نصب الفعل
المضارع بعد لام الجحود – حتى – فاء السببية
أولاً : لام الجحود
الأمثلة :
1- ما كان الحرُّ ليقبلَ الضيمَ 2- ما كان الطبيبُ ليتوانى عن المريض
3- ما كان العاقلُ ليسارعَ فى الاتهام 4- لم يكن المتقنُ ليرضى بالنقص
5- لم يكن الأديب ليقرأَ تافه الكلام 6- لم يكن ربيبُ السوء لينسى نشأته
التعليق
إنّ من نطق بالأولى نفى عن الحر نفياً قاطعاً أنه قبل
فى حالة من حالاته الضيم أو سكت عليه مهما كانت الدواعى فكأنه قال : ما كان الحر مريداً
قبول الضيم راضياً به أو مهيأ لقبوله فى وقت ما فالنفى منصب على ما قبل اللام وما بعدها
معاً [ أى أنه واقع على الكلام كله] فهو نفى عام لهذا ولأنه أيضاً شامل جميع حالات
الحر دون التقييد بحالة معينة أو الاقتصار عليها
الخلاصة : بملاحظة كل جملة مما سلف نجدها تشتمل على أمور
أربعة :
1- الفعل الناسخ كان أو يكون دون غيرهما من سائر كون لاشتقاقه
من المصدر كون الذى يدل على الوجود العام المطلق
2- وجود حرف نفى قبل فعل الكون الناسخ وهذا النافى المسموع
هو ما أو لم وتختص ما بالدخول على كان الماضية الناسخة وتختص لم بالدخول على المضارع
المجزوم يكن الناسخ ولا يصلح للدخول عليه غيرها والنفى منصب فى الحالتين على معنى كل
الكلام الذى يليه فهو شامل ما قبل اللام وما بعدها
3- أن فعل الكون إما ماض لفظاً ومعنى كالأمثلة الثلاثة الأولى
وإما ماض معنى فقط كاثلاثة الأخيرة التى وقع فيها فعل الكون مضارعاً مسبوقاً بالحرف
الجازم لم وهذا الحرف إذا دخل على المضارع قلب زمنه ماضياً فى الغالب مع ترك صورته
اللفظية المجزومة على حالها فيصير مضارعاً فى لفظه ماضياً فى زمنه ومعناه
4- أن فعل الكون الناسخ يليه مباشرة اسمه ظاهراً لا ضميراً
ثم مضارع منصوب مبدوء بلام مكسورة أما خبره فعام محذوف يجب أن يتعلق به الجار مع مجروره
والجار هو اللام التى اشتهرت باسم لام الجحود والتى تتصل بالمضارع كما قلنا والمضارع
بعدها منصوب بأن مضمرة وجوباً والمصر المكون من أن وما دخلت عليه من المضارع وفاعله
فى محل جر بلام الجحود والجار والمجرور متعلقان بالمحذوف العام المنصوب لأنه خبر الناسخ
والتقدير ما كان الحر مهيأ أو مريداً لقبول الضيم أو ما شابه هذا
إعراب المثال الأول : {ما} نافية ، {كان} : فعل ماض ناقص
، {الحر} : اسمها مرفوع
{ليقبل} : اللام لام الجحود حرف جر أصلى ، {يقبل} : مضارع
منصوب بأن مضمرة وجوباً وفاعله مستتر جوازاً تقديره هو ، {الضيم} : مفعول به والمصدر
المؤول من المضارع وفاعله مجرور باللام والتقدير لقبول والجار والمجرور متعلقان بمحذوف
منصوب خبر كان والتقدير ما كان الحر مهيأ أو مريداً لقبول الضيم ومثل هذا يقال فى بقية
الأمثلة مع ملاحظة أن لم حرف نفى جازم ولابد بعده من المضارع يكن المجزوم به
فاء السببية
الأمثلة
1- لا يغضب العاقلُ فيفقدَ صوابَ الرأى ولا يتبلد
فيفقدَ كريم الشعور
2- لستُ أنكرُ الفضلَ فأتهمَ بالجحود أو بالحقد ولست
أبالغُ فى الثناء فأتهمَ بالغفلة أو الرياء
3- لا تصاحبْ غادراً فينالكَ غدره ولا تأمنْ خائناً فتصيبكَ خيانته
4- أتعرفُ لنفسك حقها فتصونها عن الهوان ؟ وهل تدركُ
أنَّ الكبرَ كالضعة كلاهما بلاء فتحذرَه
التعليق
فى المثال الأول يريد أمرين معاً هما : نفى الغضب عن العاقل
وبيان ما يترتب على نفيه من عدم فقد الرأى الصائب فكأنه يقول العاقل لا يغضب فيترتب
على عدم غضبه أنه لا يفقد صواب الرأى أى لا يغضب فلا يفقد سديد الرأى فما بعد الفاء
مسبب عما قبلها وكلاهما منفى هنا والفاء تفيد السببية الجوابية مع الدلالة على
الترتيب والتعقيب
عملها :
1- سميت فاء السببية أى الفاء التى معناها الدلالة على أن
ما بعدها مسبب عما قبلها ولابد هنا أن يليها مضارع منصوب والفاء تتوسط أمرين السابق
منهما هو العلة أو السبب فى المتأخر الذى يليها .
2- وتدل على الجواب والمراد أن ما بعدها مترتب على
ما قبلها ترتب الجواب على السؤال سواء أكان ما قبلها مشتملاً على استفهام أم غير مشتمل
عليه لبقية الأمثلة .
3- يختص بالدخول على المضارع المنصوب بأن المضمرة وجوباً
وهو يعطف المصدر المؤول من أن وما دخلت عليه من الجملة المضارعية على مصدر قبله
وعملها مقصور على هذا العطف
شروط عملها :
(1) تسبق بنفى محض ومعنى المحض الخالص من معنى الإثبات
أمثلة :
1- لا يهملُ الصانعُ فيقبلَ على صناعته الناس
2- ليس الأحمقُ مأموناً فتصاحبَه
3- الأديبُ الظريفُ غيرُ حاضرٍ فيؤنسَنا
ملحوظة : فإن نقض النفى {بإلا} الاستثنائية وكانت قبل فاء
السببية لم يصح نصب المضارع ووجب رفعه على اعتبار هذه الفاء للاستئناف أو للعطف المجرد
.
مثال : ما اكتسبت مالاً إلا المالَ الحلال فأنفقه
أما إن نقص النفى{بإلا} الاستثنائية وكانت بعد الفاء والمضارع
فيجوز فى المضارع الرفع والنصب
مثال : لا يشاهدُ الخبيرُ أعمالاً فيعلنَ رأيه فيها إلا المشروعات
(2) الطلب ويشمل :
1- الأمر 2- النهى 3- الدعاء 4- الاستفهام 5- العرض
6- التحضيض 7- الترجى .
أولاً : الأمر
أمثلة :
1- اغفرْ هفوة الصديق فيحمدَك
2- لتكنْ طاعة الله أولى الأمور لديك فتسعدَ وليكن حرصك على
أداء الواجب عقيدة فتنهضَ
3- صهْ فيهدأَ النائم
ثانياً النهى : وأداته واحدة
هى {لا الناهية} إذا كان صادراً من أعلى لأدنى
مثال : لا تقلْ الخطأ فيشتهرَ جهلك .
وإن كان من أدنى لأعلى سميت لا الدعائية وإن كان مساوياً
إلى نظيره سميت لا للالتماس
مثال : لا تبالغ فى وعد أو وعيد فتعجزَ ويستخف الناس بك
ثالثاً الدعاء مثال :
رب وفقنى فلا أعدل عن سنن الساعين فى
حيز سنن
رابعاً الاستفهام : مثال
: فهل لنا من شفعاءَ فيشفعوا لنا
خامساً : العرض وهو الطلب برفق ولين مثال :
يا بن الكرام ألا تدنوفتبصرَ ما قد حدثوك فما راءٍ
كمن سمعا
- لو أوفقَ للكمال المستطاع فأبلغَ غاية المنى
سادساً : التحضيض وهو الطلب بشدة وعنف
هلاّ حطمت قيودَ الاستبداد فتعزّ
لولا تدفع الظلم فيخافَ الظالم
- لو تحترم القانون فتأمنَ العقوبة .
سابعاً : التمنى مثال :
- يا ليت أم خليد واعدت فوفت
ودام لى ولها عمر فنصطحبا
- « فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين »
ثامناً : الترجى وهو انتظار حصول شىء مرغوب فيه ميسور التحقيق
مثال : لعلك تحسن اختيار الكلام فتفوزَ بإعجاب السامعين
حتى
أنواع حتى ثلاثة أولها : العاطفة وهى حرف عطف يفيد
بلوغ الغاية فى خسة أو شرف أو قوة أو ضعف . وهذا النوع لا يعطف المصادر المؤولة ولا
الضمائر وإنما يعطف الاسم الظاهر الصريح فقط مثال : حبس البخيل أمواله حتى الدرهمَ
{ معطوف على أمواله}
ثانيها : حتى الابتدائية وتفيد الدلالة
على الغاية ولو بتأويل أو تقدير ولكنها لا تدخل إلا على جملة جديدة مستقلة عن الجملة
التى قبلها فى الإعراب مع اتصالهما معنى بنوع من الاتصال .
مثال : ارتفع صوت الجرية فى القرن العشرين حتى ملأ الأسماع
ثالثها : حتى الجارة وهى نوعان
1- نوع يجر الاسم الظاهر الصريح والصريح ما ليس مصدراً مؤولاً
ومعناها الدلالة على الغاية . مثال : قرأت الكتابَ حتى الخاتمةِ { اسم مجرور
}
2- نوع يجر المصدر المؤول من أن المضمرة وجوباً وما دخلت
عليه من جملة مضارعية ومعنى حتى إما
- الدلالة على الغاية مثال : يمتد الليل حتى يطلعَ الفجر
- أو الدلالة على التعليل مثال : نقرأ الصحف حتى نعرفَ الشئون
الداخلية والخارجية
- وتدل على الاسثناء مثال : لا يصلح يصلح الوالى للحكم حتى
يلتزمَ العدلَ ويحرص عليه
{ إلا أن يلتزم }
حكم المضارع بعد حتى : وجوب نصبه بأن مضمرة وجوباً بعد حتى
مع اعتبار {حتى} حرف جر إذا كان زمن المضارع { ماضياً – أو مستقبلاً استقبالاً حقيقياً
بغير تأويل فيهما – أو كان زمنه للحال ولكنه فقد شرط السببية أو شرط الفضلة }
أمثلـــة
1- فى سنة عشرين من الهجرة تم فتح مصر على يد العرب
حتى ينقذوها من ظلم الرومان
{ فالفتح والإنقاذ وقعا فى زمن خالص المضى }
2- مثال للمستقبل : فى الشهر القادم يزور بلادنا وفود
من العلماء الأجانب حتى يطلعوا على مظاهر الحضارة والتقدم عندنا { منصوب بحذف النون
}
3- أن يكون ما بعد حتى غير مسبب عما قبلها فينصب المضارع
وجوباً فى هذه الصورة .
مثال : أصوم يومى هذا حتى يجىءَ المغربُ { فمجىء المغرب ليس
مسبباً عن الصيام}
4- أن يكون ما بعد حتى غير فضلة إذا كان ما بعدها جزءاً
أساسياً فى الإعراب من جملة قبلها . مثال : سهرى حتى أنجزَ عملى او كان سهرى
حتى أنجز عملى او إن سهرى حتى انجز عملى . فكلمة {حتى} فى الحالات الثلاث حرف جر أصلى
والمضارع بعدها واجب النصب بأن مضمرة وجوباً وأن وما دخلت عليه من المضارع وفاعله فى
تأويل مصدر مجرور
تدريبات
(1) « يسرنى أن تنجحوا جميعاً واحب أن تصلوا إلى غايتكم ولن
تنالوا ذلك إلا بالجد والعمل فجدوا لكى تفوزوا بالنجاح وليخلص كل منكم فى عمله لترقى
بلاده وصابروا حتى تنهضوا بوطنكم فما كان أحد لينال رغبته وهو كسلان فلا تكسلوا فتندموا
فاعملوا فالعمل يحقق الأمل »
1- استخرج من العبارة الأفعال المضارعة المنصوبة
2- استخرج مصدراً مؤولاً وحوله على صريح
3- أعرب ما تحته خط .
4- اكشف فى المعجم عن[ تنالوا – تفوزوا ]
(2) استخرج من الآيات الكريمة الأفعال المضارعة المنصوبة
وبين أداة النصب وعلامتها . قال تعالى :
1- " وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط البيض من الخيط
السود من الفجر
2- " ولا تجعل يدك مغلولة على عنقك ولا تبسطها كل البسط
فتقعد ملوماً محسوراً "
3- " ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنت عليه حتى
يميز الخبيث من الطيب
4- " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم "
5- " إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً ليغفر لك الله ما تقدم
من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطاً مستقيماً "
(3) اختر الإجابة الصحيحة مما بين القوسين .
1- قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : "
من الجفاء أن يدخل الرجل منزل أخيه فيقدم إليه شيئاً فلا يأكله [ الفاء للسببية – الفاء
حرف عطف ]
2- كونوا مخلصين لوطنكم فيعلوَ شأنه ويرتفع صرحه [ الفاء
حرف عطف – الفاء للسببية – حرف تفريع ]
3- أداؤك الواجب يساعد على النجاح [ فعل مضارع مرفوع – مجزوم
– منصوب ]
4- والله لنصلن إلى ما نريد . اللام [ للتعليل – للجحود
– للقسم ]
5- لن أهمل فأخافَ منصوب لأنه [ معطوف – بعد فاء السببية
]
6- هلاّ زرتنا فنكرمكَ . الفاء [ سببية – عاطفة ]
7- لم يكن القاضى ليحكمَ بغير الحق . اللام [ للجحود – للتعليل
– للتوكيد ]
(4) من وصية للإمام على – كرم الله وجهه – « امحص أخاك النصيحة
وتجرع الغيظ فإنى لم أرَ جرعة أحلى منها عاقبة ولا ألذ مغبة ولِنْ لمن غالطك فإنه يوشك
أن يلين لك وما كان لك لتقسوَ عليه وإن أردت قطيعة أخيك فاستبق له من نفسك بقية ترجع
إليها إن بدا له ذلك يوماً ما ومن ظن بك خيراً فصدق ظنه ولا ترغبنّ فيمن زهد عنك ولا
يكوننّ أخوك على مقاطعتك أقوى منك على صلته ولا تكوننّ على الاساءة أقوى منك
على الإحسان فإن تفعل ذلك تكن من المقربين إلى الله والناس » .
1 – أعرب ما تحته خط .
2- استخرج مرفوعاً وبين سبب رفعه
3- فعلاً يجوز توكيده بالنون ولم يؤكد – جواب شرط مقترناً
بالفاء مع بيان السبب – مضارعاً منصوباً وآخر مجزوماً
4 - تخير الصواب لما مما بين القوسين :
- وما كان لك لتقسو عليه ( اللام) فى (لتقسو) [ جازمة – ناصبة
– نافية]
- الفعل (استبق) [ مبنى على السكون – مبنى على حذف حرف العلة
– مبنى على حذف النون ]
5- أعرب : ما كان لك لتقسو عليه
6- " ولا يكوننّ أخوك على مقاطعتك أقوى منك على صلته
ولا تكوننّ على الإساءة أقوى منك على الإحسان " اضبط الكلمات ضبطاً إعرابياً
(5) استخرج من الآيات التالية الفعال المضارعة المنصوبة وبين
أداة النصب وعلامته .
1- وكلو واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود
من الفجر "
2- " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون "
3- ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه "
4- " ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط
فتقعد ملوماً محسوراً "
5- " إن فتحنا لك فتحاً مبيناً ليغفر لك الله ما تقدم
من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطاً مستقيماً وينصرك الله نصراً عزيزاً
"
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء