من عيون الشعر
1 ـ القصيدة : حب الوطن
الشاعر :خير الدين الزركلي
العين
بعد فراقها الو طنا لا
ساكنا ألفت و لا سكنا
ريــانةً
بالدمع أقلقها ألا
تُحس كرىً ولا وســـنا
كانت
ترى في كل سانحة حسنا و باتت لا ترى الحسنا
و
القلب لولا أنـة صعدت أنكرته
و شككت فيه أنا
ليت
الذين أحبهم علموا وهموا هنالك ما لقيت هنا
يا
طائرا غنى على غصن القلب يسقي ذلك الغصنا
2 ـ القصيدة : دع الـوشــاة الشاعر : البهاء زهير
دع الـوشاة ومـا
قالوا وما نقلوا بـيني وبـينكم مـا ليس ينفصلُ
لـكم سـرائر فـي
قـلبي مخبأةً لا الـكتب تنفعني فيها ولا الرُسُل
رسائل الشوق عندي لو
بعثت بها إلـيكم لـم تسعها الطرق والسبل
يـا غـائبين وفي قلبي
أشاهدهم وكلما انفصلوا عن ناظري اتصلوا
قـد جدد البعد قرباً
في الفؤاد لهم حـتى
كـأنهم يوم النوى وصلوا
3 ـ القصيدة : القصيدة
: حقيقة الدنيا . الشاعر : أبو الحسن التهامي
حكم المنية في البرية جار ما هذه الدنيا بدار قرار
بينا يرى الإنسان فيها مخبرا حتى
يرى خبرا من الأخبار
طبعت على كدر وأنت
تريدها صفوا من الأقذار و الأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها متطلب في الماء
جذوة نار
فالعيش نوم والمنية يقظة والمرء بينهما خيال سار
فاقضوا مآربكم
عجالا إنما أعماركم سفر من الأسفار
والنفس إن رضيت بذلك أو أبت منقادة بأزمة المقدار
4 ـ قصيدة : ابدأ
بنفسك الشاعر :أبو الأسود الدؤلي
يأيها الرجـلُ
المعـلمُ غــيرَهُ هـلا لنفسِكَ كان ذا التعليـمُ
؟
تصفُ الدواء لذي
السقامِ وذي الضنى كيما يصحَّ به وأنتَ سقيمُ
ونراكَ تصلحُ بالرشادِ عقولَنـا أبداً
وأنتَ من
الرشـادِ عـديـمُ
لاتنـهَ عن
خـلـقٍ وتأتي مثـلهُ عارٌ
عليكَ إِذا فعْلتَ عظيــمُ
وابدأ بنفسِكَ فانَهها عن غَيِّهـا فإِذا انتهتْ منه فأنتَ حكيــمُ
فـهناكَ يقبلُ ما وعظْتَ
ويـفتدى بالـعلم
منكَ وينفعُ
التعلـيمُ
5 ـ القصيدة :
الصداقة الشاعر : الإمام الشافعي رضي
الله عنه
إِذَا المَـرْءُ لاَ يَـرْعَـاكَ إِلاَ تَكَلُّفـاً فَـدَعْهُ وَلاَ تُكْثِـرْ عَلَيْـهِ
التَّأَسُّفَـا
فَفِي النَّـاسِ أَبْدَالٌ وَفِي التَّرْكِ رَاحَـةٌ وَفي القَلْبِ صَبْـرٌ لِلحَبِيبِ وَلَوْ جَفـا
فَمَا كُلُّ مَنْ تَـهْوَاهُ يَهْـوَاكَ قَلْبُـهُ وَلاَ كُلُّ مَنْ صَافَيْتَـهُ لَكَ قَدْ صَفَـا
إِذَا لَمْ يَكُـنْ صَفْـوُ الوِدَادِ طَبِيعَـةً فَلاَ خَيْـرَ فِي خِـلِّ يَـجِيءُ تَكَلُّفَـا
وَلاَ خَيْـرَ فِي خِلٍّ يَـخُونُ خَلِيلَـهُ وَيَلْقَـاهُ مِنْ بَعْـدِ المَـوَدَّةِ
بِالجَفَـا
وَيُنْكِـرُ عَيْشـاً قَدْ تَقَـادَمَ عَهْـدُهُ وَيُظْهِـرُ سِرًّا كَانَ بِالأَمْسِ قَدْ
خَفَـا
سَلاَمٌ عَلَى الدُّنْيَـا إِذَا لَمْ يَكُنْ بِـهَا صَدِيقٌ صَدُوقٌ صَادِقُ الوَعْدِ مُنْصِفا
6 ـ
القصيدة : الشهيد الشاعر : عبد
الرحيم محمود
ســأحمل روحــي عـلى
راحـتي وألقــي بهـا فـي مهـاوي الـردى
فإمــا حيــاة تســر
الصــديق وإمــا ممــات يغيــظ العــدى
ونفس الشـــريف لهــا
غايتــان ورود المنايـــا ونيـــل المنــى
ومـا العيش؟ لا عشـت
إن لـم أكـن مخــوف الجنــاب حـرام الحـمى
إذا قلــت أصغــى لـي
العـالمون ودوى مقـــالي بيـــن الــورى
لعمـــرك إنــي أرى
مصــرعي ولكـــن أعــد إليــه الخــطى
أرى مصـرعي دون حـقي
السـليب ودون
بـــلادي هـــو المبتغــى
لعمــرك هــذا ممــات
الرجـال ومــن رام موتــا شــريفا فــذا
بقلبــي ســأرمي
وجــوه العـداة فقلبــي حــديد ونــاري لظــى
وأحــمي حيــاضي بحـد
الحسـام فيعلـــم قــومي أنــي الفتــى
7
ـ القصيدة : عصي الدمع الشاعر : أبو فراس الحمداني
أرَاكَ عَصِيَّ
الدّمعِ شِيمَتُـكَ الصّبـرُ أمَا
لِلْهَوَى نَهْيٌ عَلَيْـكَ وَلا أمْـرُ ؟
بَلى ، أنَا
مُشتَـاقٌ ، وَعِنْديَ لَوْعَـةٌ و
َلَكِنّ مِثْلـي لا يُـذَاعُ لَـهُ سِـرُّ
سَيَذْكُرُنـي
قَوْمي إذا جَدّ جدّهُـمْ وفِي اللَّيْلَةِ الظَلْمَـاءِ يُفْتَقَـدُ
البَـدْرُ
فإنْ عِشْتُ
فَالطّعْـنُ الذي يَعْرِفُونَـه تِلْكَ القَنَا والبِيضُ والضُّمّرُ الشُّقـرُ
وَإنْ مِتّ
فالإنْسَـانُ لا بُـدّ مَيّـتٌ وَإنْ طَالَتِ الأيّامُ ، وَانْفَسَحَ العمـرُ
وَنَحْنُ أُنَـاسٌ ،
لا تَوَسُّـطَ عِنْدَنَـا لنا
الصّدرُ ، دُونَ العالَمينَ ، أو القَبرُ
تَهُـونُ عَلَيْنَا
فِي المَعَالـي نُفُوسُنَـا وَمَنْ خَطَبَ الحَسناءَ لَمْ يُغلِها المَهـرُ
أعَزُّ بَني
الدّنْيَا وَأعْلَـى ذَوِي العُـلا وَأكرَمُ مَن فَوقَ التـرَابِ وَلا فَخـْر
8 ـ القصيدة :
جاوز الظالمون المـدى الشاعر : علي
محمود طــه
أخي،
جاوز الظالمون المـدى فحقَّ
الجهادُ، وحقَّ الفـِدا
أنتركهُمْ يغصبونَ العُروبــةَ مجد
الأبوَّةِ والســـؤددا؟
وليسوا بِغَيْرِ صليلِ السيـوفِ يُجيبونَ صوتًا لنا أو صدى
فجرِّدْ حسامَكَ من غمــدِه فليس لهُ، بعدُ، أن يُغمـدا
أخي، إنّ في القدسِ أختًا لنـا أعدَّ
لها الذابحون المُــدى
طلعْنا عليهم طلوع المنــونِ فطاروا
هباءً، وصاروا سُدى
فلسطينُ يفدي حِماكِ الشبابُ وجلّ الفدائي و المُفتــدى
فلسطين تحميكِ منا الصـدورُ فإمًا الحياة و إمــا الرَّدى
9 ـ القصيدة :
توبة الشاعر : أبو العتاهية
إِذَا مَا خَلوْتَ ،
الدَّهرَ ، يَوْماً ، فَلاَ تَقُلْ خَلَوْتُ ، وَلَكِـنْ قُلْ عَلـيَّ رَقيـبُ
وَلاَ تَحسبَنّ اللهَ
يُغْفِـلُ مَـا مَضَـى وَلاَ أَنّ مَـا يَخْفَـى عَلَيـهِ يَغيـبُ
لَهَوْنَا ، لَعَمرُ
اللهِ ، حَتَّـى تَتَابَعَـتْ ذُنُـوبٌ عَلَـى آثَـارِهِـنَّ ذُنُـوبُ
فَيَا لَيـتَ أَنّ
اللهَ يَغفِـرُ مَـا مَضَـى وَيَـأذَنُ فِـي تَوْبـاتِنَـا ،
فَنَتُـوبُ
10 ـ القصيدة : أهل العزم
الشاعر : المتنبي
إذا غـامَـرْتَ فِي
شَـرَفٍ مَـرُومِ فَـلا تَقنَـعْ بِمَـا دونَ النّـجـومِ
فطَـعْـمُ المَـوْتِ
فِي أمْـرٍ حَقِيـرٍ كطَعْـمِ المَـوْتِ فِي أمْـرٍ عَظيـمِ
يـرَى الجُبَنـاءُ
أنّ العَجـزَ عَقْـلٌ وتِـلكَ خَـديعَـةُ الطّبـعِ اللّئيـمِ
وكـلّ شَجاعَـةٍ فِي
المَـرْءِ تُغنـي ولا
مِثـلَ الشّجاعَـةِ فِي الحَكيـمِ
وكمْ من عائِـبٍ
قـوْلاً صَحيحـاً وآفَـتُـهُ مِـنَ الفَهْـمِ السّـقيـمِ
ولـكِـنْ تـأخُـذُ
الآذانُ مِـنْـهُ علـى قَـدَرِ القَـرائـحِ والفهوم
شعر الحكمة العربي
===========
قال لبيد بن ربيعة أبو عقيل العامري (توفي 41 هـ/ 661م)
يعظ الناس عن أمر دنياهم وآخرتهم
أرى
الناسَ لا يَدرُونَ ما قَدرُ أمرِهمْ بلى:كلُّ
ذي لُبٍّ إلى اللّهِ وَاسِلُ
إذا المرءُ أسْرَى ليلة ً ظنَّ أنـهُ قضَى عَمَلاً والمَرْءَ ما عاشَ
عامِلُ
فتَعْلمَ
أنْ لا أنتَ مُدْرِكُ ما مضَى وَلا
أنـتَ ممّـا تَحذَرُ النّفسُ وَائِلُ
ألا كُلُّ شيءٍ مـــا خَلا اللّهُ بـــــاطِلُ وكلُّ نعيمٍ لا مَحـــالة َ زائِلُ
سوى جنـّـــة الفردوس أنّ تعيمها يدومُ وأنَّ المـــوت لا شكَّ نـازلُ
وكلُّ
أُنَاسٍ ســــــوْفَ تَدخُلُ بَينَهُمْ
دُوَيْــهة ٌ تصفَرُّ مِنهـا الأنَـــــامِلُ
وكلُّ
امرىء ٍ يَوْماً ســـيعلمُ سعيـــهُ إذا
كُشِّفَتْ عندَ الإلَـــهِ المَحاصِلُ
يقول ابن الرومي علي بن
العباس بن جريج (توفي سنة: 283 هـ) في أبيات غاية الروعة
رقادك
لا تسهر لي اللـيل ضلّة ولا تتجشم فيّ حوكَ القصائدِ
أبـي
وأبــوك الشيخ آدم تـلتقي مناسبنا
في ملتقىً منه واحد ِ
فلا
تهجني حسبي من الخزي أننّي وأيـّـاك
ضمّتني ولادة والـدِ
كريم مرزة الأسدي (1946م / 1365 هـ -.......)
الإنسان
و الإنسانية وكلّ
الناس في الدنيا سويّة
وإنّـــــكَ
تكتسي لحماً لعظم وكــلُّ
الناس ِ في الدنيا سويّة
فكنْ كالأرض ِتحــــملُ كلَّ
طودٍ وما جزعتْ , وإنْ وطئتْ عليّة
وكـــنْ
كالماءِ مبذولا ً سخيّا ليروي
حياتَهمْ حتـّى الخليّة
وكنْ
كالنور ِ يجلي كلَّ ظـُلم ٍ وإنْ
يسحقْ بأقدام ِ البريّة
وكنْ
كالغيم ِذا وجهٍ كئيبٍ لتبتهجَ
الربى منــــهُ مضيّة
وكنْ مثلَ الهوا لصقا ً عليهمْ وإنًّ غيابَـــــهُ ذوقُ المنيّة
) وقال عنها أبو العتاهية شاعر
الزهد الشهير (130 - 208 هـ
إلاّ و فاجأهُ النقصان
من طرفِ
ما يحرز المرءُ من أطرافها طرفٌ
هل أنت بالمال بعد الموت تنتفع يا جامع المال في الدنيا لوارثه
فلم يُغنِ البُكاءُ ولا النّحيبُ بكيْتُ على الشّبابِ بدمعِ عيني
إلى حاجَةٍ حَتّى تَكونَ لَهُ أُخرى مَتى تَنقَضي حاجاتُ مَن لَيسَ واصِلا
فأخبره بما فعل المشيب –
ألا ليت الشباب يعود يوما
) ويقول بشار في معاتبة
الأصدقاء (96 هـ 168 هـ
اذا
كنت فـي كل الأمــــور معاتبـــاً
صديقك لم تلـــقَ الذي لا تعاتبه
فعش
واحــــدا أو صل أخاك، فأنـــه مقــــارف
ذنبٍ مـرة ومجانبه
أذا
أنت لم تشرب مراراً على القذى ظمئت
وأي الناس تصفو مشاربه
و لكن الإمام محمد بن إدريس
الشافعي (150 - 204 هـ/ 767 - 820 م) في الصديق
إذا
المرءُ لا يرعـــــاكَ إلا تكلفـــا
فدعْــــهُ ولا تكـــثرْ عليهِ التأســفا
فَفي
الناسِ أَبدالٌ وَفي التَركِ راحَةٌ
وَفي القَلبِ صَبرٌ لِلحَبيبِ وَلَو جَفا
فَما
كُلُّ مَــن تَهواهُ يَهواكَ قَلبُــــهُ
وَلا كُلُّ مَـــن صافَيتَهُ لَكَ قَد صَفا
إِذا
لَم يَكُـــــن صَفوُ الوِدادِ طَبيعَةً
فَلا خَيـــرَ فـــي وِدٍّ يَجـــيءُ تَكَلُّفا
وَلا
خَيرَ في خِلٍّ يَخـــونُ خَليلَهُ
وَيَلقاهُ مِــــن بَعـــدِ المَوَدَّةِ بِالجَفـا
وَيُنكِرُ
عَيشــــاً قَد تَقادَمَ عَهدُهُ
وَيُظهِرُ سِرّاً كـــانَ بِالأَمسِ قَـــد خَفا
سَلامٌ
عَلى الدُنيا إِذا لَم يَكُن بِها
صَديقٌ صَدوقٌ صـادِقُ الوَعدِ مُنصِفا
المتنبي: توفي 354 هـ / 965
م
ذو العَقلِ يَشقَى في النّعيمِ
بعَقْلِهِ وَأخو الجَهالَةِ في
الشّقاوَةِ يَنعَمُ
وَالظّلمُ مــــن شِيَمِ النّفوسِ فإن
تجدْ ذا عِفّــــةٍ فَلِعِلّــةٍ لا
يَظْلِمُ
وَمن البَليّةِ عَذْلُ مَن لا يَرْعَوي عَن جَهِلِهِ وَخِطابُ مَن لا يَفهَمُ
وَمِنَ العَداوَةِ ما يَنَالُكَ
نَفْعُـــــهُ وَمِنَ
الصّداقَةِ مــا يَضُرّ وَيُؤلِمُ
إذا اعتادَ الفتى خوضَ المنايا فأهـــون ما يمرُّ بهِ الوحولُ
الطغرائي (453 و 515 هـ.)
حكم من (لامية العجم)، ولو أنه عربي من سلالة أبي الأسود الدؤلي
حبُّ السلامةِ يُثْني همَّ صاحِبه عن المعالي ويُغرِي المرءَ بالكَسلِ
إن العُلَى حدَّثتِني وهي صادقةٌ في ما تُحدِّثُ أنَّ العــزَّ فـــي
النُقَلِ
أعلِّلُ النفس بالآمالِ أرقُبُـــها ما أضيــقَ العيشَ لولا فسحةُ
الأمَلِ
أعدى عدوِّكَ أدنى من وَثِقْتَ به فحاذرِ الناسَ واصحبهمْ على دَخَلِ
وإنّما رجـــلُ الدُّنيا وواحِدُهـــا من لا يعوِّلُ في الدُّنيا على
رَجُـــلِ
من شعر الحكمة لأبى الأسود الدؤلى :
حَسَـدوا الفَتى إِذ لَم يَنالوا سَـعـيَهُ فَالقَومُ
أَعْداءٌ لَهُ وَخُـصُومُ
فاِترُك مُجَــارَاةَ
السَّــفِـيهِ فَإِنَّها نَدمٌ وغِبٌّ بَعدَ ذاكَ وَخِـيمُ
وَإِذا عَتِبتَ عَلى
السَّـــفِيهِ ولُمْتَهُ فِي
مِثْلِ ما تأَتي فَأَنتَ ظَلومُ
يا أيها الرجــــل الْمُعَـلِّمُ غَيْرَهُ هَلَّا
لِنَفْسِـك كَانَ ذَا التَّعْلِيمُ
تَصِفُ الدَّوَاءَ لِذِي السِّقَامِ وَذِي الضَّنَى كَيْمَا يَصِحَّ بِهِ وَأَنْتَ سَـقِيمُ
وأرَاكَ تُصلِحُ بالرَّشَـــادِ عُقولَنَا أَبَداً وَأَنتَ مِن الرَّشادِ عَقِيمُ
- لا تَنهَ عَن خُــــلُقٍ وَتَأتيَ مِثلَهُ عَارٌ عَلَيكَ إِذَا فَعَلتَ عَـظِيمُ
- ابْدَأْ بِنَفسِـــكَ فَانَهها عَن غِيِّها فَإِذا انتَهَت عَنهُ فَأَنتَ حَكيمُ
- فَهُناكَ يُقبَل ما وَعَــظتَ وَيُقتَدَى بِالعِلمِ مِنكَ وَيَنفَعُ التَعـليمُ
فَهُنَاكَ تُعْذَرُ إنْ
وَعَظْتَ وَيُقْتَدَى بِالْقَوْلِ مِنْك وَيحصل التسليمُ
ومن أشهر أقواله وحكمه وتعتبر من كنوز المقولات والعبر
تموت الأسد في
الغابات جوعًا ولحم الضأن تأكله الكــلاب
وعبد قد ينام على
حريـــر وذو نسب مفارشه التــراب
دعوة إلى
التنقل والترحال
ما في المقام لذي
عـقـل وذي أدب من راحة فدع
الأوطان واغتـرب
سافر تجد عوضًـا عمن
تفارقــه وانْصَبْ فإن لذيذ العيش في النَّصب
إني رأيت ركـود
الـماء يفســده إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب
والأسد لولا فراق
الغاب ما افترست والسهم لولا فراق القوس لم يصب
والشمس لو وقفت في
الفلك دائمة لملَّها الناس من عجم ومن عـرب
والتِّبرُ كالتُّـرب
مُلقى في أماكنـه والعود في أرضه نوع من الحطب
فإن تغرّب هـذا عـَزّ
مطلبـــه وإن تغرب ذاك عـزّ كالذهــب
متى يكون السكوت من
ذهب؟
إذا نطق السفيه فلا
تجبه فخير من إجابته السكوت
فإن كلمته فـرّجت
عنـه وإن خليته كـمدا يمـوت
عدو يتمنى
الموت للشافعي
تمنى رجال أن أموت،
وإن أمت فتلك سبيـل لـست فيها بأوحــد
وما موت من قد مات قبلي
بضائر ولا عيش من قد عاش بعدي بمخلد
لعل الذي يرجـو
فنـائي ويدّعي به قبل موتـي أن يكون هو الردى
لا تيأسن
من لطف ربك
إن كنت تغدو في
الذنـوب جليـدا وتخاف في يوم المعاد وعيـدا
فلقـد أتاك من
المهيمـن عـفـوه وأفاض من نعم عليك مزيـدا
لا تيأسن من لطف ربك
في الحشا في بطن أمك مضغة ووليـدا
لو شــاء أن تصلى
جهنم خالـدا ما كان أَلْهمَ قلبك التوحيــدا
الصديق
الصدوق
إذا المرء لا يرعاك
إلا تكلفا فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي
الترك راحة وفي القلب صبر للحبيب وإن جفا
فما كل من تهواه
يهواك قلبه ولا كل من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو
الوداد طبيعة فلا خير في ود
يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون
خليله ويلقاه من بعد المودة بالجفا
وينكر عيشا قد تقادم
عهده ويظهر سرا كان بالأمس قد خفا
سلام على الدنيا إذا
لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا
التوكل على
الله
توكلت في رزقي على
الله خـالقي وأيقنـت أن الله لا شك
رازقي
وما يك من رزقي فليـس
يفوتني ولو كان في قاع البحار العوامق
سيأتي بـه الله
العظـيم بفضلـه ولو، لم يكن من اللسـان بناطق
ففي اي شيء تذهب
النفس حسرة وقد قسم الرحـمن رزق الخلائق
كتمان
الأسرار
إذا المـرء أفشـى
سـره بلسانـه ولام عليـه
غيـره فهـو أحمـق
إذا ضاق صدر المرء عن
سر نفسه فصدر الذي يستودع السر أضيـق
لما عفوت ولم أحقد
على أحدٍ أرحت نفسي من هم
العداوات
إني أحيي عدوي عند
رؤيتـه أدفع الشر عنـي
بالتحيـات
وأظهر البشر للإنسان
أبغضه كما أن قد حشى قلبي
محبات
الناس داء ودواء
الناس قربهم وفي اعتزالهم قطع
المـودات
السكوت
سلامة
قالوا اسكت وقد خوصمت
قلت لهم إن الجـواب لبـاب الشـر
مفتـاح
والصمت عن جاهلٍ أو
أحمقٍ شرف وفيه أيضاً لصون العرض
إصـلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة
؟ والكلب يخسى لعمري وهـو نبـاح
كم هي
الدنيا رخيصــة
يا من يعانق دنيا لا
بقاء لها يمسي ويصبح في دنياه سافرا
هلا تركت لذي الدنيا
معانقة حتى تعانق في الفردوس
أبكارا
إن كنت تبغي جنان
الخلد تسكنها فينبغي لك أن لا تأمن النارا
وفي
مخاطبــة السفيــه قال
يخاطبني السفيه بكل
قبح فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد
حلما كعود زاده الإحراق طيبا
إن المحب
لمن يحب مطيـع
تعصي الإله وأنت تظهر
حبه هذا محال في القياس بديـع
لو كان حبك صادقا لأطعتـه
إن المحب لمن يحب مطيـع
في كل يوم يبتديك
بنعمــة منه وأنت لشكر ذلك مضيع
أبواب
الملوك
إن الملوك بـلاء
حيثما حـلـوا فلا يكن لك في أبوأبهم ظــل
ماذا تؤمل من قوم إذا
غضبـوا جاروا عليك وإن أرضيتهم ملوا
فاستعن بالله عن
أبوأبهم كرمـا إن الوقوف على أبوابهــم ذل
دعوة إلى
التعلم
تعلم فليس المرء يولد
عالـمــا وليس
أخو علم كمن هو جاهـل
وإن كبير القوم لا
علم عـنـده صغير إذا التفت عليه
الجحافل
وإن صغير القوم إن
كان عالما كبير إذا ردت إليه المحـافـل
إدراك
الحكمة ونيل العلم
لا يدرك الحكمة من
عمره يكدح في مصلحة الأهـل
ولا ينــال العلم إلا
فتى خال من الأفكار والشغـل
لو أن لقمان الحكيم
الذي سارت به الركبان بالفضل
بُلي بفقر وعـيـال
لمـا فرق بين التبن والبقــل
تول أمورك
بنفسك
ما حك جلدك مثل ظفرك فتـول أنت جميع أمرك
وإذا قصدت لحـاجــة فاقصد لمعترف بفضلك
فتنة عظيمة
فســاد كبيـر عالم
متهتك وأكبر منه جـاهل متنسك
هما فتنة في العالمين
عظيمة لمن بهما في دينه يتمسك
العيب فينا
نعيب زماننا والعيب
فينا وما لزمانا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير
ذنب ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم
ذئب ويأكل بعضنا بعضا عيانا
يا واعظ
الناس عما أنت فاعله
يا واعظ الناس عما
أنت فاعله يا من يعد عليه العمر بالنفس
احفظ لشيبك من عيب
يدنسه إن البياض قليل الحمل للدنس
كحامل لثياب الناس
يغسلها وثوبه غارق في الرجس
والنجس
تبغي النجاة ولم تسلك
طريقتها إن السفينة لا تجري على
اليبس
ركوبك النعش ينسيك
الركوب على ما كنت تركب من بغل و من فرس
يوم القيامة لا مال
ولا ولد وضمة القبر تنسي ليلة العرس
من روائع الإمام الشافعي
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي جعلت الرجا منى لعفوك سلما
تعاظمنى ذنبي فلما
قرنتــــــــه بعفوك ربي كان عفوك اعظما
فما زلت ذا عفوعن
الذنب لم تزل تجود وتعفو منة وتكرمــــــــا
فلولاك لمايصمد
لابليس عابـــد فكيف وقد اغوى صفيك ادمــا
فلله در العارف النــــــــدب
انه تفيض لفرط الوجد اجفانــه دما
يقيم اذا ما الليل
مـــد ظلامـــــه على نفسه من شدة الخوف مأتما
فصيحا اذا ماكان في
ذكر ربــه وفي ماسواه في الورى كان اعجما
ويذكر اياما مضت من
شبابــــه وماكان فيها بالجهالة اجرمـــــا
قصار قرين الهم طول
نهـــاره اخا الشهد والنجوى اذا الليل اظلما
يقول حبيبي انت سؤلى
وبغيتى كفى بك للراجين سؤلا
ومغنما
الست الذي غذيتنى
وهديتنــــى ولازلت منانـا على ومنعــــــما
عسى من له الاحسان
يغفر زلتى ويستر اوزارى وما قد تقدمــــا
إذَا رُمْتَ أَنْ
تَحيَا سليمًا مِنَ الرَّدَى وَدِينـُكَ
مَوفُورٌ وَعِرْضُكَ صيّنُ
فَلا يَنطِقَن مِنْكَ
اللســان بِسَوءةٍ فَــكلكَ
سَوْءَاتٌ وللنَّاسِ أَلْسُنُ
وَعَيْنَاكَ إِنْ
أَبْدَتْ إِلَيْكَ مَعَـايبًــا
فَدَعْهَا، وَقُلْ يَا عَيْنُ للنَّاسِ أَعْيُنُ
وَعَاشِرْ
بِمَعْرُوفٍ وَسَامِحْ مَنِ اعْتَدَى
وَدَافِـعْ وَلَكِنْ بِالَّتِي هِيَ أحْـسَنُ
الدَّهْرُ يَـومَانِ
ذَا أمْنٍ وذَا خَطَرٍ والعيشُ
عيشانِ ذا صفو وذا كدرُ
أَمَا تَرَى البحرَ
تَعلُو فوقه جِيَفٌ وتَسْتَقِرُّ
بأقْصَى قـــاعِهِ الدُّرَرُ
وفِـي السَّمَاءِ
نجومٌ لا عدادَ لَهَا وليس
يُكسَفُ إلا الشمس والقـمر
أحب من الإخوان كل
مـُوَاتـي وكل غضيض الطرف عن
عثراتي
يوافقني في كـل أمــر
أريـــده ويحفــظني حيـًّـا
وبـــعــد ممـاتـــي
فمن لي بهذا؟ ليت أني
أصبته لقاســمته مالــــــي من
الحســنــات
تصفحت إخواني فكان
أقلهم على كــــثرة الإخوان
أهلُ ثـِقاتــــي
إن الطبـيب بِطبه
وَدَوائـِــــه لا يستطيع د ِفـَاع مقــدُور ِ القـضى
ما للطبيب يموت
بالداء الذي قد كان يـبرىء
مثــله فيمــــا مضـى
هلك المُدَاوِي
والمُدَاوَى والذي جَلـَبَ
الدّواءَ وَباعهُ وَمن ِ اشــــتـَرى
الله حسبي
أنت حسبي وفيك للقلب
حسب وبحسبي إن صح لي فيك حسب
لا أبالي متى ودادك
لي صـح من الدهر ما تعرض لي خطـب
قلة الإخوان عند
الشدائد
ولما اتيت الناس
اطلـب عندهـم أخـا ثقـةٍ عنـد
أبتـداء الشدائـد
تقلبت في دهـري رخـاء
وشـدة وناديت في الأحياء هل من
مساعد؟
فلم أر فيما ساءني
غيـر شامـتٍ ولم أر فيما سرنـي غيـر جامـد
دخل المزني على
الإمام الشافعي في مرضه
الذي توفي فيه فقال
له :كيف أصبحت يا أبا عبدالله ؟
فقال
الشافعي
أصبحت من الدنيا
راحلا، و للإخوان مفارقا، و لسوء عملي ملاقيا، ولكأس المنية شاربا، و على الله
واردا، و لا أدري أروحي تصير إلى الجنة فأهنيها، أم إلى النار فأعزيها
ثم أنشأ
يقول
و لما قسـا قلبي و
ضاقـت مذاهبي جـعـلت رجـائي
نحـو عفـوك سلـما
تعاظـمــني ذنبــي
فلـمــا قرنتــه بعـفــوك ربـي كـان عفوك أعظـما
فما زلت ذا عفو عن
الذنب لم تزل تجــود و تعـفـــو منــة و تكــرمـا
من شعر الشافعى :
دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَل مَا تَشَاءُ وطب نفساً إذا حكمَ القضاءُ
وَلا تَجْزَعْ لنازلة الليالي فما لحوادثِ الدنيا بقاءُ
وكنْ رجلاً على الأهوالِ
جلداً وشيمتكَ السماحة ُ والوفاءُ
وإنْ كثرتْ عيوبكَ في البرايا
وسَركَ أَنْ يَكُونَ لَها غِطَاءُ
تَسَتَّرْ بِالسَّخَاء فَكُلُّ عَيْب يغطيه كما قيلَ السَّخاءُ
ولا تر للأعادي قط ذلًا
فإن شماتة الأعداء بلاء
ولا ترجُ السماحة من بخيلٍ
فَما فِي النَّارِ لِلظْمآنِ مَاءُ
وَرِزْقُكَ
لَيْسَ يُنْقِصُهُ التَأَنِّي وليسَ
يزيدُ في الرزقِ العناءُ
وَلا حُزْنٌ يَدُومُ وَلا سُرورٌ ولا بؤسٌ عليكَ ولا رخاءُ
وَمَنْ نَزَلَتْ بِسَاحَتِهِ الْمَنَايَا فلا أرضٌ تقيهِ ولا سماءُ
وأرضُ الله واسعة ً ولكن
إذا نزلَ القضا ضاقَ الفضاءُ
دَعِ الأَيَّامَ تَغْدِرُ كُلَّ حِينٍ فما يغني عن الموت الدواء
وما كنت أرضى من زماني بما ترى
ولكنني راض بما حكم الدهر
فإن كانت الأيام خانت عهودنا فإني بها راض ولكنها قهر
محن الزمان كثيرة لا تنقضي
وسروره يأتيك كالأعياد
ملك الأكابر فاسترق رقابهم وتراه رقاً في يد الأوغاد
إذا أصبحت عندي قوت يومي
فخل الهم عني يا سعيد
ولا تخطر هموم غد ببالي
فإن غدا له رزق جديد
أسلم إن أراد الله أمراً فاترك ما أريد لما يريد
وما لإرادتي وجه إذا ما
أراد الله لي ما لا يريد
صبراً جميلاً ما أقرب الفرجا
من راقب الله في الأمور نجا
من صدق الله لم ينله أذى
ومن رجاه يكون حيث رجا
سيفتح باب إذا سد باب
نعم وتهون الأمور الصعاب
ويتسع الحال من بعد ما
تضيق المذاهب فيها الرحاب
مع العسر يسران هون عليك
فلا الهم يجدي ولا الاكتئاب
فكم ضقت ذرعاً بما هبته
فلم ير من ذاك قدر يهاب
وكم برد خفته من سحاب
فعوفيت وإنجاب عنك السحاب
ورزق أتاك ولم تأته
ولا أرق العين منه الطلاب
وناء عن الأهل ذي غربة
أتيح له بعد يأس غياب
وناج من البحر من بعد ما
علاه من الموج طام عباب
إذا احتجب الناس عن سائل
فما دون سائل ربي حجاب
يعود بفضل على من رجاه
وراجيه في كل حين يجاب
فلا تأس يوم على فائت
وعندك منه رضا واحتساب
أتهزأ بالدعاء وتزدريه
ولا تدري بما صنع الدعاء
سهام الليل لا تخطئ ولكن
لها أمد وللأمد انقضاء
-------------------------------------------------------------------------------------
كتاب الإذاعة المدرسية للغة العربية للأستاذ / عبدالرحمن معوض
الصبر على العلم
في إطار الحديث عن أقوال الإمام الشافعي في الصبر، فلم يصل شيخنا إلى
هذه المكانة بالعلم بين ليلة وضحاها، ولا فجأة من دون مقدمات، بل بذل الصبر
والجلد، والكثير من الأوقات الصعبة حتى وصل بعلمه إلى حالته الآن، وبين لنا ناصحًا
من شعره، أن العلم لا نصل إليه إلا بالصبر على التحصيل، كما يظهر في هذه الأبيات
اصبر على مرِّ الجفا من معلمٍ فإنَّ رسوبَ العلمِ في نفراتهِ
ومنْ لم يذق مرَّ التعلمِ ساعة ً تجرَّعَ نلَّ الجهل طولَ حياته
ومن فاتهُ التَّعليمُ وقتَ شبابهِ فكبِّر عليه أربعاً لوفاته
وَذَاتُ الْفَتَى ـ واللَّهِ ـ بالْعِلْمِ وَالتُّقَى إذا لم يكونا لا اعتبار لذاتهِ
الصبر على الرزق
لم يكن الإمام الشافعي يسعى إلى مال، ولا إلى جاه، بل كان كل مبتغاه
أن يرفع الله من قدره علمًا، فلم يحب يومًا أن يرى الأعداء تشمت به من ضيقه بحاله،
لهذا عاش كل عمره يكتم حزنه وفقره عن الناس، كما أن الشافعي كان صابرًا بقضاء
الله، لا يجزع حتى من قلة الرزق، ووصلنا من أقوال الإمام الشافعي في الصبر هذه
الأبيات
وإن كثرت عيوبك في البرايـا
وسرك أن يكـون لهـا غطـاء
تستر بالسخـاء فكـل عيـب
يغطيه كمـا قيـل السخـاء
ولا ترى للأعـادي قـط ذلاً فإن شماتـة الأعـداء بـلاء
ولا تـرج السماحة من بخيـل
فما في النار للظمـآن مـاء
ورزقك
ليس ينقصـه التأنـي وليس يزيد في
الرزق العناء
ولا حـزن يـدوم ولا سـرور
ولا بؤس عليـك ولا رخـاء
إذا ما كنت ذا قلـب قنـوع فأنت ومالـك الدنيـا سـواء
ومن نزلـت بساحتـه المنايـا
فلا أرض تقيـه ولا سمـاء
وأرض الله واسـعـة ولكـن
إذا نزل القضاء ضاق الفضاء
دع الأيام تغـدر كـل حيـن
فما يغني عن الموت الـدواء
لا زلنا نتحدث عن أقوال الإمام الشافعي في الصبر، فقد كان عالمنا
رجلًا لا يجزع من مأزق، يعلم جيدًا أن الأزمات لا تستمر للأبد، وأن الحياة ما هي
إلا تجربة يعيشها الإنسان حتى يصل إلى دار الراحة والسكينة في النهاية، ألا وهي
جنة الخلد، وقال من منطلق هذه الأفكار
ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعـًا وعند الله منهـــا المخـــرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتهـا فرجت وكنت أظنهـا لا تفــرج
لاَ تَـحْمِلَّـنَ لِـمَـنْ يَـمُنّ مِـنَ الأَنَـامِ عَلَيْـكَ
مِنَّــه
وَاخْتَـر لِـنَفْسِـكَ حَظَّهَــا وَاصْبِـرْ فَـإِنَّ الصَبْـرَ
جُنَّـه
مِنَنُ الرِّجَـالِ عَلَـى القُلُـوبِ أَشَـدُّ مِـنْ وَقْـعِ الأسنة
صبرا جميلا ما أقرب الفرج
من راقب الله في الأمور نجا
من صدق الله لم ينله اذى
أبَى الصّبْرَ أني لا أرى البدرَ طَالِعًا
استكمالًا لحديثنا عن أقوال الإمام الشافعي في الصبر، فقد تحدث معه في
مطلع هذه القصيدة كأنه هو من يحجب عنه الشمس والقمر، بل يفقده متعة الحياة
أبَى الصّبْرَ أني لا أرى البدرَ طَالِعا ولا الشّمسَ إلاّ ذكّرَاني بغالِبِ
شَبيهَينِ كانَا بابنِ لَيلى، وَمَنْ يكُنْ شَبيهَ ابنِ لَيلى يَمحُ ضَوْءَ
الكوَاكبِ
فَتىً كانَ أهلُ المُلكِ لا يَحجبونَهُ إذا فَادَ يَوْماً بَينَ بَابٍ
وَحَاجِبِ
كَأنّ تَميماً لمْ تُصِبْهَا مُصِيبَةٌ ولا حَدَثَانٌ، قَبلَ يَوْمِ ابن غالِبِ
وَلَوْ شَعَرَ الأجْبَالُ
دَمْخٌ وَيَذْبُلٌ لمَالا
بِأعْرَافِ الذُّرَى وَالمَناكِبِ
يقول حافظ إبراهيم :
لا تَيأَسوا أَن تَستَرِدّوا مَجد كُم فَلَرُبَّ مَغلوبٍ هَوى ثُمَّ
اِرتَقى
فَتَجَشَّموا لِلمَجدِ كُلَّ عَظيمَةٍ إِنّي رَأَيتُ المَجدَ صَعبَ
المُرتَقى
عارٌ
عَلى اِبنِ النيلِ سَبّاقِ الوَرى مَهما
تَقَلَّبَ دَهرُهُ أَن يُسبَقا
فَتَ ثُمَّ اِستَمَدّوا مِنهُ كُلَّ قِواكُمُ إِنَّ القَوِيَّ بِكُلِّ أَرضٍ
يُتَّقى
عَلَّموا فَالعِلمُ مِفتاحُ العُلا لَم يُبقِ باباً لِلسَعادَةِ
مُغلَقا
وَزِنوا الكَلامَ وَسَدِّدوهُ فَإِنَّهُم خَبَؤوا لَكُم في كُلِّ حَرفٍ
مَزلَقا
وَاِمشوا عَلى حَذَرٍ فَإِنَّ طَريقَكُم وَعرٌ أَطافَ بِهِ الهَلاكُ وَحَلَّقا
يقول الرافعى :
ولا خيرَ فيمن لا يحبُّ بلادَهُ ولا في حليفِ الحب إن لم يتيم
ومن تؤوِهِ دارٌ فيجحدُ فضلها يكن حيواناً فوقه كل أعجمِ
ألم ترَ أنَّ الطيرَ إن جاءَ عشهُ فآواهُ في أكنافِهِ يترنم
ومن يظلمِ الأوطان أو ينسَ حقها تجبه فنون الحادثات بأظلم
ولا خيرَ فيمنْ إن أحبَّ دياره أقام ليبكي فوقَ ربعٍ مهدم
وما يرفع الأوطانَ إلا رجالها وهل يترقى الناسُ إلا بسلم
ومن يكُ ذا فضلٍ فيبخل بفضلهِ على قومهِ يستغنَ عنه ويذمم
ومن يتقلبْ في النعيم شقيْ بهِ إذا كان من آخاهُ غيرُ منعم
-------------------------------------------------------------------------------------
كتاب الإذاعة المدرسية للغة العربية للأستاذ / عبدالرحمن معوض
يقول المتنبى :
صَــحِــبَ الــنَّـاسُ قَـبْـلَـنَـا
ذَا الـزَّمَـانَـا وَعَــنَــاهُــمْ مِــنْ شَــأْنِــهِ مَــا
عَــنَــانَـا
وَتَـــوَلَّـــوْا بِـــغُـــصَّـــةٍ
كُـــلُّــهُــمْ مِــنـْ ـهُ وَإِنْ
سَـــرَّ بَـــعْـــضَــهُــمْ أَحْــيَــانَــا
رُبَّــمَــا تُــحْــسِــنُ
الــصَّــنِــيـعَ لَـيَـالِـيـ ـهِ
وَلَــــكِــــنْ تُـــكَـــدِّرُ
الْإِحْـــسَـــانَـــا
وَكَــأَنَّــا لَــمْ يَــرْضَ
فِـيـنَـا بِـرَيْـبِ الـدَّ هْـــرِ حَـــتَّـــى أَعَـــانَـــهُ مَـــنْ
أَعَــانَــا
كُـــلَّـــمَـــا أَنْـــبَـــتَ
الـــزَّمَـــانُ قَــنَــاةً رَكَّــبَ الْــمَــرْءُ فِــي الْــقَــنَــاةِ
سِـنَـانَـا
وَمُـــرَادُ الــنُّــفُــوسِ
أَصْــغَــرُ مِــنْ أَنْ
نَـــتَـــعَـــادَى فِـــيــهِ وَأَنْ نَــتَــفَــانَــى
غَــيْــرَ أَنَّ الْــفَــتَــى
يُـلَاقِـي الْـمَـنَـايَـا كَـــالِـــحَـــاتٍ وَلَا يُــلَاقِــي
الْــهَــوَانَــا
وَلَـــوَ انَّ الْـــحَــيَــاةَ
تَــبْــقَــى لِــحَــيٍّ لَـــعَـــدَدْنَــا أَضَــلَّــنَــا
الــشُّــجْــعَــانَــا
وَإِذَا لَـــمْ يَـــكُـــنْ مِـــنَ
الْــمَــوْتِ بُــدٌّ فَــمِــنَ
الْــعَــجْــزِ أَنْ تَــكُــونَ جَــبَـانَـا
كُـلُّ مَـا لَـمْ يَـكُـنْ مِنَ
الصَّعْبِ فِي الْأَنـْ ـفُــس سَــهْــلٌ فِــيــهَــا إِذَا هُــوَ كَــانَـا
يقول الرافعى :
بلادي هواها في لساني وفي دمي
يمجدُها قلبي ويدعو لها فمي
ولا خيرَ فيمن لا يحبُّ بلادَهُ ولا في حليفِ الحب إن لم يتيم
ومن تؤوِهِ دارٌ فيجحدُ فضلها يكن حيواناً فوقه كل أعجمِ
ألم ترَ أنَّ الطيرَ إن جاءَ عشهُ فآواهُ في أكنافِهِ يترنم
وليسَ من الأوطانِ من لم يكن لها فداء وإن أمسى إليهنَّ ينتمي
على أنها للناس كالشمس لم تزلْ تضيءُ لهم طراً وكم فيهمُ عمي
ومن يظلمِ الأوطان أو ينسَ حقها تجبه فنون الحادثات بأظلم
ولا خيرَ فيمنْ إن أحبَّ دياره أقام ليبكي فوقَ ربعٍ مهدم
وقد طويتْ تلك الليالي بأهلها فمن جهلَ الأيامَ فليتعلم
وما يرفع الأوطانَ إلا رجالها وهل يترقى الناسُ إلا بسلم
ومن يكُ ذا فضلٍ فيبخل بفضلهِ على قومهِ يستغنَ عنه ويذمم
ومن يتقلبْ في النعيم شقيْ بهِ إذا كان من آخاهُ غيرُ منعم
من أقوال المتنبي
أغايةُ الدينِ أن تَحفوا شواربكـم يا أمةً
ضحكت من جهلِها الأممُ
لا يَسلَمُ الشرفُ الرفيعُ من الأذى - حتى يُراقَ على جوانبِهِ الدَّمُ
ذو العقلِ يشقى في النعيمِ بعقلهِ - وأخو الجهالةِ في الشقاوةِ يَنْعَمُ
ومِن العداوةِ ما ينالُكَ نفعُهُ
- ومِن
الصداقةِ ما يَضُرُّ ويُؤْلِمُ
إذا أنت أكرمتَ الكريمَ ملكْتَهُ
- وإن أنت أكرمتَ اللئيمَ تمرَّدا
فلا مجدَ في الدنيا لمن قلَّ مالُهُ - ولا
مالَ في الدنيا لمن قلَّ مجدُهُ
ومِن نكدِ الدنيا على الْحُرِّ أن ير ى - عدوًّا
لهُ ما مِن صداقتهِ بدُّ
أعزُّ مكانٍ في الدُّنى سرْجُ سابِحٍ - وخيرُ جليسٍ في الزمانِ كتابُ
وإذا لم يكن من الموت بد - فمن العجز أن تموت جبانا
إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ - فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ
فطَعْمُ المَوْتِ في أمْرٍ حَقِيرٍ - كطَعْمِ المَوْتِ في أمْرٍ عَظيمِ
ما كلُّ ما يتمناه المرءُ يدركُهُ
–
تجري الرياحُ بما لا تشتهي السفنُ
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء