٣ ـ المفاعيل
ذكرنا أن الجملة الفعلية تتكون من ركنين أساسيين ، الفعل والفاعل او نائبه ، ثم تحدثنا عن الفاعل ونائبه ، أما الفعل فهو أصل العوامل في اللغة العربية ، فقد رأينا أنه هو الذي يرفع الفاعل ونائبه. وسوف نرى ـ بعد ـ أنه هو الذي ينصب المفعول والحال والظرف ..لا بد أن تتم الجملة الفعلية أولا بركنيها كي تدل على معنى مستقل. وقد تحتاج الجملة بعد ذلك إلى معان إضافية تضيفها إلى المعنى الأساسي. فنستعمل كلمات يسميها النحاه فضلات ؛ لأنها فضلة عن المعنى الأول ، وإن حذفت بقي للجملة معنى مستقل أيضا.
وأول هذه الفضلات المفعول به ، وهو نوع من المفاعيل التي تخصص لها هذا الحديث.
أ ـ المفعول به
والمفعول به هو الذي يقع عليه فعل الفاعل ، ولما كان الفعل متعدد الأنواع تعددت أيضا أنواع المفعول به ، فهناك فعل لا يطلب إلا مفعولا واحدا وهناك فعل يطلب مفعولين ، وثالث يطلب ثلاثة مفاعيل.
والفعل الذي ينصب المفعول به يسمي فعلا معتديا ، لأنه يتعدى فاعله إلى مفعول. على عكس الفعل الذي لا يطلب مفعولا والذي يسمى فعلا لازما أو قاصرا لأن عمله يلزم الرفع في الفاعل فقط أو لأنه قاصر أي عاجز عن الوصول الى المفعول.
والمفعول به الواحد قد يكون اسما صريحا أو مؤولا ، فتقول :
فهمت الدرس.
الدرس. مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة
أو ـ أن أزوره.
أود : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا.
أن : حرف مصدري ونصب.
أزوره : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا. والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب مفعول به.
وتقدير الجملة : أود زيارته.
الفعل إذن هو الذي يعمل النصب في المفعول به ، لكن هناك كلمات أخرى تتفرع عن الفعل وتعمل في المفعول أيضا ، هي :
١ ـ المصدر : فتقول :
إعدادك الدرس مفيد.
إعدادك : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.
الدرس : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة (والعامل فيه هو المصدر)
مفيد : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
٢ ـ اسم الفاعل : وهو يعمل النصب في المفعول به بشرط أن يكون مقرونا بأل ، فتقول :
هو الكاتب الكتاب أمس.
هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.
الكاتب : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
الكتاب : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة والعامل فيه اسم الفاعل.
أمس : ظرف زمان مبني على الكسر في محل نصب.
فإن لم يكن مقرونا بأل عمل بشروط ، هي : أن يدل على الحال أو الاستقبال ، وأن يعتمد على :
* نفي ، مثل :
ما قارئ زيد كتابا.
كتابا : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. (والعامل فيه اسم الفاعل.)
* استفهام ، مثل :
هل قارئ زيد كتابا؟
كتابا : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة (والعامل فيه اسم الفاعل)
* أن يكون اسم الفاعل خبرا مثل :
محمد قارئ كتابا.
محمد : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
قارئ : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
كتابا : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة (والعامل فيه اسم الفاعل).
* أن يكون اسم الفاعل صفة لموصوف ، مثل :
رأيت رجلا قارئا كتابا.
رأيت : فعل ماض مبني علي السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك والتاء ضمير متصل مبني علي الضم في محل رفع فاعل.
رجلا : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.
قارئا : صفة منصوبة بالفتحة الظاهرة.
كتابا : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة (والعامل فيه اسم الفاعل).
٣ ـ صيغة المبالغة : وهي تنصب المفعول به بالشروط التي يعمل بها اسم الفاعل ، مثل :
هو حمّال أعباءهم.
أعباء : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. (والعامل فيه صيغة المبالغة)
٤ ـ اسم الفعل ، مثل :
دونك الكتاب.
دونك : اسم فعل أمر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.
الكتاب : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.
الأفعال التي تطلب مفعولين :
هناك أفعال لا تكتفي بمفعول واحد ، بل تطلب مفعولين ، هي أنواع :
١ ـ أفعال تدل علي معني الإعطاء ، مثل : أعطي أى ـ منح ـ وهب ـ كسا ـ ألبس ـ سمّى ـ زاد ـ نقص ، فتقول :
أعطيت زيدا كتابا.
أعطيت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
زيدا : مفعول أول منصوب بالفتحة الظاهرة.
كتابا : مفعول به ثان منصوب بالفتحة الظاهرة.
يقول النحاه إن المفعول الأول فاعل في المعني ، فأنا أعطيت زيدا كتابا ، وزيد أخذ الكتاب. ويرى سيبويه أن المفعول الأول كان مجرورا في الأصل ، والتقدير : أعطيت لزيد كتابا. وهو رأي يرتكن إلى تحليل عميق لتراكيب الكلام ؛ فكأن سيبويه يريد تسميته المفعول الأول مفعولا غير مباشر tcejbo tceridni كما هو معروف في كثير من اللغات :
. hcuB sad netneduts med bag hcI ـ
serbmit sel iul ـ zennoD ـ
٢ ـ أفعال القلوب.
وقد سماها النحويون كذلك لأن معانيها متصلة بالقلب كاليقين والشك
والإنكار ، وتعرف أيضا ب (ظن وأخواتها). وهي تأخذ مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر ، فهي أفعال ناسخة تنسخ الجملة الاسمية ، ولكنها ليست أفعالا ناقصة لأنها تدل على حدث وتطلب فاعلا ، ولذلك لم ندرجها في الجملة الاسمية. وأفعال القلوب قسمان :
١ ـ قسم يدل على اليقين ، وهي :
علم : علمت الجدّ سبيل النجاح.
علمت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
الجد : مفعول أول منصوب بالفتحة الظاهرة.
سبيل : مفعول به ثان منصوب بالفتحة الظاهرة.
النجاح : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
(المفعولان هنا أصلهما مبتدأ وخبر. الجدّ سبيل النجاح ، علمت هذا بمعني أيقنت لا بمعني عرفت).
رأى : رأيت الجدّ سبيل النجاح.
(رأيت أي أيقنت لا أبصرت)
وجد : وجدت الإهمال طريقا إلى الفشل.
(وجدت أي أيقنت لا لقيت. وهكذا في الأفعال الباقية)
درى : دريت الإيمان أساس النصر.
ألفى : ألفيت الإخلاص خلقا كريما.
تعلّم : تعلّم الجدّ سبيل النجاح.
(تعلم هنا بمعني اعلم ، ولا يستعمل إلا فعل أمر ، ونعربه : فعل أمر جامد).
ب ـ قسم يدل على الرجحان ، وهي :
ظن : ظننت زيدا كريما.
خال : خلت زيدا كريما.
(عند استعمال هذا الفعل مضارعا مع المتكلم فالأفصح فيه كسرة همزته فتقول : إخال.)
حسبت : حسبت زيدا كريما.
زعم : زعمت زيدا كريما.
عدّ : عددت زيدا صديقا.
* من الأفعال الشائعة الآن فعل «اعتبر» حيث يقال :
اعتبرت أو أعتبر أو أعتبره زيدا صديقا.
وهذا كله غير معروف في العربية ، لأن «أعتبر» يعني :
اتخذ عبرة ، (فاعتبروا يا أولى الألباب). والعربية تستعمل هنا الفعل «عدّ» ، فتقول :
عددت أو أعدّ زيدا صديقا.
وفي القرآن الكريم (ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ.)
حجا : حجوت زيدا كريما.
هب : هب صحتك قوية فهل تضمنها غدا.
من الاستعمالات الشائعة استعمال أنّ بعد هب ، وهو استعمال صحيح لكنه نادر في العربية ، والأفصح استعمال هذا الفعل دون أنّ ، فلا تقول : هب أنّ صحتك قوية ، بل هب صحتك قوية .. وهب دائما فعل أمر جامد.
٣ ـ أفعال التصيير ، وهي التي تفيد التحويل ، وأشهرها ما يلي :
صيّر : صيّر الحائك القماش ثوبا.
جعل : هذا المصنع يجعل القشّ ورقا.
اتخذ : اتخذ الرجل الجبل ملجأ.
ترك : ترك المعتدون القرية أطلالا.
* الأفعال السابقة ـ فيما عدا أفعال التصيير ـ قد تدخل على أنّ ومعموليها أو أن والفعل ، ويكون المصدر المؤول منهما سادا مسد المفعولين ، فتقول :
ظننت أنّ زيدا كريم.
ظننت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
أن : حرف توكيد ونصب.
زيدا : اسم أن منصوب بالفتحة الظاهرة.
كريم : خبر أن مرفوع بالضمة الظاهرة.
والمصدر المؤول من أنّ ومعموليها في محل نصب سدّ مسدّ مفعولي ظن.
من ظن أن ينجح بلا عمل فهو واهم.
ظن : فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
أن : حرف مصدري ونصب.
ينجح : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب سد مسد مفعولي ظن.
ويرى بعض النحاه أن المصدر المؤول لا يصح أن يسد مسد المفعولين ، بل يرى أنه يسد مسد المفعول الأول فقط ويجعل المفعول الثاني محذوفا ، ويكون تقدير الكلام على هذا :
ظننت أن زيدا كريم. أي ظننت كرم زيد ثابتا.
* وكما يكون المفعول الثاني لأفعال القلوب كلمة واحدة يكون جملة ، وقد يكون شبه جملة ، مثل :
علمت الجدّ يؤدي إلى النجاح.
علمت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
الجد : مفعول أول منصوب بالفتحة الظاهرة.
يؤدي : فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها الثقل ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب سدت مسد المفعول الثاني.
تعلّم الإهمال عاقبته وخيمة.
تعلم : فعل أمر جامد مبني على السكون ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.
الإهمال : مفعول أول منصوب بالفتحة الظاهرة.
عاقبته : مبتدأ مرفوع بالضمة ، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه.
وخيمة : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
والجملة من المبتدأ والخبر في محل نصب سدّت مسدّ المفعول الثاني.
يظن البخيل السعادة في جمع المال.
يظن : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة.
البخيل : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
السعادة : مفعول أول منصوب بالفتحة الظاهرة.
في : حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
جمع : اسم مجرور بفي وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
المال : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
وشبه الجملة في محل نصب سد مسد المفعول الثاني (ويمكنك أن تعربه متعلقا بمفعول ثان محذوف ، وتقدير الكلام : يظن السعادة كائنة في جمع المال).
* وأفعال القلوب المذكورة لها ثلاثة أحكام من حيث الإعمال ؛ فهي إما أن تكون عاملة ، أو ملغاة ، أو معلقة.
أ ـ أما إعمالها فهو واجب إن تقدمت على معموليها ولم يعلّقها معلّق كما مرّ في الأمثلة السابقة.
ب ـ وأما إلغاؤها فهو جائز. وذلك إن توسطت معموليها أو تأخرت عنهما ، فتقول :
زيدا ظننت كريما.
أو زيد ظننت كريم.
زيد : مبتدأ مرفوع بالضمة.
ظننت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، وهو فعل غير عامل ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
كريم : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
(وعند توسط الفعل بين المفعولين فالاعمال أرجح).
وتقول : زيدا كريما ظننت.
و: زيد كريم ظننت.
(والإلغاء عند تأخر الفعل أرجح).
ج ـ وأما التعليق فمعناه إبطال عملها لفظا فقط وإبقاؤه محلا ، وسببه وجود كلمة تفصل بين الفعل ومفعوليه بشرط أن تكون هذه الكلمة مما يستحق الصدارة في الجملة ، ومعنى الصدارة ألا يعمل في الكلمة عامل قبلها ، وهذا الفاصل يسمى (المانع) ، أو المعلّق والفاصل أنواع هي :
١ ـ لام الابتداء :
علمت لزيد كريم.
علمت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع.
لزيد : اللام لام الابتداء ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، وزيد مبتدأ.
كريم : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب سدت مسد مفعولي علم.
٢ ـ اللام الواقعة في جواب القسم :
علمت لينجحنّ المجدّ.
علمت : فعل وفاعل.
لينجحن : اللام واقعة في جواب القسم ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
ينجحن : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المباشرة.
المجد : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
وجملة القسم المقدرة وجوابها في محل نصب سدت مسد مفعولي علم.
(جملة القسم المقدرة تقديرها هنا ، علمت أقسم لينجحن المجد).
٣ ـ الاستفهام ، مثل :
لا أدري أزيد حاضر أم غائب.
لا : حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
أدري : فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها الثقل والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا.
أزيد : الهمزة حرف استفهام مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
زيد : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
حاضر : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب سدت مسد مفعولي ادري.
٤ ـ النفي بما أو لا أو إن :
علمت ما زيد بخيل.
علمت : فعل وفاعل.
ما : حرف نفي لا محل له من الإعراب.
زيد : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
بخيل : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب سدت مسد مفعولي أعلم.
٥ ـ لعل ، مثل :
لا أدرى لعلّ الأمر خير.
لا : حرف نفي.
أدري : فعل وفاعل.
لعل : حرف رجاء ناسخ مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
الأمر : اسم لعل منصوب بالفتحة الظاهرة.
خير : خبر لعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
والجملة من اسم لعل وخبرها في محل نصب سدت مسد مفعولي أدري والأغلب استعمال «لعل» بعد مضارع الفعل درى.
٦ ـ لو الشرطية ، مثل :
أعلم لو جدّ زيد لنجح.
أعلم : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة. والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا.
لو : حرف شرط يدل على امتناع للامتناع ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
ج : فعل ماض مبني على الفتح.
زيد : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب سدت مسد مفعولي أعلم.
٧ ـ إنّ التي في خبرها اللام ، مثل :
أعلم إن زيدا لكريم.
أعلم : فعل وفاعل.
إن : حرف توكيد ونصب.
زيدا : اسم إن منصوب بالفتحة.
اللام : هي اللام المزحلقة ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
كريم : خبر إن مرفوع بالضمة الظاهرة.
والجملة من إن واسمها وخبرها في محل نصب سدت مفعولي أعلم.
٨ ـ كم الخبرية.
أعلم كم كتاب قرأ زيد.
أعلم : فعل وفاعل.
كم : خبرية وهي اسم مبني على السكون في محل نصب مفعول به (للفعل قرأ).
كتاب : مضاف إليه.
قرأ : فعل ماض مبني على الفتح.
زيد : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب سدت مفعولي أعلم.
* كما يكون المانع معلّقا للفعل عن العمل في مفعوليه ، يكون معلّقا له عن العمل في مفعول واحد ، مثل :
أعلم زيدا لهو كريم.
أعلم : فعل وفاعل.
زيدا : مفعول أول منصوب بالفتحة الظاهرة.
لهو : اللام لام الابتداء حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، وهو ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع المبتدأ.
كريم : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب سدت مسد المفعول الثاني لأعلم.
* يجوز أن يكون فاعل هذه الأفعال ومفعولها الأول ضميرين متصلين متحدين في المعني مختلفين في الموقع الإعرابي ، مثل :
رأيتني راغبا في هذا الأمر.
رأيتني : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل ، والنون للوقاية ، والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول أول.
راغبا : مفعول ثان منصوب بالفتحة الظاهرة. (فالضميران متحدان في المعني لأنهما يدلان على المتكلم ، وهما مختلفان في الموقع لأن الأول فاعل والثاني مفعول أول).
* رصد القدماء استعمال الفعل «قال» ورأوه في مواضع معينة ينصب مفعولين بمعنى ظن ، بشروط تفصلها كتب النحو ، وأهمها :
١ ـ أن يكون فعلا مضارعا مسندا إلى المخاطب بأنواعه.
٢ ـ أن يكون معناه الظن.
٣ ـ أن يسبقه استفهام ... مثل
أتقول زيدا قادما اليوم؟ أي أتظن زيدا قادما اليوم.
الهمزة : حرف استفهام مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
تقول : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.
زيدا : مفعول أول منصوب بالفتحة الظاهرة.
قادما : مفعول ثان منصوب بالفتحة الظاهرة.
أما إن كان هذا الفعل يعني : نطق أو تلفظ ، فإنه لا ينصب إلا مفعولا واحدا ، وقد يكون هذا المفعول كلمة واحدة كما يكون جملة ، مثل :
تسألنى عن طريق النصر فأقول الإيمان.
أقول : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا.
الإيمان : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.
ومعنى الجملة : أنطق أو أتلفظ : الإيمان.
يقول عليّ زيد كريم.
يقول : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة.
عليّ : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
زيد : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
كريم : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب مقول القول.
قال علىّ نجح زيد.
قال : فعل ماض مبني على الفتح.
عليّ : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
نجح : فعل ماض مبني على الفتح.
زيد : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
والجملة من الفعل والفاعل فى محل نصب مقول القول.
(يرى النحاه تسمية هذه الجملة «مقول القول» لأنها ليست مفعولا به على وجه الحقيقة ، بل هى سادة مسد المفعول به ، إذ أن المفعول به عندهم لا يكون جملة ولا نرى ذلك ، بل الجملة مفعول به للفعل قال ، والجملة «المفعول به» ecnetnes tcejbo ظاهرة معروفة في اللغات.)
* * *
الأفعال التي تطلب ثلاثة مفاعيل.
وأشهر هذه الأفعال التي يتفق عليها النحاه فعلان هما : أعلم وأرى ، وهما فعلان مزيدان بالهمزة ، فالفعل أعلم مجرده علم الذي يتعدى لمفعولين ، والفعل أرى مجرده رأى الذي يتعدى لمفعولين أيضا ، ومعني ذلك أن المفعولين الثاني والثالث أصلهما المبتدأ والخبر ، مثل :
أعلمتك زيدا كريما.
أعلمتك : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل ، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول أول.
زيدا : مفعول ثان منصوب بالفتحة الظاهرة.
كريما : مفعول ثالث منصوب بالفتحة الظاهرة.
أريته الجدّ سبيل النجاح.
أريته : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل ، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول أول.
الجدّ : مفعول ثان منصوب بالفتحة الظاهرة.
سبيل : مفعول ثالث منصوب بالفتحة الظاهرة.
وينطبق على هذين الفعلين ما ينطبق على أفعال القلوب من أحكام الإعمال والإلغاء والتعليق.
فالإعمال كالمثالين السابقين.
والإلغاء مثل :
زيد أعلمتك كريما.
أو : زيد أعلمتك كريم.
أو : زيدا كريما أعلمتك.
زيد كريم أعلمتك.
والتعليق مثل :
أعلمتك لزيد كريم.
أعلمتك : فعل ماض ، والتاء فاعل ، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول أول.
لزيد : اللام لام الابتداء حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، زيد مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
كريم : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب سدت مسدّ المفعولين الثاني والثالث لأعلم.
ويذكر النحويون أن هناك أفعالا أخرى تدل على ما يدل عليه الفعلان (أعلم) و (أرى) وتعمل عملهما فتنصب ثلاثة مفاعيل ، وأشهر هذه الأفعال هي :
أنبأ ـ نبّأ ـ حدّث ـ خبّر ـ أخبر.
مثل :
أنبأت زيدا أخاه ناجحا.
أنبأت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
زيدا : مفعول أول منصوب بالفتحة.
أخاه : مفعول ثان منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة ، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه.
ناجحا : مفعول ثالث منصوب بالفتحة الظاهرة.
والأكثر استعمال هذه الأفعال مبنية للمجهول فتقول :
نبّئت زيدا ناجحا.
نبئت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع نائب فاعل.
زيدا : مفعول ثان منصوب بالفتحة الظاهرة.
ناجحا : مفعول ثالث منصوب بالفتحة الظاهرة.
* * *
تدريب : أعرب ما يأتي :
١ ـ (وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً.)
٢ ـ (لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ.)
٣ ـ (وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً.)
٤ ـ (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا.)
٥ ـ (وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً.)
٦ ـ (لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً.)
٧ ـ (وَتَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ.)
٨ ـ (وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ) في الآخرة (ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ.)
٩ ـ (وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ.)
١٠ ـ (لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ.)
١١ ـ (وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ.)
١٢ ـ (كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ.)
١٣ ـ (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً.)
١٤ ـ (وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلَّا إِلَيْهِ.)
١٥ ـ (وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً.)
٢٠٥
١٦ ـ (وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً.)
١٧ ـ (إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً.)
١٨ ـ (وَعَدَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ، وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ ، ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ.)
١٩ ـ (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً ، إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ.)
٢٠ ـ (وَقالَ الَّذِي اشْتَراهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْواهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ ، وَاللهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ ، وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ.)
* * *
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء