-----------------------------------------------------------------------------------
(9
) قيمة الاحترام
الحديث
الشريف عن الاحترام
عن أبي مسعود
عقبة بن عمرو البدري الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : "يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء،
فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواء، فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة
سواء، فأقدمهم سنًا، ولا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه، ولا يقعد في بيته على تكرمته
إلا بإذنه" ((رواه مسلم))
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه ، عن جده رضي الله
عنهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من لم يرحم
صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا" ((حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي،)
عن
أبى هريرة رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : - لا تحاسَدُوا ، ولا
تناجَشُوا ، ولا تباغَضُوا ولا تدابَرُوا ، ولا يبِعْ بعضُكمْ على بيعِ بعضٍ ،
وكُونُوا عبادَ اللهِ إخوانًا ، المسلِمُ أخُو المسلِمِ ، لا يَظلِمُهُ ولا
يَخذُلُهُ ، ولا يَحقِرُهُ ، التَّقْوى ههُنا – وأشارَ إلى صدْرِهِ – بِحسْبِ
امْرِئٍ من الشَّرِّ أنْ يَحقِرَ أخاهُ المسلِمَ ، كلُّ المسلِمِ على المسلِمِ
حرامٌ ، دمُهُ ، ومالُهُ ، وعِرضُهُ
كلمة
عن الاحترام
الاحترام هو
أحد القيم الحميدة التي يتميز بها الإنسان، ويعبر عنه تجاه كل شيء حوله أو يتعامل
معه بكل تقدير وعناية والتزام. فهو تقدير لقيمة ما أو لشيء ما أو لشخص ما، وإحساس
بقيمته وتميزه، أو لنوعية الشخصية، أو القدرة، أو لمظهر من مظاهر نوعية الشخصية
والقدرة. يتجلى الاحترام كنوع من الأخلاق أو القيم، كما هو الحال في المفهوم
الشائع «احترام الآخرين» أو مبدأ التعامل بالمثل، لكن هنالك فرق بينة وبين عدة
مصطلحات مثل «الاهتمام والإعجاب» يفضل عدم الخلط بينها ويفضل عدم المبالغة في الاحترام حتى لا يساء
الفهم
-----------------------------------------------------------------------------------
كتاب الإذاعة المدرسية للغة العربية للأستاذ / عبدالرحمن معوض
الاحترام لدى
العرب
مظاهر
الاحترام عديدة وقد تختلف تبعا للعادات والتقاليد. في مقدمتها احترام الصغير
للكبير واحترام المجالس واحترام الضيف إلى درجة التكريم واحترام المرأة. وحتى هذه
لها تفاصيل في التعامل منها ما بقي حتى يومنا هذا ومنها ما تبدل ومنها ما أستحدث
تبعا للحالات الاجتماعية. وقد تأثر مضمون الاحترام عند العرب بصورة كبيرة بالدين
الإسلامي، إذ جعل ثقافة الاحترام جزء أساسيا من منهج الحياة اليومية بل وجزء كبيرا
من العبادات نفسها. وعلى سبيل المثال قرن الله عبادته باحترام الوالدين،
إذ ورد في القرآن الكريم (وَقَضَى رَبُّكَ
أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا
يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ
أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا
جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي
صَغِيرًا )
علامات إظهار
الاحترام
اللغة
يظهر الاحترام
في عدة لغات مختلفة من خلال اتباع بعض الإرشادات، خاصة عند الإشارة إلى الأشخاص
الكلمة
التبجيلية هي كلمة أو تعبير (عادة ضمير) لإظهار الاحترام عند استخدامها للإشارة
إلى شخص أو حيوان. تُستخدم الكلمات التبجيلية للشخص الثاني والثالث، وبصورة أقل مع
الشخص الأول. تحتوي بعض اللغات على صيغ شخص أول معاكسة للتبجيل (مثل «خادمك
المطيع» أو «هذا الرجل غير الجدير بالتبجيل») والتي تهدف إلى تعزيز القيمة النسبية
الممنوحة للشخص الثاني أو الثالث
الاحترام ليس
مجرد كلمة يتم ترديدها في الآفاق، بل هي كلمة تعبر عن مجموعة من التصرفات التي يجب
الالتزام بها في تعاملاتنا اليومية، فيجب احترام المعلم الذي يقدم لنا معلومات
مفيدة تساعدنا على النجاح الدراسي، ويجب علينا احترام والدينا الذين يبذلون الكثير
من الجهد والتضحيات حتى ننعم بحياة جيدة، ويجب علينا احترام زملائنا الذين
يشاركونا أوقاتنا الدراسية ونساعد بعضنا البعض على تبادل المنفعة خلال اليوم
الدراسي، ويجب أن نحترم الصغير والكبير في المجتمع حتى لا تحدث مشكلات تنتج عنها
عواقب كبيرة تهدم المجتمع، فالأمم تبنى على الاحترام والمعرفة
آيات قرآنية
تدعو إلى احترام الآخرين
ثبتت عدة آيات
تأمر باحترام الناس على العموم، منها قوله تعالى: وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً
ومنها قوله:
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ
الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ
فِي الْأَمْرِ
ومنها قوله تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ
بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
ومنها
قوله تعالى: وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
ومنها
قوله لموسى وهارون في شأن فرعون: فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ
يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى
- لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ
يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ
تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ
- يا أيّها الناس إنّا خَلقناكم من ذَكر وأنثى
وجَعلناكم شُعوبًا وقبائل لتعارَفوا إن أكرمَكم عندَ الله اتقاكُم
- وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ
ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ
كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا
وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ
احترام
الآخرين في الإسلام
أمر الإسلام
باحترام الآخرين، ومن صور ذلك ما يأتي
احترام الصغير
عن سهل بن سعد
الساعدي رضي الله عنه: (أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بشرابٍ فشَرِبَ
منه، وعن يمينِه غلامٌ، وعن يسارِه الأشياخُ، فقال للغلامِ: أَتَأْذَنُ لي أن
أُعْطِيَ هؤلاءِ؟ فقال الغلامُ: واللهِ، يا رسولَ اللهِ، لا أُوثِرُ بنصيبي منك
أحدًا. قال: فتَلَه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في يدِه) [صحيح البخاري]
من صور احترام الصغير القيام له، ممّا يدل على
الحرص على مشاعرهم واحترامهم، بالإضافة لزيادة شعورهم بالثقة بأنفسهم، وكرامتهم،
كما أنّه سيبني معاني الرجولة لدى الفتيان منهم، ممّا سيمنعهم عن ارتكاب الأخطاء،
والوقوع في المعاصي
احترام
المجتمع
عن ابن عمر
رضي الله عنهما عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: (لا يقيمُ الرَّجلُ الرَّجلَ من
مجلسِه ثمَّ يجلسُ فيه) [صحيح البخاري]،
ومن صور احترام المجتمع عدم إيذاء شعور الآخرين،
ومن ذلك أيضاً عدم الغيبة، والبهتان، فالغيبة: أن تقول ما فيه دون علمه، والبهتان:
أن تقول ما ليس فيه، والإفك: أن تقول ما بلغك، والبعد عن النميمة وهي نقل الحديث
من جماعة إلى أخرى على وجه الإفساد والشر، لذلك تعد النميمة محرمة، وهي من كبائر
الذنوب، وتكمن الحكمة من تحريم النميمة، في تجنّب كافة ما تجره من عداوة وبغضاء بين
الناس، والتي قد تصل إلى إزهاق الأرواح، وعدم التكبر على الآخرين، أو احتقارهم
احترام الكبير
أمرنا الإسلام
باحترام الكبير، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلي الله
عليه وآله وسلم: (ليسَ منَّا من لم يرحَم صغيرَنا ويعرِفْ شرَفَ كبيرِنا) [صحيح الترمذي]، أي بمعنى أنّه ليس من أخلاقنا
أن لا يحترم الكبير أو يعطى حقه، ومن احترام الكبير الحياء منه
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء