ على أمن المجتمع وسلامته .
(وبعهد الله)
: إضافة (عهد) إلى لفظ الجلالة (الله) تشريف وتعظيم لهذا العهد.
(وبعهد الله
أوفوا) : أسلوب قصر بتقديم شبه الجملة على الفعل للاهتمام به والتنبيه عليه ولبيان
للأهمية الشديدة للوفاء بعهد الله ، والأمر هنا للحث والنصح.
(ذلكم وصاكم
به ) : التعبير بـ(وصاكم) تعبير دقيق ؛ لأنه يوحي بضرورة ووجوب تنفيذ ما سبق
من أوامر ونواهٍ حتى تستقيم الحياة
(ذلكم وصاكم
به لعلكم تذكرون) : تذييل وختام رائع للآية فيه إجمال بعد التفصيل السابق ، وقد ختمت
بقوله " لعلكم تذكرون " لأن ما قبلها من أمور يعرفه العرب على أنه من الأعمال
المحمودة فالحث عليها تذكير بما عرفوه بالفطرة ونسوه بالشهوة.
س6 : علل : التنويع بين الأمر والنهي في الآيات
.
جـ : ليدل على تنوع المعاني وتمايز القضايا التي يتناولها
كل أسلوب وهي في مجملها تؤكد المعني وتثير انتباه القارئ لتتبع الأمر أو النهي لمعرفة
غايته ، والتفكير فيما يترتب على الاستجابة له أو مخالفته .
س7 : علل : ختام الآية الثانية بقوله تعالى :
"لعلكم تذكرون" دقيق . وضح .
جـ : ختام الآية بقوله تعالى: " لعلكم تذكرون
" دقيق ؛ لأن هذه المطالب الأربعة في الآية الثانية عرف بين العرب أنها محامد
، فالأمر بها ، والتحريض عليها تذكير بما عرفوه في شأنها ولكنهم تناسوه بغلبة الهوى
وغشاوة الشرك على قلوبهم .
لا تنسَ : الفواصل القرآنية (نهايات الآيات) أعطت جرساً موسيقياً
جميلاً مثل : (تعقلون - تذكرون).
ô من الخصائص الجمالية للأسلوب القرآني :
1 - جمال اللفظ ، وعمق المعنى.
2 - دقة الصياغة ، وروعة التعبير على اختلاف الموضوعات.
3 - صياغة المعاني فهي صالحة لمخاطبة الناس في كل زمان
ومكان.
4 - اتساق المفردات مع المعنى وسعة الدلالة.
4 - الجملة فيها تلازم واتساق تام بين مفرداتها.
5 - التعبيرات غزيرة المعاني.
6 - تصوير المعاني المجردة في صورة حسية ملموسة.
تدريبات :
س1 : ضع علامة (صح) أمام العبارة الصحيحة وعلامة (خطأ) أمام
العبارة الخاطئة :
1 - الزنا أكبر المحرمات.
2 - وأد البنات عادة جاهلية كانوا يفعلونها خشية العار والفقر.
3 - نهى النص عن أكل مال اليتيم.
4 - النهي عن قرب الفواحش يقتضي النهى عن ارتكابها من باب
أولى.
5 - ينهى الله عن أكل مال اليتيم أول الاقتراب منه إلا بما
يصلحه ويثمره .
6 - الله لا يكلف الإنسان إلا ما يطيق.
7 - أنزل الله تعالى على رسوله منهجاً يضمن رفعة الشأن وعلو
المكانة.
8 - هذا النص من سورة النساء.
س2 : اختر الإجابة الصحيحة مما يلي :
1 - هذا النص من سورة (البقرة - النساء - الأنعام) .
2 - أعظم المحرمات وأكبرها (القتل - السحر - الشرك) .
3 - (حتى يبلغ أشده) أي قوته (البدنية - العقلية - هما معاً)
.
4 - عهد الله (نعمه الكثيرة - كتابه الحكيم - تكاليفه الشرعية)
.
س3 :
قال تعالى: " قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ
عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُواْ
أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ
مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ
إِلا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) "
س1: مَن المُخاطب بالفعل (قل) وعلام يدل تخصيصه بالخطاب؟
س2: ما القيمة المعنوية والفكرية للفعل (تعالوا)؟
س3: ما علاقة " قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ
رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ " بقول الرسول الكريم " العلماء ورثة الأنبياء
"؟
س4: أي التعبيرين أجمل؟ ولماذا؟ (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانا
- إلى الْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً).
س4: في الآية عادة جاهلية. ما هي؟ وما موقف الإسلام منها؟
س5: علل: الجمع بين (ظهر وبطن) عند توضيح انواع الفواحش؟
س6: علل: تنوع الأساليب في الآية.
س7: لماذا قال وصاكم ولم يقل أمركم؟
س8: لماذا ختمت الآية بـ (لعلكم تعقلون)؟
س4 :
قال تعالى: " وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ
بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ
بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ
وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّه أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ
تَذَكَّرُونَ (152) "
س1 : في الآية وصايا قرآنية تضمن تماسك المجتمع وترابطه.
ناقش ذلك
س2 : الفاء فى (فاعدلوا): تفيد (السرعة - التراخي - العطف)
س3 : استخرج إيجازا بالحذف ووضحه - أداة شرط تفيد التوكيد
واليقين.
س4 : بم يوحى التعبير (ولو كان ذا قربى) ؟
س5 : علل : تكرار قوله " ذلكم وصاكم به " في الآيتين
.
س6 : لماذا ختمت الآية بـ (لعلكم تذكرون) ؟
س7 : ما الخصائص الجمالية لأسلوب القرآن ؟
س8 : أنزل الله على رسوله منهج الإسلام ليضمن رفعة الشأن
وعلو المكانة لمن يتبعه . وضح ذلك .
س9 : تتضمن الآيات بيانا للقوانين والسلوكيات التي تضمن للناس
الأمن في الدنيا والآخرة . وضح ذلك .
س10 : الآيات تعرف الناس القوانين والسلوكيات لتستقيم حياتهم
ويفوزوا برضا الله في الدنيا والآخرة . ناقش ..
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء