وصايا نبوية
(1)
1ـ
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي
(2)
2ـ عن أبي الدرداء قال : "
أوصاني خليلي rأن لا تشرك بالله شيئا وإن قطعت وحرقت ولا تترك صلاة مكتوبة متعمدا فمن
تركها متعمدا فقد برئت منه الذمة ولا تشرب الخمر فإنها مفتاح كل شر ". رواه
ابن ماجة.
(3)
3ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال: " أوصاني خليلي r بثلاث لا أدعهن حتى أموت: صوم
ثلاثة أيام من كل شهر. وصلاة الضحى. ونوم على وتر ".
(4)
4ـ عن عبد الله بن الصامت : عن
أبي ذر ، قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم ، بخصال من الخير: " أوصاني
بأن لا أنظر إلى من هو فوقي، وأن أنظر إلى من هو دوني، وأوصاني بحب المساكين
والدنو منهم، وأوصاني أن أصل رحمي وإن أدبرت، وأوصاني أن لا أخاف في الله لومة
لائم، وأوصاني أن أقول الحق وإن كان مراً، وأوصاني أن أكثر من قول لا حول ولا قوة
إلا بالله، فإنها كنز من كنوز الجنة " . رواه ابن حبان.
(5)
5ـ عن أبي أمامة أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال : " تسوكوا فإن السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ما
جاءني جبريل إلا أوصاني بالسواك حتى لقد خشيت أن يفرض على وعلى أمتي ولولا أنى
أخاف أن أشق على أمتي لفرضته لهم وإني لأستاك حتى لقد خشيت أن أحفى مقادم فمي"
. رواه ابن ماجة
(6)
6ـ
عن أبي عباس رضي الله عنه قال: كنت خلف رسول الله
(7)
7ـ عن العرباض
بن سارية قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً
بعد صلاة الغداة موعظة بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب. فقال رجل: إن
هذه موعظة مودّع فماذا تعهد إلينا يا رسول الله؟ قال: "أوصيكم بتقوى الله،
والسمع والطاعة وإن عبد حبشي، فإنه من يعش منكم يرى اختلافاً كثيراً، وإياكم
ومحدثات الأمور فإنها ضلالة، فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين
المهديين عضوا عليها بالنواجذ".
(9)
8ـ
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله
(10)
9ـ عن بن عباس رضي الله عنهما
قال : قال رسول الله
(11)
10ـ عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله
============================================
نصيحة صريحة
( 1 )
أخي المذنب : قلبك من الذنوب
مجروح ، ولا تبكي ولا تنوح ، كأنك جسد بلا روح ، الحمام يبكي على الأغصان ، من فقد
الخلاّن ، ، وقلبك قاسي ، كما الصخر الراسي ، لا تدمع لك عين ، ولا يؤثر فيك
الفراق والبَيْن ، ولا يردعك حياء ولا دِين .
اعلموا أن للذنوب كَفّارات ، وإن
الحسنات يذهبن السيئات ، وأنه لا أنفع من الصالحات ، ولا أضر من الموبقات . ولن
ينقذكم من النار ، إلا طاعة العزيز الغفار ، واتباع المختار
واعلموا أن شرفكم صدق اللسان ،
ونسبكم الإحسان ، وكنـزكم الإيمان .فاطلبوا الكفاف، واستتروا بالعفاف ، وخذوا
وأعطوا الإنصاف ، فإن الحق كاف واف . واسلكوا من الطرق الوسط ، ودعوا الغلو والشطط
، والتهور والغلط .
( 2 )
يا باغي الخير أقبل ، فالباب غير
مقفل ، يا من أذنب وعصى ، وأخطأ و عتى ، تعال فلعل وعسى ، يا من بقلبه من الذنوب
جروح ، تعال فالباب مفتوح ، والكرم يغدو ويروح ، يا من ركب مطايا الخطايا ، تعال
إلى ميدان العطايا ، يا من اقترفوا فاعترفوا ، لن تنسوا ] قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا [ ، يا من بذنب باء ، وقد أساء ، تذكر : (( يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان
السماء )) .
من الذي ما أساء قط ، ومن له
الحسنى فقط ، ومن هو الذي ما سقط ، وأين هو الذي ما غلط ، يا كثير الأخطاء : أنسيت
: كلكم خطّاء ، كم يقتلك القنوط كم ، وأنت تسمع : (( والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا
لذهب الله بكم )) .
(3)
اعلم أن من صحب الفسّاق ، ونقض
الميثاق ، ابتلاه الله بالنفاق .ولا تقولوا نحن في عصر الصبا ، وكم من سيف نبا ،
وجَواد كبا ، فهذا كلام من غره بالله الغرور ، حتى فاجأته قاصمة الظهور ، وطرح في
القبور ، وتذكروا ليلة صبحها يوم القيامة ، فما أكثر الأسف فيها والندامة .
وتذكروا أول ليلة في القبر ، فلا
إله إلا الله ما أعظمه من أمر ، ليلة ليس فيها جليس ولا أنيس ، يرتجف لها القلب ،
ويذهب من هولها اللب ، ليس معكم فيها صديق ولا رفيق . تخلى عنكم الأحباب وترككم
الأصحاب ، وجردوكم من الثياب ، ووسدوكم التراب .
وإذا سهر الناس على الأغاني ،
فاسهر على المثاني ، وإذا وقع القوم في الملذات ، وأدمنوا الشهوات ، فاعكف على الآيات
البينات ، والحكم البالغات ، وإذا احتسى العصاة الصهباء فاكرع من معين الشريعة
الغراء ، وإذا سمعت اللاهين يسمرون ، وعلى غيهم يسهرون ، فصاحب الكتاب ، فإنه أوفى
الأصحاب ، وأصدق الأحباب
(4)
اسمعوا مني نصيحة . اعلموا أن الدنيا لا تساوي تسبيحة ، ولو كانت مليحة ،
لجعلها الله لأوليائه مريحة . فصونوا أنفسكم من سؤال الناس ، واستغنوا عما في
أيديهم باليأس . واطلبوا العلم فإنه أجل المطالب ، وأعظم المواهب ، وهو أرفع من
المناصب ، وأكرم من كل المراتب . وزينته العمل ، وخوف الأجل ، والاعتصام بما نزل .
ومن سالم الناس سلم ، ومن صمت غنم . والناس لا يطلبون منكم الأرزاق ، وإنما يطلبون
جميل الأخلاق .
قلوبنا بالذنوب مريضة ، وأجنحتنا
بالخطايا مهيضة ،لأننا قد أدمنّا الذنوب ، وعصينا علاّم الغيوب ، حتى قست منا
القلوب ، واحرّ قلباه ، واكرباه ، يا ربّاه ، يا ابن آدم تذنب ولست بنادم ،
الأنبياء يبكون ، والصالحون يشكون ، تتابع المعاصي ، وتستهين بمن أخذ بالنواصي . ألا
إن أحسن ماء دموع التائبين ، أعظم حزن حزن المنيبين ، وأهنأ نعاس نعاس المتهجدين.
(5)
أيها المسلم المفرط : كيف تريد نصر
الإسلام ، وأنت لا تحافظ على تكبيرة الإحرام ، مع الإمام ؟ هذه أوهام . السلف
الصالح ، والجيل الناصح ، أعطوا الإسلام الأموال والدماء ، فأصبحت هاماتهم في
السماء ، وأنت ماذا أعطيت؟ وماذا لدِينك
أهديت ، ولأمتِّك أسديت ؟ حي كَمَيْت ، عشت بين لعلّ وليت، وما دريت، بأنك في
الخسار هويت .
ما شاء الله ما تحضر صلاة الفجر ، ولا
تطمع في الأجر ، ما تهتز فيك ذرة ، والموت يناديك في كل يوم مائة مرة ، والله لو
أن في الخشب قلوب لصاحت ، ولو أن للحجارة أرواح لناحت ، يحن المنبر للرسول الأزهر
، والنبي الأطهر ، وأنت ما تحن ولا تئن ، ولا يضج بكاؤك ولا يرن. لو مُتَّ لعذرناك
، وفي قبرك زرناك ، ولكنك حيُّ تأكل وتشرب ، وتلهو وتلعب .
(6)
ابن آدم : أين كنوز قارون ؟ أين ما مضى من القرون ؟ أين
ما جمعوا ، وأودعوا ، وشيدوا وأبدعوا ؟ لا قصور ، لا دور ، لا أنهار ، لا أشجار .
ذهبت الأبدان والأرواح . وبلي القفل والمفتاح
, أين المباني والمغاني ، أين الغواني والأغاني , أين الأفراح والتهاني ،
أين من شاد وساد ، أين ثمود وعاد ، أين ساسان ، و قحطان ، وعدنان ، وفرعون وهامان
، أين مُلْك سليمان ، أين أصحاب الأكاليل والتيجان ، )
كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ , وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ
وَالإِكْرَامِ( ، والطَّول والإنعام .
أما زرت المقابر ، أما هالتك تلك المناظر
، أما رأيت القوم صرعى، والدود في عيونهم يرعى ، عن الحديث سكتوا ، وعن السلام
صمتوا ، فالـمَلِك في جوار المملوك ، والغَنِيُّ في حفرة الصعلوك ، والقَوِيُّ مع
الضعيف ، والوضيع مع الشريف , و الظالم بجانب المظلوم ، والمنتصر بجانب المهزوم ، والمعظم
بجانب المحتقر ، قد اجتمع بها المخبر ، والخبر ، وتغيرت بها تلك الصور . ذهب
الحُسْن والجمال ، والجاه والمال ،وبقيت الأعمال .فهل من مدكر .وبالموت معتبر
(7)
أشرف تاج تاج الديانة ، والصدق
والأمانة ، والوقار والرزانة . وثوب
الرياء ثوب مخرق ، ورداء الكبر رداء ممزق . والعمل بالسُّـنَّة أقرب طرق إلى الجنة . مرافقة الأشرار ومصاحبة
الفجار هي الخسار والبوار ، لأنهم الدعاة إلى النار . ومن ألان كلامه ، ووصل
أرحامه ، وبذل طعامه ، ونشر سلامه ، أكرم الله في الجنة مقامه .
خلوة بكتاب ، ودمعة في محراب ،
وتواضع للأصحاب ، خير من القصور والقباب . وما أقبح ممن ناداه ربه إلى المسجد ،
فتبلد وتردد ، ومن عود لسانه الذكر ، وقلبه الشكر ، وعقله الفكر ، وبدنه
الصبر ، نال أعظم الأجر ، وحط عنه الوزر . المأسور من أسره هواه ، والمخذول من عصى
مولاه ، والمفلس من خاب مسعاه .
(8)
أجمل الكلمات ، وأحسن العبارات ، لدى رب الأرض والسموات ، قول العبد :
يا رب أذنبتُ ، يا رب أسأتُ ، يا رب أخطأتُ ، فيكون الجواب منه سبحانه : عبدي
قد غفرت وسامحت ، وسترت وصفحت .
تأوّه المذنبين التائبين ، أحب من تسبيح المعجبين ، من قضى ليله وهو نائم ،
وأصبح وهو نادم ، أحب ممن قضاه وهو مسبّح مكبّر ، وأصبح وهو معجب متكبّر .
ما أحوج الجيل ، إلى آخر ساعة من الليل ، لأنها ساعة الهبات ، والأعطيات
والنفحات ، إمام الموحدين جعل غاية مناه ، أن تغفر خطاياه ، وأنت تُصِرّ ، ولا
تُقِرّ ، وتحسو كأس الذنب وهو مُرّ ، فأفق من سبات اللهو ولا تكن من الغافلين
.
(9)
أين عقلك يا مغرور ، هل نسيت يوم العبور ،
وساعة المرور ، هذا أبو بكر الصديق انتفض من خوف الحساب كالعصفور ، وصار صدره
بالنشيج يفور ، وسقط الفاروق من خشية الله على الرمال ، حتى حُمِل على أكتاف
الرجال ، وبقي ذو النورين ، من منظر القبر يبكي يومين ، وهذا علي بن أبي طالب , دموعه
من التذكر سواكب .أما إبراهيم الخليل ،
وهو النبي الجليل، فقد بكى ذنبه ، ودعا ربه , فكيف بنا نحن المذنبين . فاغفر لنا اللهم
جمعين .
ابن آدم : كيف تنهض إلى عصيان أمر الله ، مع علوِّ قدره ، وعظيم قهره ، وقد كسر ظهور
الأكاسرة ، وقصّر بالموت آمال القياصرة ، وأرغم بالجبروت أنوف الجبابرة . ألم تعلم
العمر قصير ، والشيب نذير ، والدار جنة أو سعير . هو الذي خلقك فسوّاك ، وأطعمك
وسقاك، وآواك وكساك ، ومن كل بلاء حسنٍ أبلاك، ثم تعصيه وهو يراك
(10)
أوصيكم ببر الآباء والأمهات ،
وأنهاكم عن منعٍ وهات ، وتضييع الصلوات ، واتباع الشهوات . والله الله في تدبر
المثاني ، وهجر الأغاني ، وترك الأماني . وأوصيكم بتوقير شعائر الدين ، فإنها تقوى
رب العالمين . واستعدوا للرحيل ، إلى الملك الجليل ، فإنكم قادمون إليه عما قليل .
وإذا سمعتم الأذان ، فأجيبوا داعي الرحمن ، فليس بعد الأذان أعمال ولا أشغال ، بل
ذهاب إلى بيت ذي الجلال .
وأجيبوا الداعي ، بقلب واعي ،
فإني أخشى على من تهاون بتكبيرة الإحرام ، مع الإمام ، أن يحرم التوفيق على الدوام
، وأن لا يبلغه الله المرام .ارقعوا بالاستغفار ما مزقته أيادي الذنوب الكبار .
واغسلوا بدمع العيون غبار الذنوب ، وتولوا إلى علام القلوب .
إن سلامة الصدور من الآثام ، وإطابة الطعام ،
وحسن الخلق مع الأنام ، عربون صادق لدار السلام . فطهروا القلوب من الإحن ،
وألزموا السنن ، وفروا من الفتن ، تجدون عونه عز وجل وقت المحن .
------------------------------------------------------------------------------
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء