مقامات أدبية
المدينة المنورة:
إذا أتيت طيبة ، فأعط قلبك من الذكرى
نصيبه ، وتذكر صاحب الملّة السمحاء ، والطريقة البيضاء ، هنا مسكنه ومنامه ،
وممشاه وقيامه ، ورمحه وحسامه ، وشرابه وطعامه . ومن المدينة خرج لبدر بجنوده ،
وزحف إلى أحد في حشوده ، ومن المدينة بعث للملوك رسائله ، وعلم الناس فضائله . فهي
بيت ضيافته ، ودار خلافته .
يكفي المدينة فخراً ، أن أجلّ البشر ، وسيد
البدو والحضر ، شرب ماءها ، واستنشق هواءها ، وارتدى سماءها ، وصافح ضياءها . وأعظم
منقبة للمدينة أن رسول الله r يسكن في سويداء قلبها ، ويستولي على حبِّها ، وهذا سر مكانتها وقربها .
ناداك منادي الذكريات ، يقول للأحياء والأموات :
هنا محمد سجد، هنا محمد رقد ، جلس في هذا المكان ، عبر هذه الوديان ، نظر إلى هذه
الجبال ، رقى هذه التلال ، شرب من هذا الماء الزلال ، نام تحت هذه الأشجار ، مضى
من فوق هذه الأحجار . صلى الله عليك وآله وسلم تسليما كثيرا
مكة
المكرمة :
مكة قلب المعمورة ، على الحسن
مقصورة ، وفي حجال المجد مستورة ، أذن بها الخليل ، وسُحق بها أصحاب الفيل ،
بالطير الأبابيل ، اختارها علام الغيوب ، فهي مهوى القلوب ، وملتقى الدروب ، وقبلة
الشعوب ، ، منها ارتفع الإعلان والأذان والقرآن والبيان ، وهي أول أرض استقبلت
الإسلام ، وحطمت الأصنام .
وهي أرض السلام ، وقبلة الأنام ، يفد إليها المحبون ، على رواحلهم يخبون .
ويتجه إليها المصلون ، ويقصدها المهلّون ، فهي قبلة القلوب ، وأمنية الشعوب ،
وراحة الأرواح ومنطلق الإصلاح .على ثراها نزلت الهداية ، ومن رباها كانت البداية ،
ومن جبالها هبت نسائم الحريّة ، ومن وهادها كان فجر الإنسانية . وإذا ذكرت مكة ذكر
غار حراء ، والشريعة الغراء ، والوحي والإسراء .
مكة ملاعب الصبا والشباب ، لصاحب
السنة والكتاب ، فيها مسقط رأسه ، وفضاء أنفاسه ، فيها مراتعه ، ومرابعه ، ومهاجعه
. هنا المحل الأسعد ، والحجر الأسود ، هنا المقام الكريم ، والمطاف العظيم ، وزمزم
والحطيم ، هنا العابدون والساجدون ، والعاكفون ، والقائمون ، والمستغفرون . هنا
تغسل النفس من الأدران ، ويتخلّص القلب من الأحزان ، وتنطلق الروح من العصيان ،
هنا ترمى الجمرات ، وتحط الغدرات ، وتغسل السيئات ، هنا تناخ المطايا ، وتحط
الخطايا ، وتكثر العطايا ، هنا السرور قد تم ، والشمل قد التم ، وذهب الهم والغم .
فحبذا هذه الرحاب ، وطوبى لهذه الشعاب
القلم
يا أيها الذي جمع الحكم ، أما سمعت نون والقلم ،
إن القلم شأنه عجيب ، ونبؤه غريب ، نحيف الجسم ، عظيم الاسم ، جميل الرسم ، إن خط
في القرطاس ، أنصت له الناس ، بالقلم توثق العقود ، وتحل العهود، إن شاء فمداده سم
الحيات ، وأم النكبات ، وسبب البلايا الموجعات ، وإن أراد جعل سطوره نورا ، وصيرها
سرورا ، وملأها حبورا ، ونمقها حسناً منشورا .
هو رسول القرون الأول ، وخادم الدول ، وحافظ
الملل والنحل ، إذا سال لعابه ، كثر صوابه ، وحضر جوابه ، لا تسمع له كلاما ،
ولكنه صار للحكمة إماما ، وللمعارف قائدا هماما .
إذا
تشجع ملأ الصفحات ، وعبأ المجلدات ، وبسط المختصرات ، وإذا جبن ألغز وأوجز ، وطلسم
وأعجز ، وإن تحامل همز ، وغمز ونبز ،
تخاطب به الملوك أهل الآفاق ، وتقطع به الجبابرة الأعناق ، وهو الذي كتب
رسائل الصفاء ، وهو دبّج أسطر الوفاء ، ودون السؤال والجواب ، والشكوى والعتاب ،
والخطأ والصواب، وما كنت تتلو من قبله من كتاب
الجمال
الله جميل يحب
الجمال ، موصوف بالجلال ، خلق الإنسان في أحسن تقويم ، وأبدع الكائنات في تصوير
مستقيم ، رسم الجمال في الكائنات ، وخط الحسن في المخلوقات .جمال في كواكب السماء
، وحسن يكسو الأشياء ، نجوم زاهرة ، وبحار زاخرة ، الأرض مكسوة بأحسن نسيج ،
والحدائق فيها من كل زوج بهيج . ماء يسكب ، ونسيم يكتب ، حسن باهي ، وإبداع إلهي .
الجمال في الليل إذا عسعس ، وأقبل في هدوء يتوجس
، يقبل بردائه الأسود ، وشعره المجعد ، فيستر الأحياء بثيابه ، ويضع الأشياء تحت
جلبابه ، له هيبة في العيون ، كأنه كتيبه تحمل المنون . وفي الصبح إذا تنفس ،
فسبحان من صوره وتقدس ، تسرح النفس في
مهرجان عرسه ، وتنصت الروح لهمسه وجرسه .
الجمال في
الروض الجذاب ، بجماله الخلاب ، وفي الطيور حين تلقي قصائد الحنان ، على منابر
الأغصان . و في النجوم اللاّمعة ،
والكواكب الساطعة ، ، مهرجان حي من الحسن الباهر ، وحفل بهيج من الجلال الظاهر ،
في مشهد عجيب ، وصمت رهيب ، آلاف النجوم تجمل هذا الفضاء الكبير ، بتقدير اللطيف
الخبير .
الفصاحة
إن من أعظم المتع التي عاشها الصحابة ، تلك الفصاحة ، والبراعة ، والنجابة
، التي كانوا يسمعونها من سيد الفصحاء ، وإمام البرعاء ، وأبين العرب العرباء ،
كان إذا تكلم ملك المشاعر ، واستولى على الضمائر ، واستمال السرائر ، فلا يريدون
بعده كلام خطيب ولا شاعر . إذا نطق عليه الصلاة
والسلام وتدفق ، فكأنه الفجر أشرق ،
والماء ترقرق ، والنور في الأرواح ترفق .
إن من النعيم ، عند ذاك الجيل العظيم ، سماع
ذلك النبي الكريم، في منطق سليم ، وصوت رخيم ، وقول قويم ، ونهج مستقيم . ثم درج
خطباء الأمة على منواله ، وسبكوا أقوالهم على أقواله ، فمن مقلٍّ ومكثر ، ومن مُؤثّرٍ
ومتأثر .
فأحسن
الخطباء من جعل القرآن معينه ، وملأ بنور الحديث عينه ، وجعل البيان خدينه ، ثم
أكثر من التدريب ، وأدمن التجريب ، وأخذ من كل فن بنصيب ، فترى له من البراعة ،
ومن الجرأة والشجاعة ، ما يخلب ألباب الجماعة ، جمالاً في بيان ، وحسناً في إتقان
، مع عذوبة لسان ، وثبات جنان.
العلمـــاء
العلماء ورثة
الأنبياء ، وسادة الأولياء ، تستغفر لهم حيتان الماء ، وطيور السماء ، وتدعو لهم
النملة ، وتستغفر لهم النحلة . كلامهم
محفوظ منقول ، وحكمهم ماضٍ مقبول ، بهم تصلح الديار ، وتعمر الأمصار ، ويكبت
الأشرار .
وهم عز الدين ، وتاج الموحدين ، وصفوة العابدين
. مجالسهم عبادة ، وكلامهم إفادة ،العلم في صدورهم ، والله يهدي بنورهم ، وينـزّل
عليهم الرضوان في قبورهم .
يذودون عن حياض
الشريعة ، ويزجرون عن الأمور الفظيعة ، وينهون عن المعاصي الشنيعة ، وهم خلفاء
الرسول ، ثقات عدول ، ينفون عن الدين تأويل المبطلين ، وتحريف الجاهلين ، وأقوال
الكاذبين .
وهم زينة المحافل ، بهم تقام الجماعات والجمع
، وبهم تقمع البدع ، هم الكواكب في ليل الجهل ، وهم الغيث يعم الجبل والسهل . وعالِمٌ واحد ، أشد على الشيطان من ألف عابد
. الناس يتقاسمون الدرهم والدينار ، وهم
يتوزعون ميراث النبي المختار ، فهم أهل العقول الصحيحة ، وأرباب النصيحة
العـــلم
العلم أشرف مطلوب ، وأجل موهوب ، و العلم شرف الدهر ، ومجد العصر ، ذهب
الملك بحراسه ، وبقيت بركة العالم في أنفاسه ، فنِيَ السلاطين ، ووُسِّدوا الطين ،
وخلد ذكر أهل العلم أبدا ، وبقي ثناؤهم سرمدا . وهو أعلى من المال ، و أهيب من
الرجال ، به عُبِدَ الديّان ، وقام الميزان ، و به نزل جبريل ، على صاحب الغرة و
التحجيل ، و به عرفت شرائع الإسلام ، ومُيِّز بين الحلال والحرام ، وبه وُصلت
الأرحام ، وحُلَّ كلُّ نزاع وخصام .
بالعلم قام صرح الإيمان ، وارتفع حصن الإحسان ، وبيّنت العبادات ، وشرحت
المعاملات ، وفَقِه الناس به الفرائض والنوافل ، والآداب والفضائل ، وهو الذي سحق
الوثنية ، وهدم كيان الجاهلية , وهو من العلل دواء ، والشكوك شفاء ، يصلح القلوب ،
ويرضي علاّم الغيوب ، وهو شرف الزمان ، وختم الأمان .
العالم يجلس على الكواكب، وتمشي
معه المواكب ، وتكتب أقواله ، وتقتفى
أعماله ، وتحترمه الخاصة والعامة ، ويدعى للأمور العامّة ، مرفوع الهامة ،
ظاهر الفخامة ، عظيم في الصدور ، غني بلا دور ولا قصور . فمن طلب العلم بصدق ،
وحرص عليه بحق ، فهو مهاجر إلى الله ورسوله ، تفتح له أبواب الجنة عند وصوله .
الحــب
الحب هو
بسِاط القربى بين الأحباب ، و سياج المودة بين الأصحاب . بالحب يفهم الطلاب كلام
المعلم ، وبالحب يسير الجيش وراء القائد ويتقدم ، وبالحب تذعن الرعيّة . بالحبِّ
تُرضعُ الأم وليدَها ، وتروم الناقة وحيدَها . بالحب يقع الوفاق ، والضم والعناق ،
وبالحب يعم السلام ، والمودّة والوئام , بالحب ترتسم على الثغر البسمة ، وتنطلق من
الفجر النسمة ، وتشدو الطيور بالنغمة .
عين بلا
حب لا تبصر ، وسماء بلا حب لا تمطر ، وروض بلا حب لا يزهر ، وسفينة بلا حب لا تبحر
. أرض بلا حب صحراء ، وحديقة بلا حب جرداء ، ومقلة بلا حب عمياء ، وأذن بلا حب
صماء .
ولكن
أعظم الحب عند أهل السنة , حب الجنة , التي هي أعظم منة . و أجمل كلمة في الحب قول
الرب : ) يُحِبُّهُمْ
وَيُحِبُّونَهُ ( . فلا تطلب حباً دونه .
الهمـــة
السلام على أهل الهمم ، فهم صفوة الأمم ، وأهل المجد والكرم ، طارت بهم
أرواحهم إلى مراقي الصعود ، ومطالع السعود ، ومراتب الخلود .
من أراد المعالي هان عليه كل همّ ، لأنه لولا المشقة ساد الناس كلهم ،
نصوص الوحي تناديك ، سارع ولا تلبث بناديك ، وسابق ولا تمكث بواديك . واعلم أن
الهمة توقد القلب ، ووتسهل الصعب ، ومن عنده همة عارمة ، وعزيمة صارمة ، اقتحم بها
أسوار المعالي ، وصار تاريخه قصة الليالي .
و صاحب الهمة ما يهمه الحرّ ، ولا يخيفه القرّ ، ولا يزعجه الضرّ ، ولا
يقلقه المرّ ، لأنه تدرع بالصبر . صاحب الهمة ، يسبق الأمة ، إلى القمة ، فالحياة
عقيدة وجهاد ، وصبر وجلاد ، ونضال وكفاح ، وبر وفلاح، لا مكان في الحياة للأكول
الكسول ، ولا مقعد في حافلة الدنيا للمخذول .
عــّــود نفســك
*
عــود نفسك على أن تقرأ صفحات من القرآن الكريم قبل أن تبدأ في حل واجباتك
المدرسية واستذكار دروسك . إن خمس دقائق أو أكثر لأن تأخذ الكثير من وقتك . لكنها
تضيف الكثير من الحسنات في ميزان أعمالك الصالحة
بإذن الله .
*
عــود نفسك على بعد أن تمسح وجهك في الصباح أن تمسح من قلبك كل حقد أو
كراهية تحملها لأحد من زملائك أو معارفك لكي تقابل الناس بوجه نظيف .. وقلب أنظف .
*
عــود نفسك على ترديد بعض أذكار الصباح والأدعية أثناء مسيرك في الصباح إلى
المدرسة أو انتظارك لمن يوصلك . إن هذه الأذكار ستفتح لك بإذن الله أبواب البركة
والتوفيق في حاضرك ومستقبلك .
*
عــود نفسك على قضاء ساعتين أو أكثر في نهاية الأسبوع لمراجعة كل ما درسته
طوال الأسبوع و أداء بعض الواجبات الطويلة
. هذه العادة ستحسن مستواك الدراسي بشكل واضح .
*
عــود نفسك على النوم في العاشرة مساء . نومك المبكر سيساعدك على الاستيقاظ
المبكر لصلاة الفجر وقضاء يوم مليء بالحيوية والسعادة والنشاط . وإذا عدت متعبا من
المدرسة فإن ساعة من القيلولة كافية تماما لاسترداد كامل نشاطك وقوتك ..
*
عــود نفسك على القراءة الحـرة . اقتن بعض القصص والكتب وخصص لها مكانا في
منزلك ووقتا محددا من يومك . القراءة المستمرة تجعلك أكثر ثقافة وفهما وإدراكا
للحياة ومصاعبها . وتجعل الآخرين يشعرون بتميزك ويحترمون رأيك وينصتون لحديثك .
*
عــود نفسك على السواك كل يوم مرة
واحدة على الأقل . إما بالفرشاة والمعجون أو بأعواد الأراك . وتذكر أن السواك سنة
نبوية مأجورة وعادة صحية معروفة .وأن الرائحة السيئة والأسنان المتسخة تنفر الناس
وتبعدهم .
*
عــود نفسك على كظم الغيظ وضبط
النفس عند الغضب ومنعها عن أي قول أو فعل تندم عليه بعد ذلك . وأمر نفسك بالتريث و
التعوذ بالله حتى تهدأ فورة الغضب . وتذكر
أن الشديد هو الذي يتحكم بذاته ساعة الغضب
*
عــود نفسك على أن تقبل رأس والديك كل يوم وتطلب رضاهما . وأن لا تتردد في
مساعدتهما وتلبية طلباتهما مهما كنت منشغلا . وذكر نفسك إذا ترددت أنهما طريقك إلى
الجنة بإذن الله .
*
عــود نفسك على استخدام الحاسب الآلي استخداما نافعا وسليما . شارك في
المنتديات واستمتع بالمواقع المفيدة والمسلية. و احذر من الإدمان عليه أو الانجرار
إلى غرف الدردشة أو المواقع الساقطة .
ولذلك اسأل الله العصمة والتوفيق في بداية كل جلسة مع الإنترنت .
---------------------------------------------------------------------------------
المثنيات
اللغوية
وهي ألفاظ على صيغة المثنى تدل علي شيئين متقاربين .
*
الحافظـان : الملكان عن يمين الإنسان وعن شماله .
* الدمـان
: الكبد والطحـال .
*
الأكـذبان : الظــن والسراب
*
الرافـدان : دجلة والفرات
*
الخافقان : المشرق والمغرب
* الثقلان : الإنس والجن
*
الجديدان : الليل والنهار
* الشفاءان : العســل والقــرآن
* الداران : الدنيا و الآخرة
* الحسنيان : النصر والشهادة
*
الطائيان : أبوتمام والبحتري .
* الخبيثان : البول والغائظ
* الأصغران
: اللسان والقلب
*
المضنيان : الوجـد والكـمد
* الأمـران
: الهرم والمرض .
*
الناعيان : الشيب والهرم
*
الأبيضان : الماء واللبن
* الأسودان : التمر والماء .
*
الأصفران : الذهب والزعفران
*
الزهراوان : البقرة وآل عمران
*
النعمتان :الصحة والفراغ
* العيدان : الفطر والأضحى
* الأبوان
: الأب والأم .
* الفتانان : منكر ونكير
*
الأكـذبان : الظــن والسراب
*
الحافظـان : الملكان عن يمين الإنسان وعن شماله .
* الميتتان : الحــوت والجراد
*
الهجرتان : الهجرة إلى الحبشة ثم الهجرة إلى المدينة .
* الحرمان
: المسجد الحرام والمسجد النبوي
*
القبلتـان : مكة المكرمة والقدس الشريف
* الشيخان
: أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب .أو :
البخاري ومسلم .
* الختنان
: عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب
.
* الحِـــــبّان : زيد بن حارثة وابنه أسامة بن
زيد .
*
الريحانتان : الحسن والحسين ابنا علي رضي الله عنهم أجمعين
*العشاءان
: المغرب والعتمة .
* النعمتان : الصحة والفراغ
* المعوذتان : الفلق والناس
*
الفتانان : منكر ونكير
*
الدمـان : الكبد والطحـال .
* الرافـدان : دجلة والفرات
* الوحيان : القرآن والسنة .
*
الصحيحان : كتابي البخاري ومسـلم.
* الأيهمان : السيل والليل
*
الدائبان : الشمس والقمر
-----------------------------------------------------------------------------------
كتاب الإذاعة المدرسية للغة العربية للأستاذ / عبدالرحمن
معوض
توجيهات
إسلامية
(1)
أخي : خلال اليوم والليلة تمر عليك لحظات فراغ
.لا يشغلك فيها عمل أو طعام أو كلام . قد تكون سائرا لوحدك . أو جالسا تنتظر . أو مستلقيا تنتظر النوم .
في هذه الحالات قد يجرك التفكير إلى موضوعات شتى وخيالات بعيدة لا نفع غيها . لكن
ما رأيك أن تجر نفسك في أوقات فراغك إلى ما هو خير وأبقى . إلى أن تشغل فراغك
بالاستغفار . ساعات الانتظار اعمرها بالاستغفار . وإذا شاغلك الشيطان عن هذا وكسلت
نفسك عن ترداد عبارة " استغفر الله " . فتذكر حبيبك محمدا صلى الله عليه
وسلم الذي يقول : « والله إنِّي لأَسْتَغْفِرُ الله وأَتُوبُ إِلَيْه في اليَوْمِ
أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً » . رواه البخاري . وقوله أيضا : « يَا أَيُّهَا
النَّاسُ ، تُوبُوا إِلى اللهِ واسْتَغْفِرُوهُ ، فإنِّي أتُوبُ في اليَومِ مئةَ
مَرَّةٍ » . رواه مسلم .
===================================
(2)
أخي : حاول أن
تسعد كل من حولك ، لتسعد ويسعد الآخرون من حولك . فأنت لا تستطيع الضحك بين الدموع
. ولا الاستمتاع بنور الفجر وحولك من يعيش في الظلام . وسعادة الإنسان تتضاعف بعدد
الذين تنجح في إسعادهم . أسعد المساكين والبائسين بما تملك من مال وطعام وكساء . .
وإذا ضاق رزقك فاسعدهم بالكلمة الطبية . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له " . رواه مسلم . وقال صلى الله
عليه وسلم : " اتقوا النار ولو بشق تمرة ،فمن لم يجد فبكلمة طيبة " رواه
الشيخان . وقال عليه الصلاة والسلام : " لا تحقرن من المعروف شيئا ، ولو أن تلقى
أخاك بوجه طلق " رواه مسلم
===================================
(3)
أخي : تذكر الذين
ساعدوك في أيام محنتك وحاجتك .والذين مدوا
لك أيديهم حين تعثرت بك الحياة . والذين وقفوا معك عندما أدارت لك الدنيا ظهرها . والذين
أخرجوك من وحدتك يوم تخلى عنك بعض من حولك .. ولا تقل إنك شكرتهم ورددت لهم الجميل
. اشكرهم مرة أخرى، ورد لهم الجميل بأقصى ما استطعت . قال عليه الصلاة والسلام :
" من لا يشكر الناس لا يشكر الله " رواه الترمذي .وقال عليه الصلاة والسلام
: " من صنع إليكم معروفا فكافئوه ، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا
أنكم قد كافأتموه " . رواه أبو داوود
===================================
(4)
أخي : تسامح
مع الذين أخطؤوا في حقك ، والتمس لهم الأعذار .واغسل تجاعيد الكراهية من قلبك وذاكرتك.
وتعلم أن تعاقب من أساؤوا إليك بالصفح الجميل ونسيان الإساءة . قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : " أيعجز أحدكم أن يكون كأبي ضمضم ، كان إذا خرج من بيته قال :
إني تصدقت بعرضي على الناس " رواه أبو داوود . قال الإمام النووي : أي لا أطلب
مظلمتي ممن ظلمني لا في الدنيا ولا في الآخرة . فلنكن كأبي ضمضم رضي الله عنه .
===================================
(5)
أخي : اختر لنفسك صديقا صالحا بعد أن تعرف خلقه
ودينه وطبعه . ولا تتعجل في مصاحبة من
تضرك صحبته وتفسدك أخلاقه . فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : " المرءعلى
دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل " رواه الترمذي . وضع نصب عينيك إخلاصه
لله ، وسلوكه المستقيم .فإذا كان كذلك فحافظ عليه ، فإنك إن ضيعته فقد لا تجد من
يشاركك هموم الحياة ويدلك على الخير مثله . قال عبد الله بن جعفر : عليك بصحبة من إذا
صحبته زانك ، وإن غبت عنه صانك ، وإن احتجت إليه عانك ، وإن رأى منك خلة سدها أو
حسنة عدها وأصلحها .
===================================
(6)
أخي : إذا جلست مع أصدقائك في طرف الشارع أو
جانب الطريق . فتذكر أن عليكم حقوقا وواجبات أثناء جلوسكم هذا . من الواجب إغضاء
النظر عن نساء المسلمين العابرات سواء كن
متحجبات أو متبرجات . ومن الواجب الكف عن إيذاء الضعفاء والغرباء قولا أو
فعلا . فلا يجوز أن نسخر بهذا أو نصرخ على ذاك . كما علينا أن نرد السلام على كل
من أشار علينا بالسلام . كما يجب علينا أن نمنع بعضنا البعض من غيبة هذا أو الكذب
على ذاك . فإذا رأينا من يسرق أو يظلم أو يغازل أو يفحط وقفنا ضده . ولقد سئل بين
حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم عن حق الطريق فقال : من أمته حين قال : غض البصر وكف الأذى
ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
=================(7)=============
أخي :
تنبه إلى النعم الكثير التي تحيط بك في كل أحوالك حتى أنك نعجز عن عدها . وتغفل عن
كثير منها . فلا تتنبه لهذه النعمة أو تلك إلا عندما تفقدها . فأكثر من شكر الله
وحمده على كل حال واحمده على كل نعمة
تنالها مهما استصغرتها نفسك . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أول ما
يسأل عنه العبد يوم القيامة من النعيم أن يقال له : ألم نصح لك جسمك و نرويك من الماء
البارد " .صححه الألباني في صحيح الجامع .
(8)
أخي : مهما
كثرت مشاغلك وهمومك وحاجاتك الدنيوية . فلا تجعلها تحول بينك وبين رفع يديك
بالدعاء والمناجاة . بل اجعل مما تواجهه في الحياة حافزا لك كي تلجأ إليه سبحانه
داعيا ومستغفرا وراجيا ومبتهلا . فإن أعجزك شيطانك عن هذا فقد أقفل الباب بينك
وبين خالقك الذي يحميك ويهديك ويوفقك . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "
أعجز الناس من عجز عن الدعاء و أبخل الناس من بخل بالسلام " .صححه الألباني في
صحيح الجامع .
===================================
(9)
أخي : لقد
وضعنا ربنا سبحانه بين أمرين كلاهما خير وأجر . هما الصبر على المصائب والشكر على
النعم . ولن يمر يوم دون نعمة تتقلب فيها أو ضر و بلاء تقاسيه قل أو كثر . فكن في
الحالين كاسيا مأجورا وكن من الشاكرين للنعم واصبر على ما أصابك مما تكره . قَالَ
رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : « عَجَباً لأمْرِ المُؤمنِ إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ
لَهُ خيرٌ ولَيسَ ذلِكَ لأَحَدٍ إلا للمُؤْمِن : إنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ
فَكانَ خَيراً لَهُ ، وإنْ أصَابَتْهُ ضرَاءُ صَبَرَ فَكانَ خَيْراً لَهُ » . رواه
مسلم .
===================================
(10)
أخي :إذا وفقك الله لشيء من الخير ورأيت من
نفسك إقبالا على العبادة والذكر . وبعدا عما يغضب ربك فاحمد الله . ثم احذر أن يجرك الشيطان بهذا إلى
أن تعجب بنفسك وتغتر بصلاحك وسمعتك الطيبة وأعمالك الصالحة فتمن على ربك سبحانه
بما وفقك إليه . بل اعلم أن الفضل كله لله
عز وجل وحده فيما عملت من خير . وأن
أعمالنا الصالحة مهما كثرت لن تبلغ حقا من حقوق الله علينا . وليس لنا من سبيل إلا
رحمة الله عز وجل ورجاء أن يتقبل أعمالنا ويجازينا عنها بكرمه ورحمته وفضله. قَالَ
رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : « قَارِبُوا وَسَدِّدُوا ، وَاعْلَمُوا أَنَّهُ
لَنْ يَنْجُوَ أَحَدٌ مِنْكُمْ بعَمَلِهِ » قالُوا : وَلا أَنْتَ يَا رَسُول الله
؟ قَالَ : « وَلا أنا إلا أنْ يَتَغَمَّدَني الله برَحمَةٍ مِنهُ وَفَضْلٍ ». رواه
مسلم .
-----------------------------------------------------------------------------------
كتاب الإذاعة المدرسية للغة العربية للأستاذ / عبدالرحمن معوض
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء