----------------------------------------------------------------------------------- (14) قيمة النظام
الحديث
الشريف
وعن أبي عمرو،
وقيل: أبي عمرة سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله قل
لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك. قال: "قل آمنت بالله:
ثم استقم" ((رواه مسلم)).
وعن أبي هريرة
رضي الله عنه : قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قاربوا وسددوا، واعلموا
أنه لن ينجو أحد منكم بعمله" قالوا: ولا أنت يا رسول الله ؟ قال:
"ولا أنا إلا أن يتغمدنى الله برحمة منه وفضل" ((رواه
مسلم)).
كلمة
عن النظام
النظام عناصر
متكاملة
النظام مجموعة من العناصر المتكاملة،
والمتفاعلة، والمترابطة فيما بينها، تُشكّل في مجموعها عضوًا واحدًا يستطيع القيام
بمهمة أو مجموعة من المهام المختلفة، فقدرات أيّ نظام تتوقّف على العناصر التي
يتكوّن منها بشكل منفرد من حيث قوّتها، وكفاءتها، وقدرتها على أداء وظائفها
ومهامها بالشكل المطلوب، بالإضافة إلى مدى الترابط بين هذه العناصر لخدمة النظام
بشكل عام. في ضوء ما سبق، لا حدود تفصل النظام عن البيئة المحيطة به، والعلاقات
المتبادلة بين عناصره، بحيث لا يُمكن دراسة أيّ عنصر من هذه العناصر دون دراسة
العلاقات التي تربطه بباقي العناصر الأخرى، بالإضافة إلى خضوع العلاقات المتبادلة
بين العناصر لقوانين، وأحكام معيّنة لا يُمكنها أن تشذّ عنها، إلى جانب العديد من
السمات الأخرى
اختلال النظام
هو اختلال الدنيا
اختلال النظام هو اختلال الدنيا، فهو أساس
الحياة والحاجة إلى ضمان تطبيقه أمر هام، ولذلك فالنظام له نوعان رئيسيّان هما؛
النظام المفتوح والذي يُتيح التبادلات المختلفة بين النظام نفسه والأنظمة الأخرى،
أمّا النوع الثاني فهو النظام غير القابل للتفاعل مع ما حوله، مما يُؤدّي إلى
انعزاله وجموده. كما أنّ النظام يُؤدّي العديد من الوظائف والمهام المختلفة بناءً
على سلطة تُمنح إليه بشكل رسميّ، مثل: النظام السياسي الذي تكون مهمته حفظ الحدود
الخارجية للبلاد، وصون الأمن الداخلي، وحل النزاعات بين المواطنين، وتيسير أمورهم وتقديم
الخدمات لهم، وتطوير اقتصاد الدولة والنهوض بها
النظام يُدير
عجلة الاقتصاد نحو الأمام
يُدير النظام
عجلة الاقتصاد نحو الأمام، فهو سر ازدهار الاقتصاد ونمه، وذلك من خلال مجموعة
المؤسسات والهيئات التي تعمل، إذ يقومون بعدة وظائف وعمليّات مختلفة، مثل: الإنتاج،
والبيع، والتوزيع، ومن ثم إعادة الإنتاج مرةً أخرى، وهناك العديد من الأنظمة
الاقتصاديّة الموجودة والمنتشرة عالميّاً، مثل: النظام الرأسماليّ، والنظام
الاشتراكي، والنظام الاقتصادي المختلط، وغيرها
النظام يُساهم
في استقرار المجتمع في الختام، يُساهم النظام باستقرار المجتمعات بشكل نسبي، إذ
تتكون من عدد من العناصر التي تتفاعل فيما بينها بحيث تُؤثر في النظام الاجتماعي
بشكل كلي، ويُستعمل مصطلح النظام الاجتماعي بكثرة من قبل العلماء والمختصّين في
مجالات العلوم الإنسانيّة المتنوعة. كما يصف مفهوم النظام الاجتماعي كلّ ما له
علاقة من قريب أو من بعيد في التأثير في الطرق المتّبعة والمتعارف عليها من قبل
أفراد مجتمع معيّن؛ للتصرّف والقيام بالمهام المختلفة والمطلوبة، ومن النظام
الاجتماعي تطور مفهوم النظام الدولي الذي ارتبط بمختلف الهيئات والمؤسّسات الدولية
التي تُنظّم العلاقات بين الدول المختلفة المنتشرة حول العالم في كافة المجالات
المختلفة. تُساعد هذه الجهات على تذليل الصعوبات والعقبات أمام تلاقح الأفكار ما
بين الدول الأعضاء، ومن أجل تحقيق غاياتها التنظيميّة، فقد منحت هذه الهيئات سلطات
على الدول بحيث تكون قادرة على فرض النظام ولو بالقوة
يعتبر النظام
من أهم الأشياء التي يجب أن تتوفر في أي مكان وفي كل مشروع وهدف ومؤسسة وبيت وغير
ذلك، فهو الأساس الذي تقوم عليه المجتمعات والدول الناجحة،
لذلك يجب أن يكون منهجاً يسير عليه الجميع، لأن
الفوضى لا تؤدي إلى أي تقدم، بعكس النظام الذي يدفع بعجلة التطور والتقدم إلى
الأمام، ويساهم في بناء الفرد والمجتمع وترتيب حياتهم،
فهذا الكون العظيم الذي خلقه الله تعالى يعيش
وفق نظامٍ ثابتٍ ومحدد، ولو لم يكن منظماً لأصبح الكون كله فاسداً والحياة فيه
مستحيلة، لذلك فإن النظام هو أساس حياة جميع المخلوقات.
لا يقتصر النظام على الإنسان أو على الحياة
اليومية الخاصة فيه وما يجري فيها من أحداثٍ مختلفة، بل هو موجود في كل ركن وفي كل
زاوية،
فالشمس والقمر يسيران وفق نظامٍ ثابت، فيتعاقب
الليل والنهار وتتعاقب الفصول الأربعة كنتيجة طبيعية لهذا النظام، كما أن الحيوانات
تمضي حياتها بنظام معين ودقيق يضمن لها الاستمرار والتكاثر، ولو لم تكن منظمة
لانقرضت وماتت، خصوصاً أن النظام يعني أن تلتزم بخطواتٍ معينة تضمن لها حماية
نفسها من أي خطرٍ محتمل، بالإضافة إلى نظامها في طريقة جمعها للطعام وتخزينه.
من أهم فوائد
النظام أنه يختصر كثيراً من الوقت والجهد، ويسرّع من عملية الإنجاز، كما يزيد في
كمية الإنتاج ويحسن نوعيتها، بالإضافة إلى أنه يمنح الشعور بالراحة ويساهم في
التشجيع والتحفيز، ويمنع هدر الوقت والطاقات،
فأساس تقدم
الدول والمجتمعات وتطورها قائم على مدى التزام شعوبها بالنظام، كما يعتبر مقياساً
لرقي الشعوب والمجتمعات، فالمجتمعات المنظمة تراها تقف في طوابير في أي شيءٍ
يستدعي الانتظار، ولا يمكن أن يحدث فيها فوضى أو عشوائية،
وهذا يمنع من
حدوث احتكاكات ومشكلات وتصادم بين الأشخاص. يمكن لأي دولة أن تعوّد مواطنيها على
الالتزام بالنظام، سواء في المدارس أو الجامعات أو الشوارع،
وإن لم يكن هذا جزءًا من ثقافة المجتمع فيجب
فرضه من خلال القوانين التي تنظم السير في الطرقات وتنظم طريقة دفع الفواتير
واستلام الرواتب والحصول على العلاج وعمليات البيع والشراء وغيرها، فالتزاحم
والفوضى يعبران عن حالة عشوائية تصيب المجتمع وتؤدي إلى تأخره وتقلل من رقيّه
وتؤدي إلى هدر طاقاته ووقته
ويجب أن
يتعلم الإنسان أن يكون منظماً في كافة شؤون حياته، وتقع مسؤولية تعليمه على الأهل
والمربين الذين يجب أن يغرسوا في نفوس الأطفال حب النظام، كي يظلوا هكذا بقية
حياتهم، ويعتبرونه أسلوب حياة وليس مجرد خيار
---------------------------------------------------------------------------------
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء