فى الإعلال والإبدال
تتكون اللغات ـ فى أساسها ـ من مجموعة من الأصوات ، وهى التى يسميها العرب حروفا ، وهذه الأصوات تنقسم إلى أصوات صامتة Con ـ sonants وأصوات صائتة vowels والحركات العربية (الفتحة والكسرة والضمة) صوائت قصيرة ، والألف والياء والواو صوائت قصيرة ، وهذه الأخيرة يسميها القدماء حروف علة ، أو حروف لين ، أو حروف مد.
ومن المعروف أن لكل صوت صفات خاصة ، كأن يكون مجهورا أو مهموسا ، أو مفخما أو رقيقا أو غير ذلك من الصفات التى التفت إليها علماؤنا القدماء.
غير أن هناك قانونا معروفا فى اللغات بعامة ؛ هو أن الأصوات قد يؤثر بعضها فى بعض حين تتجاور داخل الكلام ، ولنأخذ على ذلك مثلا من الإنجليزية : نحن ننقول : Does ...؟ فننطق حرف (s) كأنه (z) ، أى ننطق الكلمة هكذا Doez ...؟ ، فإذا وضعنا بعدها كلمة (she) مثلا : Does she؟ ، نجد حرف (z) قد اختفى اختفاء كاملا وتلاشى فى الحرف الذى بعده الذى يشبه الشين العربية ، ونحن ننطقها هكذا (Doshe.؟).
معنى هذا أن حرف (z) تأثر بالحرف الذى بعده تأثرا معينا.
ولنأخذ مثلا آخر من العربية نحن ننطق كلمة (سلام) فننطق اللام رقيقة والألف بعدها مثلها ، فإذا قلنا (صلاة) تغيرت اللام وصارت لاما مفخمة وكذلك الألف ، فما الذى حدث؟ إنها بلا شك تأثرت بالصاد التى قبلها.
ونحن نقرأ فى القران الكريم : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) فننطق «الصراط» بالصاد مع أن الحرف هو السين ، وأصلها «السراط» غير أن
السين تأثرت بالراء التى بعدها وهو حرف مكرر كما تأثرت بالطاء التى هى حرف مطبق فانقبت السين صادا ... وهكذا.
حين تتجاور الأصوات داخل الكلام يؤثر بعضها فى بعض حسب قوانين صوتية مدروسة ومعروفة ، واللغويون المحدثون يدرسونها فى علم الأصوات اللغوية تحت عنوان sound in speech أى الصوت فى الكلام.
وقد درس العرب القدماء هذا الموضوع بطريقة لا تختلف اختلافا كبيرا تحت هذا الباب الذى يسمونه «الإعلال والإبدال» وهو يحتاج إلى دراسة مفصلة إذ يتوقف عليه فهم كثير من القضايا الصرفية التى شرحها القدماء.
الإعلال : وهم يعرفون الإعلال بأنه تغيير فى حرف العلة تغييرا معينا ، قد يكون بقلبه إلى حرف آخر ، أو بحذف حركته أى بتسكينه ، أو بحذفه كله. أى أن الإعلال يكون بالقلب أو بالتسكين أو بالحذف ، ومعنى ذلك أنه مقصور على حروف العلة التى يحددها العرب بأنها الألف والواو والياء ، ثم يلحقون بها الهمزة.
الإبدال : أما الإبدال فيعرفونه بأنه وضع حرف مكان آخر دون اشتراط أن يكون حرف علة أو غيره. ونحن نلفت إلى أن الإعلال يخضع ـ فى معظمه ـ للقياس ، أى تضبطه قواعد مطردة ، أما الإبدال فلا يخضع ـ فى أغلبه ـ للقياس إنما يحكمه السماع.
ونفصل الآن الحديث فى أهم التغييرات التى تطرأ على الأصوات العربية على النحو الذى وضعه القدماء فى الدرس الصرفى.
(١)
قلب الواو والياء همزة
إذا وقعت الواو أو الياء فى مواضع معينة فإنها تقلب همزة ، وهذه المواضع خمسة ، وهى :
١ ـ إذا تطرفت الواو أو الياء بعد ألف زائدة ، أى إذا وقعت آخر الكلمة بشرط وجود ألف زائدة قبلها وذلك مثل :
سماء. بناء.
وذلك لأن أصلهما : سماو ـ بناى. الأولى على وزن (فعال) ، والثانية على وزن (فعال) ؛ أى أن الألف زائدة ، ومن ثم قلبت الواو والياء همزة.
فإذا كانت الكلمة تدخل عليها تاء التأنيث ، أى أن لها مذكرا ومؤنثا ، فإن هذه التاء لا تمنع من قلب الواو أو الياء همزة ، أى كأنها لا تزال فى آخر الكلمة مثل : مشّاى تقلب إلى مشّاء وتؤنث فنقول مشّاءة. وكذلك بنّاى تقلب إلى بنّاء وبنّاءة.
أما كلمة (حلاوة) مثلا ، فإن الواو فيها لا تقلب همزة رغم وقوعها بعد ألف زائدة ، وذلك لأن تاء التأنيث ملازمة لهذه الكلمة دائما ، إذ لا نقول (حلاو).
هذه إذن هى القاعدة الأولى ، وعلى أساسها لا تقلب الياء أو الواو همزة فى مثل «قاول وبايع» لأنهما لم تقعا فى آخر الكلمة ، ولا فى مثل (غزو وظبى) لعدم وجود ألف قبلهما ، ولا فى مثل (اى) لأن الألف التى قبل الياء أصلية.
* وتنطبق هذه القاعدة أيضا على حرف الألف ، أى إذا وقعت فى آخر الكلمة بعد ألف زائدة فإنها تقلب همزة ، فهم يقولون إن كلمة (حمراء) أصلها : حمرا ، ثم مدت الألف أى زيدت ألفا أخرى ، فكأن الصورة هى :
حمراا ، فوقعت الألف متطرفة بعد ألف زائدة فتقلب همزة لتصير : حمراء.
٢ ـ أن تقع الواو أو الياء عينا لاسم فاعل ، بشرط أن يكون الفعل أجوف ، وكانت عينه قد أعلت أى قلبت إلى حرف آخر ، وذلك مثل :
قال ـ أصلها : قول. انقلبت الواو فى الفعل إلى ألف تبعا للقواعد الآتية. فإذا صغنا منه اسم فاعل قلنا :
قاول ؛ فوقعت الواو عينا لاسم الفاعل ، وكانت هذه العين قد أعلت فى الفعل ؛ ولذلك فإنها تقلب هنا همزة ، فتصير : قائل.
وكذلك فى :
باع ـ أصلها : بيع ، قلبت الياء ألفا ، وعند اسم الفاعل نقول : بايع ، فنقلب الياء همزة لتصير : بائع.
فإذا كانت الواو أو الياء غير مقلوبة فى الفعل فإنها تبقى أيضا فى اسم الفاعل دون قلبها همزة ؛ مثل : عور ؛ فإن الواو بقيت صحيحة أى غير معلّة ، ومن ثم تبقى صحيحة فى اسم الفاعل أيضا ، فنقول : عاور.
٣ ـ أن تقع الواو أو الياء بعد ألف (مفاعيل) أو ما يشبه هذا الوزن فى عدد الحروف ونوع الحركات ، على شرط أن تكون الواو أو الياء مدة ، ثالثة فى المفرد ، وذلك مثل :
صحيفة ، الياء فيها زائدة ؛ لأنها على وزن فعلية ، وهى حرف مد ، كما أنها الحرف الثالث فى الكلمة ، فإذا جمعناها قلنا :
صحايف ؛ فتقع الياء بعد ألف مفاعل أو شبهه ، إذ الوزن هنا (فعايل) ، فتقلب الياء همزة لتصير : صحائف. وكذلك فى :
عجوز ـ عجائز. طريقة ـ طرائق
وهذه القاعدة تنطبق أيضا على الألف ؛ أى إذا وقعت بعد ألف مفاعل أو ما يشبهه وكانت مدة زائدة ثالثة فى المفرد قلبت همزة ، مثل :
قلادة ـ قلائد.
أما كلمة (قسورة) فهى تجمع على (قساور) دون أن نقلب الواو همزة لأنها فى المفرد ليست حرف مد ؛ فأنت تلاحظ أنها محركة بالفتحة فيه. وكذلك كلمة (معيشة) تجمع على (معايش) دون قلب الواو همزة لأن الياء أصلية فى المفرد ؛ لأن الفعل هو (عاش) على وزن (فعل).
وقد وردت بعض كلمات شاذة مثل : منارة ومنائر ، ومصيبة ومصائب ؛ إذ قلبت الألف فى الكلمة الأولى ، والياء فى الثانية همزة رغم أنهما أصليتان.
٤ ـ أن تقع الواو أو الياء بعد حرف علة ؛ بشرط أن يفصل بينهما ألف (مفاعل) أو ما يشبهه فى الحروف ونوع الحركات ، وذلك مثل : كلمة (نيّف) ، الياء فيها مشددة ، أى أنها مكونة من ياءين ، فإذا جمعتها صارت : (نيايف) ، فوقعت الياء بعد ألف مفاعل أو شبهه وقبلها ياء فتقلب الياء همزة فتصير نيائف.
وكذلك كلمة (أوّل) ، تجمع على (أواول) ثم تقلب الواو همزة ، فتصير : أوائل.
وكذلك كلمة (سيّد) ؛ إذ أصلها (سيود) ، تجمع على (سياود) ، ثم تقلب الواو همزة فتصير : سيائد.
٥ ـ أن تجتمع واوان فى أول الكلمة ، بشرط أن تكون الثانية واوا غير منقلبة عن حرف آخر. ولكى تتضح لك هذه القاعدة نضرب لك المثال التالى :
إذا أردت أن تجمع كلمة (قاعدة) جمع تكسير فإنك تقول : (قواعد) على وزن (فواعل).
فإذا أردت أن تجمع كلمة (واصلة) نفس الجمع فإنك تقول :
(وواصل) ؛ فتجتمع واوان ؛ والثانية أصلية فى الواوية أى غير منقلبة عن حرف آخر ، فتقلب الواو الأولى همزة لتصير ، (أواصل).
عند النسب إلى كلمة (غاية) أو (راية) تصير الكلمة :
غايىّ ورايىّ ؛ فتجتمع ثلاث ياءات ؛ الياء الأولى وياء النسب المشددة ؛ فتقلب الياء الأولى همزة ـ جوازا ـ لتصير : غائىّ ورائىّ.
* * *
(٢)
قلب الهمزة واوا أو ياء
قلنا إن حروف العلة العربية كما حددها القدماء هى الألف والواو والياء ، ثم ألحقوا بها الهمزة فى قضايا الإعلال والإبدال ، وقد رأينا كيف تنقلب الواو والياء والألف همزة. ونبحث هنا المواضع التى تنقلب فيها الهمزة واوا أو ياء. ويحدث ذلك فى حالتين.
الحالة الأولى : وذلك بالشروط الآتية :
أ ـ أن تقع الهمزة بعد ألف (مفاعل) أو ما يشبهه.
ب ـ أن تكون الهمزة عارضة أى غير أصلية.
ح ـ أن تكون لام المفرد إما همزة أصلية ، وإما حرف علة أصليا ؛ واوا أو ياء.
وذلك وفقا للبيان التالى :
أ ـ كلمة لامها همزة أصلية :
وذلك مثل : خطيئة ودنيئة.
هاتان الكلمتان مفردتان ولامهما همزة أصلية ، ووزنهما : فعيلة ، فإذا أردنا أن نجمعهما جمع تكسير على وزن (فعائل) ، وهو يشبه وزن (مفاعل) فإن إعلالا يحدث حسب خطوات يتخيلها القدماء لتصير الكلمة : خطايا على وزن (فعائل). ولا بأس من أن نذكر هذه الخطوات التى يتخيلها القدماء لأنها ـ فى الحق ـ تعين على تصور صحيح للمفردات العربية. يقولون :
١ ـ تجمع خطيئة على خطايئ.
٢ ـ عندنا ياء بعد ألف مفاعل أو شبهه وكانت مدة زائدة فى المفرد ؛ فتقلب
همزة : خطائىء.
٣ ـ وقعت الهمزة الأخيرة متطرفة بعد همزة فتقلب ياء ـ كما ستعرف ـ
فتصير : خطائى.
٤ ـ تقلب كسر الهمزة فتحة طلبا للتخفيف كما يقولون فتصير : خطائى.
٥ ـ تحركت الياء الأخيرة وانفتح ما قبلها فتقلب ألفا فتصير : خطاءا.
٦ ـ اجتمعت ثلاث ألفات : الألف ، والهمزة وهى عندهم تشبه الألف ، ثم الألف الأخيرة ، وهم يكرهون اجتماع أحرف ثلاثة متشابهة ، فتقلب الهمزة ياء لتصير : خطايا.
ب ـ كلمة لامها ياء أصلية :
وذلك مثل : قضيّة ـ هديّة.
كلمة (قضيّة) مثلا على وزن (فعيلة) أى أن لامها ياء ، فإذا جمعناها على (فعائل) فإنها تصير بعد الإعلال : قضايا ، وهم يتخيلون خطوات إعلالها على النحو التالى :
١ ـ قضيّة ، تجمع على : قضايى.
٢ ـ تقلب الياء الأولى همزة : قضائى.
١٥٦
٣ ـ تقلب كسرة الهمزة فتحة : قضائى.
٤ ـ تقلب الياء ألفا : قضاءا.
٥ ـ تقلب الهمزة ياء : قضايا.
جـ ـ كلمة لامها ياء أصلها واو :
وذلك مثل : مطيّة ـ عشية.
فكلمة (مطيّة) أصلها (مطيوة) فإذا جمعت على (فعائل) فإنها تصير بعد الإعلال (مطايا) وذلك وفقا للخطوات التى تخيلوها على النحو التالى :
١ ـ مطيّة تجمع على : مطايو.
٢ ـ تقلب الواو ياء لتطرفها بعد كسرة : مطايى.
٣ ـ تقلب الياء الأولى همزة : مطائى.
٤ ـ تقلب كسرة الهمزة فتحة : مطائى.
٥ ـ تقلب الياء ألفا : مطاءا.
٦ ـ تقلب الهمزة ياء : مطايا.
د ـ كلمة لامها واو :
وذلك مثل : هراوة.
فهذه الكلمة على وزن (فعالة) ، أى أن الواو أصلية ، فإذا جمعناها على (فعائل) فإنها تصير بعد الإعلال : هراوى ، وذلك وفقا للخطوات التالية :
١ ـ هراوة تجمع على : هرائو.
(وذلك لانقلاب الألف همزة تبعا للقواعد السابقة.)
١٥٧
٢ ـ تقلب الواو ياء لتطرفها بعد كسرة : هرائى.
٣ ـ تقلب كسرة الهمزة فتحة : هرائى.
٤ ـ تقلب الياء ألفا : هراءا.
٥ ـ تقلب الهمزة واوا : هراوى.
الحالة الثانية : أن تجتمع همزتان فى كلمة واحدة. وذلك على النحو التالى :
١ ـ إن كانت الهمزة الأولى متحركة والثانية ساكنة قلبناها حرف علة من جنس حركة الهمزة الأولى ، وذلك مثل :
آمن : أصلها : أأمن. اجتمعت همزتان ، الأولى متحركة بالفتحة والثانية ساكنة ، فنقلب الثانية حرف علة من جنس الحركة الأولى ، والحركة الأولى فتحة ، إذن نقلب الهمزة ألفا : آمن.
وهكذا فى : أؤمن ـ أومن.
إئمان ـ إيمان.
٢ ـ وإن كانت الهمزة الأولى ساكنة والثانية متحركة ، وذلك لا يقع فى موضع الفاء ، وإنما يكون فى موضع العين ، وفى هذه الحالة ندغم الهمزة الأولى فى الثانية ، وذلك كأن تصوغ من الفعل (سأل) صيغة مبالغة على وزن (فعّال) فتصير الكلمة : ساأال ، فاجتمعت همزتان ، الأولى ساكنة والثانية متحركة ، فندغم الأولى فى الثانية.
لتصير : سأّل.
* أما وجود الهمزة ساكنة والثانية متحركة فى موضع اللام ، وكذلك
وجود همزتين متحركتين فى كلمة واحدة فلا يكون إلا فى صور متخيلة تصورها القدماء دون أن يعرفها الاستعمال اللغوى فى القديم والحديث ، وإنما كانوا يهتمون بها قصدا للتدريب ، وهى لا قيمة لها فى الدرس اللغوى الواقعى ، ومن ثم لا نثبتها فى هذا التطبيق.
* * *
(٣)
قلب الألف ياء
تقلب الألف ياء فى حالتين :
أ ـ أن تقع بعد كسرة ، وذلك مثل كلمة : مفتاح ، إذا أردت أن تجمعها جمع تكسير صارت : (مفات اح) ، فوقعت الألف بعد كسرة فقلبت ياء لتصير : مفاتيح.
وكذلك فى تصغيرها : مفيت اح ، فتصير : مفيتيح.
وذلك لأنك تعلم أن الألف لا يحرك قبلها إلا بالفتحة ، أى لا يقع قبلها ضمة ولا كسرة ولا سكون. وهكذا تجد فى :
مصباح ـ مصابيح ومصيبيح.
سلطان ـ سلاطين وسليطين.
منشار ـ مناشير ومنيشير.
ب ـ أن تقع بعد ياء التصغير فى مثل : كتاب ، وذلك لأن تصغيره يكون على : كتياب. فتقع الألف بعد ياء التصغير الساكنة ، وهو محال ، فتقلب ياء ثم تدغم فيها ياء التصغير ، لتصير : كتيّب.
* * *
(٤)
قلب الواو ياء
تقلب الواو ياء فى الحالات الآتية :
١ ـ أن تقع الواو متطرفة بعد كسرة ، وذلك مثل : رضى. إذ أن هذا الفعل أصله (رضو) بدليل وجودها فى بعض التصاريف مثل :
(الرضوان) ، فوقعت الواو متطرفة وقبلها كسرة ، فتقلب ياء لتصير :
رضى. وهكذا فى (الراضى) أصلها : (الراضو).
٢ ـ أن تقع الواو عينا لمصدر ، بشرط أن تكون معلّة فى الفعل ، وبشرط أن يكون قبلها فى المصدر كسرة وبعدها ألف ، وذلك مثل : صام ، هذا الفعل أصل عينه واو قلبت ألفا كما سبق ، والمصدر منه : صوام ، فوقعت بعد كسرة وبعدها ألف فتقلب ياء لتصير : صيام.
٣ ـ أن تقع الواو عينا لجمع تكسير ، بشرط أن يكون صحيح اللام ، وقبلها كسرة ، بشرط أن تكون معلة في المفرد وذلك مثل : دار أصلها : دور ، فالعين التى هى الواو معلة فى المفرد أى مقلوبة ألفا فإذا جمعناها قلنا : دوار فنقلب الواو ياء لتصير : ديار.
٤ ـ أن تقع الواو عينا لجمع تكسير ، صحيح اللام ، وقبلها كسرة ، بشرط أن تكون ساكنة فى المفرد ، وذلك مثل سوط ، تجمع على سواط ، ثم تقلب الواو ياء فتصير : سياط وهكذا فى حوض وحياض ، وروض ورياض.
٥ ـ أن تقع الواو آخر فعل ماض ، بشرط أن تكون رابعة أو أكثر بعد فتحة ، وبشرط أن تكون انقلبت ياء فى المضارع وذلك مثل :
أعطيت وزكّيت ، أصلهما : أعطوت وزكّوت.
فوقعت الواو فى آخر الماضى وهى رابعة قبلها فتحة ، فتنقلب الواو ياء.
٦ ـ أن تقع الواو ساكنة غير مشددة قبلها كسرة ، وذلك مثل :
موزان ، تنقلب فيه ياء لتصير : ميزان.
وهكذا فى : موعاد وميعاد وموقات وميقات.
٧ ـ أن تقع الواو لا ما لصفة على وزن (فعلى) وذلك مثل : دنيا وعليا ، أصلهما : دنوى وعلوى بدليل (دنوت وعلوت).
٨ ـ أن تجتمع الواو والياء فى كلمة واحدة بشروط :
أ ـ ألا يفصل بينهما فاصل.
ب ـ أن تكون الأولى منهما أصلية أى غير منقلبة عن حرف آخر.
حـ ـ أن تكون الأولى ساكنة سكونا أصلية.
فإذا تحققت هذه الشروط وجب قلب الواو ياء ، وإدغامها فى الياء ، سواء كانت الياء سابقة أم لاحقة ، وذلك مثل :
سيود ، وميوت ، تقلب الواو ياء ثم تدعم فى الياء السابقة : سيّد وميّت. وكذلك فى : طوى وكوى ، تقلب الواو ياء ثم تدغم فى الياء اللاحقة : طىّ ، وكىّ.
٩ ـ أن تقع الواو لاما لجمع تكسير على وزن (فعول) ، وذلك مثل :
عصا ودلو جمعهما : عصوو ودلوو.
فتقلب الواو الأخيرة ياء لتصير : عصوى ودلوى. ثم تقلب الواو الأولى ياء تبعا للقاعدة السابقة وتدغم فى الياء الثانية لتصير عصىّ ودلى ، ثم تقلب الضمة إلى كسرة لصعوبة الانتقال من ضم إلى كسر فتصير : عصىّ ودلى.
* * *
(٥)
قلب الألف واوا
تقلب الألف واوا فى حالة واحدة ، وهى أن تقع بعد ضمة ، وذلك كأن تريد تصغير كلمة (لاعب) فإنها تصير لويعب ، بقلب الألف واوا ، وهكذا فى كاتب وماهر : كويتب ومويهر. وكذا إذا أردت أن تبنى الأفعال الآتية للمجهول : (كاتب ـ قاتل ـ بايع) فإنها تصير : كوتب ـ قوتل ـ بويع ، بقلب الألف واوا.
* * *
(٦)
قلب الياء واوا
تقلب الياء واوا فى الحالات الآتية :
١ ـ أن تقع الياء ساكنة ، بعد ضمة ، وألا تكون مشددة ، بشرط أن تقع فى كلمة غير دالة على الجمع ، وذلك مثل :
أيقن ، المضارع منه : ييقن ، واسم الفاعل ميقن.
وقعت الياء فى المضارع واسم الفاعل ساكنة بعد ضمة فتقلب واوا فنقول :
يوقن ـ موقن
وهكذا فى :
أيقظ ـ ييقظ ـ ميقظ ـ يوقظ وموقظ.
أيسر ـ ييسر ـ ميسر ـ يوسر وموسر.
٢ ـ أن تقع الياء لاما لفعل ، ثم حول الفعل إلى صيغة (فعل) التى يقصد بها التعجب ، وذلك مثل :
نهى ـ رمى. فهذان الفعلان أصل لامهما ياء ، فإذا جعلناهما على وزن فعل ، فإن الياء تقع بعد ضمة فتقلب واوا :
نهو ـ رمو.
٣ ـ أن تقع الياء لاما لاسم على وزن فعلى ، مثل :
تقوى ، وفتوى ، أصلهما تقيا ، وفتيا.
٤ ـ أن تقع الياء عينا لاسم على وزن فعلى ، مثل :
طوبى. أصلها طيبى (لأن الفعل طاب يطيب).
* * *
(٧)
قلب الواو والياء ألفا
فى أمثلة كثيرة سابقة كنا نقول لك إن الفعل (قال) مثلا أصله (قول) وأن الفعل (باع) أصلة (بيع) ، وأنت تقرأ كثيرا أن الواو والياء إذا تحركتها وانفتح ما قبلهما قلبتا ألفا.
غير أن قلب الواو والياء ألفا ليس بهذا الإطلاق ، وإنما يخضع لشروط كثيرة هى :
١ ـ أن تكون الواو والياء متحركتين ؛ بالضمة والفتحة أو الكسرة ، ولذلك لا تقلبان فى مثل : قول ـ بيع ؛ لأنهما ساكنتان.
٢ ـ أن تكون حركتهما أصلية ، بمعنى أنها ليست عارضة لسبب من الأسباب ، ولذلك لا تقلب الواو ألفا فى قوله تعالى (وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ) وذلك لأن واو الجماعة ساكنة فى أصلها ولكنها حركت هنا بالضم لسبب عارض وهو منع التقاء الساكنين ؛ الواو وأول الكلمة التى بعدها.
٣ ـ أن يكون ما قبل الواو والياء مفتوحا ، ولذلك لا تقلبان فى مثل :
دول ـ حيل ؛ لعدم انفتاح ما قبلهما.
٤ ـ أن تكون الفتحة التى قبلهما متصلة بهما فى كلمة واحدة ، ولذلك لا تقلب الياء مثل : كتب يزيد. لأن الفتحة التى في ياء يزيد ليست في نفس الكلمة ، وإنما فى كلمة مستقلة.
٥ ـ إن كانت الواو والياء فى غير موضع اللام ؛ أى فى موضع الفاء
أو العين فلا تقلبان ألفا إلا إذا كان ما بعدهما متحركا ، ولذلك لا تقلبان فى مثل توالى تيامن ، لأن الواو والياء بعدهما ألف ساكنة.
فإن وقعتا فى موضع اللام ، فلا تقلبان ألفا إذا كان بعدهما ألف أو ياء مشددة ، ولذلك لا تقلبان ألفا فى مثل :
رميا ـ دعوا ؛ لوجود ألف بعدهما.
ولا تقلبان ألفا فى مثل :
علوىّ ـ حيىّ ؛ لوجود ياء مشددة بعدهما.
٦ ـ ألا تقع الواو أو الياء عينا لفعل على وزن (فعل) بشرط أن تكون الصفة المشبهة منه على وزن (أفعل) ولذلك لا تقلبان ألفا فى مثل :
عور ـ هيف ـ غيد ـ حول.
وذلك لأنها على وزن فعل ، والصفات المشبهة منها هى :
أعور ـ أهيف ـ أغيد ـ أحول.
٧ ـ ألا تقع الواو أو الياء عينا لمصدر الفعل السابق ، فلا تقلبان ألفا فى :
عور ـ هيف ـ غيد ـ حول.
٨ ـ ألا تقع الواو أو الياء عينا لفعل مزيد بتاء الافتعال (افتعل) بشرط أن يكون دالا على المفاعلة أى المشاركة ؛ ولذلك لا تقلبان ألفا فى مثل :
اشتوروا (أى شاور بعضهم بعضا)
اجتوروا (أى جاور بعضهم بعضا)
٩ ـ ألا يقع بعد الواو أو الياء حرف آخر يستحق أن يقلب ألفا ، فإن وجد مثل هذا الحرف فالأغلب قلبه هو ألفا وترك الواو أو الياء السابقتين دون قلب ، وذلك مثل :
الهوى : مصدر من الفعل هوى. إذ أصله الهوى ؛ الواو تستحق القلب ألفا ، ولكن بعدها ياء تستحق القلب أيضا ، فقلبت الأخيرة وتركت الواو صحيحة.
الحيا : مصدر من الفعل حيى ، قلبت الياء الثانية وتركت الأولى.
١٠ ـ ألا تقع الواو أو الياء عينا فى كلمة منتهية بشىء مختص بالأسماء كالألف والنون ، وألف التأنيث المقصورة ، ولذلك لا تقلبان فى مثل :
الجولان ـ الهيمان.
* * *
(٨)
إبدال الواو والياء تاء
كان معظم ما قدمناه يدور حول الإعلال بالقلب ؛ أى قلب حرف العلة إلى حرف علة آخر.
أما الآن فندرس بعض مواضع الإبدال ، وهى التى يحل فيها حرف مكان حرف آخر سواء كان حرف علة أم غيره.
فتبدل الواو والياء تاء بالشروط التالية :
١ ـ أن تقعا فاء لفعل على وزن (افتعل) أو أحد مشتقاته كالمضارع والأمر واسم الفاعل.
٢ ـ ألا يكون أصلهما همزة.
وذلك مثل : وصف ـ يسر.
إذا صغنا منهما وزن (افتعل) صارا : اوتصف ـ ايتسر ؛ ثم تبدل الواو والياء تاء ، ثم تدغم فى تاء الافتعال فتصير.
اتصف ـ اتّسر.
وهكذا فى المضارع : يوتصف ـ يتّصف.
ييتسر ـ يتّسر.
وفى الأمر : اوتصف ـ اتّصف.
١٧٠
ايتسر ـ اتّسر.
وفى اسم الفاعل : موتصف ـ متّصف.
ميتسر ـ متّسر.
* * *
(٩)
إبدال تاء الافتعال طاء
هناك حروف فى العربية تسمى الإطباق وهى (الصاد ـ الضاد ـ الطاء ـ الظاء).
فإن كانت فاء الكلمة حرفا من حروف الإطباق وكانت الكلمة مزيدة بتاء الافتعال ، فإنها تقلب طاء ، وذلك مثل :
صبر : إذا زدنا تاء الافتعال قلنا اصتبر ، ثم تقلب التاء طاء لتصير : اصطبر.
ضرب : اضترب ـ اضطرب.
طرد : اطترد ـ اططرد ـ اطّرد.
ظلم : اظتلم ـ اظطلم. ويمكن قلب الطاء ظاء وإدغامها فيما قبلها لتصير : اظلّم.
* * *
(١٠)
إبدال تاء الافتعال دالا
إذا كانت فاء الكلمة دالا ، أو ذالا ، أو زايا ، ووقعت بعدها تاء الافتعال فإنها تقلب دالا : وذلك مثل :
دخر : إذا أردنا أن نزيده تاء لقلنا : ادتحر ، ثم تقلب التاء دالا وتدغم فى الأولى لتصير : ادّخر.
زجر ـ ازتجر ، ثم تقلب التاء دالا : ازدجر.
ذكر ـ اذتكر ، ثم تقلب التاء دالا : اذدكر ، ويجوز في الكلمة التى تبدأ بذال أن تقلب هذه الذال دالا ثم تدغم فى الدال الثانية لتصير :
ادّكر. ويجوز أيضا أن تبقى الذال الأولى ونقلب الدال ذالا ثم ندغمهما
لتصير : اذّكر.
* * *
(١١)
الإعلال بالنقل
هناك نوع من التأثير يصيب حرف العلة يسمى الإعلال بالنقل ، ومعناه نقل الحركة من حرف علة متحرك إلى حرف صحيح ساكن قلبه ، وهو لا يحدث إلا في الواو والياء ؛ أى لا يحدث فى الألف لأنها لا تتحرك مطلقا.
ولنأخذ الفعل (قال) الذى عرفت أن أصله ، (قول) بدليل مصدره (قول) ، فإذا أردنا أن نصوغ منه فعلا مضارعا قلنا (يقول). ومثل هذا الضبط فيه شىء من الثقل ولذلك يقول الصرفيون ، إن حركة الواو التى هى الضمة انتقلت إلى القاف الساكنة قبله ليصير الفعل (يقول).
ولعلك تلاحظ أن الواو بقيت واوا وذلك لأن الحركة التى كانت عليها هى الضمة ؛ والضمة من جنس الواو.
فإذا أخذنا الفعل (باع) فأنت تعلم أن أصله (بيع) بدليل مصدره (بيع) ، والمفروض أن المضارع منه هو (يبيع) ، الباء ساكنه والياء محركة بالكسر ، فتنقل حركة الياء إلى الباء الساكنة ليصير الفعل (يبيع).
وأنت تلاحظ أيضا أن الياء بقيت ياء لأن الحركة التى كانت عليها هى الكسرة وهى حركة من جنس الياء.
ثم لنأخذ الفعل (نام) ، أصله (نوم) بدليل مصدره (نوم) والمضارع منه (ينوم) ، النون ساكنة والواو محركة بالفتحة ، فتنقل حركة الواو إلى النون الساكنة ثم تقلب الواو ألفا ليصير الفعل (ينام).
١٧٤
فلماذا انقلبت الواو هنا ألفا بينما بقيت الواو والياء كما هما فى الفعلين السابقين؟
السبب في ذلك أن الواو والياء فى الفعلين الأوّلين محركتان بحركة تجانس كلا منهما ، فالضمة من جنس الواو والكسرة من جنس الياء.
أما الفعل الأخير فالواو فيه محركة بالفتحة وهى من غير جنس الواو ، ولذلك قلبت الواو بعد نقل حركتها ألفا.
وهكذا تستطيع أن تفعل فى مضارع الأفعال الآتية :
قام ـ عاد ـ دار ـ سار ـ مال ـ خاف ـ حار.
* * *
(١٢)
الإعلال بالحذف
وغير الأنواع السابقة من الإعلال يوجد نوع آخر يسمى الإعلال بالحذف ، وهو تأثير يصيب الحرف فى حالات معينة يؤدى إلى حذفه من الكلمة.
والإعلال بالحذف يوجد فى الحالات الآتية :
١ ـ الفعل الماضى المزيد بالهمزة الذى على وزن (أفعل) ؛ فتحذف هذه الهمزة فى المضارع ، واسم الفاعل ، واسم المفعول ، مثل :
أكرم : مضارعه يؤكرم ، تحذف الهمزة ليصير : يكرم.
اسم الفاعل : مؤكرم ، تحذف الهمزة ليصير : مكرم.
اسم المفعول : مؤكرم ، تحذف الهمزة ليصير : مكرم.
٢ ـ الفعل المثال الثلاثى بشرط أن تكون فاؤه واوا ، وبشرط أن تكون العين مفتوحة فى الماضى مكسورة فى المضارع. فتحذف هذه الواو فى المضارع ، والأمر ، مثل :
وعد ؛ فهو فعل ثلاثى مثال أوله واو ، وعينه مفتوحة ، ومضارعه مكسورة العين ، فتقول فى المضارع (يوعد) فتحذف الواو ليصير الفعل يعد.
وكذلك الأمر : عد.
وتحذف هذه الواو أيضا فى مصدر هذا الفعل بشرط أن يكون المصدر
على وزن فعلة لغير الهيئة ، وبشرط أن تلحقه التاء للتعويض عن الواو المحذوفة ، فيكون المصدر : وعدة ؛ تحذف الواو ليصير عدة.
وهكذا نفعل فى : وصف ـ وجد ـ ولد.
٣ ـ الفعل الثلاثى المكسور العين فى الماضى بشرط أن تكون عينه ولامه من جنس واحد ، فإذا أسند هذا الفعل إلى ضمير رفع متحرك جاز فيه ثلاثة أوجه ، وذلك مثل :
ظلّ : فهو ثلاثى عينه مكسورة (أصله ظلل) ، وهذه الأوجه هى :
١ ـ إبقاء الفعل كما هو مع فك إدغامه ، فنقول :
ظللت ـ ظللت ـ ظللت ـ
ظللتما ـ ظللنا ـ ظللتم.
ب ـ حذف عينه دون تغيير آخر ، فيصير :
ظلت ـ ظلت ـ ظلت ... الخ.
ح ـ حذف عينه مع نقل حركتها إلى الفاء ليصير :
ظلت ـ ظلت ـ ظلت .... الخ
فإن كان الفعل مضارعا أو أمرا واتصلت بهما نون النسوة جاز لك فيهما وجهان :
أ ـ إبقاؤهما دون تغيير مع فك الإدغام ، فنقول :
يظللن ـ اظللن
ب ـ حذف العين منهما ونقل كسرتها إلى الفاء ، فنقول :
يظلن ـ ظلن
٤ ـ اسم المفعول من الفعل الأجوف ، مثل :
قال : اسم المفعول منه هو : مقوول. تنقل الضمة التى على الواو إلى القاف تبعا لقاعدة الإعلال بالنقل ، فيصير : مقوول ، فتجتمع واوان ساكنتان ، فتحذف الثانية على الأغلب ، فيصير مقول.
باع : اسم المفعول منه هو : مبيوع ، تنقل ضمة الياء إلى الباء الساكنة ، فيلتقى ساكنان الياء والواو ، فتحذف الواو ، ثم تقلب ضمة الباء إلى كسرة ليصير : مبيع.
وهكذا تفعل فى : دار ـ حاط ـ صام ـ رام.
غاب ـ شاد ـ هام ـ خاط.
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء