(
3 ) إذاعة مدرسية كاملة عن حرب
اكتوبر 1973 م
مقدمة البرنامج
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام علي
أفضل المرسلين سيدنا محمد سيد الاولين والاخرين
مع إشراقة صباح جديد و يوم حافل بالعلم المفيد
نحييكم ويسعدنا أن نقدم برنامجنا الاذاعي لهذا اليوم
سيظل شهر اكتوبر يذكرنا بأعظم الذكريات، ذكريات
النصر الكبير، ذكريات استرداد الكرامة المصرية والعربية، ذكريات البطولات
والتضحيات
شعبنا الحر الذي كان
طعينا طاوي
الصدر علي الجرح سنينا
عاد عملاقا
قويا شامخا
عالي الرايات لا يحني الجبينا
حينما اطلق فرسان
الحمي
يكتبون المجد في صفحه سينا
حينما قيل اعبروا
فاندفعو
يصنعون الفجر والنصر المبينا
* أولى فقراتنا ( القرآن
الكريم والطالب /
كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا
شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ
وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (216 ) يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ
الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ
وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ
اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى
يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ
فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ
وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ( 217) )
يا اخي الزاحف بالارض
الحبيبه مرجعا للام سيناء
الحبيبه
قد محوت العار عن
اعراضنا بازلا
روحك للمجد ضريبه
ساعه التحرير دقت
فاذا
كل فرد صار في الجيش كتيبه
انه البعث يدوي
صوته وبنود
النصر تعلونا مهيبه
ومع الحديث الشريف والطالب /
عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
: (( ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما في الأرض من شيء إلا الشهيد,
يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات, لما يرى من الكرامة )) رواه البخاري ومسلم
ومع الدعاء والطالب :
اللَّهُمَّ
آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ
رَّبَّنَا
إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ
فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا
وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ
اللهمَّ إني
عبدُك، وابن عبدِك، وابن أَمَتِك، ناصيتي بيدِك، ماضٍ فيَّ حكمُك، عدلٌ فيَّ
قضاؤُك
اللَّهُمَّ
اغْفِرْ لي ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ، وجِلَّهُ، وأَوَّلَهُ وآخِرَهُ وعَلانِيَتَهُ
وسِرَّهُ
اللّهم إنّي
أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجأة نقمتك، وجميع سَخطك
رَبَّنَا
اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا
تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ
رَّحِيمٌ
ومع الحكمة والطالب :
ولا خيرَ فيمن لا يحبُّ بلادَهُ ولا في
حليفِ الحب إن لم يتيم
ومن تؤوِهِ دارٌ فيجحدُ فضلها يكن
حيواناً فوقه كل أعجمِ
ألم ترَ أنَّ الطيرَ إن جاءَ عشهُ فآواهُ
في أكنافِهِ يترنم
وليسَ من الأوطانِ من لم يكن لها
فداء وإن أمسى إليهنَّ ينتمي
-------------------------------------------------------------------------------
كتاب الإذاعة المدرسية للغة العربية للأستاذ / عبدالرحمن معوض
ومع الكلمة والطالب /
الضربة الجوية الأولى
وفى الساعة التاسعة والنصف صباح يوم 6 أكتوبر دعا اللواء محمد حسنى مبارك
قادة القوات الجوية إلى اجتماع عاجل فى مقر قيادته وألقى عليهم التلقين النهائى لمهمة
الطيران المصرى ، وطلب منهم التوجه إلى مركز العمليات الرئيسى كى يأخذ كل منهم مكانه
هناك استعداد لتنفيذ الضربة الجوية المنتظرة التى كان نجاحها يعنى نجاح خطة المفاجأة
المصرية وبدء معركة التحرير . وفى الساعة الثانية من بعد ظهر السادس من أكتوبر انطلقت
أكثر من 200 طائرة مصرية من 20 مطارا وقاعدة جوية فى مختلف أرجاء أنحاء الجمهورية
. وعن طريق الترتيبات الدقيقة والحسابات المحكمة التى أجرتها قيادة القوات الجوية تم
لهذا العدد الضخم من الطائرات عبور خط المواجهة على القناة فى لحظة واحدة على ارتفاعات
منخفضة جدا ، وكانت أسراب المقاتلات القاذفة والقاذفات المتوسطة تطير فى حماية أسراب
المقاتلات ، وقد استخدمت فى الضربة التى تركزت على الأهداف الإسرائيلية الحيوية فى
عمق سيناء طائرات طراز ميج 17 وميج 21 وسوخوى 7 وسوخوى 20 ، وفى الساعة الثانية وعشرين
دقيقة عادت الطائرات المصرية بعد أداء مهمتها خلال ممرات جوية محددة تم الاتفاق عليها
بين قيادة القوات الجوية وقيادة الدفاع الجوى من حيث الوقت والإرتفاع
هذا وقد نجحت الضربة الجوية فى تحقيق أهدافها بنسبة 90 % ولم تزد الخسائر
على 5 طائرات مصرية ، وكانت نتائج الضربة وفقا لما ورد فى المراجع الموثوق بصدقها هى
شل ثلاثة ممرات رئيسية فى مطارى المليز وبير تمادا بالإضافة إلى ثلاث ممرات فرعية وإسكات
حوالى 10 مواقع بطاريات صواريخ أرض جو من طراز هوك وموقعى مدفعية ميدان ، وتدمير مركز
القيادة الرئيسى فى أم مرجم ومركز الإعاقة والشوشرة فى أم خشيب وتدمير إسكات عدد من
مراكز الإرسال الرئيسية ومواقع الرادار
وقد اشتركت بعض القاذفات التكتيكية ( إل 28 ) فى الضربة الجوية وركزت قصفها
على حصن بودابست الإسرائيلي ( من حصون بارليف ، ويقع على الضفة الرملية شرق مدينة بور
فؤاد )ـ
وكان من المقرر القيام بضربة جوية ثانية ضد العدو يوم السادس من أكتوبر قبل
الغروب ، ولكن نظرا لنجاح الضربة الأول فى تحقيق كل المهام التى أسندت إلى القوات الجوية
لذا قررت القيادة العامة إلغاء الضربة الثانية
وقد اضطرت القيادة الإسرائيلية الجنوبية فى سيناء إلى استخدام مركز القيادة
الخلفى بعد ضرب المركز الرئيسى فى أم مرجم ، كما أصبح مركز الإعاقة والشوشرة فى العريش
هو المركز الوحيد المتبقى لإسرائيل فى سيناء بعد تدمير مركز الإعاقة والشوشرة فى أم
خشيب)
النابالم سائل
هو مستحضر من سوائل قابلة للاشتعال، تغلب عليه صفة البنزين الهلامي وهي مادة
رافضة للماء ومقاومة للبلل، مما يجعلها عسيرة على الإطفاء ويستخدم سلاحاً في الأعمال
القتالية . والنابالم مادة كثيفة تشكل عند مزجها بالبنزين هلاماً لزجاً سريع الاشتعال
بطيء الاحتراق يلتصق بالسطوح، وتصل درجة حرارته إلى أكثر من 1100ْمئوية. ويستخدم في
قاذفات اللهب والقذائف الحارقة وقنابل الطائرات
ابتكر النابالم في الولايات المتحدة على يد فريق من أساتذة جامعة هارفرد بإشراف
لويس فيزر و تنفجر قنبلة النابالم الساقطة
من السماء وتلتهب وتنثر النابالم المحروق على نطاق واسع. ويلتصق البنزين الهلامي بكل
شيء يمسه ويحرقه بشدة. ويسبب النابالم الموت من جراء الحروق والاختناق. كما تستعمل
قاذفات اللهب التي يحملها جنود المشاة قنابل النابالم
إضافة إلى أن تميز الوقود المكثف بالارتداد عن السطوح يزيد من تأثير النابالم
في المناطق المعمورة. وهناك نوعان من النابالم: نابالم ذو مكثِّف يقوم على صابون الألمنيوم
ومكثف تعددي polymeric أساسه الزيت. ويحترق لمدة 15ـ30 ثانية يستمر احتراق النابالم «ب» مدة تزيد
على 10 دقائق مشكلاً فقاعات نارية أقل عدداً، تلتصق على السطوح، وتؤدي إلى نتائج تدميرية
أكبر
تصل درجة حرارة احتراق النابالم إلى أكثر من 1200ْمئوية ويمكن إضافة مواد
أخرى لتحسينه مثل
مسحوق الألمنيوم ، أو الفسفور أو المغنيزيوم
الأضرار
إن أضرار الإصابة بالنابالم ليست محصورة بحرق جسد المصاب بها فقط ، وإن كان
ذلك هو التأثير الأكبر لها ، والحروق التي تسببها النابالم لا تكون من الدرجة الأولى
- أي الطفيفة - بل تشكل حروق الدرجة الثانية والثالثة ما نسبته 15% من الإصابات، في
حين تشكل حروق الدرجة الرابعة ما نسبته 75%، أما الدرجة الخامسة فتشكل 10% من نسبة
الإصابات، كما أنها تحرق مساحات كبيرة من جلد المصاب، حيث وصلت نسبة ما حُرق من الجلد
عند 25% من المصابين بالنابالم في الحرب الفيتنامية إلى 100%، وفرصة النجاة لمثل هؤلاء
تعد معدومة بالمقاييس الطبية
وأضرار قنابل النابالم تتعدى الحروق - وإن كانت هي الأضرار الرئيسة كما ذكرنا
- فمن الآثار الملازمة للإصابة
1-
تسمسم الجهاز التنفسي بـ "أول أوكسيد الكربون" والذي ينتج عن احتراق مكونات
القنبلة، مما يشعر المصاب أولاً بضيق في التنفس ثم يسقط مغشياً عليه أخيراً، ليموت
مختنقاً إن لم يمت محروقا. وأولئك الذي يستنشقون الدخان الناتج عن النابالم ولا يحاولون
تجنبه غالباً ما يتعرضون لحروق في القصبة الهوائية
الإصابة غالباً بفقر الدم 3-
تتأثر تركيبة عظام المصاب 4- ضعف في الذاكرة.2-
المهندسون العسكريون فى حرب أكتوبر 1973م
فى الساعة 1420 من السادس من أكتوبر عبرت الموجة الأولى من القوات
المهاجمة قناة السويس ومعها عناصر من المهندسين العسكريين لتأمين مرور المترجلين
فى حقول الألغام المعادية ، ثم عادت القوارب لتنقل الموجات التالية
وجدير بالذكر أنه خلال ساعتين من انطلاق الشرارة الأولى كان حجم قوات
المهندسين العسكريين التى عبرت القناة ، والتى راحت تعمل فوق سطح الساتر الترابى
وفوق صفحة القناة قد تجاوز الخمسة عشر ألف مقاتل من المهندسيين العسكريين من مختلف
التخصصات
وفى الموجة الثانية عبرت ثمانون وحدة هندسية فى قواربهم الخشبية بالأفراد
والمضخات والخراطيم وخلافها من مهمات فتح الممرات فى الساتر الترابى
كان رجال المهندسين يعملون تحت تهديد نيران العدو ، بينما وجوههم وأجسامهم
مغطاة بالطين ، والمضخات التى سميت مدافع المياه فى أيديهم يشقون الساتر الترابى .
لقد استخدموا 350 مضخة مياه فى مواجهة الجيشين ( الثانى والثالث ) للقيام بهذا
العمل ، وكلما سقط شهيد او جريح منهم حل محله مقاتل آخر فورا واستمر العمل
تمكن هؤلاء الرجال من فتح أكثر من ثلاثين ممرا خلال عدة ساعات منذ بدء
القتال ، يتهايل من كل ممر ـ فتحة ـ 1500 متر مكعب من الرمال ، واستمروا فى عملهم
حتى فتحوا باقى الممرات المطلوبة وعندما وصل عدد الممرات التى تم إنجاز العمل فيها
إلى ستين ممرا ، كان المهندسون قد قاموا بتجريف 90 ألف متر مكعب من الرمال
وبدأ رجال المهندسين فى إنشاء الكبارى فى المواقع المحددة لها على القناة
وكما كان النجاح فى فتح الممرات فى الساتر الترابى أمرا ضروريا لتشغيل المعديات
وإنشاء الكبارى ، فقد كان إنشاء الكبارى أمرا محتما لنجاح العملية الهجومية ومن
هنا عمل وحدا ت المهندسين سواء لفتح الممرات أو إنشاء الكبارى من أهم وأخطر مراحل
الاقتحام والهجوم
لم يقتصر الأمر على إنشاء الكبارى الثقيلة بل أقام المهندسون طبقا للخطة
عددا مماثلا من الكبارى الخفيفة لعبور العربات الخفيفة عليها وفى نفس الوقت تجذب
نيران مدفعية العدو وقنابل وصواريخ طائراته بعيدا عن الكبارى الثقيلة ..... نجح
رجال المهندسين فى إنشاء أول كوبرى ثقيل فى حوالى الساعة الثامنة والنصف مساء أى
بعد حوالى ست ساعات من بدء الاقتحام . وفى حوالى الساعة العاشرة والنصف أى بعد
ثمانى ساعات من بدء الاقتحام كان المهندسون قد أتمموا انشاء ثمانية كبارى ثقيلة
وأربعة كبارى خفيفة ، كما قاموا ببناء وتشغيل ثلاثين معدية وأصبحت قواتنا تتدفق
عليها شرقا ، بينما تعمل وحدات إنشاء الكبارى باقصى طاقتها ، إلى ان أصبح لدينا
فيما بعد عشرة كبارى ثقيلة وعشرة كبارى خفيفة وكان إنجازا عظيما لوحدات المهندسين
يوم 6 أكتوبر
---------------------------------------------------------------------------------------------
كلمة عن خط بارليف
هو سلسلة من التحصينات الدفاعية التي كانت تمتد على طول الساحل الشرقي لقناة
السويس. بُني خط بارليف من قبل إسرائيل بعد احتلالها لسيناء بعد حرب 1967، كان الهدف
الأساسي من بناء الخط هو تأمين الضفة الشرقية لقناة السويس ومنع عبور أي قوات مصرية
إليها
التسمية
سمي الخط بذلك الاسم نسبة إلى حاييم بارليف القائد العسكري الإسرائيلي، وقد
تكلف بناؤه حوالي 500 مليون دولار
التوصيف والتجهيزات
تميز خط بارليف بساتر ترابي ذو ارتفاع كبير - من 20 إلى 22 مترا - وانحدار
بزاوية 45 درجة على الجانب المواجه للقناة، كما تميز بوجود 20 نقطة حصينة تسمى
"دشم" على مسافات تتراوح من 10 إلى 12 كم وفي كل نقطة حوالي 15 جندي تنحصر
مسؤليتهم على الإبلاغ عن أي محاولة لعبور القناة وتوجيه المدفعية إلى مكان القوات التي
تحاول العبور. كما كانت عليه مصاطب ثابتة للدبابات، بحيث تكون لها نقاط ثابتة للقصف
في حالة استدعائها في حالات الطوارئ. كما كان في قاعدته أنابيب تصب في قناة السويس
لإشعال سطح القناة بالنابالم في حالة محاولة القوات المصرية العبور،
وكل نقطة حصينة عبارة عن منشأة هندسية معقدة وتتكون من عدة طوابق وتغوص في
باطن الأرض ومساحتها تبلغ 4000 متراً مربعا وزودت كل نقطة بعدد من الملاجئ والدشم التي
تتحمل القصف الجوي وضرب المدفعية الثقيلة، وكل دشمة لها عدة فتحات لأسلحة المدفعية
والدبابات، وتتصل الدشم ببعضها البعض عن طريق خنادق عميقة، وكل نقطة مجهزة بما يمكنها
من تحقيق الدفاع الدائري إذا ما سقط أي جزء من الأجزاء المجاورة، ويتصل كل موقع بالمواقع
الأخرى سلكيا ولاسلكيا بالإضافة إلى اتصاله بالقيادات المحلية مع ربط الخطوط التليفونية
بشبكة الخطوط المدنية في إسرائيل ليستطيع الجندي الإسرائيلي في خط بارليف محادثة منزله
في إسرائيل
وبسبب كل ما سبق، لم يكن يخطر ببال قادة إسرائيل أن العرب يمكنهم تدمير هذا
الخط الحصين، بل إن بعض الخبراء العسكريين الغربيين بعد دراستهم لتحصينات خط بارليف
والمانع المائي الذي أمامه وهو قناة السويس، قالوا: إنه لا يمكن تدميره إلا إذا استخدمت
القنبلة الذرية
إلا أنه بعد العبور العظيم في 6 أكتوبر، وقف قادة إسرائيل في ذهول بعد أن
دمر هذا الخط الدفاعي خلال ساعات وتبرأ موشى ديان منه: "إن هذا الخط كان كقطعة
الجبن الهش اللواء المهندس باقي زكي يوسف الذي حطم أسطورة خط بارليف فهو صاحب فكرة
استخدام المياه في فتح الساتر الترابي تمهيدا لعبور القوات المصرية إلى سيناء. هذه
الفكرة رغم بساطتها أنقذت 20 ألف جندي مصري علي الأقل من الموت المحقق
-----------------------------------------------------------------------------------
كتاب الإذاعة المدرسية للغة العربية للأستاذ / عبدالرحمن
معوض
إنشاء المعديات والكبارى فى حرب أكتوبر 1973م
لم يكن لدى سلاح المهندسين عقب حرب يونيو 1967 سوى عدد محدود من الكبارى
السوفيتية الصنع وهى الكبارى الثقيلة من طراز تى بى بى لعبور الدبابات وجرارات
المدافع والصورايخ والكبارى الخفيفة ال بى بى لعبور المركبات الخفيفة الحركة ،
وكانت هذه الكبارى بنوعيها من الطراز القديم الذى سبق استخدامه فى الحرب العالمية
الثانية والتى يستغرق تركيبها ما لا يقل عن خمس ساعات ، ولم يحاول السوفيت إمداد
سلاح المهندسين بالكبارى البرمائية الحديثة التى لا يستغرق تركيبها أكثر من ساعة
ونصف الساعة ولم تكن كمية الكبارى التى فى حوزة سلاح المهندسين تزيد على نصف
الكمية اللازمة لعبور الجيشين الثانى والثالث
ولكن مخازنه كانت تضم عددا من الكبارى الإنجليزية الصنع من طراز بيلى سبق
الاستيلاء عليها من مخازن القاعدة البريطانية بقناة السويس عقب العدوان الثلاثى
عام 1956 ونظر لأنها كانت مصممة للاستخدام فى الخطوط الخلفية وكان تركيب الكوبرى
الواحد منها يستغرق 24 ساعة لذلك لم يكن فى الإمكان من الناحية التكتيكية
استخدامها فى عملية عبور القناة
وعلى أثر دراسات تمت على أعلى مستوى من الفكر الهندسى أمكن تحويل كبارى
البيلى الإنجليزية الثقيلة إلى كبارى اقتحام لا يستغرق تركيبها أكثر من بضع ساعات
..... ونتيجة لذلك أصبحت الكبارى التى يمتلكها سلاح المهندسين يتكون ثلثها من طراز
سوفيتى الصنع ، وثلثها من طراز إنجليزى الصنع ، فى حين كان الثلث الآخر صناعة
مصرية خالصة
وكانت المعديات مصممة للانتقال ما بين الشاطئين عن طريق جرها باللنشات ..
وكانت المعديات مخصصة كى تستخدم فى نقل الدبابات والأسلحة الثقيلة ذات الأسبقية
الأولى إلى الشاطىء الشرقى للقناة بعد إتمام فتح الثغرات فى الساتر الترابى وقبل
ساعتين من موعد البدء فى تشغيل الكبارى ، وبعد إتمام تشغيل الكبارى كانت المعديات
مصممة كوسيلة معاونة تبادلية لها
---------------------------------------------------------------------------------------------
كتاب الإذاعة المدرسية للغة العربية للأستاذ / عبدالرحمن
معوض
كيف نجح الجيش المصرى فى سد انابيب
النابالم فى حرب اكتوبر 1973م
كانت من اهم اجزاء الخطة تلك المتعلقة بإفساد انابيب ضخ المواد الملتهبة
"النابلم"والتى اقامها الاسرائيليون على شاطئ القناة وقد صممت هذه الاجهزة
بحيث تضخ على سطح المياه على امتداد القناة مزيجا من النابلم والزيوت سريعة الاشتعال
مع كمية بنزين لتكون حاجزا رهيبا من النيران كالجحيم يستحيل اختراقة . وكالعادة خضع
كل شئ للدراسة والتحليل وجرت تجارب قام بها ابطال الجيش المصري فتم حفر مجرى صغير بنفس
مواصفات قطاع من قناة السويس بمكان ما فى صحراء مصر وتم ضخ كمية من النابلم على سطح
هذا المجرى وقام الابطال بتجربة للعبور وسط هذه النيران لتحديد نسبة الخسائر التى ستمنى
بها القوات اذا عبرت وسط هذا الجحيم وكانت النتائج مخيفة ومخيبة للآمال حيث كانت درجة
الحراة على سطح الماء اثناء اشتعال المادة يصل الى 700 درجةمئوية وقد استشهد عدد من
هؤلاء الابطال دون ان ينجحوا فى عبور المجرى المائي التجريبي فكانوا بالفعل اول شهداء
الحرب .. قبل حتى ان تبدأ. ولم يعد هناك من سبيل لابد من
وقف ضخ هذه المادة البشعة والا كانت الخسائر فادحة .. وكانت هذة الصهاريج الضخمة المعبأة
بالمركب سريع الاشتعال لها صمامات تتحكم فيها طلمبات ضخ "ماصة كابسة" يخرج
منها خط انابيب بقطر 6بوصة وتنتهى بفتحات تحت سطح الماء على مسافات متقاربة فى جميع
النقاط الصالحة للعبور. وسعى جهاز المخابرات لمعرفة تركيب هذه المادة عن طريق الجاسوس
المصري رفعت الجمال الذى ابلغها بقصة هذه الصهاريج منذ بدايةالتفكير فى انشائها وتكتمت
المخابرات المعلومة حتى تأكدت صحتها وكلفت وحدات الاستطلاع بالمضي قدما فى التحقيق
من تفاصيل الموضوع كله، كما طلب من الجمال تكليف احد عملائه برسم مخطط دقيق للانشاءات
وما تحتوية من سوائل ملتهبة كما وصلت الى القاهرة عبر عملية دقيقة عينة من السائل المستخدم
فىالصهاريج. وواصلت المخابرات دورها البارز فى استغلال وتسخير كل معلومة او خبر لخدمة
الهدف الأكبر وبدأت مصر تذيع تفاصيل متتابعة عن فتحات النابلم التى تحيل مياه القناة
الى جحيم مستعر وايقنت المخابرات الاسرائيلية ان تنفيذ الفكرة رغم التكاليف الباهظة
قد ولد فى المصريين إحساسا بإستحالة عبور القناة. وقبل بداية الهجوم بـ 12 ساعة وفى
جنح الظلام عبرت مجموعتان مدربتان من القوات المصرية القناة وقامت الاولى بقطع خراطيم
الطلمبات ونجحت الثانية فى سد فتحات الانابيب بلدائن خاصة سريعة الجفاف وكان الهدف
من ذلك تأمين العملية بشكل مطلق وكان من المتوقع اذا اكتشف العدو تخريب الطلمبات ان
يبذل جهده لاصلاحها دون ان يخطر بباله ان هذا الاصلاح ليس الا عبثا لا طائل من ورائه
بعد ان سدت منافذ الاطلاق. ونجحت الخطة نجاحا باهرا .. وعرف فيما بعد ان موشى ديان
وزير الدفاع الاسرائيلي وبخ الجنرال شموائيل جونين الذى كان قائدا لجبهة سيناء توبيخا
شديدا بسببفشله فى تشغييل اجهزة النابلم وقال له: انك تستحق رصاصة فى رأسك!!".
ولم يكن ديان يعرف انه حتى لو قام الجنرال بإصلاح أجهزته .. فجميع الفتحات المؤدية
الى القناة كانت مغلقة , ان هذه العملية كانت العملية الاكثر تعقيدا في خطة الحرب وكان
الجميع يعلم ان فشل العملية كان سيعرض الحرب كلها للفشل ليس فقط بسبب صعوبة عبور القناة
بل لان الفشل كان سينبه اسرائيل الى حتمية وجدية الحرب قبل وقوعها كما ذكرت ب 12 ساعة
وهي فترة لا باس بها
بطل أنقذ آلاف الجنود من الموت حرقا
في يوم 11 مارس 1971 دعا العميد عادل سوكه قائد الفرقه 21 المدرعه ضباط فرقته
وهيئه أركانه الي اجتماع عاجل
وكان الهدف من الاجتماع هو الاجابه عن سؤال طرحته القياده العامه علي كل الجيش
للاجابه عليه
كيف يمكن تجنب أنابيب النابالم التي قام العدو بتجربتها وأحالت صفحه مياه
القناه إلي لهب حارق تبلغ حرارته 700 درجه مئويه
وفي 6 اكتوبر 73 عبرت قواتنا القناه ولم تظهر أي أثار للنابالم علي صفحه القناه
، وكلنا نعرف دور رجال الضفادع البشريه في سد تلك الأنابيب
ولم نعرف اسم صاحب الفكرة التي أمنت لقواتنا عبورا أمنا لصفحه القناه هو
اللواء دكتور أركان حرب إبراهيم شكيب فيقول :
((
عندما اجتمع بنا قائد الفرقه 21 المدرعه طالبا اجابه عن هذا السؤال الذي تلح عليه القياده
، ظهر لنا ان القياده قد وضعت مسابقه بين فرق الجيش ، والفائز بأحسن فكرة قابله للتنفيذ
سينقذ ألاف من الجنود المصريين من الموت حرقا ، وظهر أفكار من القاده المختلفين ، أفكار
علميه صحيحه لكنها ليست عمليه أو قابله للتنفيذ ، مثل تدمير صهاريج النابالم نفسها
، ومنها استخدام الاسلحه الثقيله في ضرب أماكن السيطرة علي تلك النيران ، ويشهد الله
ان ما حدث لي وقتها هو عبارة عن تدخل الهي وليس من وحي إبداع خاص بي ، فعندما جاء دوري
في الحوار ، تكلمت بعفويه تامه قائلا ان أمامنا 31 نقطه قويه للعدو ، فكل ما يلزمنا
هو 31 ضفدع بشري يقوم بالعبور تحت الماء ليله الحرب ، ومعه ماده سريعه التصلب
ويقوم بسد المواسير من نهايتها ، وبهذه الطريقه نسلم من هذا السلاح المروع
وكمن أصابه مس كهربي ، فقد اندهش العميد عادل سوكه قائد الفرقه 21 بهذ الفكرة
البسيطه ، وطلب مني كتابتها ، فقلت له إنها مجرد أربعه اسطر لا غير ، فأصر علي كتابه
الفكرة وأمر في نفس الوقت بإحضار سيارته ، وغادر مقر المؤتمر متجها إلي قياده الجيش
الثاني علي عجل
فى يوم 6 اكتوبر 73 كانت القوات قد عبرت القناه بسلام وبخسائر اقل من ثلاثمائه
عسكري وضابط بعد أن كانت تقديرات الخبراء السوفيت قبل الحرب بأن خسائر العبور ستكون
في حدود ثلاثون ألف جندي وضابط اغلبهم سيموتون بسبب النابالم
هو الواء أركان حرب الدكتور إبراهيم شكيب والذي هداه الله في ومضه إلهيه كما
يحب أن يذكرها ، فقد ساهم في إنقاذ ثلاثون ألف عسكري مصري من الموت حرقا من نابالم
خط بارليف ، وظل اسمه مدفونا في أدراج التاريخ ، وربما لم نكن لنعرفه حتي ألان
---------------------------------------------------------------------------------------------
البيانات العسكرية الصادرة في6 أكتوبر 1973
البيان الرقم ( 1)
بسم الله الرحمن الرحيم
قام العدو الساعة الواحدة والنصف بعد ظهر اليوم
بمهاجمة قواتنا بمنطقتي الزعفرانة والسخنة بخليج السويس بواسطة تشكيلات من قواته
الجوية عندما كانت بعض من زوارقه البحرية تقترب من الساحل الغربي للخليج، وتقوم
قواتنا حالياً بالتصدي للقوات المغيرة
البيان الرقم (2)
ابسم الله الرحمن الرحيم
رداً على العدوان الغادر الذي قام به العدو ضد
قواتنا في كل من مصر وسوريا يقوم حالياً بعض من تشكيلاتنا الجوية بقذف قواعد للعدو
وأهدافه العسكرية في الأراضي المحتلة
البيان الرقم (3)
بسم الله الرحمن الرحيم
إلحاقاً للبيان رقم (2) نفذت قواتنا الجوية
مهاماً بنجاح وأصابت مواقع العدو إصابات مباشرة وعادت جميع طائراتنا إلى قواعدها
سالمة عدا طائرة واحدة
البيان الرقم (4)
بسم الله الرحمن الرحيم
حاولت قوات معادية الاستيلاء على جزء من أراضينا
غرب القناة وقد تصدت لها قواتنا البرية وقامت بهجوم مضاد ناجح ضدها بعد قصفات
مركزة من مدفعيتنا على النقط القوية المعادية ثم قامت بعض من قواتنا باقتحام قناة
السويس مطاردة للعدو إلى الضفة الشرقية في بعض مناطقها وما زال الاشتباك مستمراً
البيان الرقم (5)
بسم الله الرحمن الرحيم
نجحت قواتنا في اقتحام قناة السويس في قطاعات
عديدة واستولت على نقط العدو القوية بها ورفع علم مصر على الضفة الشرقية للقناة
كما قامت القوات المسلحة السورية باقتحام مواقع
العدو في مواجهتها وحققت نجاحاً مماثلاً في قطاعات مختلفة
البيان الرقم (6)
بسم الله الرحمن الرحيم
نتيجة لنجاح قواتنا في عبور قناة السويس قام
العدو بدفع قواته الجوية بأعداد كبيرة فتصدت لها مقاتلاتنا واشتبكت معه في معارك
عنيفة وقد أسفرت المعارك عن تدمير إحدى عشر طائرة للعدو، وقد فقدت قواتنا عشر
طائرات في هذه المعارك
البيان الرقم (7)
بسم الله الرحمن الرحيم
نجحت قواتنا المسلحة في عبور قناة السويس على
طول المواجهة وتم الاستيلاء على منطقة الشاطئ الشرقي للقناة وتواصل قواتنا حالياً
قتالها مع العدو بنجاح ـ كما قامت قواتنا البحرية بحماية الجانب الأيسر لقواتنا
على ساحل البحر الأبيض المتوسط وقد قامت بضرب الأهداف الهامة للعدو على الساحل
الشمالي لسيناء وإصابتها إصابات مباشرة
البيان الرقم (8)
بسم الله الرحمن الرحيم
قام العدو بعد آخر ضوء اليوم بهجمات مضادة
بالدبابات والمشاة الميكانيكية ضد قواتنا التي عبرت قناة السويس ومن اتجاهات
مختلفة وقد تمكنت قواتنا من صد جميع هذه الهجمات وتدمير العدو وتكبيده خسائر كبيرة
في الأفراد والمعدات ولا زالت قواتنا تقاتل بنجاح من مواقعها على الضفة الشرقية
للقناة
---------------------------------------------------------------------------------------------
البطل أحمد مأمون نجح في تعطيل أنابيب النابالم
من المعوقات التي وضعتها إسرائيل أمام القوات المصرية قبل معارك3791 مواسير
النابالم. وهذه المواسير وضعتها تحت سطح الأرض علي جانب قناة السويس ويسع كل منها002
طن من النابالم والجازولين
وإذا مااشتعلت جعلت من سطح الماء أتونا طافيا يمكن أن تندلع منه ألسنة اللهب
الي ارتفاع متر وترتفع درجة الحرارة الي700 درجة لتحرق القوارب والدبابات البرمائية,
بل إن هذا السعير يمكن أن يشوي الأسماك التي في قاع قناة السويس وتلفح الأشخاص الذين
يبعدون عنها مسافة200 متر
ولكن البطل المصري( أحمد مأمون) كان برتبة رائد مهندس, وتوصل إلي مادة تتجمد
في ماء القناة وأعطاها سرا إلي قائد القوات البحرية المصرية وبدوره أعطاها إلي الرئيس
السادات الذي أقرها, وتم التكتم عليها
وفي الليلة التي سبقت العبور مباشرة قامت الضفادع البشرية بسد فتحات المواسير
والبالغ عددها360 فتحة, ولم تفلح إسرائيل في إشعال حريق واحد طوال العبور
البطل باقي زكي يوسف.. وفتح الثغرات في الساتر الترابي
البطل باقي زكي يوسف.. وفتح الثغرات في الساتر الترابي وإزالة الساتر الترابي
الذي أقامته إسرائيل علي الشاطئ الشرقي للقناة هو المستحيل بعينه.. هكذا صرح الإسرائيليون
لوكالات الأنباء العالمية.. مدعين بأنه لايمكن إزالة هذا الساتر إلا بالقنابل الذرية..
وكبرت الأسطورة في أعينهم وصدقها العالم حتي تحطمت يوم السادس من أكتوبر1973 باستخدام
مياه القناة في تجريف رمال الساتر الترابي لفتح الثغرات بواسطة مضخات خاصة تم تطويرها
فنيا
وكان وراء هذه الفكرة عبقرية أحد الضباط المهندسين بالقوات المسلحة المصرية..
وهو المقدم مهندس( باقي زكي يوسف) حيث قام بعرض فكرته علي قائد فرقته المرحوم لواء
أركان حرب( سعد زغلول عبدالكريم) موضحا له أنه أثناء عمله بالسد العالي من عام1964
وحتي1967 كان يجري استخدام المياه المضغوطة لتجريف جبال الرمال ثم سحبها وشفطها في
أنابيب خاصة من خلال مضخات لاستغلال مخلوط الماء والرمال في أعمال بناء جسم السد العالي..
أما في حالة الساتر الترابي شرق القناة فالمطلوب لفتح الثغرات به هو توجيه مدافع مياه
مضغوطة اليه لتجري رماله الي قاع القناة.. وعن طريق هذه الثغرات يتم عبور المركبات
والمدرعات إلي عمق سيناء.. وعليه فقد طلب قائد الفرقة من البطل( باقي زكي يوسف) إعداد
تقرير فني واف لعرضه علي الرئيس( جمال عبدالناصر) أثناء اجتماعه الأسبوعي بقادة التشكيلات
بمقر القيادة العامة
وبعد عرض الفكرة علي الرئيس وافق علي تجربتها ولاقت نجاحا كبيرا.. وتم تجربتها
بجزيرة البلاح عام1972 حيث تم فتح ثغرة في ساتر ترابي أقيم ليماثل الموجود علي الضفة
الشرقية للقناة واستخدمت مضخات ومعدات من إنتاج شركة ألمانية بعد إقناعها بأن هذه المنتجات
سوف تستخدم في مجالات إطفاء الحرائق. وبعد نجاح التجارب التي زادت علي300 تجربة تم
إقرار الفكرة.. وفي سرية تامة تم تدبير المضخات الميكانيكية والتوربينية, وتدريب الأفراد
والأطقم والمجموعات علي أساليب التنفيذ... ولم تكتشف مخابرات العدو حقيقة مايحدث, وتم
التنفيذ الرائع للفكرة يوم السادس من أكتوبر عام1973 بصورة أذهلت العالم وكان من نتائجها
الفورية التي تحققت في البدايات الأولي لأعمال العبور مايلي
ـ تم الانتهاء من فتح أول ثغرة في الساتر الترابي الساعة السادسة من مساء
يوم السادس من أكتوبر.1973
ـ تم الانتهاء من فتح75% من الممرات المستهدفة(60) ممرا حوالي الساعة العاشرة
من مساء يوم السادس من أكتوبر عام1973 بعد انهيار نحو90000 متر مكعب من الرمال إلي
قاع القناة
ـ عبر أول لواء مدرع من معبر القرش شمال الإسماعيلية
في الساعة الثامنة والنصف من مساء يوم السادس من أكتوبر عام.
خطاب الرئيس محمد أنور السادات بعد حرب أكتوبر 1973
م جزء
من
لست أظنكم تتوقعون مني أن أقف أمامكم لكي نتفاخر معاً ونتباهى
بما حققناه في أحد عشر يوماً من أهم وأخطر، بل أعظم وأمجد أيام تاريخنا، وربما جاء
يوم نجلس فيه معاً لا لكي نتفاخر ونتباهى، ولكن لكي نتذكر وندرس ونعلم أولادنا
وأحفادنا جيلاً بعد جيل، قصة الكفاح ومشاقة، مرارة الهزيمة وآلامها، وحلاوة النصر
وآماله.
نعم سوف يجئ يوم نجلس فيه لنقص ونروى ماذا فعل كل منا في
موقعه ... وكيف حمل كل منا أمانته وأدى دوره، كيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه
الأمة في فترة حالكة ساد فيها الظلام، ليحملوا مشاعل النور وليضيئوا الطريق حتى
تستطيع أمتهم أن تعبر الجسر ما بين اليأس والرجاء
ولست أتجاوز إذا قلت أن التاريخ العسكري سوف يتوقف
طويلاً بالفحص والدرس أمام عملية يوم السادس من أكتوبر 1973 حين تمكنت القوات
المسلحة المصرية من اقتحام مانع قناة السويس الصعب، واجتياح خط بارليف المنيع
وإقامة رؤوس جسور لها على الضفة الشرقية من القناة بعد أن أفقدت العدو توازنه كما
قلت في ست ساعات لقد استعادت الأمة الجريحة شرفها
لقد كانت المخاطرة كبيرة وكانت التضحيات عظيمة ولكن النتائج
المحققة لمعركة هذه الساعات الست الأولى من حربنا كانت هائلة. فقد العدو المتغطرس
توازنه إلى هذه اللحظة. استعادت الأمة الجريحة شرفها. تغيرت الخريطة السياسية للشرق
الأوسط
أقول باختصار: إن هذا الوطن يستطيع أن يطمئن ويأمن بعد خوف،
أنه قد أصبح له درع وسيف.
عندما نتحدث عن السلام فلابد لنا أن نتذكر ولا ننسى، كما لابد
لغيرنا إلاّ يتناسى حقيقة الأسباب التي من أجلها كانت حربنا . وقد تأذنون لي أن
أضع بعض هذه الأسباب محددة قاطعة أمام حضراتكم
أولاً: أننا حاربنا من أجل السلام .. حاربنا من أجل
السلام الوحيد الذي يستحق وصف السلام، وهو السلام القائم على العدل، وأن عدونا
يتحدث أحياناً عن السلام، ولكن شتان ما بين سلام العدوان وسلام العدل
أن السلام لا يفرض. وسلام الأمر الواقع لا يقوم ولا يدوم.
السلام بالعدل وحدة، والسلام ليس بالإرهاب مهما أمعن في الطغيان. ومهما زين له
غرور القوة أو حماقة القوة
قواتنا العسكرية تتحدى اليوم قوتهم العسكرية، وها هم في حرب
طويلة ممتدة، وهم أمام استنزاف نستطيع نحن أن نتحمله بأكثر وأوفر مما يستطيعون
وها هم .. عمقهم معرض إذا تصورا أن في استطاعتهم تخويفنا
بتهديد العمق العربي
إننا لسنا دعاة إبادة كما يزعم العدو
وربما أضيف لكي يسمعوا في إسرائيل أننا لسنا دعاة إبادة كما
يزعمون، أن صواريخنا المصرية عابرة سيناء من طراز ظافر موجودة الآن على قواعدها،
مستعدة للإطلاق بإشارة واحدة إلى أعماق الأعماق في إسرائيل
ولقد كان في وسعنا منذ الدقيقة الأولى للمعركة أن نعطي الإشارة
ونصدر الأمر خصوصاً وأن الخيلاء والكبرياء الفارغة أوهمتهم بأكثر مما يقدرون على
تحمل تبعاته، لكننا ندرك مسؤولية استعمال أنواع معينة من السلاح، ونرد أنفسنا
بأنفسنا عنها، وأن كان عليهم أن يتذكروا ما قلته يوماً وما زلت أقوله، "العين بالعين
والسن بالسن والعمق بالعمق"
ثانياً: إننا لم نحارب لكي نعتدي على أرض غيرنا وإنما حاربنا
ونحارب وسوف نواصل الحرب لهدفين أثنين
الأول: استعادة أراضينا المحتلة سنة 1967
الثاني: أيجاد السبيل لاستعادة واحترام الحقوق المشروعة
لشعب فلسطين
الخاتمة
يا بناه النصر صناع
السلام ياحماه
الحق من بغي الئام
من سنا نيرانكم قد
اشرقت
عزه العرب الميامين الكرام
الملاين التي تزهي
بكم
شاقها تقبيلكم شوق الهيام
ضفرت من حبها
اكليلكم
وحبتكم قلبها اسمي وسام
إلى هنا نأتى إلى
ختام برنامجنا الإذاعى لهذا اليوم الطيب المبارك وفى الختام نستودعكم الله الذى
لاتضيع ودائعه , ونتمنى لكم يوما دراسيا
موفقا , وعملا صالحا متقبلا والسلام عليكم
معلومات إضافية عن حرب أكتوبر
حرب
الاستنزاف
حرب الاستنزاف هي حرب استمرت ثلاث سنوات ونصف، شنتها القوات المصرية على القوات
الإسرائيلية في سيناء عقب هزيمة حرب 1967. قامت الحرب على أساس استنزاف قدرات الجيش
الإسرائيلي وليس على أساس المواجهة المباشرة ومنعه من الوصول إلي غرب القناة. تضمنت
الحرب ثلاث مراحل رئيسية هي مرحلة الصمود، ثم مرحلة المواجهة والدفاع، وأخيرا مرحلة
الردع والحسم. نجحت مصر خلال تلك الفترة في استكمال بناء منظومة الدفاع الجوى المصري،
وتحريك حائط صواريخ الدفاع الجوى إلى قرب حافة الضفة الغربية للقناة، وتنفيذ عدة عمليات
لعبور الشاطئ الشرقي للقناة داخل عمق سيناء، كما أعادت بناء قواتها الجوية، وأعادت
تنظيم وتدريب القوات المسلحة. خلال عمليات تلك الفترة استشهد الفريق عبد المنعم رياض
رئيس أركان حرب القوات المصرية وهو على الخطوط الأمامية للجبهة في موقع المعدية رقم
6 بمنطقة الإسماعيلية أثناء معارك المدفعية يوم 9 مارس/آذار 1969
مبادرة روجرز
في 5 يونيو/حزيران 1970 قدمت الولايات المتحدة الأمريكية مبادرة عن طريق وزير
خارجيتها وليام روجرز لإيقاف النيران لمدة 90 يوم بين مصر وإسرائيل وأن يدخل الطرفان
في مفاوضات جديدة لتنفيذ القرار 242. استجاب الطرفان لإيقاف النيران في 8 أغسطس/آب
1970 إلا أن إسرائيل لم تفي بالشق الثاني، وتم تمديد وقف إطلاق النار لثلاثة أشهر أخرى
تنتهي في 4 فبراير/شباط 1971 ثم مددت لشهر واحد ينتهي في 7 مارس/آذار 1971، حيث أعلنت
مصر رفضها تمديد وقف إطلاق النار مرة أخرى واستمرار حالة اللاسلم واللاحرب.]
مقدمات الحرب
في 28 سبتمبر/أيلول 1970 توفي الرئيس جمال عبد الناصر، وانتخب نائبه أنور
السادات رئيساً لمصر في 15 أكتوبر/تشرين الأول
عقد السادات النية على دخول الحرب وأعلن ذلك في عدة مناسبات منها إعلانه في
22 يونيو/حزيران 1971 أن عام 1971 هو عام الحسم،وكلامه أمام المجلس الأعلى للقوات المسلحة
في 24 أكتوبر/تشرين الأول 1972 الذي أوضح فيه وجوب تجهيز القوات المسلحة لدخول الحرب.
في عام 1973 قرر الرئيسان المصري أنور السادات والسوري حافظ الأسد اللجوء
إلى الحرب لاسترداد الأرض التي خسرتها الدولتان في حرب حرب 1967، فقرر مجلس اتحاد الجمهوريات
العربية في 10 يناير/كانون الثاني 1973 تعيين الفريق أول أحمد إسماعيل علي قائداً عاما
للقوات الاتحاديةوخلال يومي 22 و23 أغسطس/آب 1973 اجتمع القادة العسكريون السوريون
برئاسة مصطفى طلاس وزير الدفاع مع القادة العسكريين المصريين برئاسة أحمد إسماعيل علي
في الإسكندرية سراً ليشكلوا معاً المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية والسورية المكون
من 13 قائد، وذلك للبت في الموضوعات العسكرية المشتركة والاتفاق النهائي على موعد الحرب،
واتفق في هذا الاجتماع على بدء الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 1973، وخلال اجتماع السادات
مع الأسد في دمشق يومي 28 و29 أغسطس/آب اتفقا على أن يكون يوم 6 أكتوبر/تشرين الأول
1973 هو يوم بدء الحرب.
ميزان القوى
لا يزال تقدير القوات المشاركة في حرب أكتوبر على الجبهتين المصرية والسورية
بدقة أمراً صعباً، نظراً لأن بعض الوثائق الخاصة بالحرب لا تزال سرية ولم يسمح بنشرها
بعد، ولذلك اختُلف في تقدير ميزان القوى بين القوات طبقاً للروايات المختلفة حول الحرب،
ولكن يمكن تقدير معظمها على النحو التالي من حيث العدد فقط، مع مراعاة أن نوع التسليح
العربي يختلف تماماً عن نوع التسليح الإسرائيلي في ذلك الوقت المتفوق نوعياً وتكنولوجياً،
وحقيقة أن الولايات المتحدة مدت جسراً جوياً مباشراً بينها وبين إسرائيل لتعويض جميع
خسائرها على خلاف ما حدث على الجبهات العربية التي مد إليها الاتحاد السوفيتي جسر جوي
متواضع بالمقارنة مع الإمدادات الأمريكية لإسرائيل، جعل من الصعب تحديد الحجم الدقيق
للقوات. وفي حين تميزت القوات البحرية المصرية بالتفوق العددي في الأسلحة البحرية إلا
أنها لم تشارك بشكل مباشر ومناسب بالعمليات الحربية بسبب التفوق الجوي الإسرائيلي الذي
كبح قدرة القطع البحرية المصرية على التحرك والمناورة بحريّة، وذلك فيما عدا الحصار
البحري الذي فرضته مصر على إسرائيل من خلال إغلاق مضيق باب المندب بوجه الملاحة الإسرائيلية
وعدة عمليات قصف مدفعي أخرى:]
أصيب اللواء / سعد الدين مأمون بنوبة قلبية يوم 14 أكتوبر/تشرين الأول، فتولى
اللواء / تيسير العقاد قيادة الجيش الثاني بالإنابة خلال أيام 14-16 أكتوبر/تشرين الأول
وحتى تعيين اللواء / عبد المنعم خليل قائداً للجيش الثاني في 16 أكتوبر/تشرين الأول
الدفاعات الإسرائيلية (خط بارليف)
أنشأ الإسرائيليون سد ترابي على الضفة الشرقية لقناة السويس بارتفاع يصل في
الأماكن المهمة إلى 20 م، وبميل يتراوح ما بين 45 و65 درجة بهدف منع عبور أي مركبة
برمائية من القناة إلى الضفة الشرقية. وعلى طول هذا السد الترابي بني خط دفاعي قوي
أطلق عليه "خط بارليف" يتكون من 35 حصن تتراوح المسافة بينهم ما بين متر
في الاتجاهات المهمة و5 كم في الاتجاهات الغير مهمة على طول القناة، وفي منطقة البحيرات
المرة تباعدت هذه الحصون لتصل المسافة بينها ما بين 5 إلى 10 كم
كانت تلك الحصون مدفونة في الأرض وذات أسقف يمكنها تحمل قصف المدفعية وكانت
تحيط بها الألغام والأسلاك الشائكة الكثيفة لتصعيب مهمة الاقتراب منها، وتمكينها من
غمر القناة بالنيران الكثيفة لمنع أي مهمة عبور للقوات المصرية، وبين تلك الحصون كانت
هناك مرابض للدبابات يفصل بين كل منها 100 متر يمكن للقوات الإسرائيلية احتلالها في
حالات التوتر لصد الهجمات
كفل تصميم الخط الدفاعي للدبابات الإسرائيلية التحرك بحرية من مربض لآخر دون
أن تراها القوات المصرية من الجانب الغربي للقناة، كما تم تزويد تلك الحصون بمؤن وذخيرة
تجعلها تكتفي ذاتياً لمدة سبعة أيام، وتم تأمين وسائل اتصالها بشكل جيد مع قياداتها
بالخطوط الخلفية. وخصصت القيادة الإسرائيلية لواء مشاة لاحتلال تلك الحصون ولواء مدرع
يعمل كاحتياطي قريب متمركز على بعد 8 إلى 8 كم، ولواءين مدرعين يتمركزان بمنطقة أبعد
على بعد 25 إلى 30 كم.
التخطيط
حينما تولى السادات منصب الرئاسة عام 1970 لم تكن القيادة العسكرية المصرية
تمتلك خططاً عسكرية لمهاجمة القوات الإسرائيليةوالتي تحتل شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة
منذ حرب 1967 وكل ما كانت تمتلكه هو خطة دفاعية اطلق عليها اسم "الخطة
200"، بجانب خطة تعرضية تسمى "جرانيت" والتي تشمل القيام ببعض الغارات
على مواقع القوات الإسرائيلية في سيناء إلا أنها لم تكن بالمستوى الذي يسمح بتسميتها
خطة هجومية
بدأ الإعداد للخطط الهجومية المصرية عقب تولي الفريق سعد الدين الشاذلي منصب
رئيس أركان حرب القوات المسلحة في 16 مايو/أيار 1971 والذي بدأ مهام عمله بدراسة الإمكانيات
الفعلية للقوات المسلحة المصرية ومقارنتها بالمعلومات المتاحة عن قدرات الجيش الإسرائيلي
وذلك بهدف الوصول إلى خطة هجومية واقعية تتماشى مع الإمكانيات المتاحة للقوات المصرية
في ذلك الوقت. وخلص الشاذلي من دراسته وطبقاً للإمكانيات المتاحة بأن المعركة يجب أن
تكون محدودة وأن يكون هدفها عبور قناة السويس وتدمير خط بارليف ثم اتخاذ أوضاع دفاعية
بمسافة تتراوح ما بين 10 و12 كم شرق القناة وأن تبقى القوات في تلك الأوضاع الجديدة
إلى أن يتم تجهيزها وتدريبها للقيام بالمرحلة التالية من تحرير الأرض.
عرض الشاذلي فكرته على وزير الحربية الفريق
أول محمد صادق،إلا أنه عارضها بحجة أنها ستبقي ما يزيد عن 60,000 كم مربع من أراضي
سيناء بالإضافة إلى قطاع غزة تحت الاحتلال الإسرائيلي فضلاً إلى أنها ستخلق وضع عسكري
أصعب من الوضع الحالي الذي يستند إلى قناة السويس باعتبارها مانع مائي جيد، وكان يرغب
في التخطيط لعملية عسكرية هجومية تهدف إلى تدمير جميع القوات الإسرائيلية في سيناء
لتحريرها هي وقطاع غزة في عملية واحدة ومستمرة. في نهاية المطاف وبعد نقاشات وجلسات
مطولة تم الوصول إلى حل وسط تمثل في إعداد خطتين الأولى هي "العملية/الخطة
41" التي تهدف إلى الاستيلاء على المضائق الجبلية في سيناء وتم إعدادها بالتعاون
مع المستشارين السوفيت بهدف إطلاعهم على احتياجات القوات المسلحة لتنفيذ الخطة، والثانية
هي "خطة المآذن العالية" التي تهدف إلى عبور قناة السويس وتدمير خط بارليف
واحتلاله واتخاذ أوضاع دفاعية واستنزاف إمكانيات الجيش الإسرائيلي لحين القيام بالمرحلة
التالية من المعركة وتم إعداد تلك الخطة في سرية تامة بعيداً عن المستشارين السوفيت.
وخلال عام 1972 أدخلت تعديلات على "العملية/الخطة 41" وتغير اسمها إلى
"جرانيت 2" ولكن بقي جوهرها كما هو. وركزت القوات المسلحة المصرية على تنفيذ
"خطة المآذن العالية" التي كانت تناسب إمكاناتها في ذلك الوقت، وتغير اسم
الخطة في سبتمبر/أيلول 1973 إلى "الخطة بدر" بعد أن تحدد موعد الهجوم ليكون
السادس من أكتوبر/تشرين الأول في نفس العاموبناءً على هذه الخطة صدر "التوجيه
41" عن رئاسة الأركان المصرية الذي نظم عملية العبور
-----------------------------------------------------------------------------------
كتاب الإذاعة المدرسية للغة العربية للأستاذ / عبدالرحمن
معوض
ما خط بارليف ؟
خط بارليف ليس مجرد خط عادى ولكنه أقوى خط دفاعى فى التاريخ الحديث يبدأ من
قناة السويس وحتى عمق 12 كم داخل شبه جزيرة سيناء وعنه يقول حمدى الكنيسى المراسل الحربى
خلال الحرب ( فعلى امتداد الضفة الشرقية للقناة كان الخط الأول والرئيسى ، وبعده على
مسافة 3 - 5 كم كان هناك الخط الثانى ويتكون من تجهيزات هندسية ومرابض للدبابات والمدفعية
ثم يجىء بعد ذلك وعلى مسافة من 10 - 12 كم الخط الثالث الموازى للخطين الاول والثانى
وكان به تجهيزات هندسية أخرى وتحتله احتياطيات من المدرعات ووحدات مدفعية ميكانيكية
، وكل هذه الخطوط بطول 170 كم على طول قناة السويس) ـ حمدى الكنيسى المراسل الحربى
خلال حرب أكتوبر 1973 من كتابه الطوفان
فى أعقاب يونية 1967 أرسل رئيس تحرير مجلة دير شبيجل الألمانية الغربية خطابا
إلى السيدة جولدا مائير رئيس وزراء إسرائيل قال فيه بكل إنبهار " إننى يا سيدتى
أشعر بالأسف الشديد لأننى أصدرت ملحق المجلة الخاص بالانتصار الإسرائيلى باللغة الألمانية
، إننى سأفرض على المحررين فى دور الصحف التى أملكها أن يتعلموا العبرية ... لغة جيش
الدفاع الذى لا يقهر "ـ
وبعد أيام من حرب أكتوبر فى 22 / 11 / 1973 تقول دير شبيجل الألمانية الغربية
( إن اجتياح المصريين خط بارليف ، جعل الأمة العربية بكاملها تنفض عن نفسها آثار المهانة
التى تحملت آلامها منذ 1967 )ـ
المصدر : ـ كتاب "الطوفان" طبعة 1977 ـ للكاتب والأذاعى المشهور
( حاليا ) والمراسل الحربى خلال حرب أكتوبر 1973 و صاحب أشهر برامج إذاعية فى ذلك الوقت
كصوت المعركة و يوميات مراسل حربى ـ حمدى الكنيسى
كما تقول وكالة اليونايتد برس أن تخلى إسرائيل عن خط بارليف الحصين على الضفة
الشرقية لقناة السويس يعتبر أسوا نكسة عسكرية أصيبت بها فى تاريخها ، وأضافت الوكالة
أن الجنود الإسرائيليين الذين أقاموا وراء خط بارليف كانوا يقولون دائما أنهم يشعرون
باطمئنان تام وأنهم آمنون وراء حصن لا يمكن أقتحامه والآن أصبح هذا الحصن فى أيدى المصريين
الذى يتكون من عدد كبير من الدشم التى تحتوى على ملاعب طائرة وحمامات سباحة وغرف للنوم
ومطابخ ويتساءل رجل الشارع الإسرائيلى الآن هل حقا أصبح المصريون يقيمون حيث كان يقيم
الجندى الإسرائيلى ويأكلون الأطعمة الساخنة ويستمتعون بالماء البارد ويشاهدون الأفلام
ويلعبون الكرة الطائرة ؟
----------------------------------------------------------------------------------
مصر قبل حرب اكتوبر فى سطور
أنتصرت إسرائيل فى حرب 5 يونية عام 1967 واحتلت شبه جزيرة سيناء المصرية ،
ومرتفعات الجولان السورية ، والضفة الغربية للأردن
فقدت مصر أكثر من 85 % من سلاحها الجوى فى حرب يونية
عدم وجود خطة لانسحاب الجيش بالمعركة ادت الى أبادة الكثير من افراد ، ومعدات
الجيش المصرى
الرئيس جمال عبد الناصر يتنحى عن الحكم يوم 9 / 6 / 1967
مظاهرات حب من الجماهير المصرية تطالب الرئيس بالاستمرار فى الحكم
تعيين الفريق أول محمد فوزى قائد عاما للقوات المسلحة بدلا من عبدالحكيم عامر
، والفريق عبد المنعم رياض رئيس للأركان فى 11 يونيو 1967
عبد الناصر يلجأ للأتحاد السوفيتى فى 21 / 6 / 1967 لإعادة تسليحه بكل شىء
فالجيش المصرى فقد كل شىء فى 1967
صفقات السلاح تتم فى شكل اتفاقيات وقروض مالية ذات فترات سماح تصل إلى عشرة
سنوات وبفائدة 2.5 بالمائة
وصول الخبراء السوفيت لتدريب الجيش المصرى على السلاح الروسى
معركة رأس العش فى 1 يوليو 1967
مؤتمر القمة العربى فى أغسطس 1967 وبدء مساعدة العرب لمصر
عـبد الحكيم عامر ينتحر فى 13 / 9 / 1967 ومحاكمة شمس بدران وزير الحربية
إغراق المدمرة إيلات فى 21 أكتوبر عام 1967
صدور قرار مجلس الامن رقم 242 فى 22 نوفمبر 1967
مارس 1969 بداية حرب الاستنزاف
يوم 22 يناير 1970 عبد الناصر يسافر إلى موسكو لطلب معدات دفاع جوى للسيطرة
على الطائرات الإسرائيلية
انتهاء مصر من شبكة الدفاع الجوى فى ساعات الليل السابقة للواحدة صباح يوم
الثامن من اغسطس 1970 ، مبادرة روجرز وزير الخاجية الامريكية فى ذلك الوقت ووقف إطلاق
النار يوم الثامن من أغسطس 1970، ونهاية حرب الاستنزاف
العالم العربى والشعب المصرى ينعى فقيد الامة جمال عبد الناصر فى يوم 28 سبتمبر
1970
السادات يتولى الحكم بعد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر متمسكا بمبدأ عبد
الناصر ( ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة )ـ
ثورة التصحيح أو الحرب الداخلية لتصفية الفساد أو ما عرف بمراكز القوى فى
يوم 15 مايو 1971
السادات يحاول استرجاع سيناء بالسلام
الاتحاد السوفيتى لا يفى بوعوده بارسال أسلحة روسية عام 1971 عام الحسم الاول
للسادات الذى لم ينفذ
الاتحاد السوفيتى لا يفى بوعوده فى اواخر عام 1971 بارسال أسلحة لمصر مما
ادى إلى فشل عام الحسم الثانى عام 1972
السادات ينهى خدمة الخبراء السوفيت فى مصر ردا على الاتحاد السوفيتى يوم
8 يوليو 1972
السادات يقيل وزير الحربية فريق أول محمد صادق ويعين فريق أول أحمد إسماعيل
فى اكتوبر 1972
السادات الذئب الباكى والبهلوان فى نظر وسائل الاعلام العالمية
الإعداد للحرب وخطة الخداع للمخابرات الإسرائيلية والأمريكية
حرب أكتوبر1973م
حرب أكتوبر "حرب العاشر من رمضان" كما تعرف في مصر أو حرب تشرين
التحريرية كما تعرف في سوريا أو حرب يوم الغفران (بالعبرية: מלחמת יום כיפור، ميلخمت يوم كيبور) كما تعرف في إسرائيل، هي حرب شنتها كل من مصر وسوريا
على إسرائيل عام 1973 وهي رابع الحروب العربية الإسرائيلية بعد حرب 1948، حرب 1956
وحرب 1967 التي كانت إسرائيل احتلت فيها شبه جزيرة سيناء من مصر وهضبة الجولان من سوريا
إلى جانب الضفة الغربية من الأردن بالإضافة إلى قطاع غزة الخاضع آنذاك لحكم عسكري مصري.
بدأت الحرب يوم السبت 6 أكتوبر/ تشرين الأول 1973 م
الموافق 10 رمضان 1393 هـ بتنسيق هجومين مفاجئين ومتزامنين على القوات الإسرائيلية؛
أحدهما للجيش المصري على جبهة سيناء المحتلة وآخر للجيش السوري على جبهة هضبة الجولان
المحتلة. وساهم في الحرب بعض الدول العربية سواء بالدعم العسكري أو الاقتصادي
عقب بدء الهجوم حققت القوات المسلحة المصرية والسورية أهدافها من شن الحرب
على إسرائيل، وكانت هناك إنجازات ملموسة في الأيام الأولى للمعارك، فعبرت القوات المصرية
قناة السويس بنجاح وحطمت حصون خط بارليف وتوغلت 20 كم شرقاً داخل سيناء، فيما تمكنت
القوات السورية من الدخول إلى عمق هضبة الجولان وصولاً إلى سهل الحولة وبحيرة طبريا.
أما في نهاية الحرب فقد انتعش الجيش الإسرائيلي فعلى الجبهة المصرية تمكن من فتح ثغرة
الدفرسوار وعبر للضفة الغربية للقناة وضرب الحصار على الجيش الثالث الميداني ومدينة
السويس ولكنه فشل في تحقيق أي مكاسب استراتيجية سواء باحتلال مدينتي الإسماعيلية أو
السويس أو تدمير الجيش الثالث أو محاولة رد القوات المصرية للضفة الغربية مرة أخرى،
أما على الجبهة السورية فتمكن من رد القوات السورية عن هضبة الجولان واحتلالها مرة
أخرى
تدخلت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي لتعويض خسائر الأطراف المتحاربة،
فمدت الولايات المتحدة جسراً جوياً لإسرائيل بلغ إجمالي ما نقل عبره 27895 طناً، في
حين مد الاتحاد السوفيتي جسراً جوياً لكل من مصر وسوريا بلغ إجمالي ما نقل عبره
15000 طناً. وفي نهاية الحرب تم وقف إطلاق النار بعد
-----------------------------------------------------------------------------------
كتاب الإذاعة المدرسية للغة العربية للأستاذ /
عبدالرحمن معوض
مماطلات وخداع من الجانب
الإسرائيلي
انتهت الحرب رسمياً بالتوقيع على اتفاقيات فك الاشتباك بين جميع الأطراف.
ومن أهم نتائجها تحطم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر التي كان يدعيها القادة
العسكريين في إسرائيل، وتوقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في 26 مارس/آذار
1979، واسترداد مصر لسيادتها الكاملة على سيناء وقناة السويس في 25 أبريل/نيسان
1982، ما عدا طابا التي تم تحريرها عن طريق التحكيم الدولي في 19 مارس/آذار 1989
سميت الحرب في مصر حرب السادس من أكتوبر تيمناً بالشهر الميلادي الذي نشبت
فيه الحرب أو حرب العاشر من رمضان تيمناً بالشهر الهجري الموافق لنفس التاريخ. وتعرف
الحرب في سوريا باسم حرب تشرين التحريرية تيمناً بالشهر السرياني الموافق لتاريخ الحرب.
فيما تعرف الحرب في إسرائيل باسم حرب يوم الغفران (بالعبرية: מלחמת יום כיפור، ميلخمت يوم كيبور) نظراً لموافقة تاريخ بدأ الحرب عيد يوم الغفران اليهودي
اختيار موعد
الحرب
عملت هيئة عمليات القوات المسلحة منذ تكليف السادات للقوات المسلحة بالاستعداد
للحرب في مؤتمر الجيزة يوم 24 أكتوبر/تشرين الأول 1972 على تحديد أنسب التوقيتات للهجوم،
وذلك بناءً على عدة عوامل منها الموقف العسكري الإسرائيلي وحالة القوات المصرية والمواصفات
الفنية للقناة من حيث حالة المد والجزر وسرعة التيار واتجاهه والأحوال الجوية، وذلك
بهدف تحقيق أفضل الظروف للقوات المصرية وأسوأها للقوات الإسرائيلية، مع مراعاة أن يناسب
التاريخ الجبهة السورية أيضاً. بناءً على العديد من الدراسات حددت شهور مايو/أيار وأغسطس/آب
وسبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول كأنسب الشهور للهجوم، وكان أفضلها شهر أكتوبر/تشرين
الأول 1973 لعدة أسباب منها أنه أفضل الشهور بالنسبة لحالة المناخ على الجبهتين المصرية
والسورية، كما تجرى فيه الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية التي تجذب لها أفراد الشعب،
وبعد دراسة العطلات الرسمية في إسرائيل حيث تكون قواتها المسلحة في أقل استعداداتها
وُجد أن يوم السبت - عيد الغفران - 6 أكتوبر 1973 م - 10 رمضان 1393 هـ هو الأنسب لأنه
اليوم الوحيد في السنة الذي تتوقف فيه الإذاعة والتليفزيون عن البث، مما سيتطلب إسرائيل
وقتاً أطول لاستدعاء الاحتياطي الذي يمثل القاعدة العريضة لقواتها
الخداع الإستراتيجي
في يوليو/تموز 1972 اجتمع الرئيس السادات مع رئيس المخابرات العامة ومدير
المخابرات الحربية ومستشار الأمن القومي والقائد العام للقوات المسلحة لوضع خطة خداع
استراتيجي تسمح لمصر بالتفوق على التقدم التكنولوجي والتسليحي الإسرائيلي عن طريق إخفاء
أي علامات للاستعداد للحرب وحتى لا تقوم إسرائيل بضربة إجهاضية للقوات المصرية في مرحلة
الإعداد على الجبهة، واشتملت الخطة على ستة محاور رئيسية تضمنت إجراءات تتعلق بالجبهة
الداخلية، إجراءات تتعلق بنقل المعدات للجبهة، إجراءات خداع ميدانية، إجراءات خداع
سيادية، تأمين تحركات واستعدادات القوات المسلحة، توفير المعلومات السرية عن القوات
الإسرائيلية وتضليلها.
التغلب على مشكلات العبور
مثلت قناة السويس مانع مائي صناعي صعب العبور فعرضها ما بين 180 إلى 200 متر،
وأجنابها حادة ومكسوة بالحجارة مما يمنع عبور الدبابات البرمائية، بالإضافة إلى ذلك
أنشأ الإسرائيليون سد ترابي على الضفة الشرقية، وعلى طول هذا السد شيدوا خط دفاع أطلقوا
عليه "خط بارليف". استندت خطة العبور إلى فتح الثغرات في الساتر الترابي
لإنشاء رؤوس الكباري وتسهيل عبور المشاة والمعدات والمركبات باستخدام فكرة بسيطة ولكن
فعالة وهي التجريف بضغط المياه باستخدام المضخات وخصص لكل ثغرة 5 مضخات يمكنها إزاحة
1500 متر مكعب من الأتربة خلال ساعتين بعدد أفراد من 10 إلى 15 جندي.
للتغلب على النيران المشتعلة على سطح القناة خطط لسد فتحات أنابيب المواد
المشتعلة قبل بدء العمليات، مع ضرب خزاناتها بالمدفعية أثناء فترة تحضيرات المدفعية
التي تسبق الهجوم، وانتخاب نقط عبور فوق اتجاه التيار لتفادي تأثير السائل المحترق.
ولتدعيم المشاة العابرة إلى الضفة الشرقية بالذخيرة والمؤن لحين بدأ عمل الكباري وبدأ
نقل المعدات والأسلحة الثقيلة، تم تغيير الشدات الميدانية لجنود المشاة لتسمح بحمل
أوزان تصل إلى 30 كجم ولتسمح للجندي بالتحرك بيسر داخل أرض المعركة. وتم إمدادهم بعربات
جر يدوي يمكنها حمل 150 كجم من الذخيرة والمعدات ويمكن جرها بواسطة فردين. كما زودوا
بنظرات معتمة يمكن ارتدائها لمواجهة الأضواء المبهرة التي تستخدم لإعاقة ضرباتهم. بالإضافة
إلى سلم الحبال المستخدم في البحرية المصنوع من درجات خشبية وأجناب من الحبال مما يسهل
طيه وحمله ويمنع غوص أرجل الجنود وعرباتهم في رمال السد الترابي.
السادس من أكتوبر
الضربة الجوية
في تمام الساعة 14:00 من يوم 6 أكتوبر/تشرين الأول 1973 نفذت أكثر من 200
طائرة حربية مصرية ضربة جوية على الأهداف الإسرائيلية بالضفة الشرقية للقناة، وعبرت
الطائرات على ارتفاعات منخفضة للغاية لتفادي الرادارات الإسرائيلية. واستهدفت الطائرات
المطارات ومراكز القيادة ومحطات الرادار والإعاقة الإلكترونية وبطاريات الدفاع الجوي
وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة في خط بارليف ومصاف
البترول ومخازن الذخيرة.
تمهيد المدفعية
بعد عبور الطائرات المصرية بخمس دقائق بدأت المدفعية المصرية قصف التحصينات
والأهداف الإسرائيلية الواقعة شرق القناة بشكل مكثف تحضيراً لعبور المشاة، فيما تسللت
عناصر سلاح المهندسين والصاعقة إلى الشاطئ الشرقي للقناة لإغلاق الأنابيب التي تنقل
السائل المشتعل إلى سطح القناة، في تمام الساعة 14:20 توقفت المدفعية ذات خط المرور
العالي عن قصف النسق الأمامي لخط بارليف ونقلت نيرانها إلى العمق حيث مواقع النسق الثاني،
وقامت المدفعية ذات خط المرور المسطح بالضرب المباشر على مواقع خط بارليف لتأمين عبور
المشاة من نيرانها.
العبور
في تمام الساعة 18:30 كان قد عبر القناة 2,000 ضابط و30,000 جندي من خمس فرق
مشاة، واحتفظوا بخمسة رؤوس كباري واستمر سلاح المهندسين في فتح الثغرات في الساتر الترابي
لإتمام مرور الدبابات والمركبات البرية، وذلك ما عدا لواء برمائي مكون من 20 دبابة
برمائية و80 مركبة برمائية عبر البحيرات المرة في قطاع الجيش الثالث وبدأ يتعامل مع
القوات الإسرائيلية. في تمام الساعة 20:30 اكتمل بناء أول كوبري ثقيل وفي تمام الساعة
22:30 اكتمل بناء سبع كباري أخرى وبدأت الدبابات والأسلحة الثقيلة تتدفق نحو الشرق
مستخدمة السبع كباري و31 معدية.
كتاب الإذاعة المدرسية للغة العربية للأستاذ / عبدالرحمن
معوض
السابع من أكتوبر
أنجزت القوات المصرية في صباح يوم الأحد 7 أكتوبر/تشرين الأول عبورها لقناة
السويس وأصبح لدى القيادة العامة المصرية 5 فرق مشاة بكامل أسلحتها الثقيلة في الضفة
الشرقية للقناة، بالإضافة إلى 1000 دبابة، وتهاوى خط بارليف الدفاعي، وتحطمت أسطورة
الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر. وخلال هذا اليوم واصلت القوات المصرية بتوسيع رؤوس
كباري فرق المشاة وسد الثغرات بينها وبين الفرق المجاورة داخل كل جيش. فيما قامت القوات
الخاصة وقوات الصاعقة بتنفيذ ضرباتها المحمولة جواً بمؤخرة القوات الإسرائيلية مما
أرغمه على التحرك ببطء وحذر. كما تم تحسين الموقف الإداري للقوات لإعطائها دفعة قوية
لمعاركها التالية. في أثناء ذلك دعمت القوات الإسرائيلية موقفها على الجبهة ودفعت بـ
5 ألوية مدرعة و300 دبابة لتعويض خسائر الألوية المدرعة الثالثة التي كانت متمركز بالمنطقة.
الهجوم المضاد الإسرائيلي
بحلول يوم 8 أكتوبر/تشرين الأول اندمجت رؤوس كباري الفرق الخمس في رأس كوبريين
في جيشين، وامتد رأس كوبري الجيش الثاني من القنطرة شمالاً إلى الدفرسوار جنوباً، ورأس
كوبري الجيش الثالث من البحيرات المرة شمالاً إلى بورتوفيق جنوباً، وكان رأس كوبري
كل جيش يصل إلى عمق حوالي 10 كم، وظلت هناك ثغرة بين رأسي كوبري الجيشين بطول
30-40 كم، وهي منطقة خارج نطاق مظلة الدفاع الجوي المصري ولذلك كان التحرك داخلها محدود.
حشدت القيادة الإسرائيلية في يوم 8 أكتوبر/تشرين الأول ثمانية ألوية مدرعة
منظمة في ثلاث فرق، فرقتان من ثلاثة ألوية مدرعة الأولى في القطاع الشمالي بقيادة الجنرال
برن أدان، والثانية في القطاع الأوسط بقيادة الجنرال أرئيل شارون، أما الفرقة الثالثة
فمشكلة من لواءين مدرعين في القطاع الجنوبي بقيادة الجنرال ألبرت ماندلر.
وفي هذا اليوم كان حجم القوات المصرية والإسرائيلية يكاد يكون متساوياً من
حيث العدد، حيث كان لدى القيادة الإسرائيلية 960 دبابة، في حين كان لدى القيادة المصرية
1000 دبابة، إلا أن التفوق النوعي كان في صالح الدبابات الإسرائيلية حيث تميزت بأن
جميع مدافعها عيار 105 ملم ومجهزة بوسائل تقدير المسافة والتسديد، في حين اختلفت أعيرة
مدافع الدبابات المصرية ما بين 200 دبابة مدفع عيار 115 ملم، 500 دبابة مدفع عيار
100 ملم، 280 دبابة مدفع عيار 85 ملم، 20 دبابة مدفع عيار 76 ملم، وبالتالي كان للدبابات
الإسرائيلية الأفضلية من حيث مدى المدافع، كما أنها لم تكن مرتبطة تكتيكياً بالدفاع
عن المشاة مما أعطاها حرية المناورة والتحرك من قطاع إلى قطاع خلال ساعات قليلة، فيما
لم تحظى الدبابات المصرية بتلك الميزة نظراً لأن تدريبها كان مقصوراً على معاونة المشاة
والدفاع عنها ورفع القدرات القتالية لفرق المشاة، وهو الوضع الذي اختارته القيادة المصرية
بحيث يناسب ما تمتلكه في ذلك الوقت من تسليح، وثبت نجاح استخدام إمكانيات الدبابات
المصرية ضمن تشكيلات المشاة وتحاشيها لمعارك الدبابات المفتوحة خلال الأيام التالية
للمعركة.
مع إطلالة صباح يوم 8 أكتوبر/تشرين الأول نفذت القوات الإسرائيلية هجومها
المضاد في عدة اتجاهات فهاجمت الفرقة 18 مشاة بقيادة فؤاد عزيز بلواء مدرع في اتجاه
القنطرة، والفرقة الثانية مشاة بقيادة حسن أبو سعدة بلواء مدرع آخر في اتجاه الفردان،
وصدت القوات المصرية الهجوم. وبعد الظهيرة قامت القوات الإسرائيلية بالهجوم بلواءين
مدرعين على الفرقة الثانية مشاة في اتجاه الفردان، بينما هاجم لواء مدرع ثالث الفرقة
16 مشاة في اتجاه الإسماعيلية، وتصدت الفرق المصرية للهجمات بنجاح.
معركة بورسعيد
شهدت بورسعيد يوم 8 أكتوبر/تشرين الأول أشد المعارك بين قوات الدفاع الجوي
المصرية والقوات الجوية الإسرائيلية، حيث بلغ عدد الطائرات الإسرائيلية المهاجمة لبورسعيد
في بعض الطلعات أكثر من 50 طائرة، ونجحت قوات الدفاع الجوي المصرية في إيقاع الكثير
من الخسائر بتلك الطائرات وتشتيت الهجمة الجوية الإسرائيلية على بورسعيد.
معركة الفردان
في 9 أكتوبر/تشرين الأول عاودت القوات الإسرائيلية هجومها ودفعت فرقة أدان
بلواءين مدرعين ضد الفرقة الثانية مشاة ولواء ثالث مدرع ضد الفرقة 16 مشاة بقيادة عبد
رب النبي حافظ في قطاع شرق الإسماعيلية ودارت معركة الفردان بين فرقة آدان والفرقة
الثانية مشاة بقيادة حسن أبو سعدة الذي نصب كميناً للدبابات الإسرائيلية المندفعة نحو
القناة وفتح النار عليها من ثلاث جهات في وقت واحد باستخدام المشاة المحملين بالأسلحة
المضادة للدبابات والدبابات والمدفعية مما اضطر أدان لسحب قواته بعد تكبده خسائر جسيمة
وأسر قائد هجومه العفيد عساف ياجوري.
ولم يشن الإسرائيليون أي هجوم مركز بعد ذلك اليوم. وبذلك فشل الهجوم الرئيسي
الإسرائيلي يومي 8 و9 أكتوبر/تشرين الأول من تحقيق النصر وحافظت فرق المشاة المصرية
على مواقعها شرق القناة. باستثناء هجوم يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول لكتيبة دبابات إسرائيلية
مدعمة بعناصر مشاة في عربات مدرعة على الجناح الأيسر للفرقة الثانية مشاة تم صده وإرغام
قواته على الانسحاب ليلاً.
المعركة
أعاد العدو تنظيم قواته وحاول أدان – فرقة أبراهام أدان المكونة من ثلاث لواءات
مدرعة حوالي 300 دبابة – مرة أخرى الهجوم بلواءين مدرعين ضد فرقة حسن أبو سعدة واللواء
الثالث ضد الفرقة 16 بقيادة العميد عبد رب النبي حافظ في قطاع شرق الإسماعيلية ( الجيش
الثاني ) ودارت معركة الفردان بين فرقة أدان وفرقة حسن أبو سعدة.
أحداث وإنجازات المعركة
العميد
حسن أبو سعدة بأسر العقيد عساف ياجورى
فى يوم 8 أكتوبر 1973 قام العميد حسن أبو سعدة قائد الفرقة الثانية مشاة بالجيش
الثانى بصد الهجوم المضاد الذى قام به لواء 190 مدرع الإسرائيلى ( دبابات هذا اللواء
كانت تتراوح ما بين 75 حتى 100 دبابة وتدمير كافة دباباته واسر قائد إحدى كتائب اللواء
وهو العقيد عساف ياجورى
يتحدث عن ذلك جمال حماد المؤرخ العسكرى ويقول ( كان قرار قائد الفرقة الثانية
يعتبر أسلوبا جديدا لتدمير العدو وهو جذب قواته المدرعة إلى أرض قتل داخل رأس كوبرى
الفرقة والسماح لها باختراق الموقع الدفاعى الامامى و التقدم حتى مسافة 3 كيلومتر من
القناة .. وكان قرار قائد الفرقة الثانية مشاة خطيرا ـ وعلى مسئوليته الشخصية ـ ولكن
المفأجاة فيه كانت مذهلة مما ساعد على النجاح .. و بمجرد دخول دبابات اللواء أرض القتل
أنطلقت عليهم النيران من كافة الاسلحة بأوامر من قائد الفرقة الثانية مشاة حسن أبو
سعدة مما أحال أرض القتل إلى نوع من الجحيم .. و خلال
دقائق تم تدمير معظم دبابات العدو وتم الاستيلاء على 8 دبابات سليمة كما تم اسر العقيد
عساف ياجورى قائد كتيبة النسق الأول من لواء نيتكا ـ 190 مدرع ـ ـ جمال حماد
المؤرخ العسكرى من كتابه المعارك الحربية على الجبهة المصرية
وعن معركة الفردان يقول لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب
أكتوبر 1973 ( اندفعت الدبابات الإسرائيلية لاختراق مواقع أبو سعدة في اتجاه كوبرى
الفردان بغرض الوصول إلى خط القناة ، وكلما تقدمت الدبابات الإسرائيلية ازداد أمل آدان
ـ قائد الفرقة التى يتبعها لواء نيتكا 190 مدرع ـ في النجاح فوجئت القوة
المهاجمة بأنها وجدت نفسها داخل أرض قتل والنيران المصرية تفتح ضدها من ثلاث جهات في
وقت واحد تنفيذا لخطة حسن أبو سعدة .. وكانت المفاجأة الأقوى أن الدبابات المعادية
كان يتم تدميرها بمعدل سريع بنيران الدبابات المصرية والأسلحة المضادة للدبابات والمدفعية
.. كانت الدبابات الإسرائيلية المتقدمة باندفاع شديد تتكون من 35 دبابة مدعمة بقيادة
العقيد عساف ياجورى وهى إحدى الوحدات التى كانت تتقدم الهجوم ، فأصابه الذعر عندما
أصيبت ودمرت له ثلاثون دبابة خلال معركة دامت نصف ساعة في أرض القتل . لم يكن أمام
عساف ياجورى إلا القفز من دبابة القيادة ومعه طاقمها للاختفاء في إحدى الحفر لعدة دقائق
وقعوا بعدها في الأسر برجال الفرقة الثانية وظلت هذه الدبابة المدمرة في أرض المعركة
تسجيلا لها يشاهدها الجميع بعد الحرب
لقد شعرت بالارتياح عندما تبلغ لنا في مركز العمليات عن نجاح معركة الفرقة
الثانية بقيادة حسن أبو سعدة اتصلت به تليفونيا لتقديم التهنئة له على إنجاز فرقته
وتبادلنا حديثا قصيرا امتدح فيه التخطيط وامتدحت فيه التنفيذ .... وقد اسعدنى ما سمعته
منه عن الروح المعنوية لقوات الفرقة وإصرارها على هزيمة العدو ) ـ مذكرات الجمسى
وعنه يقول الرئيس الراحل أنور السادات ( إن الذى قام بهذا العمل قائد من البراعم
الجديدة أسمه حسن أبو سعدة ـ من كتابه البحث
عن الذات..
يوم الأثنين الأسود 8 أكتوبر بقلم عساف ياجورى بصحيفة معاريف عام 1975
يبدو أنه مبنى التليفزيون ، وعندما رفعوا العصابة عن عينى ليبدأ المذيع حواره
معى ، لم استطع فتحهما في البداية لشدة أضواء الكشافات في الاستوديو ، بعد ذلك ألقيت
نظرة على الوجوه المحيطة بى ، كانوا ينظرون إلى بفخر وحب استطلاع . وكان شاب صغير بينهم
يدخن في عصبية ويرمقنى بنظرات حادة ثم يتحدث إلى من معه
بعد انتهاء التسجيل معى للتليفزيون والتسجيل لإذاعة القاهرة الناطقة بالعبرية
قادونى إلى مقر الأسر وقد نظموا لى طوال فترة وجودى عدة رحلات إلى الأهرام و فندق هيلتون
كما التقيت ببعض اليهود الذين لا يزالون يعيشون في مصر وذلك بناء على طلبى
أثناء فترة أسرى كنت أقول لنفسى ترى ماذا حدث لبقية زملائى ترى هل وجدوا طريقهم
إلى النجاة
بعد عودتى من الأسر فوجئت بل أذهلنى حجم الخسائر التى وقعت في صفوفنا ومع
ذلك لم تعلن حتى الآن الارقام الحقيقية لخسائرنا
حائر أنا ..حيرتى بالغة .. كيف حدث هذا لجيشنا الذى لا يقهر وصاحب اليد الطولى
والتجربة العريضة ؟ كيف وجدنا أنفسنا في هذا الموقف المخجل ؟ أين ضاعت سرعة حركة جيشنا
وتأهبه الدائم ؟ ـ من مذكرات عساف ياجورى أشهر أسير إسرائيلى ..
يقول الجنرال إبراهام آدان في كتابه على ضفتى قناة السويس ( كانت أكبر أخطائى
هو هجومى في اتجاه القناة ، لقد احسست في الثامن من أكتوبر بضغوطهم على بينما لم يكن
يحدث مثل ذلك في الحروب السابقة ، ولم يكن أمامى مفر سوى أن استجيب
لم اعرف ان الخطة المتفق عليها في اليوم السابق قد غيرت وبينما كنت في حالة
من التردد إذا باوامر يورى بن آرى ( نائب جونين قائد الجبهة الجنوبية ـ سيناء ـ ) تدفع
بى للإقتراب بقواتى من القناة وأشترطت لهجومى على القناة ضرورة حصولى على معونة جوية
ومساعدة من المدفعية وتدعيمى بكتيبة مدرعة من فرقة شارون
لست اتنصل من مسئولية ما حاق بالفرقة المدرعة التى توليت قيادتها من فشل ،
فقد كان الأسلوب القتالى للفرقة متخلفا، وكان التنسيق والسيطرة من جانبى على قواتى
غير كافيين ، وفى الهجوم الثانى لم أنجح في تدعيم لواء نيتكا حتى لا يهاجم العدو بمفرده
، وكان قادة ألويتى المدرعة على نفس هذا الحال ، فقد كانت سيطرتهم وتنسيقهم بين قواتهم
غير كافيين ، ولم يكن هناك مبررا ليدفعوا بنا للهجوم على مقربة من القناة في الوقت
الذى كان علينا أن ننتشر جنوبا ، لقد كان أساس الفشل أننا هاجمنا وحدنا بلا مشاة وبلا
مساعدة سواء من المدفعية او من الطيران
لقد وعدنا جونين بالمساعدة الجوية ولكن اتضح لنا بعد ذلك أن المساعدة الجوية
مبعثرة ومشتتة في كل مكان ، فمن بين عشرات الطلعات التى قامت بها طائرتنا لمساعدة القوات
الأرضية لم تقم إلا بأربع وعشرين طلعة فقط على قطاع الفردان الجنرال
إبراهام آدان.
-----------------------------------------------------------------------------------
كتاب الإذاعة المدرسية للغة العربية للأستاذ / عبدالرحمن معوض
تطوير الهجوم شرقاً في اتجاه المضايق
خلال أيام 11 أكتوبر/تشرين الأول و12 أكتوبر/تشرين الأول طلب وزير الحربية
المصري الفريق أول أحمد إسماعيل من رئيس الأركان الفريق سعد الدين الشاذلي أكثر من
مرة تطوير الهجوم إلى المضائق بهدف تخفيف الضغط على الجبهة السورية، إلا أن الشاذلي
عارض بشدة أي تطوير خارج نطاق الـ15 كيلو شرق القناة التي تقف القوات فيها بحماية مظلة
الدفاع الجوي، حيث يعني أي تقدم خارج تلك المظلة وقوع القوات البرية فريسة سهلة للطيران
الإسرائيلي دون أن تعود بأي فائدة على الجبهة السورية، وللمرة الثالثة أصر الوزير على
تطوير الهجوم معللاً ذلك بأنه قرار سياسي، ويجب أن يبدأ صباح يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول،
فقامت القيادة العامة بإعداد التعليمات الخاصة بتطوير الهجوم وإرسالها إلى قيادات الجيشين
الثاني والثالث. إلا أن قائدي الجيشين اللواء سعد مأمون واللواء عبد المنعم واصل اعترضا
على تنفيذ الأوامر لنفس أسباب الفريق الشاذلي، فاستدعوا جميعاً إلى اجتماع بالقيادة
العامة عرض فيه كل منهم وجهة نظره، إلا أن الوزير أصر على تطوير الهجوم لأنه قرار سياسي،
وتأجل فقط تطوير الهجوم من يوم 13 إلى 14 أكتوبر/تشرين الأول.
وبناءً على أوامر تطوير الهجوم شرقاً، استخدمت القيادة المصرية 4 ألوية مدرعة
ولواء مشاة ميكانيكي في أربعة اتجاهات مختلفة، فكانت عبارة عن لواء مدرع في اتجاه ممر
ممتلا (القطاع الجنوبي)، لواء مشاة ميكانيكي في اتجاه ممر الجدي (القطاع الجنوبي)،
لواءان مدرعان في اتجاه الطاسة (القطاع الأوسط)، لواء مدرع في اتجاه بالوظة (القطاع
الشمالي). ونتيجة لسرعة تعويض القوات الإسرائيلية لخسائرها في الدبابات التي وصلت إلى
260 دبابة في أيام 8 و9 أكتوبر/تشرين الأول، أصبح لديها 900 دبابة موزعة على 8 ألوية
مدرعة يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول، فكانت مواجهة غير متكافئة بين 900 دبابة إسرائيلية
متفوقة من حيث مدى المدفعية و400 دبابة مصرية في المكان المناسب للقوات الإسرائيلية
وتحت نيران قواتها الجوية، عدها البعض مقامرة غير محسوبة خسرت فيها القوات المصرية
250 دبابة وهو رقم يزيد على مجموع خسائر القوات المصرية في الأيام الثمانية الأولى
للحرب، وعلى ذلك انسحبت القوات المصرية مرة أخرى إلى داخل رؤوس الكباري شرق القناة.
وعلى إثر تعرض قواته إلى ضربات قوية أصابت اللواء سعد مأمون أزمة صحية استدعت أن يترك
موقعه ويتم إخلاؤه إلى المستشفى وذلك على غير رغبته حيث أراد أن يبقى وسط جنوده.
ثغرة الدفرسوار
طبقاً لخطة الهجوم المصرية عبر الجيشين الثاني والثالث القناة بمجموع
1020 دبابة تقريباً واحتُفظ بـ 330 دبابة غرب القناة بحوالي 20 كم، وكانت تلك الدبابات
ضمن تشكيل الفرقة 21 المدرعة التي كانت تحمي ظهر الجيش الثاني والفرقة الرابعة المدرعة
التي كانت تحمي ظهر الجيش الثالث، وكان بقاء الفرقتين في أماكنهما غرب القناة كفيل
بصد أي اختراق تقوم به القوات الإسرائيلية على طول الجبهة، إلا أن قرار تطوير الهجوم
شرقاً ترتب عليه تحرك الفرقتين 21 و4 عدا لواء مدرع إلى الشرق، وبذلك لم يكن لدى القيادة
المصرية سوى لواء مدرع واحد غرب القناة فاختلت الموازين وأصبح الوضع مثالياً للقوات
الإسرائيلية للتسلل خلف خطوط الجيشين الثاني والثالث.
في عصر يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول حلقت طائرة استطلاع أمريكية من نوع إس آر-71
فوق منطقة القتال وقامت بتصوير الجبهة بالكامل ولم تستطع الدفاعات الجوية المصرية إسقاطها
بسبب ارتفاعها فوق مدى صواريخ الدفاع الجوي على ارتفاع 30 كم وبسرعة 3 ماخ. وفي خلال
يوم 15 أكتوبر/تشرين الأول قامت نفس الطائرة برحلة استطلاعية أخرى فوق الجبهة والمنطقة
الخلفية، وبذلك تحققت القوات الإسرائيلية من خلو المنطقة غرب القناة وأنه يمكن اختراقها.
وعلى ذلك اقترح القادة العسكريون على وزير الحربية إعادة الفرقتين 21 و4 غرب القناة
إلى أمكانها الأصلية لتأمين تلك المنطقة وإعادة التوازن الدفاعي إليها، إلا أن الوزير
بناءً على تعليمات سياسية رفض على أساس أن سحب القوات قد يؤثر على الروح المعنوية للجنود،
وقد تعتبره القيادة الإسرائيلية علامة ضعف فتزيد من ضغطها على القوات المصرية ويتحول
الانسحاب إلى فوضى.
-----------------------------------------------------------------------------------
الخطة الشاملة لتصفية الثغرة
بعد توقف الحرب يوم 28 أكتوبر 1973 ، قررت القيادة العامة المصرية ألا تسمح
للقوات الإسرائيلية غرب القناة بأي فترة هدوء أو راحة وحرمانها من تثبيت دفاعاتها أو
تحصينها هندسيا وفى تشديد الخناق عليها في تعاون وثيق بين جميع القوات المحيطة بها.
وقد تطورت الأعمال الدفاعية النشطة لقواتنا إلى الحد الذى جعل البعض يطلقون على هذه
المرحلة اسم حرب الاستنزاف الثانية، وكانت أهداف القيادة المصرية في هذه المرحلة ما
يلى
إحداث أكبر قدر من الخسائر في قوات العدو وأسلحته ومعداته- 1
القيام بعمليات إزعاج للعدو على أوسع نطاق ممكن حتى يصبح بقاؤه غرب القناة
جحيما لا يحتمل 2
إرغام إسرائيل على الاستمرار في تعبئة قواتها الاحتياطية مما يرهق اقتصادها
القومى ويهدد الحياة العامة بها بالشلل الكامل
منع العدو من تحسين وتحصين مواقعه شرق وغرب القناة
وقد تم خلال هذه الفترة حوالى 1500 اشتباك بالنيران اشتمل على حوالى 439 عملية
تم الإعلان عنها وقد أسفرت هذه الاشتباكات عن إلحاق الخسائر الآتية بالقوات الإسرائيلية
وفقا للبلاغات الرسمية
تدمير 11 طائرة و41 دبابة وعربة مدرعة و10 رشاشات ثقيلة
تدمير 36 (بلدوزر) ومعدة هندسية وعربة ركوب
إصابة ناقلة البترول الإسرائيلية سيرينا بعطب جسيم
إغراق قارب إنزال بحري
قتل 187 فردا إسرائيليا وإصابة مئات من الجرحى
وعقب زوال الخطورة التي كانت تهدد الوضع العسكري المصري غرب القناة بدأت الإجراءات
لوضع الخطة شامل وكان التفكير المبدئي للقيادة المصرية عند بداية وضع الخطة هو تخصيص
قوات مناسبة يكون هدفها هو فتح الطريق عنوة من خلال الجيب الإسرائيلي للاتصال بقوات
الفرقتين 7 و 19 من الجيش الثالث شرق القناة ولكن بعد إمعان القيادة المصرية في الأمر
مليا وإجراء تقدير سليم للموقف وجد أن الأصوب هو تجميع كل ما أمكن تخصيصه من قوات غرب
القناة وأن توضع هذه القوات تحت قيادة أحد القادة المشهود لهم بالكفاءة على أن يتبع
وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة مباشرة وأن يكون مسئولا عن تحقيق الهدف
الذى تم وضعه وقتئذ وهو تدمير جميع القوات الإسرائيلية الموجودة على الأراضي المصرية
غرب القناة وإعادة الموقف إلى ما كان عليه قبل الجيب الإسرائيلي غرب القناة وقد أطلق
على هذه الخطة المصرية الهجومية الاسم الكودي "شامل" وكان القائد المصري
الذى وقع عليه اختيار القيادة السياسية لتصفية الجيب الإسرائيلي وتدميره تدميرا تاما
هو اللواء أركان حرب سعد مأمون
وعقب تعيين اللواء سعد مأمون اعتبارا من 13 ديسمبر 1973 قائدا لقوات تصفية
الثغرة غرب القناة تلقى التوجيهات الخاصة بتنفيذ الخطة من الرئيس الراحل السادات ثم
من الفريق أول أحمد إسماعيل القائد العام نظرا لأن أنظار مصر والدول العربية كانت تتابع
هذه العملية باهتمام وتركيز شديدين بسبب استغلال أجهزة الإعلام الإسرائيلية وجود الجيب
الإسرائيلي غرب القناة بدعاية سياسية واسعة النطاق
وقام اللواء سعد مأمون حال توليه القيادة بالمرور على القوات التي خصصت لعملية
تصفية الثغرة ومراجعة الخطة مراجعة دقيقة وإدخال ما رأى إدخاله عليها من تعديلات ،
وفى يوم 18 ديسمبر قام بعرضها على القائد العام الفريق أحمد إسماعيل للتصديق عليها
وفى يوم 24 ديسمبر عرض القائد العام الخطة "شامل" على الرئيس السادات باستراحة
القناطر الخيرية بحضور رئيس الأركان وقادة الأفرع الرئيسية بالقوات المسلحة واللواء
سعد مأمون وأقر الرئيس الخطة وأصدر توجيهاته بأن تكون جاهزة للتنفيذ في اى وقت اعتبارا
من نفس اليوم 24 ديسمبر
هذا ولم يقيض للخطة "شامل" التنفيذ
العملي ففي الساعة التاسعة من سماء يوم 17 يناير 1974 بتوقيت القاهرة أذيع اتفاق فصل
القوات بين مصر وإسرائيل تحت إشراف الأمم المتحدة ووضعت هذه الاتفاقية موضع التنفيذ
اعتبارا من الساعة 12 يوم 25 يناير وبدأت إسرائيل في سحب قواتها من المناطق المتفق
عليها وسارت إعمال فصل القوات وفقا للاتفاق، وبانتهاء الصراع السياسي في هذه المرحلة
صدرت أوامر القيادة السياسية بتجميد الخطة شامل
-----------------------------------------------------------------------------------
المهندسون العسكريون المصريون
ويقول كل من اللواء : حسن البدرى ، وطه المجدوب و عميد أركان حرب ضياء الدين
زهدى فى كتابهم حرب رمضان ( ففى الساعة 1420 من السادس من اكتوبر عبرت الموجة الأولى
من القوات المهاجمة قناة السويس ومعها عناصر من المهندسين العسكريين لتأمين مرور المترجلين
فى حقول الألغام المعادية ، ثم عادت القوارب لتنقل الموجات التالية
وجدير بالذكر أنه خلال ساعتين من انطلاق الشرارة الأولى كان حجم قوات المهندسين
العسكريين التى عبرت القناة ، والتى راحت تعمل فوق سطح الساتر الترابى وفوق صفحة القناة
قد تجاوز الخمسة عشر ألف مقاتل من المهندسيين العسكريين من مختلف التخصصات
وفى الموجة الثانية عبرت ثمانون وحدة هندسية فى قواربهم الخشبية بالأفراد
والمضخات والخراطيم وخلافها من مهمات فتح الممرات فى الساتر الترابى
وبعد ساعات قليلة بدأت البلاغات تتوالى عن انتهاء المضخات من ازالة الساتر
التراب ، وبدأت عملية تثبيت أرضيات الممرات التى تحولت إلى وحل لأعماق كبيرة تجاوزت
المتر فى بعض المناطق . وقد استخدمت فى تنفيذ هذه المهمة مواد مختلفة طبقا لطبيعة التربة
من أخشاب وقضبان وحجارة وشكاير مملوءة بالرمل وألواح من الصلب وشباك معدنية وغير ذلك
من المواد وكانت عملية التثبيت ضرورية حتى تتمكن آلات الجرف
من الخروج من المعديات إلى الممرات لتقوم بازاحة الطبقة الموحلة من الأرض وتصل إلى
القشرة الجافة التى يمكن للدبابات والمركبات أن تسير عليها دون تعثر
رغم محاولات العدو منع انشاء وتشغيل الكبارى والمعديات ومنع فتح الممرات فى
الساتر الترابى ، بالقصف المستمر من الأرض والجو على مناطق تمركز وحدات العبور وطرق
تحركها ومناطق الإسقاط والممرات فقد اكتمل العمل العظيم واتم المهندسون انشاء الكبارى
والمعديات فى الجيش الثانى فى فترة من ست إلى تسع ساعات مثلما كان مخططا تماما
أما فى قطاع الجيش الثالث فقد اصطدمت عملية فتح الممرات فى الساتر الترابى
بجميع العوامل المعوقة من قصف مركز من طائرات ومدفعية العدو ..... صلابة تربة
الساتر الترابى .... تغيرات مناسيب مياه القناة بفعل المد والجزر ... حقيقة أن معظم
هذه العوامل المعوقة كانت متوقعة إلا أن تكاتفها جميعا فى نفس الوقت ادى إلى إنشاء
الكبارى فى نطاق الجيش الثالث فى نحو ست عشرة ساعة بخسارة زمنية قدرها سبع ساعات عن
التخطيط الموضوع
جدير بالذكر أن معظم الكبارى أصيب واعيد أصلاحها اكثر من خمس مرات)ـ كتاب
حرب رمضان
يقول لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 فى
مذكراته ( كان رجال المهندسين يعملون تحت تهديد نيران العدو ، بينما وجوههم واجسامهم
مغطاة بالطين ، والمضخات التى سميت مدافع المياه فى أيديهم يشقون الساتر الترابى .
لقد أستخدموا 350 مضخة مياه فى مواجهة الجيشين ( الثانى والثالث ) للقيام بهذا العمل
، وكلما سقط شهيد او جريح منهم حل محله مقاتل آخر فورا واستمر العمل
تمكن هؤلاء الرجال من فتح اكثر من ثلاثين ممرا خلال عدة ساعات منذ بدء القتال
، يتهايل من كل ممر ـ فتحة ـ 1500 متر مكعب من الرمال ، واستمروا فى عملهم حتى فتحوا
باقى الممرات المطلوبة وعندما وصل عدد الممرات التى تم إنجاز العمل فيها إلى ستين ممرا
، كان المهندسون قد قاموا بتجريف 90 ألف متر مكعب من الرمال
وبدأ رجال المهندسين فى إنشاء الكبارى فى المواقع المحددة لها على القناة
وكما كان النجاح فى فتح الممرات فى الساتر الترابى أمرا ضروريا لتشغيل المعديات وإنشاء
الكبارى ، فقد كان إنشاء الكبارى امرا محتما لنجاح العملية الهجومية ومن هنا عمل وحدا
ت المهندسين سواء لفتح الممرات إو إنشاء الكبارى من أهم وأخطر مراحل الاقتحام والهجوم
لم يقتصر الامر على إنشاء الكبارى الثقيلة بل أقام المهندسون طبقا للخطة عددا
مماثلا من الكبارى الخفيفة لعبور العربات الخفيفة عليها وفى نفس الوقت تجذب نيران مدفعية
العدو وقنابل وصواريخ طائراته بعيدا عن الكبارى الثقيلة ..... نجح رجال المهندسين فى
إنشاء أول كوبرى ثقيل فى حوالى الساعة الثامنة والنصف مساء أى بعد حوالى ست ساعات من
بدء الاقتحام . وفى حوالى الساعة العاشرة والنصف أى بعد ثمانى ساعات من بدء الاقتحام
كان المهندسون قد اتمموا انشاء ثمانية كبارى ثقيلة وأربعة كبارى خفيفة ، كما قاموا
ببناء وتشغيل ثلاثين معدية وأصبحت قواتنا تتدفق عليها شرقا ، بينما تعمل وحدات إنشاء
الكبارى باقصى طاقتها ، إلى ان أصبح لدينا فيما بعد عشرة كبارى ثقيلة وعشرة كبارى خفيفة
وكان إنجازا عظيما لوحدات المهندسين يوم 6 أكتوبر بعد أن حققوا حتى الساعة العاشرة
والنصف مساء :ـ
ـ فتح 60 فتحة ( ممر ) فى الساتر الترابى
ـ إتمام انشاء 8 كبارى ثقيلة
ـ اتمام بناء 4 كبارى خفيفة
ـ بناء وتشغيل 30 معدية ـ مذكرات
الجمسى
ويقول المؤرخ العسكرى المصرى جمال حماد فى كتابه المعارك الحربية على الجبهة
المصرية : ـ إن العبور العظيم الذى تم فى يوم 6 اكتوبر عام 1973 والذى عبر به العرب
من مذلة الهزيمة إلى قمة النصر كان فى مرحلته الأولى عملية مهندسين بحتة ، ولولا فتح
الثغرات فى الساتر الترابى على الضفة الشرقية وتركيب الكبارى الثقيلة والخفيفة لعبور
المدرعات والمركبات ، وإقامة كبارى الاقتحام لعبور المشاة وتجهيز وتشغيل المعديات لنقل
الدبابات والأسلحة الثقيلة وتشغيل آلاف القوارب التى حملت الألوف من أفراد المشاة إلى
الشاطىء الشرقى للقناة لولا كل هذه المهام التى قام بها المهندسون فى وقت واحد تقريبا
وتحت سيل منهمر من نيران وقذائف وصورايخ العدو من البر والجو لما أمكن لملحمة العبور
أن تتم ، ولما تيسر اقتحام قناة السويس أصعب مانع مائى فى العالم خلال ساعات معدودة
وعلى طول القناة بقوة خمس فرق مشاة تتكون من 80 ألف جندى بكامل معداتهم وأسلحتهم ومركباتهم
فى 12 موجة متتالية ، مستخدمين المعابر والتجهيزات التى أعدها المهندسون لهم لعبور
القناة ، ولتعزيز مواقعهم على الشاطىء الشرقى لها فور وصولهم ، وكان الذين هيئوا للقوات
المصرية فرصة إحراز ذلك النصر العظيم هم ضباط وجنود 35 كتيبة مهندسين من مختلف التخصصات
قاموا بعمل خارق كان أشبه بالمعجزات
وقد ظل المهندسون العسكريون المصريون اكثر من خمس سنوات يبذلون جهودهم الجبارة
ومحاولاتهم المتواصلة لإيجاد الحلول السليمة لمشاكل العبور الصعبة ، وقبل حلول 6 اكتوبر
1973 كانت جميع المشاكل قد حلت ، وجميع المصاعب قد ذللت وكانت أهم هذا المشكلات واعقدها
ما يلى : ـ
فتح الثغرات فى الساتر الترابى
إنشاء المعديات والكبارى
تجهيزات إشعال القناة بالنابالم
تركيز الهجوم
ركزت القوات الإسرائيلية هجومها يوم 15 أكتوبر/تشرين الأول ضد الجانب الأيمن
للجيش الثاني بمنطقة الدفرسوار وذلك على ضوء المعلومات التي قدمتها طائرات الاستطلاع
الجوي الأمريكي، بغرض اختراق الجبهة غرب القناة وكانت القيادة الإسرائيلية تمتلك فرقتان
مدرعتان تعمل شرق الدفرسوار بقيادة كل من الجنرال شارون والجنرال أدان، فكانت الفرقتان
في مواجهة الفرقة 16 مشاة يدعمها لواء مدرع بقيادة العميد عبد رب النبي حافظ، وتمثلت
مهمة فرقة شارون في إقامة معبر ورأس كوبري في منطقة الدفرسوار لتعبر من خلاله فرقة
أدان إلى الضفة الغربية، إلا أن فرقة شارون خلال ليلة 15 أكتوبر/تشرين الأول قابلت
رداً عنيفاً من فرقة عبد رب النبي حافظ مما حد من تقدمها ولكن لعدم تكافؤ المواجهة
(مدرعات ضد مشاة) تكبدت الفرقة 16 مشاة خسائر شديدة.:
معركة المزرعة الصينية
في صباح يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول تصاعدت حدة القتال في منطقة المزرعة الصينية
شرق الدفرسوار "وهي مزرعة للتجارب أقامتها وزارة الزراعة"، حيث اضطرت القيادة
الإسرائيلية إلى إقحام فرقة أدان في المعركة لدعم فرقة شارون وتمكينها من فتح الممر،
فاشتبكت فرقة عبد رب النبي حافظ مع فرقة أدان في معركة شهيرة سميت باسم "معركة
المزرعة الصينية" تكبد فيها الطرفان خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، ونظراً
لضراوة مقاومة الفرقة 16 مشاة نقلت القيادة الإسرائيلية لواء مظلات إلى المعركة تكبد
هو الآخر خسائر فادحة ولم يخلصه إلا الدبابات الإسرائيلية التي استطاع بعضها الوصول
إلى غرب القناة ومهاجمة كتائب الدفاع الجوي لإعطاء فرصة للطيران الإسرائيلي بضرب الأهداف
المصرية.
محاولة سد الثغرة
القوات الإسرائيلية تعبر القناة
حاولت القيادة المصرية يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول سد الثغرة من الشرق لمنع
وصول أي قوات إسرائيلية إضافية وعزل القوات الموجودة في الغرب، وذلك عبر دفع أحد ألوية
الفرقة 21 المدرعة جنوباً من منطقة الجيش الثاني، في حين يقوم الجيش الثالث بدفاع اللواء
25 مدرع في اتجاه الشمال لغلق الثغرة في حين يتصدى اللواء 23 مشاة ميكانيكي للقوات
الإسرائيلية الموجودة بالغرب، إلا أن اللواء 25 مدرع أثناء اتجاهه لإتمام المهمة قوبل
بقصف جوي إسرائيلي شديد وفي نفس الوقت هوجم بفرقة كاملة من المدرعات من المدرعات الإسرائيلية
استطاعت تدميره، وبالتالي لم تنجح عملية سد الثغرة من الشرق واستطاعت فرقة أدان إسقاط
كوبري بالقناة في خلال ليلتي 17 و18 أكتوبر/تشرين الأول عبرت عليه فرقتي شارون وأدان
المدرعتين.
اتجهت فرقة شارون شمالاً في اتجاه الإسماعيلية لتهديد مؤخرة الجيش الثاني
إلا أن قوات الجيش بقيادة اللواء عبد المنعم خليل واجهت تلك الهجمة باللواء 150 مظلات
وكتيبتين من الصاعقة واللواء 15 مدرع وأمكنها إيقاف تقدم الفرقة الإسرائيلية عند ترعة
الإسماعيلية ومنعها من تطويق الجيش الثاني.
وقف إطلاق النار الأول
بعد تطور الأوضاع ودخول أمريكا الحرب بأسلحتها الحديثة لإنقاذ إسرائيل، أيقن
الرئيس السادات أنه يواجه أمريكا بثقلها في حين لم يلبي الاتحاد السوفيتي طلباته من
السلاح، فقبل العرض الذي طرحه كيسنجر في 16 أكتوبر/تشرين الأول بوقف إطلاق النار، فاجتمع
مجلس الأمن في مساء 21 أكتوبر/تشرين الأول وأصدر صباح يوم 22 أكتوبر/تشرين الأول القرار
338 الذي يقضي بوقف إطلاق النار بين جميع الأطراف المشتركة في موعد لا يزيد على 12
ساعة من لحظة صدور القرار، ووافقت كل من مصر وإسرائيل رسمياً على القرار، إلا أن إسرائيل
لم تحترم القرار فعلياً نظراً لأنها لم تحقق حتى ذلك التوقيت أي أهداف عسكرية أو استراتيجية
فلم ترغم القوات المصرية على سحب قواتها إلى غرب القناة مرة أخرى ولم تستطع قطع خطوط
مواصلات الجيشين الثاني والثالث وفشلت في احتلال مدينة الإسماعيلية.
حصار الجيش الثالث ومدينة السويس (معركة السويس)
دفعت إسرائيل خلال أيام 22 و23 و24 أكتوبر/تشرين الأول بفرقة مدرعة ثالثة
إلى غرب القناة بقيادة الجنرال كلمان ماجن التي استطاعت مع فرقة أدان الضغط على الفرقة
الرابعة المدرعة بقيادة العميد عبد العزيز قابيل لاكتساب مزيد من الأرض في ظل حالة
عدم التكافؤ سواء العددي أو العتادي وتحت القصف الجوي للطيران الإسرائيلي فاستطاعت
تطويق مدينة السويس وبحلول يوم 24 أكتوبر/تشرين الأول تم حصار الجيش الثالث الموجود
شرق القناة وعزله عن مركز قيادته بالغرب وتدمير وسائل العبور بمنطقته من كباري ومعديات.
وحاول لواءان من فرقة أدان اقتحام السويس يوم 24 أكتوبر/تشرين الأول إلا أنهم قوبلوا
بمقاومة شعبية شرسة من أبناء السويس مع قوة عسكرية من الفرقة 19 مشاة التي كانت تحت
قيادة العميد يوسف عفيفي، ودارت معركة بين المدرعات والدبابات الإسرائيلية من جهة وشعب
السويس ورجال الشرطة مع قوة عسكرية من جهة أخرى فيما سمي بمعركة السويس تكبدت خلالها
القوات الإسرائيلية خسائر فادحة ولم تستطع اقتحام المدينة وتمركزت خارجها فقط، وأصبح
يوم 24 أكتوبر/تشرين الأول عيداً قومياً لمدينة السويس رمزاً لفدائية وشجاعة أهلها.
وبعد ضغط من الاتحاد السوفيتي أعلنت إسرائيل قبولها وقف إطلاق النار الثاني يوم 24
أكتوبر/تشرين الأول طبقاً لقرار مجلس الأمن رقم 339، كما أصدر مجلس الأمن قراره رقم
340 الذي قضى بإنشاء قوة طوارئ دولية لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار، إلا أن القوات
الإسرائيلية استمرت في عملياتها خلال أيام 25 و26 و27 أكتوبر/تشرين الأول ولم يتوقف
القتال فعلياً حتى يوم 28 أكتوبر/تشرين الأول حين تقرر عقد مباحثات الكيلو 101 بين
الطرفين برعاية أمريكا لبحث تثبيت وقف إطلاق النار وإجراءات توصيل الإمدادات لقوات
الجيش الثالث.
مباحثات الكيلو 101
في صباح يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول تقرر إجراء محادثات بين كل من مصر وإسرائيل
بتنسيق من الولايات المتحدة وافق عليها الطرفان لتثبيت وقف إطلاق النار وبحث إجراءات
توصيل الإمدادات الغير عسكرية للجيش الثالث شرق القناة، وفي نفس الوقت بحث في كيفية
تخليص القوات الإسرائيلية غرب القناة من نزيف خسائرها المستمر بعد فشلها في احتلال
الإسماعيلية أو السويس ومناقشة الاعتبارات العسكرية لتنفيذ قرارات مجلس الأمن 338 و339
وتبادل الأسرى، على أن تحدد مصر مكان وتوقيت الاجتماع ورتبة ممثلها في المباحثات. اختار
الرئيس السادات اللواء عبد الغني الجمسي "رئيس هيئة العمليات" رئيساً للوفد
المصري في المفاوضات فيما مثل الوفد الإسرائيلي الجنرال أهارون ياريف "مساعد رئيس
الأركان"، وبحضور الجنرال سيلاسفيو ممثلاً للأمم المتحدة، واختير الكيلو متر
101 طريق القاهرة - السويس الصحراوي مكاناً لعقد المباحثات تحت إشراف الأمم المتحدة،
والتي بدأت مساء يوم 28 أكتوبر/تشرين الأول وتكررت بعد ذلك عدة مرات.
اتفاقية فض الاشتباك الأولى
نجحت مباحثات الكيلو 101 في تثبيت وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وإمداد الجيش
الثالث ومدينة السويس باحتياجاتها برعاية الولايات المتحدة، لكن لم تنجح في الوصول
إلى نتائج إيجابية لفض الاشتباك بين الطرفين. في 6 نوفمبر/تشرين الثاني 1973 أجريت
مفاوضات بين السادات وكسنجر في القاهرة كانت نتيجتها وضع اتفاقية النقاط الست التي
وافقت عليها مصر وإسرائيل. ثم أجريت مباحثات أخرى في مصر وأخرى في جنيف في إطار مؤتمر
السلام اعتباراً من 21 ديسمبر/كانون الأول 1973، وظلت المفاوضات جارية بين جميع الأطراف
حتى أعلن كسنجر في 11 يناير/كانون الثاني 1974 أنه تمت الموافقة من قبل مصر وإسرائيل
على اقتراح أمريكي لفك الاشتباك والفصل بين القوات وفي 18 يناير/كانون الثاني 1974
وُقعت اتفاقية فض الاشتباك الأولى في الكيلو متر 101، مثل مصر في التوقيع اللواء عبد
الغني الجمسي بصفته رئيس أركان حرب القوات المسلحة "عين في هذا المنصب خلفاً للفريق
سعد الدين الشاذلي في 12 ديسمبر/كانون الأول 1973"، ومثل إسرائيل الجنرال دافيد
إلعازار بصفته رئيس أركان القوات الإسرائيلية، وتم تبادل وثائق التنفيذ في 24 يناير/كانون
الثاني 1974 ودخلت حيز التنفيذ منذ ذلك التاريخ، فانسحبت القوات الإسرائيلية من غرب
القناة إلى شرقها عند ممرات متلا والجدي، واحتفظت القوات المصرية بالخطوط التي وصلت
إليها خلال الحرب، فيما قامت بتخفيض عدد قواتها بالشرق، وبقيت منطقة فاصلة بين القوات
بين الخطوط الأمامية للطرفين تعمل فيها قوات الطوارئ الدولية.
اتفاقية فض الاشتباك الثانية
افتُتحت قناة السويس للملاحة في الدولية في يونيو/حزيران 1975. وبعد جولات
طويلة من المفاوضات بين الجانبين المصري والإسرائيلي برعاية الولايات المتحدة التي
مثلها وزير خارجيتها هنري كسنجر، تم التوصل في 1 سبتمبر/أيلول 1975 لاتفاق حول فض الاشتباك
الثاني وقعه بالأحرف الأولى عن مصر الفريق محمد علي فهمي "رئيس الأركان في ذلك
الوقت"، وعن إسرائيل الجنرال موردخاي جور "رئيس الأركان"، ثم وقع بالكامل
في جنيف بواسطة اللواء طه المجدوب ممثلاً عن مصر، والجنرال هرتزل شامير ممثلاً عن إسرائيل.
نص هذا الاتفاق على استمرار وقف إطلاق النار بين الطرفين، وتقدم القوات المصرية لاسترداد
4500 كم² من أرض سيناء بعمق بلغ أقصاه 35 كم، وانسحاب القوات الإسرائيلية بحيث يصبح
خط قواتها الأمامي يبعد 55 كم عن قناة السويس.
لجنة أجرانات
بعد وضع الحرب أوزارها تشكلت في إسرائيل لجنة أطلق عليها «لجنة أجرانات» نسبة
إلى القاضي الإسرائيلي شمعون أجرانات الذي شغل منصب رئيس المحكمة العليا في إسرائيل
في الفترة من 1965 إلى 1976، وذلك بهدف محاكمة المتسببين في خسائر إسرائيل على جبهة
الحرب، ومن بين الذين استجوبتهم اللجنة: جولدا مائير "رئيسة الوزراء"، موشيه
ديان "وزير الدفاع"، دافيد إلعازار "رئيس الأركان"، إيلي زعيرا
"رئيس المخابرات العسكرية" «أمان». أوصت اللجنة بعزل رئيس الأركان من منصبه
ونقل رئيس المخابرات العسكرية إلى أماكن غير حساسة.
المساعدات المقدمة خلال الحرب
شاركت تسع دول عربية بتقديم الدعم العسكري على الجبهتين المصرية والسورية،
وهي على الترتيب من ناحية قوة التأثير (العراق، الجزائر، ليبيا، الأردن، المغرب، السعودية،
السودان، الكويت، تونس) :230 وهذا الترتيب
قائم على أساس القوات العسكرية فقط بخلاف الدعم المالي الذي قدمته الدول العربية في
الحرب، وقياساً على أساس أن السرب الجوي يعادل 20 نقطة، اللواء المدرع يعادل 10 نقاط،
لواء المشاة يعادل 5 نقط، كتيبة مشاة تعادل نقطة واحدة، وفي حالة تعادل النقاط تعطى
الأسبقية لتاريخ الوصول.
كوريا الشمالية تواجدت قبل اندلاع الحرب تجريدة كورية من 30 طياراً و8 موجهين جويين و5 مترجمين
و3 عناصر للقيادة والسيطرة وطبيباً وطباخاً منذ يوليو/تموز 1973 ، فيما أدار المصريون
شبكة الدفاع الجوي والشئون الإدارية الخاصة بهذا السرب. واشتبك الطياريون الكوريون
ضد الإسرائيليين سواء قبل حرب أكتوبر أو خلالها مشاركة كورية الشمالية في حرب أكتوبر
سلاح البترول الحظر النفطي
في أغسطس/آب 1973 قام السادات بزيارة سرية للعاصمة السعودية الرياض والتقى
بالملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود حيث كشف له السادات عن قرار الحرب على إسرائيل إلا
أنه لم يخبر الملك فيصل بموعد الحرب مكتفياً بالقول أن الحرب قريبة. وقد طلب السادات
خلال اللقاء أن تقوم السعودية ودول الخليج بوقف ضخ البترول للغرب حال نجاح خطة الهجوم
المصرية.
في 17 أكتوبر/تشرين الأول 1973 قرر الملك فيصل استخدام سلاح النفط في المعركة،
فدعا إلى اجتماع وزراء البترول العرب في الكويت وقرروا تخفيض الإنتاج العربي بنسبة
5% فوراً، وتخفيض 5% من الإنتاج كل شهر حتى تنسحب إسرائيل إلى خطوط ما قبل يونيو/حزيران
1967، وقررت ست دول بترولية من الأوبك رفع سعر بترولها بنسبة 70%، وقررت بعض الدول
العربية حظر تصدير البترول كلية إلى الدول التي يثبت تأييدها لإسرائيل بما فيها الولايات
المتحدة. واستدعى الملك فيصل السفير الأمريكي في السعودية وأبلغه رسالة للرئيس نيكسون
تتضمن ثلاث نقاط هي: إذا استمرت الولايات المتحدة في مساندة إسرائيل، فإن مستقبل العلاقات
السعودية الأمريكية سوف تتعرض لإعادة النظر، وأن السعودية سوف تخفض إنتاجها بنسبة
10% وليس فقط 5% كما قرر وزراء البترول العرب، وألمح الملك إلى احتمال وقف شحن البترول
السعودي إلى الولايات المتحدة إذا لم يتم الوصول إلى نتائج سريعة وملموسة للحرب الدائرة
في 20 أكتوبر/تشرين الأول 1973 رداً على الحظر النفطي، أعلنت الولايات المتحدة
أنها ستدعم إسرائيل بمبلغ 2 مليار و100 مليون دولار كشحنات أسلحة جديدة، وفي اليوم
نفسه أعلنت الدول العربية حظر تصدير النفط تماماً إلى الولايات المتحدة. وصرح الملك
فيصل في أعقاب تلك الخطوة بأن الحظر لن يرفع قبل انسحاب إسرائيل من كل الأراضي العربية
التي احتلت عام 1967. في 8 نوفمبر/تشرين الثاني 1973 عقب تضخم آثار أزمة النفط في الولايات
المتحدة وحلفائها والتي ظهرت واضحة في طوابير السيارات التي ليس لها آخر عند محطات
الوقود، قام هنري كسنجر وزير الخارجية الأمريكية بزيارة إلى الرياض، في محاولة لإقناع
الملك فيصل باستئناف تصدير النفط، إلا أن العاهل السعودي تمسك بضمان الولايات المتحدة
لانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة، وتخليها عن تأييد إسرائيل.
-----------------------------------------------------------------------------------
الجسر الجوي الأمريكي
دخلت مصر وسوريا الحرب وهي تعتمد على ما تملكه من سلاح سوفيتي ليس الأحدث
في تلك الفترة، فيما كان السلاح الأمريكي المتطور هو أساس تسليح الجيش الإسرائيليوخلال
الفترة من 10 إلى 13 أكتوبر/تشرين الأول طورت الولايات المتحدة خطتها لنقل أكبر كمية
من السلاح إلى إسرائيل في أقصر وقت فيما سمي بعملية عشب النيكل، ووظفت إسرائيل لذلك
مجهودات طيرانها المدني لنقل تلك الأسلحة والمعدات، فيما حاولت الولايات المتحدة تقصير
المسافة على عملية النقل باستخدام ما تملكه من طائرات نقل عسكرية لنقل الحمولات إلى
جزر الأزور في المحيط الأطلنطي ومنها تقوم الطائرات الإسرائيلية باستكمال عملية النقل،
ولكن لم تحقق تلك الفكرة السرعة الكافية المطلوبة لدعم الجبهة الإسرائيلية لتعويض خسائرها،
فاتُخذ قرار بإنشاء جسر جوي أمريكي تستخدم فيه طائرات النقل العسكرية الأمريكية للقيام
بعمليات النقل من الولايات المتحدة إلى إسرائيل مباشرة.:
في 13 أكتوبر أمر الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون القوات الجوية الأمريكية
بالبدء بعملية عشب النيكل وبدأت الطائرات الأمريكية بالتوافد على إسرائيل بدءاً من
يوم 14 أكتوبر حيث وصلت أول طائرة في الساعة العاشرة من مساء الرابع عشر من أكتوبر
من نوع C-5 غلاكسي في مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب بإسرائيل وقد نقلت الطائرات الأمريكية إلى إسرائيل نحو
12,880 طن من الأسلحة والذخائر حتى يوم 25 أكتوبر وبالرغم من أن وقف اطلاق النار في 26 أكتوبر إلا
أن الجسر الجوي استمر حتى 14 نوفمبر بمجموع 567 رحلة لمطار بن غوريون وبحمولة
إجمالية بلغت 22,300 طن من المعدات والأسلحة والذخيرة وذلك عبر استخدام نحو 228 طائرة ، كما قامت طائرات
شركة العال الإسرائيلية من جانبها بنقل نحو 5,500 طن إضافي من المعدات نقلت بواسطة
طائرات الشركة. ودعمت أمريكا هذا الجسر الجوي بجسر بحري لنقل المعدات كبيرة الحجم بلغت
أكثر من 65,000 طن من الدبابات والمدافع والعربات، وتكلفت عملية النقل الجوي فقط
88.5 مليون دولار "في تلك الفترة"، بخلاف ثمن المعدات. وتمكنت أمريكا من
خلال هذا الجسر من رفع الكفاءة التسليحية للقوات الإسرائيلية بشكل أخل بميزان القوى
لصالح إسرائيل وساعدها على تنفيذ ثغرة الدفرسوار بنجاح.
----------------------------------------------------------------------------------
الجسر
الجوي السوفيتي
بدء الاتحاد السوفيتي مد أكبر جسر جوي في تاريخه الحربي إلى كل من مصر وسوريا
بعد مرور 3 أيام على شن الحرب، قامت خلاله الطائرات السوفيتية المختلفة بتنفيذ 900
رحلة جوية نقلت خلالها 15,000 طن من المعدات الحربية. إلا أن هذا الجسر كان متواضعاً
بالمقارنة مع الجسر الجوي الأمريكي لإسرائيل سواء من حيث كم الأسلحة أو نوعها، ووجه
أكثر من نصف الجسر الجوي إلى الجبهة السورية كما قام الاتحاد السوفيتي بعملية نقل بحري
لنحو 63,000 طن من الأسلحة إلى القوات العربية وصلت قبل وقف إطلاق النار، نقل أكثرها
إلى سوريا.
طريق السلام
زيارة السادات للقدس
خطاب الرئيس السادات في الكنيست الإسرائيلي
بعد أربع سنوات من النتائج الغير مثمرة للمفاوضات الغير مباشرة بين أطراف
حرب أكتوبر بوساطة أمريكية، أعلن السادات في 9 نوفمبر/تشرين الثاني 1977 من داخل البرلمان
المصري استعداده للذهاب إلى الكنيست الإسرائيلي من أجل دفع عملية السلام بين مصر وإسرائيل،
في خطوة أثارت جدلاً واسعاً داخل العالم العربي في ذلك الوقت. رحّب رئيس الوزراء الإسرائيلي
مناحم بيجن ورئيس الولايات المتحدة جيمي كارتر بإعلان السادات، وعلق عليها الرئيس الأمريكي
بأن "السادات يشبه أول رجل صعد إلى سطح القمر"، وتحدد لزيارته يوم السبت
الموافق 19 نوفمبر/تشرين الثاني 1977. قام السادات أيضاً قبل زيارته إسرائيل بزيارة
سوريا لتنسيق المواقف، فأعلن الجانب السوري اعتراضه على تلك الزيارة إلا أن السادات
قرر المضي قدماً بخطوة التفاوض المباشر، وأعلن من داخل الكنيست الإسرائيلي أنه لم يجئ
ليعقد اتفاقاً منفرداً بين مصر وإسرائيل وأن الانسحاب الكامل من الأرض العربية المحتلة
عام 1967 أمر بديهي لا يُقبل فيه الجدل ولا رجاء فيه لأحد أو من أحد، وأنه لا معنى
للحديث عن السلام مع استمرار احتلال الأرض العربية. ودعا السادات بيجن لزيارة مصر،
وعُقد مؤتمر قمة في الإسماعيلية في 25 ديسمبر/كانون الأول 1977 بين الطرفين
اتفاقية كامب ديفيد
عقد مؤتمر كامب ديفيد خلال الفترة من 4 إلى 17 سبتمبر/أيلول 1978 بهدف الوصول
إلى حلول نهائية للقضايا العالقة بين كل من مصر وإسرائيل. ترأس الوفد المصري أنور السادات
"الرئيس المصري" وبعضوية كل من حسن التهامي "نائب رئيس الوزراء"،
محمد إبراهيم كامل "وزير الخارجية"، بطرس غالي "وزير الدولة للشئون
الخارجية"، أسامة الباز، نبيل العربي "المستشار القانوني لوزارة الخارجية"،
عبد الرؤوف الريدي، أحمد ماهر، أحمد أبو الغيط. وترأس الوفد الإسرائيلي مناحم بيجن
"رئيس الوزراء" وبعضوية كل من موشيه ديان "وزير الخارجية"، عيزر
وايزمان "وزير الدفاع"، أهارون باراك "المستشار القانوني". فيما
قاد الوساطة الوفد الأمريكي برئاسة جيمي كارتر "الرئيس الأمريكي" وبعضوية
كل من زبغنيو بريجينسكي "مستشار الأمن القومي"، سايرس فانس "وزير الخارجية"،
وليام كوانت. في نهاية المفاوضات وقع الرئيس المصري ورئيس الوزراء الإسرائيلي على اتفاقية
كامب ديفيد في مساء يوم 17 سبتمبر/أيلول 1978 داخل البيت الأبيض، والتي نصت على الانسحاب
الإسرائيلي الشامل وممارسة مصر سيادتها كاملة على سيناء، حرية ملاحة السفن الإسرائيلية
في المضايق وخليج السويس وقناة السويس، الاستخدام المدني للمطارات التي شيدتها إسرائيل
في سيناء. أدى توقيع الاتفاقية إلى غضب عارم في العالم العربي نتج عنه تجميد عضوية
مصر في جامعة الدول العربية ونقل مقر الجامعة إلى تونس بدلاً من القاهرة خلال الفترة
من عام 1979 إلى عام 1989. في 10 ديسمبر/كانون الأول 1978 منح السادات وبيجن جائزة
نوبل للسلام مناصفةً احتفاءً بتوقيع الاتفاقية.
معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل
الحدود المصرية الإسرائيلية
في 26 مارس/آذار 1979 وقع الرئيس السادات ورئيس الوزراء مناحم بيجن على معاهدة
السلام المصرية الإسرائيلية في البيت الأبيض بواشنطن، والتي نصت على إنهاء حالة الحرب
بين الطرفين وإقامة سلام عادل بينهما، سحب إسرائيل لكافة قواتها العسكرية وأفرادها
المدنيين من سيناء إلى ما وراء الحدود الدولية بين مصر وفلسطين واستئناف مصر ممارسة
سيادتها الكاملة على سيناء، إقامة الطرفين علاقات طبيعية وودية بما في ذلك الاعتراف
الكامل والعلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية وإنهاء المقاطعة، إقرار الطرفين
واحترامهم كل منهما سيادة الآخر وسلامة أراضيه واستقلاله السياسي، التعهد بالامتناع
عن تهديد الآخر باستخدام القوة وحل كافة المنازعات بالوسائل السلمية، تعهد كل طرف بعدم
صدور فعل من أفعال الحرب أو الأفعال العدوانية، إقامة ترتيبات أمن متفق عليها بما في
ذلك مناطق محدودة التسليح في الأراضي المصرية والإسرائيلية وقوات أمم متحدة ومراقبين
دوليين وتعدل الترتيبات الأمنية باتفاق الطرفين بناءً على طلب أحدهما، كفالة حرية الملاحة
للسفن الإسرائيلية في قناة السويس وخليج السويس وخليج العقبة والمضايق والبحر الأبيض
المتوسط شأنها شأن جميع الدول، حل الخلافات الناشئة حول تطبيق أو تفسير المعاهدة عن
طريق التفاوض وإذا لم يتيسر حلها بتلك الطريقة تحال إلى التحكيم. وفي 9 أبريل/نيسان
1979 أقر مجلس الشعب المصري المعاهدة بالأغلبية.
في أعقاب توقيع اتفاقية المعاهدة، أعلن الرئيس الأمريكي جيمي كارتر تقديم
معونة اقتصادية وأخرى عسكرية سنوية لكل من مصر وإسرائيل مقابل الحفاظ على السلام في
المنطقة. وتحولت تلك المعونة منذ عام 1982 إلى منح لا ترد بواقع 3 مليارات دولار لإسرائيل،
و2.1 مليار دولار لمصر، منها 815 مليون دولار معونة اقتصادية، و1.3 مليار دولار معونة
عسكرية.
تحرير سيناء
أدت معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل إلى انسحاب إسرائيلي كامل من سيناء، وعودة
السيادة المصرية على كامل ترابها طبقاً لجدول زمني للانسحاب المرحلي من سيناء على النحو
التالي: في 26 مايو/أيار 1979 رفع العلم المصري على مدينة العريش وانسحبت إسرائيل من
خط العريش/رأس محمد. في 26 يوليو/تموز 1979 انسحبت إسرائيل من مساحة 6 آلاف كم² من
أبوزنيبة حتى أبو خربة. في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 1979 تم تسليم وثيقة تولي محافظة
جنوب سيناء سلطاتها من القوات المسلحة المصرية. في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 1979 انسحبت
إسرائيل من منطقة سانت كاترين ووادي الطور، واعتبر ذلك اليوم هو العيد القومي لمحافظة
جنوب سيناء. في 25 أبريل/نيسان 1982 خلال عهد الرئيس محمد حسني مبارك رُفع العلم
المصري على حدود مصر الشرقية على مدينة رفح بشمال سيناء وشرم الشيخ بجنوب سيناء، وأُعلن
هذا اليوم عيداً قومياً مصرياً في ذكرى تحرير كل شبر من سيناء فيما عدا الجزء الأخير
ممثلاً في مشكلة طابا التي أوجدتها إسرائيل في آخر أيام انسحابها من سيناء، والتي تم
تحريرها في النهاية عن طريق التحكيم الدولي
تحرير طابا
بعد عقد اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل في 26 مارس/آذار 1979، والتي بموجبها
بدأت إسرائيل انسحابها من سيناء، وفي أواخر عام 1981 الذي كان يتم خلاله تنفيذ المرحلة
الأخيرة من مراحل هذا الانسحاب، سعى الجانب الإسرائيلي إلى افتعال أزمة تعرقل هذه المرحلة،
وتمثل ذلك بإثارة مشكلات حول وضع 14 علامة حدودية أهمها العلامة (91) في طابا،
الأمر الذي أدى لإبرام اتفاق في 25 أبريل/نيسان 1982 والخاص بالإجراء المؤقت لحل
مسائل الحدود، والذي نص على عدم إقامة إسرائيل لأي إنشاءات وحظر ممارسة مظاهر السيادة،
وأن الفصل النهائي في مسائل وضع علامات الحدود المختلف عليها يجب أن يتم وفقاً لأحكام
المادة السابعة من معاهدة السلام المبرمة بين البلدين، والتي تنص على حل الخلافات بشأن
تطبيق أو تفسير المعاهدة عن طريق المفاوضات، وأنه إذا لم يتيسر حل هذه الخلافات بالمفاوضات
فتحل عن طريق التوفيق أو تحال إلى التحكيم. وبعد 3 أشهر من هذا الاتفاق افتتحت
إسرائيل فندق سونستا وقرية سياحية وأدخلت قوات حرس الحدود. فقامت الحكومة المصرية
بالرد عن طريق تشكيل اللجنة القومية للدفاع عن طابا أو اللجنة القومية العليا لطابا،
وتشكلت بالخارجية المصرية لجنة لإعداد مشارطة التحكيم برئاسة نبيل العربي ممثل الحكومة
المصرية أمام هيئة التحكيم في جنيف. عقب قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي بالموافقة على
التحكيم، تم توقيع اتفاقية المشارطة بمشاركة شمعون بيريز في 11 سبتمبر/أيلول 1986،
والتي قبلتها إسرائيل بضغط من الولايات المتحدة. وهدفت مصر من تلك المشارطة إلى إلزام
الجانب الإسرائيلي بتحكيم وفقاً لجدول زمني محدد بدقة، وحصر مهمة هيئة التحكيم في تثبيت
مواقع العلامات ال14 المتنازع عليها. وفي 29 سبتمبر/أيلول 1988 تم الإعلان عن حكم هيئة
التحكيم في جنيف بسويسرا في النزاع حول طابا، وجاء الحكم في صالح مصر مؤكداً أن طابا
مصرية، وفي 19 مارس/آذار 1989 كان الاحتفال التاريخي برفع علم مصر معلناً السيادة على
طابا وإثبات حق مصر في أرضها.
كتاب الإذاعة المدرسية للغة العربية للأستاذ / عبدالرحمن
معوض
القضايا العالقة
حققت حرب أكتوبر أهدافها بتحريك عملية السلام الراكدة، وإعادة تشكيل الرأي
العام الإسرائيلي الذي ظن أن جيشه لا يقهر وأنه في مأمن من أي هجمات عسكرية، واستعادة
مصر كامل سيادتها على سيناء، إلا أن التعقيدات الكبرى التي تحيط بالصراع العربي الإسرائيلي
وخاصة بالوضع السوري والقضية الفلسطينية حالت دون تحقيق سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط،
فلا تزال هضبة الجولان محتلة من قبل إسرائيل، ولا يزال الاستيطان والمستوطنون الإسرائيليون
يقطعون أوصال الضفة الغربية بإحكام عن قطاع غزة، وتتسارع مع مرور الوقت عمليات تهويد
القدس
حفظ تاريخ الحرب
تخليداً لذكرى انتصارات أكتوبر تحتفل القوات المسلحة المصرية بعيدها يوم
6 أكتوبر من كل عام. وأُنشأت في مصر عدة متاحف
سواء في القاهرة أو في مدن القناة وضعت بها بعض القطع من خلفات الحرب، ولعل أشهر تلك
المنشآت بانوراما حرب أكتوبر بشارع صلاح سالم بالقاهرة والتي تعرض تسجيلات بالصوت والصورة
تحكي قصص المعارك الحربية المصرية بست لغات مختلفة هي العربية، الإنجليزية، الألمانية،
الإيطالية، الفرنسية، اليابانية
افتتحت البانوراما في 5 أكتوبر/تشرين الأول 1989 وأقيمت على يد فنيون كوريون
علي مساحة 31 ألف متر² يشغلها مبني وحديقة، بالإضافة إلى ساحة انتظار سيارات بمسطح
حوالي 6 ألاف متر². وتحتوي على منصتان للعرض المكشوف إحداهما لعرض نماذج من أسلحة القوات
التي شاركت في حرب أكتوبر سنة 1973، والأخرى لعرض نماذج لبعض الأسلحة الإسرائيلية التي
تم الاستيلاء عليها. أما المبني الرئيسي فشيد على شكل أسطواني قطره 44 متر وارتفاعه
27 متر يعلوه برج من الحديد والنحاس ارتفاعه 10.5 متر وبه قاعات العرض الرئيسية التي
تتضمن مكتبة تاريخية.
فيما يمثل المتحف الحربي بقلعة صلاح الدين أحد أهم المتاحف العسكرية التي
تخلد التاريخ العسكري المصري. أنشئ المتحف عام 1937 بمبنى وزارة الدفاع القديم بشارع
الفلكي، ثم انتقل إلى مبنى مؤقت بجاردن سيتي عام 1938، ثم انتقل إلى مقره الحالي بقصر
الحرم بالقلعة وافتتح رسمياً في نوفمبر/تشرين الثاني 1949. أعيد تجديد المتحف أكثر
من مره كان أولها في 26 يوليو/تموز 1982، وفي 26 أبريل/نيسان 1988 بالاشتراك مع هيئة
الآثار، وفي 29 نوفمبر/تشرين الثاني 1993 بالاشتراك مع جمهورية كوريا الديمقراطية.
يشغل المتحف قصور الحرم الثلاث بالضلع البحري الغربي للقلعة ويشرف على جبل
المقطم والحطابة وباب المدرج (مدخل القلعة)، ويعود تاريخ تلك القصور إلى عصر محمد علي
باشا. أنشئ أولها القصر الأوسط في عام 1872 ثم تلاه القصر الشرقي والغربي
وفي 31 مايو 2016 افتتح متحف القوات الجوية المصرية لبضم أبرز أنواع المقاتلات
التي شاركت في الحروب التي خاضتها مصر وعلى رأسها حرب أكتوبر ومن تلك الطائرات الميج.
الحرب في الإعلام
وثقت السينما المصرية لحظة النصر في حرب السادس من أكتوبر بمجموعة من الأفلام
رصدت فترة الحرب وسُجلت في تاريخ السينما كعلامات معبرة عن تلك الفترة، والتي تُعرض
على شاشات التليفزيون المصري في شهر أكتوبر/تشرين الأول من كل عام احتفالاً بذكرى النصر،
وتتمثل تلك الأفلام في كل من حتى آخر العمر إنتاج عام 1975، تأليف يوسف السباعي، إخراج
أشرف فهمي، بطولة محمود عبد العزيز ونجوى إبراهيم. الرصاصة لا تزال في جيبي إنتاج عام
1974، تأليف إحسان عبد القدوس، إخراج حسام الدين مصطفى، بطولة محمود ياسين ونجوى إبراهيم،
أبناء الصمت إنتاج عام 1974، تأليف مجيد طوبيا، إخراج محمد راضي، بطولة نور الشريف
ومحمود مرسي. العمر لحظة إنتاج عام 1978، تأليف يوسف السباعي، إخراج محمد راضي، بطولة
ماجدة وأحمد زكي. بدور إنتاج عام 1974، تأليف وإخراج نادر جلال، بطولة نجلاء فتحي ومحمود
ياسين. الوفاء العظيم إنتاج عام 1974، تأليف فيصل ندا، إخراج حلمي رفلة، بطولة نجلاء
فتحي ومحمود ياسين. وذلك بخلاف الأعمال العسكرية التي أعدتها إدارة الشئون المعنوية
والأفلام القصيرة والأغاني الوطنية التي لا زالت تُنتج حتى الآن.
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء