pregnancy

الأستاذ / عبد الرحمن معوض - معلم خبير لغة عربية وتربية إسلامية - السنبلاوين - دقهلية


٥ ـ التمييز

٥ ـ التمييز

التمييز : اسم نكرة ، فضلة ، يوضح كلمة مبهمة ، أو يفصل معنى مجملا وحكمه النصب وهو جامد على الأغلب.
فهو ـ على ذلك ـ نوعان :
١ ـ نوع يوضح كلمة مبهمة ، وهو ما يعرف بالتمييز الملفوظ ، ويسمى أيضا تمييز المفرد أو تمييز الذات ، لأنه يرفع الغموض الموجود في كلمة واحدة ويأتى في الاستعمالات الآتية :
أ ـ بعد الكيل :
اشتريت إردبا قمحا.
قمحا : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة.
(كلمة إردب كلمة غامضة لا نعرف المقصود منها إلا دلالتها على مقدار معين ، والتمييز هو الذي وضح المعنى المراد).
ب ـ بعد الوزن :
اشتريت أقة عنبا.
عنبا : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة.
كلمة أقة كلمة غامضة ، والتمييز : عنبا ، هو الذي رفع الإبهام فيها).
ج ـ بعد المساحة :
اشتريت فدانا قصبا.
قصبا : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة.
كلمة فدان غامضة ، والتمييز : قصبا ، هو الذى رفع إبهامها).

(ولا يشترط أن تكون الكلمات الدالة على المقادير السابقة من المصطلحات المعروفة في عصرنا أو مما نقلته لنا الكتب القديمة ، بل كل كلمة تدل على كيل أو وزن أو مساحة).
د ـ بعد الأعداد من أحد عشر إلى تسعة وتسعين :
رأيت خمسة عشر طالبا.
طالبا : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة.
(كلمة خمسة عشر غامضة ، والتمييز : طالبا ، هو الذى وضح المقصود منها).
(الأعداد الباقية يأتي بعدها اسم مفرد مجرور أو جمع مجرور كما هو معلوم ويعرب مضافا إليه ، ومن الخطأ إعرابه تمييزا لأن التمييز في الاصطلاح النحوي كلمة منصوبة.)
٢ ـ نوع يوضح الإبهام المتضمّن في جملة إذا كانت تدل على معنى مجمل ، وهذا النوع يسمى تمييز الجملة أو تمييز النسبة ، ونسميه أحيانا التمييز الملحوظ ، ويأتي في الاستعمالات الآتية :
أ ـ ازداد زيد علما.
علما : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة.
(جملة ازداد زيد. تقدم لنا معني مبهما مجملا ، لا نعرف منه أي شئ ازداد زيد. والتمييز : علما ، هو الذى رفع الإبهام عن معنى الجملة ، أي وضح النسبة المقصودة من الزيادة المسندة إلى زيد).
وهذا النوع يقول عنه النحاة إنه تمييز محول عن فاعل ، لأن أصل الجملة فى التقدير هو : ازداد علم زيد.
ومن الأمثلة المستعملة في ذلك بكثرة : طابت المدينة هواء ، كرم زيد خلقا ، حسن عليّ أدبا ، تقدمت البلاد صناعة .. الخ.
ب ـ طورت الحكومة البلاد اقتصادا.
(هذه الجملة قبل التمييز تقدم لنا معنى مبهما مجملا لا نعرف منه

المقصود من تطوير الحكومة للبلاد ، والتمييز : اقتصادا ، هو الذي رفع الإبهام عن معنى الجملة ، ووضح النسبة المقصودة من التطوير المسند إلى الحكومة).
وهذا النوع يقول عنه النحاة إنه محول عن المفعول به ، لأن أصل الجملة :
طورت الحكومة اقتصاد البلاد.
والتمييز المحول عن الفاعل أو المفعول هو الاستعمال الأغلب في التمييز الملحوظ.
ج ـ زيد أفضل من عليّ علما.
علما : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة.
(يكثر استعمال التمييز بعد اسم التفضيل ، لأن اسم التفضيل الواقع خبرا لا يبين لنا في أي شئ زيد أفضل من عليّ ، والتمييز هو الذي يوضح لنا نسبة هذه الأفضلية. ويمكن تأويل هذا النوع بأنه محوّل عن الفاعل أيضا لأن المعنى : (فضل علم زيد على علم عليّ).
د ـ ما أكرم زيدا خلقا.
خلقا : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة.
اكرم بزيد خلقا.
خلقا : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة.
(يكثر استعمال التمييز بعد التعجب سواء كان بصيغة «ما أفعل» أم «أفعل به» ، لأن التعجب قبل التمييز لا يبين لنا في أي شئ زيد كريم ، والتمييز : خلقا هو الذي وضح لنا نسبة الكرم عند زيد. وهذا النوع يمكن تأويله بأنه محول عن الفاعل أيضا ، لأن المعنى : كرم خلق زيد).
ه ـ لله درّ زيد عالما.
كفى بالله شهيدا.
حسبك بالله وكيلا.

عالما ، شهيدا ، وكيلا : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة.
(التمييز هنا يوضح الإبهام الموجود في الجملة التي قبله أيضا ، ويكثر استعماله بعد الضمير مثل : لله دره عالما).
و ـ نعم زيد عالما.
نعم عالما زيد.
(يكثر استعمال تمييز النسبة في أسلوب المدح والذم ، وذلك لبيان جهة المدح أو الذم. والمثال الثاني قياسى لأنه يوضح الضمير الواقع فاعلا لفعل المدح أو الذم إذ إن أصل الجملة : نعم «هو» عالما زيد).
* امتلأت القاعة طلابا.
ازدحمت الشوارع ناسا.
طلابا ، ناسا : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة.
(يكثر استعمال التمييز بعد فعل امتلأ وما أشبهه ، ولا يصح تأويله بالفاعل على ظاهر اللفظ ، وإن كان النحاة يقولون إن معناه هو الفاعل أيضا ، لأن المعنى. ملأ الطلاب القاعة ...)
* قد يكون التمييز مسبوقا بحروف جر (من) غير زائد ، وفي هذه الحالة يعرب اسما مجرورا ولا يعرب تمييزا ، وقد تزاد قبله (من) مثل :
قال الله عزّ من قائل.
قال : فعل ماض مبني على الفتح.
الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
عزّ : فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
من : حرف جر زائد مبنى على السكون لا محل له من الإعراب.
قائل : تمييز منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
وتقدير الجملة : قال الله عزّ قائلا.
٢٥٩
(وهذا التمييز تمييز نسبة لأنه يوضح معنى الجملة الفعلية التي قبله).
* العامل الذي يعمل في النصب في تمييز المفرد هو الكلمة المبهمة التي يرفع إبهامها ، أما تمييز الجملة فالعامل فيه ما في معنى الجملة من فعل أو شبهه.
* * *
تدريب : أعرب ما يأتي :
١ ـ (إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً).
٢ ـ (وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً).
٣ ـ (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ).
٤ ـ (قالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا).
٥ ـ (وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً).
٦ ـ (وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقالَ لِصاحِبِهِ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالاً وَأَعَزُّ نَفَراً).
٧ ـ (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً).
٨ ـ (وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً).
٩ ـ (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ. أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ، بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً).
١٠ ـ (وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُ جَزاءً الْحُسْنى).
* * *
٢٦٠
شكرا لتعليقك