pregnancy

الأستاذ / عبد الرحمن معوض - معلم خبير لغة عربية وتربية إسلامية - السنبلاوين - دقهلية


١ ـ الصرف وميدانه

مدخل
١ ـ الصرف وميدانه
يعرّف علماء العربية علم الصرف بأنه «العلم الذى تعرف به كيفية صياغة الأبنية العربية ، وأحوال هذه الأبنية التى ليست إعرابا ولا بناء» والمقصود «بالأبنية» هنا «هيئة» الكلمة. ومعنى ذلك أن العرب القدماء فهموا الصرف على أنه دراسة «لبنية» الكلمة ، وهو فهم صحيح في الإطار العام للدرس اللغوى.
غير أن المحدثين يرون «أن كل دراسة تتصل بالكلمة أو أحد أجزائها وتؤدى إلى خدمة العبارة والجملة أو ـ بعبارة بعضهم ـ تؤدى إلى اختلاف المعانى النحوية ـ كل دراسة من هذا القبيل هى صرف» (١)
ومن هذا الرأى نستطيع أن نفهم «علم الصرف» من خلال الترتيب الآتى :
١ ـ علم «الأصوات اللغوية» يدرس «العنصر» الأول الذى تتكون منه اللغة ، أى يدرس الصوت المفرد فى ذاته أو فى علاقته مع غيره.
٢ ـ علم «الصرف» يدرس «الكلمة».
٣ ـ علم «النحو» يدرس «الجملة».
ومن هذا الترتيب نستطيع أن ندرك أن كثيرا من مسائل الصرف لا يمكن فهمه دون دراسة للأصوات وبخاصة فى موضوع كالإعلال
__________________


والإبدال ، كما أن عددا كبيرا من مسائل النحو لا يمكن فهمه إلا بعد دراسة الصرف. وعلى ذلك يرى معظم اللغويين المحدثين درس النحو والصرف تحت قسم واحد ، ويسمون النحو فى هذه الحالة» Grammar «على أن يشمل :
أ ـ الصرف Morphology.
ب ـ النظم Syntax.
وهذا الرأى ينبنى على أساس صحيح لأن الصرف يشكل مقدمة ضرورية لدراسة النحو ، ولنأخذ مثلا الجملة الآتية :
زيد قارئ كتابا.
فأنت لا تستطيع أن تعرف «موقع» كلمة «كتابا» إلا إذا عرفت أن كلمة «قارىء» اسم فاعل. أى أنك لا تعرف «الوظيفة النحوية» لكلمة «كتابا» إلا بمعرفة «البنية» الصرفية لكلمة «قارىء» وهكذا.
والواقع أن علماء العربية القدماء لم يفصلوا بين النحو والصرف ، ولا تزال كتب النحو القديمة منذ كتاب سيبويه تشمل العلمين معا. ومن اللافت للنظر أن العالم اللغوى العظيم أبا الفتح عثمان بن جنى قد أشار إلى أن يكون درس الصرف قبل درس النحو ؛ فقال فى كتابه المنصف :
«فالتصريف إنما هو لمعرفة أنفس الكلمة الثابتة ، والنحو إنما هو لمعرفة أحواله المتنقلة ، ألا ترى أنك إذا قلت : قام بكر ، ورأيت بكرا ، ومررت ببكر ، فإنك إنما خالفت بين حركات حروف الإعراب لاختلاف العامل ، ولم تعرض لباقى الكلمة ، وإذا كان ذلك كذلك فقد كان من الواجب على من أراد معرفة النحو أن يبدأ بمعرفة التصريف لأن معرفة ذات الشىء الثابت ينبغى أن يكون أصلا لمعرفة حاله المتنقلة (١).
__________________

ومهما يكن من أمر ، فإن علماء العرب يحددون ميدان «الصرف» بأنه دراسة لنوعين فقط من الكلمة :
أ ـ الاسم المتمكن.
ب ـ الفعل المتصرف.
ومعنى ذلك أنه لا يدرس الحرف ، ولا الاسم المبني ، ولا الفعل الجامد.
والآن نبدأ بدراسة الأبواب التى اهتم بها القدماء والتى نرى لها أهمية فى التطبيق اللغوى.
* * *

شكرا لتعليقك