( 6 ) قيمة الانتماء
الحديث الشريف
عن أبي هريرة –
رضي الله عنه- قال: “كانَ النَّاسُ إذَا رَأَوْا أَوَّلَ الثَّمَرِ جَاؤُوا به إلى
النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَإِذَا أَخَذَهُ رَسولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، قالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا في ثَمَرِنَا، وَبَارِكْ
لَنَا في مَدِينَتِنَا، وَبَارِكْ لَنَا في صَاعِنَا، وَبَارِكْ لَنَا في
مُدِّنَا، اللَّهُمَّ إنَّ إبْرَاهِيمَ عَبْدُكَ وَخَلِيلُكَ وَنَبِيُّكَ، وإنِّي
عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، وإنَّه دَعَاكَ لِمَكَّةَ، وإنِّي أَدْعُوكَ لِلْمَدِينَةِ
بمِثْلِ ما دَعَاكَ لِمَكَّةَ، وَمِثْلِهِ معهُ، قالَ: ثُمَّ يَدْعُو أَصْغَرَ
وَلِيدٍ له فيُعْطِيهِ ذلكَ الثَّمَرَ”. رواه مسلم
عن
عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما- أنّ رسول الله –صلَّى الله عليه وسلَّم- قال:
“ما أطيبَكِ من بلَدٍ وأحبَّكِ إلَيَّ، ولولا أنَّ قومِي أخرجوني منكِ ما سكنتُ
غيرَكِ”. رواه الترمذي
كلمة عن الانتماء
الانتماء إلى
الوطن الانتماء
هو حالة
شعور الإنسان والشخص إلى الانضمام إلى مجموعة، وهو عبارة عن علاقةٍ شخصيةٍ حسيةٍ
ايجابية، يبنيها الفرد مع أشخاصٍ آخرين أو مجموعةٍ ما، أما مفهوم الانتماء إلى
الوطن فيعني تلك الحالة والشعور بالانضمام إلى الوطن، وتكوين علاقةٍ ايجابيةٍ مع
الوطن، وتكوين علاقةٍ قويةٍ تربطنا بالوطن، والوصول إلى أعلى درجات الإخلاص للوطن.
لمعرفة مدى انتماء المرء لوطنه، عليه أولاً أن يشعر بذلك الحس في داخله، ثم أن
يترجم هذه القيمة الإيجابية لانتمائه على أرض الواقع، من خلال استعداده النفسي
لأنْ يسلك كل السلوكيات الايجابية والتي من واجبها أن تخلق فيه شخصاً منتمياً،
محباً، مخلصاً لوطنه، مدافعاً عنه من أي عدوٍّ أو ضرر
أشكال
الانتماء إلى الوطن
الحفاظ على
نظافة الشوارع، والأماكن والمرافق العامة.
المشاركة في الأعمال التطوعيّة والخيريّة التي
تخدم المجتمع.
الالتزام بالقوانين والقواعد السلوكية. الانضباط
في العمل.
اختيار أسلوب
الحوار الواعي في حلّ المشاكل والنزاعات التي تقع بين الأفراد والجماعات. احترام
عادات وتقاليد وأعراف المجتمع.
الالتزام
بالرموز الوطنية، كالنشيد الوطني، والعلم، وكل ما يندرج تحت هذه الرموز.
الاعتزاز بالوطن، واسمه، ورموزه، في الداخل
والخارج. مشاركة أبناء الوطن بأفراحهم، وأحزانهم
أهمية
الانتماء للوطن
تكمن أهمية
الانتماء للوطن في الخوف على مصلحته وإعلائها فوق كل مصلحة، وما يترتب على ذلك من
احترام للقوانين والتزام بالدستور والآداب العامة، وحفاظ على ممتلكاته، وتقبل
للاختلافات العقائدية والسياسية والعرقية، فعند تحقق هذه الأمور تتحقق قيم التسامح
والتلاحم بين الأفراد وتقوى أواصر المحبة بينهم، فينهض المجتمع وترقى الأمة لتكون
في طليعة الأمم
الانتماء
للوطن يمنح الإنسان كرامته، فالفرد الذي يفتقد وطنه يصبح ضائعًا، يبحث عن مأوى
لطموحاته، فمن يفتقد إلى الارتباط العميق بوطنه لا يشعر بالحب والاستقرار، إذ يعزز
الانتماء هذا الشعور، ويملأ قلب الإنسان بالأمل والسعادة
ولا يُضفي فقط
طاقة إيجابية على الإنسان ويحثه على تحقيق النجاح، لكن يشجعه أيضًا على أن يكون شخصًا
نافعًا يعمل جاهدًا لترقية وطنه ورفع مكانته
الأهمية لا
تتوقف هنا فالشخص الذي ينتمي لوطنه يشعر بالتزام بأن يكون مخلصًا وفيا تجاه وطنه،
ويشعر بضرورة الدفاع عنه بلا أي مقابل
يقول الشاعر
مصطفى صادق الرافعى
بلادي هواها
في لساني وفي دمي يمجدها قلبي ويدعو لها فمي
ولا خير فيمن
لا يحب بلاده ولا في حليف الحب إن لم يتيم
ومن تؤوه دار
فيجحد فضلها يكن حيواناً فوقه كل أعجم
ألم تر أن
الطير إن جاء عشه فآواه في أكنافه يترنم
وليس من
الأوطان من لم يكن لها فداء وإن أمسى إليهنّ ينتمي
قول الشاعر
أحمد شوقي
وطني لو شغلت
بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي
الانتماء
للوطن حق الوطن على أبناؤه وواجبهم هو حمايتهم وصونهم من الأخطار، حيث يكونون على
استعداد للدفاع عنه بأرواحهم ودمائهم ضد الأعداء ومن هنا
يظهر أن
الانتماء إلى الوطن لا يقتصر على التعبير بالكلمات والمديح، بل يتجسد في التفاني
والعمل الجاد من أجل رقي ورفعة وطنهم، ليكون دائمًا في المقدمة
فالوطن يشبه
شجرة تُظلل شعبها وتحتضنهم، حيث تحميهم من أي خطر، إنها الأم الرحيمة التي تحرص
على رعاية أطفالها، لذلك يعد ضروريًا أن ينطبع في الفرد الانتماء لوطنه بشكل
طبيعي، ويشعر أن حب الوطن يتدفق في أوصاله
ورغم أن
الانتماء للوطن يعد أقوى ارتباطا بالأرض والوطن والهوية، لكونه يترسخ في جذور
الجغرافيا والتاريخ والبيئة، إلا أن الولاء للوطن هو الرابط الرئيس الذي يتحقق من
خلال الاختيار والرضا والإخلاص غير المشروط. لذا، فإن الانتماء إلى الوطن لا يشكل
بالضرورة دليلا على الولاء له. فاقتناء بطاقة الهوية لا يعني أن حاملها قد تولدت
عنده ثقافة الترابط، أو قد نشأ عقد بينه وبين وطنه لا تزول بنوده، بحكم المصلحة أو
الظروف مهما كانت، لذلك فمعيار الالتزام بالولاء للوطن يكون في السلوك الذي يترجم
مشاعر الاعتزاز بالانتماء، ويصل إلى حد القبول بمقومات التضحية في سبيل حماية
استقرار الوطن، وصون كرامته، والذود عن سيادته
تتجلى أشكال
حب الوطن و الانتماء له في الالتزام بالنظافة في الشوارع والمناطق العامة داخل
الوطن، والمشاركة الفعّالة في الأعمال التطوعية لخدمة المجتمع، والامتثال للقوانين
والقيم الأخلاقية
إلى جانب
الانضباط في مكان العمل وهناك العديد من القيم والسلوكيات الأخرى التي تدل على حب
الوطن والانتماء له
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء