شبه الجملة
والنحاة يطلقون هذه التسمية على الظرف والجار والمجرور ، وتسميتها بشبه الجملة يرجع إلى أسباب ؛ منها أنهما ـ سواء كانا تامين أو غير تامين ـ لا يؤديان معنى مستقلا في الكلام ، وإنما يؤديان معنى فرعيا ، فكأنهما جملة ناقصة أو شبه جملة ، ومنها ـ وهذا هو السبب الأهم عندهم ـ أنهما ينوبان عن الجملة ، وينتقل إليهما ضمير متعلقيهما في رأيهم. فأنت حين تقول :
زيد في البيت. أو زيد عندك.
فإن معنى كلامك هو : زيد استقر في البيت ، وزيد استقر عندك. فالجار والمجرور والظرف ، ينوبان هنا عن الخبر الذي يتكون من الفعل وفاعله ، أي أنهما شبيهان بالجملة في مثل هذا الموضع ، كما أن الضمير المستتر في الفعل قد انتقل مضمرا في الظرف والجار والمجرور.
* الظرف وحرف الجر لا بد أن يتعلقا بمتعلّق ؛ فنقول مثلا :
سافر زيد من القاهرة إلى دمشق بالطائرة ليحضر المؤتمر.
من القاهرة : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بسافر.
إلى دمشق : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بسافر.
بالطائرة : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بسافر.
ليحضر : اللام حرف جر ، ويحضر فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. والمصدر المؤول في محل جر باللام وشبه الجملة متعلق بسافر.
فما هو معنى التعلق؟
إن الظرف والجار والمجرور يدلان على معنى فرعي يتمم نقصان المعنى الذي يدل عليه الفعل أو ما يشبهه : أي أن هذا المعنى الفرعي يرتبط بمعنى الفعل ، أي يتعلق به. والفعل وما يشبهه يدل على حدث ، والحدث لا يحدث في فراغ ، وإنما يحدث في زمان أو في مكان. وليس ذلك تحليلا فلسفيا صرفا ، وإنما هو تحليل لغوي أيضا. فإذا قلت مثلا : سافر زيد. دلت هذه الجملة على معنى مستقل يمكن أن نقتصر عليه. فإذا قلت سافر زيد يوم الجمعة. دل الظرف هنا على معنى فرعي مرتبط بالفعل سافر لأنه يضيف إلى معناه معنى جديدا ، ثم إننا نفهم أن هذا الحدث وهو «السفر» قد حدث في يوم الجمعة أي في زمان معين. وكذلك إن قلت وقف زيد أمام البيت ، فإن الظرف يدل على معنى جديد يضيفه إلى معنى الفعل ، بالإضافة إلى أن الحدث الذي يدل عليه الفعل قد وقع في المكان المعين الذي يحدده الظرف. وهكذا إذا قلت سافر زيد من القاهرة إلى دمشق ، فإن حرف الجر (من) يدل على معنى جديد ، بالإضافة إلى دلالته على أن الحدث الذي يدل عليه الفعل قد بدأ حدوثه من هذا المكان ، وكذلك الحرف الآخر (إلى) أي أن الحدث ينتهي عند هذا المكان ... وهكذا.
فالتعلق إذن عبارة عن ارتباط شبه الجملة بالحدث الذي يدل عليه الفعل أو ما يشبهه ، بالإضافة إلى دلالته على «الحيز» الذي يقع فيه الفعل.
وعلى هذا الأساس نقول في الظرف والجار والمجرور الواقعين بعد المبتدأ ويتممان معه معني الجملة ـ أنهما متعلقان بمحذوف خبر ، وليسا هما الخبر حقيقة لأنهما ـ على الأصح ـ لابد أن يتعلقا بما يدل على الحدث ، فجملة مثل : زيد في البيت. أو زيد أمام البيت.
لابد أن يكون تقديرها : زيد (كائن أو مستقر أو كان أو استقر) في البيت أو أمام البيت.
ويرى بعض القدماء ـ ويؤيده بعض المحدثين ـ أن نعدّ شبه الجملة الواقع هذا الموقع خبرا بذاته ، أي ليس متعلقا بخبر محذوف. ومع ما في هذا الرأي من تيسير فإن المتخصص ينبغي أن يدرك المعنى الذي رمى إليه
جمهرة القدماء من تعليق شبه الجملة بمحذوف اعتمادا على أن الظرف والجار لا يدلان بنفسهما على شئ مستقل ، وإنما يدلان على معنى بارتباطهما بحدث. ثم إن هذا الخبر المحذوف لا يحذف إلا إذا دل على كون عام ؛ أي «موجود أو كائن أو مستقر» ، أما إذا دل على كون خاص فإنه لابد أن يظهر وإلا ضاع المعنى الذي تريده ، مثل : زيد مريض في البيت. لابد أن يظهر الخبر هنا. وظهوره في موضع يدل على وجوده في الموضع السابق لكنه حذف لسهولة فهمنا له طالما أنه يدل فقط على معنى «موجود أو كائن» إن هذا التعلق مهم في فهم تركيب الجملة العربية ، بل إننا لا نرى صعوبة في إفهام الناشئة موضوع التعلق لو أحسن عرضه عليهم ولو استطعنا ـ وذلك مسور غاية اليسر ـ إفهامهم معنى الحدث ووقوعه مع ربط المصطلحات النحوية (كتعبيرنا أن المتعلق ينبغي أن يكون مشتقا) بأمثلة تميط عنها غموضها حتى يستطيع الدارس استعمالها من تلقاء نفسه دون شعور بما يحيطها من أسرار مفتعلة.
والشىء الذي يتعلق به شبه الجملة هو الفعل كما في الأمثلة السابقة ، أو ما يشبه الفعل من كل كلمة تحمل معنى الحدث ، مثل :
أ ـ المصدر ، مثل :
أحب السفر في القطار ليلا.
في القطار : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بالمصدر (السفر).
ليلا : ظرف زمان ، وشبه الجملة متعلق بالمصدر (السفر).
ب ـ اسم الفعل ، مثل :
أف من المنافقين.
من المنافقين : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق باسم الفعل (أف).
ج ـ اسم الفاعل ، مثل :
زيد مسافر غدا بالطائرة.
غدا : ظرف زمان ، وشبه الجملة متعلق باسم الفاعل (مسافر).
بالطائرة : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق باسم الفاعل (مسافر).
هذا الكتاب منشور في مصر.
في مصر : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق باسم المفعول (منشور).
د ـ الصفة المشبهة ، مثل :
زيد كريم وشجاع في كل موقف.
في كل : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بالصفة المشبهة (كريم ، شجاع).
ه ـ اسم الزمان والمكان ، مثل :
هذه الأرض كانت الملعب لأطفالنا.
لأطفال : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق باسم المكان (ملعب).
و ـ اسم جامد مؤول بمشتق ، مثل :
زيد الأسد في القتال.
في القتال : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بالأسد بتأويل (جرئ أو مقدام).
* وقد يتعلق شبه الجملة بمحذوف ، وذلك في المواضع الآتية :
أ ـ أن يكون مفهوما ، مثل :
بحياتي هذا الوطن.
بحياتي : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بفعل محذوف تقديره (أفدي).
ب ـ أن يدل عليه دليل مثل :
أسافر اليوم إلى القاهرة ، أما الشهر القادم فإلى الإسكندرية
اليوم : ظرف زمان ، وشبه الجملة متعلق بالفعل (أسافر).
الشهر : ظرف زمان ، وشبه الجملة متعلق بفعل محذوف تقديره أسافر
إلى الإسكندرية : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بفعل محذوف تقديره أسافر.
ج ـ أن يقع خبرا ، مثل.
زيد في البيت.
في البيت : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر في محل رفع.
كان زيد في البيت.
في البيت : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر كان في محل نصب.
إن زيد في البيت.
في البيت : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر إن في محل رفع.
د ـ أن يقع صفة مثل :
هذا رجل من مكة.
من مكة : جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة ل (رجل) في محل رفع.
أي : هذا رجل مكي.
ه ـ أن يقع حالا ، مثل :
أحترم الرجل في إخلاصه.
في إخلاصه : جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من (الرجل) في محل نصب.
أي : أحترم الرجل حالة كونه مخلصا.
و ـ أن يقع صلة :
الرجل الذي في البيت غريب.
في البيت : جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة لا محل له من الإعراب.
ز ـ أن يكون الاستعمال قد جرى على حذفه ، كأن تقول لمريض شرب دواء : بالشفاء ، أو ضيفا تناول طعاما : بالصحة ، أو صديق تزوج :
بالرّفاء والبنين.
بالشفاء : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بفعل محذوف تقديره شربت.
بالصحة : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بفعل محذوف تقديره أكلت.
بالرفاء : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بفعل محذوف تقديره تزوجت.
وكذلك في حالة القسم بالواو أو التاء مثل : والله أو تالله.
والله : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بفعل محذوف تقديره أقسم.
وبعد فقد ظهر أن شبه الجملة يتضمن الظرف والجار والمجرور ، وقد عرضنا للظرف في موضعه الخاص من الجملة الفعلية ونقصر الحديث التالي على الجار والمجرور.
١ ـ يقول النحاة إن الحرف هو ما دل على معنى في غيره. وليس ذلك صحيحا صحة كاملة ؛ لأن للحرف معنى يدل عليه ، والنحاة أنفسهم يقولون إن حرف «من» مثلا يفيد التبعيض أو الابتداء ، وأن «إلى» تفيد الغاية ... الخ فضلا عن أن الحرف نفسه يؤثر في الأسماء والأفعال بحيث يغير معانيها أو يقلبها إلى النقيض ، وأقرب مثال على ذلك قولنا (رغب في ، ورغب عن) واستعمال حروف الجر استعمال سماعي في اللغات جميعها. إن حرف الجر الذي يكون في العربية شبه جملة لا يكفي فيه أن نقول إنه «ما دل على معنى في غيره» لأن له أهمية في الاستعمال اللغوي يحتاج معه إلى درس متأنّ ليس هنا مجال الحديث عنه.
والحق أن حرف الجر إن كان يدل على معنى ، فإن هذا المعنى لا يتصور تصورا صحيحا إلا بارتباطه مع حدث من الأحداث ، ومن ثم ظهرت فكرة التعلق التي أشرنا إليها منذ قليل.
وحرف الجر على ثلاثة أقسام :
أ ـ حرف أصلي.
ب ـ حرف زائد.
ج ـ حرف شبيه بالزائد.
أ ـ أما الحرف الأصلي فهو الذي يضيف إلى ركني الجملة معنى فرعيا جديدا ، ولا بد أن يكون متعلق على النحو الذي بيناه في الأمثلة السابقة.
ب ـ الحرف الزائد ، وهو الذي لا يضيف إلى ركني الجملة معنى فرعيا جديدا ، وليس معنى زيادته أنه خال من المعنى أو أن وجوده في الكلام مثل عدمه ، وإنما يفيد التوكيد وتقوية الربط وتقوية بين أجزاء الجملة. وهو لا يتعلق.
ج ـ الحرف الشبيه بالزائد ، وهو الذي يضيف معنى لكنه لا يتعلق.
٢ ـ حروف الجر التي تستعمل أصلية وزائدة هي : من ـ الباء ـ اللام ـ الكاف.
من : تستعمل زائدة للدلالة على التوكيد أو للدلالة على الشمول والاستغراق ويشترط في استعمالها زائدة أن تكون مسبوقة بنفي أو ما يشبهه ، وأن يكون الاسم المجرور بعدها نكرة.
وهي تزاد قبل المبتدأ أو ما أصله المبتدأ مثل :
ما للمهمل من فلاح.
ما : حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
للمهمل : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر مقدم في محل رفع.
من : حرف جر زائد.
فلاح : مبتدأ مؤخر مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
ما كان في البيت من أحد.
ما : حرف نفي.
كان : فعل ماض ناقص.
في البيت : جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر كان مقدم في محل نصب.
من : حرف جر زائد.
أحد : اسم كان مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
وتزاد قبل الفاعل ، مثل :
هل جاء من أحد؟
هل : حرف استفهام.
جاء : فعل ماض.
من : حرف جر زائد.
أحد : فاعل مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
وتزاد قبل المفعول به ، مثل :
هل ترى من أحد؟
هل : حرف استفهام.
ترى : فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.
من : حرف جر زائد.
أحد : مفعول به منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
وتزاد قبل المفعول المطلق ، مثل :
ما أخلص إنسان من إخلاص إلا وجد جزاءه.
من : حرف جر زائد.
إخلاص : مفعول مطلق منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
الباء : وهي تزاد للتوكيد ، في المواضع التالية.
قبل المبتدأ ، مثل :
بحسبك العلم.
الباء : حرف جر زائد.
حسبك : مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد ، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه.
العلم : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
وتزاد كثيرا في المبتدأ الواقع بعد (إذا) الفجائية ، مثل :
خرجت فإذا بزيد واقف.
الباء : حرف جر زائد.
زيد : مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
واقف : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
وتزاد قبل الخبر :
ما زيد ببخيل.
ما : حرف نفي.
زيد : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
الباء : حرف جر زائد.
خيل : خبر مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
(في هذا المثال يجوز إعراب (ما) عاملة على عمل ليس ، فيكون الخبر في محل نصب ، وهذا الإعراب هو الأفضل عندهم).
ليس زيد ببخيل.
ليس : فعل ماض ناقص.
زيد : اسم ليس مرفوع بالضمة الظاهرة.
الباء : حرف جر زائد.
بخيل : خبر ليس منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
قبل الفاعل :
كفى بالموت واعظا.
كفى : فعل ماض.
الباء : حرف جر زائد.
الموت : فاعل مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
واعظا : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة.
وتزاد قبل الفاعل وجوبا في صيغة «أفعل به» في التعجب.
أكرم بالعربيّ.
أكرم : فعل ماض جاء على صيغة الأمر.
الباء : حرف جر زائد.
العربي : فاعل مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
وتزاد قبل المفعول به ، مثل :
أدلى زيد بدلوه.
ألقى العدو بكل جيوشه في المعركة.
بدلوه : الباء حرف جر زائد ، دلو مفعول به منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه.
بكلّ : الباء حرف جر زائد ، كل : مفعول به منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
اللام : وزيادتها تفيد التوكيد ، في المواضع الآتية.
قبل المفعول به ، وذلك كثير بعد فعل «أراد» ، مثل :
أريد لأتخصص في هذا العلم.
أريد : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة. والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا.
اللام : حرف جر زائد.
أتخصص : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا.
والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب مفعول به.
(فعل «أريد» فعل متعدّ يطلب مفعولا به ، والمصدر المؤول هو المفعول وقد زيدت قبله اللام.)
وتزاد بين المضاف والمضاف إليه في رأي بعض النحاة ، وذلك في مثل :
لا أبا لك.
لا : نافية للجنس.
أبا : اسم لا منصوب بالألف لأنه مضاف.
اللام : حرف جر زائد.
الكاف : ضمير مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.
(والذي دعاهم إلى جعل اللام زائدة نصب اسم لا ، وهو لا ينصب إلا
مضافا أو شبيها بالمضاف. وعلى ذلك عدوّا اللام مقحمة والضمير مضافا إليه.)
الكاف : وهي لا تزاد في رأي جمهرة النحاة ، لكن بعضهم يرى زيادتها خوف التأويل في نحو قوله تعالى :
(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ.)
ليس : فعل ماض ناقص.
الكاف : حرف جر زائد.
مثله : خبر ليس منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه.
شئ : اسم ليس مرفوع بالضمة الظاهرة.
(والذي دعاهم إلى عدها زائدة في هذه الآية أن إعرابها أصلية سيؤدي إلي الاعتقاد بوجود «مثل» لله سبحانه تنزه عن التمثيل.)
٣ ـ الحرف الشبية بالزائد هو «ربّ» وبعضهم يضيف إليها كلمات أخرى ليس متفقا عليها ولا تستعمل استعمالا شائعا.
و «رب» تفيد التكثير والتقليل حسب ما تدل عليه القرائن في الجملة ولذلك عدها النحاة حرفا شبيها بالزائد لأنه يفيد معنى جديدا ، وهو التكثير أو التقليل ، لكنه لا يتعلق بشئ ، لأن هذا المعنى الجديد لا يحتوي الحدث كما يحتويه الزمان والمكان.
وهي تزاد ـ غالبا ـ قبل الاسم الظاهر النكرة ، مثل :
رب فقير أسعد من غني.
رب : حرف جر شبيه بالزائد.
فقير : مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد.
أسعد : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
وقد تزاد قبل ضمير مفرد غائب يفسره تمييز بعده ، مثل :
ربّه بطلا أو بطلين أو أبطالا أو بطلة أو بطلات.
رب : حرف جر شبيه بالزائد.
الهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ ، والخبر محذوف تقديره : ربه كائن أو موجود.
بطلا : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة.
وليس شرطا أن يكون ما بعدها مبتدأ ، بل يكون له مواقع إعرابية مختلفة ، مثل :
ربّ كتاب مفيد قرأت.
رب : حرف جر شبيه بالزائد.
كتاب : مفعول به منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد.
مفيد : نعت.
قرأت : فعل وفاعل.
ربّ قراءة صحيحة قرأ عليّ.
رب : حرف جر شبيه بالزائد.
قراءة : مفعول مطلق منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد.
صحيحة : نعت.
قرأ علي : فعل وفاعل.
والأغلب أن الاسم النكرة الذي يأتي بعدها يحتاج إلى نعت ؛ مفرد أو جملة أو شبه جملة ، ويعرب النعت هنا إما على لفظ الاسم أى بالجر وإما على محله ، فنقول رب كتاب مفيد قرأت. (أو مفيدا) وربّ قراءة صحيحة قرأ علي أو (صحيحة).»
قد تسبق «ربّ» بألا الاستفتاحية أو بيا التي للنداء ، مثل :
ألا ربّ فقير أسعد من غنيّ.
يا ربّ مؤمن زاده الله إيمانا.
ألا : حرف استفتاح مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
يا : حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، والمنادى محذوف تقديره «يا قوم ربّ مؤمن» ...
* قد تلحق «ربّ» (ما) الزائدة ، فتكفها عن العمل ، والأغلب حينئذ دخول على الجملة الفعلية :
ربما صدق الكذوب.
رب : حرف جر شبيه بالزائد.
ما : حرف كافّ.
صدق الكذوب : فعل وفاعل.
* تحذف ربّ ويحل محلها «الواو» في الأغلب ، و «التاء» و «بل» قليلا ، مثل ورجل كهل قابلت.
الواو : واو رب حرف جر شبيه بالزائد.
رجل : مفعول به منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الجر الشبيه بالزائد.
كهل : نعت.
قابلت : فعل وفاعل.
٤ ـ يجوز حذف حرف الجر في مواضع أشهرها ما يلي :
أ ـ أن يكون المجرور مصدرا مؤولا من «أن» والفعل ، أو «أنّ» ومعموليها ، مثل :
أطمع أن يزورني زيد.
أن : حرف مصدري ونصب.
يزور : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بحرف محذوف. (وتقدير الجملة :
أطمع في زيارة زيد.)
سعدت أنّك ناجح.
سعدت : فعل وفاعل.
أنك : حرف توكيد ونصب ، والكاف اسمها في محل نصب.
ناجح : خبر أن مرفوع.
والمصدر المؤول من أن ومعموليها في محل جر بحرف محذوف. (وتقدير الجملة : سعدت بنجاحك.)
ب ـ أن يكون الحرف لام التعليل الداخلة على «كي» المصدرية :
سافرت إلى القاهرة كي أدرس.
كي : حرف مصدري ونصب.
أدرس : فعل مضارع منصوب.
والمصدر المؤول من كي والفعل في محل جر بحرف محذوف. (وتقدير الجملة : سافرت للدراسة).
ج ـ أن يكون حرف القسم ، مثل :
حياتك لأخلصنّ لك.
حياة : مجرور بحرف محذوف وعلامة جره الكسرة الظاهرة. (وتقدير الجملة : بحياتك.)
أما المواضع الأخرى التي يحذف فيها حرف الجر فقد مرت أمثلة من التي يشيع استعمالها في مواضع متفرقة من هذا الكتاب.
* * *
تدريب : أعرب ما يأتي :
١ ـ (وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً.)
٢ ـ (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ.)
٣ ـ (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ ، فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما. وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ.)
٤ ـ (وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ.)
٥ ـ (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا. إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ.)
٦ ـ (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ. وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ. لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ. تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ. سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ.)
٧ ـ (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ.)
٨ ـ (تَاللهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنا.)
٩ ـ (وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ.)
١٠ ـ (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ.)
* * *
٣٧٠
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء