البرنامج رقم (32
)
مقدمة
الحمد لله رب العالمين , خالق الخلق أجمعين , باسط الرزق للمطيعين
والعاصين وصلى اللهم على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
هام الفـؤاد بروضـك
الريان أسمى اللغات ربيبة القرآن
أنا لن أخاطب بالرطانة
يعربا أو
أستعير مترجماً لبياني
أودعت فيك حشاشتي ومشاعري و لأنت أمي و والدي وكياني
لغة حباها الله حرفاً
خالداً فتواضعت عبـقاً على الأكوان
وتلألأت بالضاد تشمخ
عـزةً وتسيل شهداً في فم الأزمان
يسر أسرة اللغة العربية أن
تقدم لكم برنامجها الإذاعي لهذا اليوم الطيب المبارك وخير ما نبدأبه آيات بينات من
القرآن الكريم والطالب /
وَكَأَيِّنْ
مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ ۚ وَهُوَ
السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿60﴾ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۖ فَأَنَّىٰ
يُؤْفَكُونَ ﴿61﴾ اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ
وَيَقْدِرُ لَهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿62﴾ وَلَئِنْ
سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ
بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۚ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ
لَا يَعْقِلُونَ ﴿63﴾ وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ
ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ
﴿64﴾ فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ﴿65﴾ لِيَكْفُرُوا
بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا ۖ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴿66﴾ أَوَلَمْ
يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ
ۚ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ ﴿67﴾ وَمَنْ
أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا
جَاءَهُ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ ﴿68﴾ وَالَّذِينَ
جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ
﴿69﴾
ومع الحديث الشريف والطالب /
وعن
أبي ربعي حنظلة بن الربيع الأسيدى الكاتب أحد كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: لقيني أبو بكر رضي الله عنه فقال: كيف أنت يا حنظلة؟ قلت: نافق
حنظلة؟ قلت: نافق حنظلة ( قال: سبحان الله ما تقول؟ ( قلت: نكون
عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالجنة والنار كأنا رأي عين، فإذا خرجنا
من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا
كثيراً. قال أبو بكر رضي الله عنه : فوالله إنا لنلقى مثل هذا، فانطلقت أنا
وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: نافق حنظلة يا
رسول الله ( فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "وما ذاك؟"
قلت: يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة كأنا رأي العين، فإذا خرجنا
من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيراً. فقال رسول الله 0:
"والذي نفسي بيده لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم
الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة" ثلاث مرات،
((رواه مسلم)).
مـا أعـذبَ
الكلمَـاتِ فيـكِ رقيقَــةً وألذَهُـــنَّ
يـَــزِينُهـُــنّ بيــانُ
وأشدَّ وقعَ
اللفـظِ منـكِ وقـَد أتَـى كالسحرِ يسبِي النفسَ وهـوَ مـُـزانُ
ومع الدعاء
والطالب :
«اللَّهُمَّ
إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالجُبْنِ وَالبُخْلِ، وَالهَرمِ
وَعَذَابِ القَبْرِ، اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ
مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَولاهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ
مِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ،
وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجَابُ لَهَا». أخرجه مسلم.
«اللَّهُمَّ اهْدِنِي وَسَدِّدْنِي» «اللَّهُمَّ
إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالسَّدَادَ». أخرجه مسلم
«اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ
مَاعَمِلْتُ، وَمِنْ شَرِّ مَا لَمْ أَعْمَلْ». أخرجه مسلم.
«اللَّهُمَّ
إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ، وَالعَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالجُبْنِ
وَالبُخْلِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ». أخرجه البخاري.
«لا إلَهَ
إلَّا الله العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا الله رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ،
لا إلَهَ إلَّا الله رَبُّ السَّمَاوَاتِ، وَرَبُّ الأَرْضِ، وَرَبُّ العَرْشِ
الكَرِيمِ». متفق عليه.
ومع
الحكمة والطالب :
يا واعظ الناس عما أنت فاعله
يا واعظ الناس عما أنت فاعله يا من يعد عليه العمر بالنفس
احفظ لشيبك من عيب يدنسه إن البياض قليل الحمل للدنس
كحامل لثياب الناس يغسلها وثوبه غارق في الرجس والنجس
تبغي النجاة ولم تسلك طريقتها إن السفينة لا تجري على اليبس
ركوبك النعش ينسيك الركوب على ما
كنت تركب من بغل و من فرس
يوم القيامة لا مال ولا ولد وضمة القبر تنسي ليلة العرس
من شعر الحكمة عند المتنبى :
ومِن العداوةِ ما ينالُكَ نفعُهُ ومِن الصداقةِ ما يَضُرُّ ويُؤْلِمُ
إذا أنت أكرمتَ الكريمَ ملكْتَهُ
وإن أنت أكرمتَ اللئيمَ تمرَّدا
فلا مجدَ في الدنيا لمن قلَّ مالُهُ ولا
مالَ في الدنيا لمن قلَّ مجدُهُ
-------------------------------------------------------------------------------------
ومع هل تعلم والطالب :
- هل
تعلم بأنّ يوم الجمعة هو يوم للمسلمين، ويعود السبب لأنّه يوم ميلاد سيدنا آدم
عليه السلام وهو اليوم الذي نزل فيه للأرض، كما وأنّه اليوم الذي توفي فيه.
- هل تعلم أنّ سورة الإخلاص تُعادل ثُلث القرآن، وقرائتها ثلاث مرات يوميًا
كأنّما ختم القرآن كاملًا.
- هل تعلم بأنّ رسولنا الكريم بدأ في نشر دعوته وهو يبلغ من العُمر أربعين
عامًا، حيث نزل عليه الوحي في غار حِراء. هل تعلم بأنّ أول آية نزلت على سيدنا
مُحمد -صلّى الله عليه وسلم- هي اقرأ.
- هل تعلم بأنّ أول من آمن بالرسول، وصدّق دعوته هي زوجته خديجة بنت خويلد.
- هل تعلم بأنّ قراءة سورة المُلك قبل النوم تحميه من عذاب القبر، و تؤنسه
في وحشته وظلمته. هل تعلم بأنّ من قال حين يسمع نداء الآذان”اللّهم ربّ هذه الدعوة
التامة، والصلاة الفاضلة، آتِ محمدًا الوسيلة والفضيلة وابعثه اللّهم مقامًا
محمودًا الذي وعدته، إنّك لا تُخلف الميعاد” حلّت شفاعة الرسول له يوم القيامة.
- هل
تعلم بأنّ الحوقلة”لا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم” هي كنزٌ من كنوز
الجنّة
ومع الكلمة والطالب /
أحمد زكي أبو شادي
هو الشاعر المجدِّد، والأديب الحر
المفكِّر، الدكتور أحمد زكي أبو شادي
وُلِد سنة ١٨٩٢ بالقاهرة، من أسرة
عريقة في الوطنية، وأبوه المرحوم محمد أبو شادي أحد كبار المحامين الذين نالوا
المكانة الرفيعة في عالم المحاماة وممن جاهدوا في الحركة الوطنية، ووالدته السيدة
أمينة نجيب من السيدات الأديبات الشاعرات، وكان أخوها المرحوم مصطفى نجيب أديبًا وطنيًّا وصديقًا ونصيرًا للمرحوم مصطفى
كامل
أتم دراسته الابتدائية ثم الثانوية في
المدارس المصرية، وظهرت مواهبه الشعرية والأدبية في هذه المرحلة من الدراسة، وكان
من تلاميذ مصطفى كامل في الوطنية، ودخل كلية الطب بالقاهرة، ولم تصرفه الدراسات
الطبية والعلمية عن الاستمرار في دراساته الأدبية؛ فأحب الشعر وتذوَّقه، وأقبل على
نظمه وهو في هذه السن المبكِّرة، وشعره رقيق مُمتِع، يمجِّد الوطنية وينزع إلى
الحرية والتجديد والخروج على الأساليب القديمة، واحتفظ بهذا الطابع على تعاقُب
السنين، وأكمل دراسته الطبية في إنجلترا، وتعمَّق في الآداب الإنجليزية إلى جانب
دراسته من قبلُ للآداب العربية، وازداد تعلقًا بالتجديد في الأدب والشعر، ولما عاد
إلى مصر تنقَّل في مناصب الحكومة وصار أستاذًا للبكترولوجيا بكلية الطب بجامعة
الإسكندرية ومديرًا للمعمل البكترولوجي بالمستشفى الحكومي بها
وكوَّن مدرسةً أدبيةً تزعَّمها، ترمي
إلى الثورة على القديم والدعوة إلى الحرية في الفكر والأدب والفن، وكان لهذه
المدرسة مجلة أدبية تُسمَّى مجلة «أبولو» الشعرية الأدبية، أصدرها أبو شادي في
القاهرة سنة ١٩٣٢، وكانت لأنصار الجديد من الشعراء والأدباء، وتكاد تكون المجلة
الشعرية الوحيدة التي ظهرت في العالم العربي، وقد استمرت نحو ثلاث سنوات ثم احتجبت
وقد صادف أبو شادي في حياته الحكومية
والأدبية عنتًا وأذًى من رؤسائه وأنداده، واستُهدف من أجل نزعته الحرة لشتى ضروب
المناوأة؛ فاعتزم الهجرة من مصر، وهاجر فعلًا إلى نيويورك في سنة ١٩٤٦، وهناك
رحَّبَت به الدوائر الأدبية والعلمية ترحيبًا عظيمًا، وأخذ ينشر في الصحف والمجلات
العربية والأفرنجية في أمريكا ثمار أدبه وشعره، ونفحات آرائه وأفكاره، كما أخذ
يُذيع من «صوت أمريكا» مرتَين في الأسبوع، وأسَّس في نيويورك «رابطة مينرفا»
الشعرية الأدبية على غِرار «جمعية أبولو»، وقدَّرَته الحكومة الأمريكية والجامعات
والمعاهد والمؤسسات الثقافية في العالم الجديد، وانتُخب أستاذًا للأدب العربي
بمعهد آسيا بنيويورك، وهو يتولاه إلى اليوم بجدارةٍ تفخر بها مصر، ويُعَد أبو شادي
رائدًا من رواد النهضة الأدبية والفكرية الحديثة، وهو رغم هجرته إلى العالم الجديد
دائمُ الصلة بوطنه بواسطة الصحافة في أمريكا وفي مصر، وبواسطة مريديه وتلاميذه
الممتازين الذين اقتبسوا من روحه التقدمية وتعلُّقه بالحرية وإيمانه بما يقول
ويكتب
وهو في أحاديثه ومحاضراته لا يفتأ
يذكُر مصر ويُناضِل عنها ويحنُّ إليها ويُشيد بها وبعلمائها وأدبائها وكُتابها
وتاريخها، وهو في غربته خير سفير أدبي لمصر في العالم الجديد
وله عدة دواوين من الشعر نحا فيها
مَنحى التجديد والابتكار، وحلَّق في سماء الفن والخيال والسمو الفكري
نذكُر منها ديوان «أنداء الفجر» وهو
أول دواوينه ومختارات من نظمه سنة ١٩١٠، و«أنين ورنين» وهو صُوَر من شعر الشباب،
و«الشفق الباكي» وقد ظهر سنة ١٩٢٤، و«الينبوع»، و«أشعة وظلال» وقد نُشِر سنة ١٩٣١،
و«أطياف الربيع» و«فوق العباب» وقد طُبِع سنة ١٩٣٥، و«عودة الراعي» وقد ظهر سنة
١٩٤٢
ومن آخر دواوينه «من السماء» وقد ظهر
في نيويورك سنة ١٩٤٩، ويضم معظم شعره من سنة ١٩٤١ إلى ١٩٤٩
الوظائف والمسؤوليات
عاد 1922 إلى مصر مضطرا بسبب عدم تحمل
الإنجليز لنشاطه الوطني ضد الاحتلال البريطاني لبلده، فعمل أستاذا بكلية الطب،
واستمر يزاول مهنة الطب والتدريس حتى وصل إلى منصب وكيل كلية الطب بجامعة
الإسكندرية، وشارك في تأسيس "معهد النحل الدولي"، كما أسس "جمعية
آداب اللغة العربية"
لكن جماعة "أبوللو" واجهت
نقدا لاذعا وحربا قاسية من الشعراء المحافظين التابعين لنهج مدرسة الإحياء والبعث،
ومن أنصار التجديد، ومن هؤلاء عباس العقاد وإبراهيم المازني
ضاق أبو شادي بالنقد الموجه له والهجوم
المستمر عليه، فهاجر إلى الولايات المتحدة 1946 وكتب في بعض صحفها العربية، وعمل
في التجارة وفي الإذاعة، وانتخب أستاذا للأدب العربي في معهد آسيا، وأسس مع آخرين
رابطة أدبية باسم "رابطة منيرفا" (منيرفا هي إلهة الحكمة عند الإغريق)،
وهي رابطة أدبية على غرار "أبوللو"، ضمت مفكرين عربا وأميركيين
المؤلفات
كان إنتاج أحمد زكي أبو شادي الأدبي
غزيرا، وصدر له عدد كبير من الدواوين، منها: "زينب"،
و"مصريات"، و"أنين ورنين"، و"الشفق الباكي" الذي
جمع فيه كل ما كتبه حتى1927
وقال سنة ١٩٥٢ من قصيدة له مُحييًا
ثورة سنة ١٩٥٢
بوركت يا وطني العزيز محرَّرًا سمحًا وفي كل القلوب حبيبا
لو أستطيع كتبت شعريَ من دمي حتى
أزيد بشعري الترحيبا
لو أستطيع سألت كل خميلة وبعثت بالشعر المنوَّر طيبا
---------------------------------------------------------------------------------------
عباس محمود العقاد
عباس محمود العقاد: أَدِيبٌ كَبِير، وشاعِر، وفَيلَسُوف،
وسِياسِي، ومُؤرِّخ، وصَحَفي، وراهِبُ مِحْرابِ
الأدَب. ذاعَ صِيتُه فمَلَأَ الدُّنْيا بأَدبِه، ومثَّلَ حَالةً فَرِيدةً في
الأدَبِ العَرَبيِّ الحَدِيث، ووصَلَ فِيهِ إِلى مَرْتَبةٍ فَرِيدَة
وُلِدَ عبَّاس محمود
العقَّاد بمُحافَظةِ أسوان عامَ ١٨٨٩م،
وكانَ والِدُه مُوظَّفًا بَسِيطًا بإِدارَةِ السِّجِلَّات. اكتَفَى العَقَّادُ
بحُصُولِه عَلى الشَّهادَةِ الابتِدائيَّة، غيْرَ أنَّهُ عَكَفَ عَلى القِراءَةِ
وثقَّفَ نفْسَه بنفْسِه؛ حيثُ حَوَتْ مَكْتبتُه أَكثرَ مِن ثَلاثِينَ ألْفَ كِتاب.
عمِلَ العقَّادُ بالعَديدِ مِنَ الوَظائفِ الحُكومِيَّة، ولكِنَّهُ كانَ يَبغُضُ
العمَلَ الحُكوميَّ ويَراهُ سِجْنًا لأَدبِه؛ لِذا لمْ يَستمِرَّ طَوِيلًا فِي
أيِّ وَظِيفةٍ الْتحَقَ بِها. اتَّجَهَ للعَملِ الصَّحَفي؛ فعَمِلَ بجَرِيدةِ
«الدُّسْتُور»، كَما أَصْدَرَ جَرِيدةَ الضِّياء
، وكتَبَ في أَشْهَرِ الصُّحفِ والمَجلَّاتِ آنَذَاك. وَهَبَ العقَّادُ حَياتَه
للأَدَب؛ فلَمْ يَتزوَّج، ولكِنَّهُ عاشَ قِصَصَ حُبٍّ خلَّدَ اثنتَيْنِ مِنْها في
رِوايَتِه سارة
كُرِّمَ العقَّادُ كَثيرًا؛ فنالَ عُضْويَّةَ «مَجْمَع
اللُّغَةِ العَرَبيَّة» بالقاهِرة، وكانَ عُضْوًا مُراسِلًا ﻟ مَجْمَع اللُّغَةِ العَرَبيَّة بدمشق ومَثِيلِه ببَغداد، ومُنِحَ «جائِزةَ
الدَّوْلةِ التَّقْدِيريَّةِ فِي الآدَاب ، غيْرَ أنَّهُ رفَضَ تَسلُّمَها، كَمَا رفَضَ الدُّكْتُوراه الفَخْريَّةَ مِن جامِعةِ القاهِرة
كانَ العقَّادُ مِغْوارًا خاضَ العَدِيدَ مِنَ المَعارِك؛
ففِي الأَدَبِ اصْطدَمَ بكِبارِ الشُّعَراءِ والأُدَباء، ودارَتْ مَعْركةٌ حامِيةُ
الوَطِيسِ بَيْنَه وبَيْنَ أَمِيرِ الشُّعَراءِ «أحمد شوقي» فِي كِتابِه الدِّيوان فِي الأَدَبِ والنَّقْد . كَما أسَّسَ
«مَدْرسةَ الدِّيوانِ» معَ «عبد القادر المازني» و«عبد الرحمن شكري ؛ حيثُ دَعا
إِلى تَجْديدِ الخَيالِ والصُّورةِ الشِّعْريَّةِ والْتِزامِ الوَحْدَةِ
العُضْويَّةِ فِي البِناءِ الشِّعْري. كَما هاجَمَ
الكَثِيرَ مِنَ الأُدَباءِ والشُّعَراء، مِثلَ «مصطفى صادق الرافعي». وكانَتْ لَهُ
كذلِكَ مَعارِكُ فِكْريَّةٌ معَ «طه حسين» و«زكي مبارك» و«مصطفى جواد» و«بِنْت
الشَّاطِئ
شارَكَ العقَّادُ بقوَّةٍ فِي مُعْترَكِ الحَياةِ
السِّياسيَّة؛ فانْضَمَّ لحِزبِ الوَفْد، ودافَعَ ببَسَالةٍ عَنْ سعد زغلول ، ولكِنَّه اسْتَقالَ مِنَ الحِزْبِ عامَ ١٩٣٣م إثْرَ خِلافٍ معَ مصطفى النحَّاس . وهاجَمَ المَلِكَ أثْناءَ
إِعْدادِ الدُّسْتُور؛ فسُجِنَ تِسْعةَ أَشْهُر، كَما اعْترَضَ عَلى مُعاهَدةِ
١٩٣٦م. حارَبَ كذلِكَ الاسْتِبدادَ والحُكْمَ المُطْلقَ والفاشِيَّةَ والنَّازيَّة
تَعدَّدَتْ كُتُبُه حتَّى تَعَدَّتِ المِائة، ومِنْ
أَشْهرِها العَبْقريَّات، بالإِضافةِ إِلى العَدِيدِ مِنَ المَقالاتِ الَّتي يَصعُبُ
حَصْرُها، ولَه قِصَّةٌ وَحِيدَة، هيَ سارة
تُوفِّيَ عامَ ١٩٦٤م تارِكًا
مِيراثًا ضَخْمًا، ومِنْبرًا شاغِرًا لمَنْ يَخْلُفُه.
----------------------------------------------------
كتاب الإذاعة المدرسية للغة العربية للأستاذ / عبدالرحمن معوض
لمحة بلاغية : خصـــائص الشعر ومقوماته الفنية
مفهوم الشعر:
الشعر تعبير عن الحياة كما يحسها الشاعر من خلال وجدانه وتصوير لانعكاسها
على نفسه ولقد لجأ الانسان إلى الشعر منذ نشأته الأولى ليصور إحساسه مدفوعا بحاجته
الفطرية إلى التعبير عما يجيش بداخله مستعينا بالغناء و الإيقاع ، ثم عمق إحساسه
ونضج إدراكه واتسعت آفاق دنياه وانفسحت آماله وتعقدت عواطفه وظل الشعر مع ذلك –
وسيظل – يعبر عن عالمه النفسي و يساير عمق إدراكه للوجود و انفعاله بالحياة و
اندماجه في الكون
و كلما تقدم الانسان وصقل ذوقه ورهف حسه
إزدادت حاجته إلى الشعر وإلى الفن بوجه عام تبعا لازدياد شعوره بمعنوياته ووعيه
لإنسانيته التي تميزه عن الحيوان الأعجم الذي يقوم وجوده على الضروريات المادية،
ويخطئ من يظن أو يعتقد أن زمن الشعر قد ولى إلى الأبد ، لأننا في عصر التكنولوجيا
والمعلوماتية والتطور العلمي الرهيب
المقومات الفنية للشعر هي
التجربة الشعرية
الوحدة العضوية
الصور التعبيرية بما فيها من الألفاظ و العبارات و الصور و الأخيلة و الموسيقى
مفهوم التجربة الشعرية :
إذا سيطر على نفس الشاعر موضوع أو فكرة أو
مشهد من مشاهد الحياة و عمق شعوره و انفعاله به و استغرق فيه متأملا مفكرا و أصغى
إلى إيقاع النغم لهذه المعاناة في أعماق نفسه فهذه هي التجربة الشعرية
نرى مثلا "إيليا أبو ماضي" في
قصيدة" الطلاسم " و خاصة في طلاسم البحر يقف أمام ألغاز الوجود حائرا
فيسائل البحر ويدير معه الحوار إلتماسا للوصول إلى أسرار الكون
فهذه تجربة شعرية انفعل فيها الشاعر بهذا
الموقف فجاءت قصيدة معبرة عن معاناة نفسية و صدى للنغم الداخلي الذي هز وجدانه
ومن التجارب الشعرية ما هو ذاتي محض ،
ومنها ما يتجاوز حدود الذاتية الخاصة للشاعر إلى آفاق عامة اجتماعية و إنسانية
نعيم أهل الجنة :
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله عز وجل يقول لأهل الجنة: يا أهل
الجنة، فيقولون: لبيك ربنا وسعديك، والخير في يديك فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما
لنا لا نرضي يا ربنا وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك، فيقول: ألا أعطيكم أفضل
من ذلك؟ فيقولون: وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم
بعده أبدا" متفق عليه
وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه
قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة البدر، وقال:
"إنكم سترون ربكم عيانا كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته" متفق
عليه
وعن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تبارك وتعالى:
تريدون شيئا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى
ربهم" رواه مسلم
الخاتمة
لغَتـِي
أُعـيذُكِ مِـن لسَـانٍ مُغـــرِضٍ أو
دعـوةٍ أوحـَى بهَـــا الشيطـَــانُ
هــل أنـــتِ إلا
نفحـــةٌ علويـَّـةٌ سبَحَــتْ عَلـَـى أمواجِهــا الأزمَـانُ
لَو لم تَكُونِـي
شَامَــةً بَيــنَ اللغَــى ما
كــانَ طــوَّعَ حرفَــكِ الفُرقَــانُ
وكتبـتِ للإســلامِ
أسمَـــى نهضَــةٍ وحَضَــارَةٍ
أوحَـــى بهَــا الرحمَــنُ
فـترفَّعِـي مَــا
لاَحَ نجــمٌ شــــارقٌ و
تشَامخِي مَـا طـابَ منــكِ لسـَــانُ
وإلى هنا نأتى إلى ختام برنامجنا الإذاعي
لهذا اليوم الطيب المبارك ونتمنى لكم يوما دراسيا موفقا وعملا صالحا متقبلا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء