(
6 ) اذاعة مدرسية عن شهر رمضان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المتفضل بالجود
والإحسان, والمنعم على عباده بنعم لا يحصيها العد والحسبان, انعم علينا بإنزال هذا
القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ,ونصر نبينا محمد صلى الله عليه وآله
واصحابه ببدر وسماه يوم الفرقان واعزه بفتح مكه أم القرى وتطهيرها من الأصنام
والاوثان أما بعد ..
أهلًا يا رمضان، أهلًا
يا ضيف الرحمة والمغفرة، يا شهر مليء بالخير والبركة وفيه تُنار قلوبنا ودروبنا
بقراءة القرآن وأعمال الطاعات،
أخواني الطلاب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .فإنه ليسعدنا
وليشرفنا أن نقدم لكن إذاعتنا لهذا اليوم الطيب المبارك من أيام الله عزوجل
والصلاة والسلام
على سيدنا محمد أشرف المرسلين، أما بعد يسعدنا في هذا اليوم أن نقدم لكم برنامجنا
الإذاعي عن شهر رمضان ، شهر العبادة وتجديد الإيمان، شهر التكفير عن الذنوب وزيادة
التقوى، حيث ميز الله عز وجل هذا الشهر عن غيره من شهور العام، فإنه فرصة للعبد
للصلاة والتقرب إلى الله
وخير
ما نبدأ به آيات بينات من القرآن الكريم والطالب :
يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى
الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿183﴾ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ۚ
فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ
أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَنْ
تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ ۚ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ ۖ إِنْ
كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿184﴾ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ
هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَنْ شَهِدَ
مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ
فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ
بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا
هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿185﴾ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي
فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا
لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴿186﴾ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ
الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ
لِبَاسٌ لَهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ
فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا
كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ
الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ
أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ
عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ
كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿187﴾
حل علينا ضيف كريم مبارك، لا يأتينا إلا مرة كل عام،
نترقبه بشغف لنتشبع فيه بالعبادة والسعادة، ضيف يغمرنا برحمات الله تعالى، وينير
دروبنا بنور الإيمان، ها هو شهر رمضان قد هل هلاله وسادت أنواره فى كل مكان
ومع
الحديث الشريف والطالب :
عَنْ أَبي
هُريرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: « قَالَ اللهُ عز وجل : كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إلاَ
الصِّيَامَ، فَإنَّهُ لي وأنا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَإذا كَانَ
يَوْمُ صَوْمٍ أَحَدِكُمْ فَلا يَرْفُثْ وَلا يصخَبْ، فَإنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ
قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إنِّي صَائِمٌ. وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ
لَخُلُوفُ فَمِ الصَائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ الله مِنْ رِيحِ المِسْكِ، لِلصَّائِمِ
فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا؛ إذا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ، وَإذَا لَقِيَ
رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِه ». متفقٌ عليه
عن
سهل بن سعد رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إنَّ في
الجَنَّة باباً يُقالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يدخل منهُ الصائمونَ يومَ القيامةِ، لا
يدخلُ منهْ أحدٌ غيرُهُم، يقال: أينَ الصَّائمون؟ فيقومون لا يدخلُ منهُ أحدٌ
غيرهُم، فإذا دَخلُوا أُغلقَ، فلم يدخل منه أحدٌ». متفق عليه
عَنْ أبي هُرَيْرةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبيِّ صلى
الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ صامَ رَمَضَانَ إيماناً واحتساباً ، غُفرَ لَهُ مَا
تَقَدَّمَ من ذَنْبِهِ». متفق عليه
عنْ
عائشةَ رضي الله عنها قالت: «كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إذَا دَخَلَ
العَشرُ أحيَا اللَّيْلَ، وأيْقَظَ أهْلَهُ، وَشَدَّ المِئْزرَ». متفق عليه
عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما قالَ:كانَ رَسُولُ الله
صلى الله عليه وسلمأَجْوَدَ النَاسِ، وَكانَ أَجْوَدُ ما يَكُونُ في رَمضَانَ
حِينَ يَلْقَاهُ جِبرِيلُ، وَكانَ جِبرِيلُ يَلقَاهُ في كُلِّ لَيلَةٍ مِنْ
رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القرْآنَ. فَلَرَسُولُ الله،صلى الله عليه وسلم، حِينَ
يَلقاهُ جِبرِيلُ، أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَة. متفقٌ عليه
-----------------------------------------------------------------------------------
كتاب الإذاعة المدرسية للغة العربية للأستاذ / عبدالرحمن معوض
ومع الدعاء والطالب :
دعاء الإفطار: اللهمَّ لكَ صمتُ، وعلى رِزْقِكَ أفطرتُ،
ذهب الظمأُ، وابتلَّت العروقُ، وثبت الأجرُ إن شاء اللهُ
اللهم إنّي أسألُكَ برحمتِكَ التي وسِعَتْ كلَّ شيءٍ أن
تغفِرَ لي
اللهم إني أسألك من عظيم لطفك، وكرمك، وسترك الجميل، أن
تقبل منا الصيام والقيام
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا واجعل القرآن
لنا نورًا في الدنيا والآخرة
اللهمَّ إني أعوذُ بك من العجزِ والكسلِ، والجُبنِ
والهَرمِ، والبُخلِ، وأعوذ بك من عذابِ القبرِ، ومن فتنةِ المحيا والمماتِ
اللهم أبعد عني رفقاء السوء، وجنبني الفواحش والمعاصي،
واغفر لي ذنبي، وطهّر قلبي، وارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين
اللهم اغفر لي وعافني واعف عني واهدني إلى صراطك
المستقيم
حكمة
عن شهر رمضان والطالب :
- تذكر أن شهر
رمضان المبارك راحل فأحسن ضيافته، وأكثر فيه من الطاعات
- لا تجعل صيامك فقط عن
الأكل والشرب، ولكن صم أيًضًا عن الغيبة والنميمة وارتكاب المعاصي
- شهر رمضان،
فرصة لتجديد الروح والقلب، وفرصة للتقرب من الله بالطاعة والصدق
- في رمضان، نتذكر قيم
التضامن والعطاء، ونعمل على مساعدة الآخرين وتخفيف معاناتهم
- الصيام يعلمنا صبراً
واحتمالاً للصعوبات، ويشدد على أهمية التحكم في أنفسنا وتقوية الإرادة
- رمضان يأتي بفرصة لتطهير
النفس من الذنوب وتحسين العلاقات الإنسانية
- الإفطار مع العائلة
يجمعنا، ويذكرنا بأهمية الوحدة الأسرية في بناء مجتمع قوي
- صومنا في رمضان عبادة
وتجعلنا نشعر بأوجاع الفقراء والمحتاجين
- رمضان يعلمنا فن التحكم
في لساننا وضبط أفعالنا، لنكون أفضل نسخة من أنفسنا
- التأمل والدعاء في
الليالي الفضيلة يفتح أمامنا أبواب الرحمة والغفران
- في هذا الشهر الكريم،
نتجدد في إحساسنا بالشكر والامتنان لله تعالى على نعمه الكثيرة
- رمضان يعلمنا العفو
والرحمة، وكيفية التخلص من الحقد وبناء جسور الوفاق والتسامح
- من يقضي
نهاره في النوم، وليله في ملء بطنه بالطعام والشراب، لايشعر بلذة شهر رمضان
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رُب
صائم ليس له من صيامه إلا الجوع، ورُب قائم ليس له من قيامه إلا السهر"
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول
الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"
- قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: "تسحَّروا فإن في السحور بركة".
- لا تجعل صامك
أكل وشرب، فالنميمة والكذب يحبطان أعمالك
- اغتنم أيام رمضان فلعلك
مفارقه.. واحذر ضياعه في النوم واللعب
- الصيام يعود النفس على
الصبر.. والقيام يعيد للجسد قوته
- الصيام يقوّي الإرادة
ويجعل العقل مهيأ للعلم، فاحرص على اغتنام الشهر في زيادة معرفتك
فقرة
هل تعلم عن شهر رمضان والطالب :
هل تعلم أنه في ليلة القدر نزل القرآن جملة واحدة، بينما
نزل على رسولنا الكريم متفرقًا
هل تعلم أن أول من جمع المسلمين لصلاة التراويح وهو عمر
بن الخطاب رضي الله عنه
هل تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم صام فقط طوال فترة
حياة تسة شهور رمضان
هل تعلم أن غزوة بدر حدثت في شهر رمضان، وفيها حقق المسلمون الانتصار
هل تعلم أن المأمون الخليفة العباسي أول من أقام موائد الرحمن في
رمضان
هل تعلم أن الله تعالى فرض الصيام على النبي صلى الله
عليه وسلم والمسلمين في العام الثاني هجريًا
هل تعلم أن الفاطميين أول
من صنع الفانوس وأن الدولة الفاطمية كانت تسمى بدولة رمضان
هل تعلم
أن أول من صام من البشر هو سيدنا آدم وكان يصوم 3 أيام من كل شهر
هل تعلم أن
شهر رمضان ذكر مرة واحدة في القرآن الكريم، حيث ورد في سورة البقرة
هل تعلم أن شهر رمضان هو الشهر التاسع ما بين الشهور
الهجرية
تفيض
نفحات رمضان علينا، لتنير دروبنا بنور الإيمان، وتزهر في قلوبنا بربيع الطّاعات،
فأهلا شهر الغفران، شهر الصيام والقيام
ومع كلمات عن شهر رمضان :
حل علينا ضيف كريم مبارك، لا يأتينا إلا مرة كل عام،
نترقبه بشغف لنتشبع فيه بالعبادة والسعادة، ضيف يغمرنا برحمات الله تعالى، وينير
دروبنا بنور الإيمان، ها هو شهر رمضان قد هل هلاله وسادت أنواره، وقد ذكره الله
تعالى في كتابه بخير الكلام، فاستمعوا معي وأنصتوا لعلكم ترحمون.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا جاء رمضان
فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين"
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان أول
ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين، ومردة الجن، وغلقت أبواب النار، فلم يفتح منها
باب، وفتحت أبواب الجنة، فلم يغلق منها باب، وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا
باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة"
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتاكم رمضان
شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب
الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم"
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصلوات الخمس
والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر"
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان
إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا
غفر له ما تقدم من ذنبه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قام رمضان
إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه"
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الصيام
جُنة فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم مرتين"
المقصود
بالصيام :
الصَّوْمُ
في الإسلام نوع من العبادات المهمة، وأصل الصَّوْمُ (ص و مـ)، يقال: صام صَوْمًا
وصِيامًا أيضًا، في اللغة: مطلق الإمساك، أو الكف عن الشيء، ومنه قول الله تعالى
حكاية عن مريم: ﴿فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا﴾ أي:
إمساكاً عن الكلام. والصوم في الشرع الإسلامي عبادة بمعنى: «الإمساك عن المفطرات
على وجه مخصوص، وشروط مخصوصة من طلوع الفجر الثاني، إلى غروب الشمس، بنية».
ولا يقتصر على
صوم شهر رمضان، بل يشمل جميع أنواع الصوم، وهو إما فرض عين وهو صوم شهر رمضان من
كل عام، وما عداه إما واجب مثل: صوم القضاء أو النذر أو الكفارة. وإما تطوع ويشمل:
المسنون المؤكد، والمندوب (المستحب) والنفل المطلق، ومن الصوم أيضا ما يشرع تركه
وهو الصوم المنهي عنه كصيام يوم الشك، ويحرم صوم يوم عيدي الفطر والأضحى
الصيام
فى الإسلام :
والصوم في الإسلام هو عبادة يتفق المسلمون على اتباع نهج
النبي في تحديد ماهيتها وأساسياتها، فهو بمعنى: «الإمساك عن المفطرات من طلوع
الفجر الثاني إلى غروب الشمس بنية»، كما أن صوم شهر رمضان من كل عام: فرض بإجماع
المسلمين، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة، وفضائله متعددة، ويشرع قيام لياليه،
وخصوصاً العشر الأواخر منه، وفيه ليلة القدر، وتتعلق به زكاة الفطر، وهو عند
المسلمين موعد للفرحة، والبر والصلة، وعوائد الخير. وفرض الصوم على المسلمين في
السنة الثانية للهجرة، بأدلة منها قول الله تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ﴾
وقوله تعالى: ﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ
فَلْيَصُمْهُ﴾ ، وحديث: «بني الإسلام على
خمس..» وذكر منها: صوم رمضان،
وحديث الأعرابي السائل عن شرائع الدين، قال: هل علي
غيره؟ أي: صوم رمضان، قال في الحديث: «لا، إلا أن تطوع شيئا». وصوم شهر رمضان من
كل عام فرضٌ على كل مسلم مكلف مطيق للصوم غير مترخص بسبب المرض أو السفر، ولا يصح
الصوم إلا من مسلم عاقل مع خلو المرأة من الحيض والنفاس. وللصوم أحكام مفصلة في
علم فروع الفقه، ومنها فرائض الصوم، وأركانه، وشروطه، ومبطلاته، ومستحباته،
ومكروهاته، وأحكام الفطر، والأعذار الشرعية المبيحة للفطر، ومواقيت الصوم، لدخول
الشهر وخروجه، ووقت الإمساك، والتسحر، والإفطار، والقضاء والأداء وغير ذلك
فرض
الصوم
صوم شهر رمضان
من كل عام هو الصوم المفروض على المسلمين، بالإجماع، وهو أحد أركان الإسلام
الخمسة، وأفضل أنواع الصيام؛ للحديث القدسي بلفظ: «وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي
مما فرضت عليه»، حيث أن أداء الفرائض أحب الأعمال إلى الله.
وفرض في السنة الثانية من الهجرة النبوية، قال
البهوتي: «فرض في السنة الثانية من الهجرة، إجماعا، فصام النبي ﷺ: تسع رمضانات
إجماعا». والأصل في وجوب صومه قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءآمَنُوا
كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ..﴾ الآية ثم
تعين صوم شهر رمضان
بقوله تعالى: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ
فَلْيَصُمْهُ﴾ وحديث: «بني الإسلام على خمس» وذكر منها: «صوم رمضان». ويجب صوم شهر
رمضان إما برؤية الهلال، أو باستكمال شهر شعبان ثلاثين يوما عند تعذر رؤية هلال
رمضان. ويجب على كل مسلم، مكلف بالغ عاقل، مطيق للصوم، صحيح، مقيم، غير معذور. ولا
يصح إلا من مسلم، كما يشترط لصحته شروط منها: نقاء المرأة من الحيض والنفاس. ويختص
صوم رمضان بخصوصية فضيلة الوقت من طلوع الفجر الثاني، إلى غروب الشمس. وصوم رمضان
يكفر الذنوب لمن صامه إيمانا واحتسابا
وقول الله
تعالى: ﴿كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ بمعنى:
الإخبار أن الصوم كان مفروضا في الشرائع السابقة، وقد كان المسلمون قبل فرض صوم
رمضان: يصومون يوم عاشوراء، وفي الحديث: «عن عائشة رضي الله عنها قالت: كانت قريش
تصوم عاشوراء في الجاهلية، وكان رسول الله ﷺ يصومه، فلما هاجر إلى المدينة صامه
وأمر بصيامه فلما فرض شهر رمضان قال: "من شاء صامه ومن شاء تركه "
حكمة
الصوم
إن الله - تعالَتْ حكمتُه، وجلَّت أسماؤه - قد فرَض
علينا الصوم، كما فرضه على الأمم السابقة قبلنا، يُحاسِبنا عليه كما يحاسِبهم،
ويجزينا عليه كما يجزيهم، كما قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ
عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ
تَتَّقُونَ ﴾
لم يكتُبْه سبحانه عبثًا ولا لغوًا، ولا احتياجًا إليه
في شيء؛ إذ هو الغني الحميد، وإنما كتبه على عباده وكلَّفهم إياه، بل جعله ركنًا
من أركان دينه الحنيف؛ تطهيرًا لهم من أمراضهم، وتصفيةً لهم من أكدار نفوسهم، وتذكرةً
لعظيم نعمه عليهم، وواسع برِّه بهم
وإن المتأمِّل في أسرار الصيام وحكمة مشروعيَّته -
ليُدركُ من فوائده الصحية، وثمراته الخلقية والاجتماعية، ما لا يقف عند حد، غير
أننا سنشير إلى بعضها على سبيل الإيجاز والاختصار
أولًا : تعلمون - حضراتكم - أن معظم أسباب الأمراض إنما هو
الأكل والشرب، والاسترسال في الملذَّات البهيمية، والشهوات النفسيَّة، ومن أجل هذا
قالت الحكماء: (البِطنة أصل الداء، والحِمْية رأس الدواء)، البطنة: كثرة الأكل
والشرب، والحمية: الامتناع عنهما، ويندُر أن تسمعوا أن أحدًا قد مرِض لجوعه، وربما
لم تسمعوا هذا أبدًا؛ لكن كم من أناس كانوا صرعى بطونِهم، وضحايا شهواتهم، فرحمةً
بنا فرَضَ الله علينا صيامَ هذا الشهر؛ لنريح المعدة، ونطهِّرها مما تخلف فيها من
الفضلات طول العام، وإذا كانتِ الآلات الحديدية في حاجة إلى راحة وتطهير، فما
بالكم بالمعدة وهي من لحم ودم ؟
ومن هنا تعلمون السبب في تحديد الصيام بالشهر؛ لأنه لو
كان أقلَّ لَما كفى في عملية التنظيف والتطهير، ولو كان أكثر لأتعَبَ الصائم وأنهك
قواه، ومن حكمة الله أن جعل عبادتنا تابعةً للشهور العربية، كما قال تعالى: ﴿
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ﴾
وكما قال تعالى:
﴿ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ﴾ وذلك لتكونَ العبادةُ دائرةً في فصول السَّنة
كلِّها، لنتحمل صيفها وشتاءها، وليتوافر العدل بين الطبائع المختلفة والأمزجة
المتباينة، فمِن الناس مَن يسهل عليه الصوم في الشتاء، ويشُق عليه نوعًا ما في
الصيف، ومنهم مَن يكون على عكس هذا، وهكذا، وإن كانت التكاليف كلُّها في حدود
الطاقة والمقدرة لطفًا من الله ورحمة
وقد أثبت الطبُّ الحديث أن كثيرًا من جراثيمِ الأمراض لا
يقتلها سوى الصوم؛ ولذلك يشير الأطباء في كثير من الأحيان على المرْضى بالصوم، وكم
من مريضٍ أصحَّه الجوع، وصحيحٍ قتله الشِّبَع
ثانيًا : إن منعَ النفس من شهواتها أكبرُ وسيلة لأنْ تتخلَّق
بالصبر والثبات، والعزيمة القوية، والشجاعة الأدبية، وغير ذلك من الأخلاق الفاضلة،
التي تُصيِّر المرء رجلًا كاملًا، وإنسانًا فاضلًا، لا يخضع لهواه، ولا يذلُّ إلا
لخالقه ومولاه، ومتى نضجت أخلاق المرء وكملت رجولتُه، سعد في دنياه وأخراه، وحيَّ
حياة طيبة؛ فالصوم أكبرُ مهذِّب للنفس، ومقوِّم للأخلاق، وموصِّل للخير والسعادة
ثالثًا
: إن الصوم يغرسُ في
الصائم الشفقةَ والعطف والتعاون؛ لأن الصائمَ يُقاسي من حرارة الجوع، وشدةِ الظمأ
- ما يدفعه إلى مواساة المحتاجين، وإغاثة الملهوفين، والعطف على الفقراء
والمساكين، ويُروى أنه قيل ليوسف الصدِّيق عليه السلام: (لِمَ تجوع وأنت على خزائن
الأرض؟ فقال: أخاف أن أشبع فأنسى الجائعَ)
هذا فضلًا عن أن الصيام أكبرُ مُعين للصائمين على
الحياء؛ ذلك الخُلق العظيم الذي يَحُول بين صاحبه وبين الدناءة والمعاصي؛ فإن مَن
يصوم لله سبحانه ولا رقيب عليه ولا حسيب إلا مولاه القادر القاهر - أمينٌ على هذه
العبادة الخفيَّة، مخلصٌ لخالقه في السرِّ والعلانية، وكم للحياء مِن أثرٍ جليل،
وعاقبةٍ حميدة! وحسبكم قولُ النبي صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه البخاري ومسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه -: ((الإيمان بضع وسبعون شُعبة، فأفضلُها قول: "لا
إله إلا الله"، وأدناها إماطةُ الأذى عن الطريق، والحياء شُعبة من الإيمان))؛
فجعل الحياءَ شُعبة من الإيمان، وخصَّه بالذِّكر؛ لأنه مجمع كل خير، وأساس كل
فضيلة
مِن هذا تعلمون أنه ليس قصدُ الشارع الحكيم بالصوم
مجرَّدَ الإمساك عن الأكل والشرب، وعن سائر المُفطِّرات، من طلوع الفجر إلى غروب
الشمس؛ وإنما المقصود هو كفُّ النفس عن استرسالِها في ميولها، وسيرها في طريق
هواها، ومجاهدتها بسلاح الصبر والتقوى، واستشعارها خشيةَ الله وعظَمته، وجلاله
ورهبته، واستخدام جوارح العبد فيما يُرضي مولاه، حتى يجد في نفسه حلاوةَ الطاعة،
ومرارة المعصية، ولعل هذا يوضح لكم معنى قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ
قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ ؛
أي: تجعلون من الصيام وقايةً تَحُول بينكم وبين المنكرات والرذائل، ولعلكم فهِمتُم
كذلك معنى قولِه صلى الله عليه وسلم - فيما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي
الله عنه -: ((إنما الصوم جُنَّة، فإذا كان أحدكم صائمًا، فلا يرفُثْ ولا يجهل،
وإنِ امرؤ قاتَلَه أو شاتَمَه، فليقل: إني صائم، إني صائم))؛ أي: إن الصوم حصنٌ
حصين، ودرع متين، وحجاب للصائم من عدُوَّيْه: النفسِ الأمَّارة، والشيطانِ الرجيم،
ولا تقوى رغباتُ هذين العدوَّينِ المُهلِكين إلا بالأكل والشرب، واتباع شهوات
البطن والفرج، وقد جاء في الحديث الصحيح: ((إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى
الدم))، وفي بعض الآثار: (فضيِّقوا مجاريَه بالجوع)
هذا أيها السادة قليلٌ من كثير من أسرار هذه الفريضة
التي كتبها الله على عباده في كل عام
نبذة
من أحكام الصيام
أحببتُ أن أسوق إليكم طرفًا من أحكام الصيام؛ رغبةً في
أن تستقبلوا هذا الشهر الكريم وأنتم على بصيرة منه، ورحِم الله امرأً تفقَّه في
دينِه، وعَبَد الله على بيِّنةٍ من هَدْيه وأحكامه
وحقٌّ عليكم - معشر المسلمين - أن تتعلَّموا أحكام الصوم
وتدرسوها بينكم، وتُعلِّموها أهلكم؛ فكلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته
قال الله تعالى: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى
يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ
الْفَجْرِ ﴾ ، فمتى غربتِ الشمسُ، حلَّ
للصائم كلُّ ما يشتهي حتى يطلع الفجر، فإذا دخل الفجر، حرُم عليه أن يقرب
مفطِّرًا، فإذا فعل، لزمه القضاءُ والكفارة، وهي: عتق رقبة، أو صيام شهرين
متتابعين، أو إطعام ستين مسكينًا، ويا ليتَه بعد هذه الكفارة يُساوي الصائمينَ
القانتين، الذين لم ينتهكوا حرمةَ هذا الشهر العظيم
روى الترمذي وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن أفطر يومًا من رمضان من غير رخصةٍ ولا مرض، لم
يقضه صوم الدهر كله وإن صامه)
ومن أفطَر ناسيًا، فلا إثم عليه، وعليه قضاء ذلك اليوم
عند الإمام مالك رحمه الله، ولا قضاء عليه عند الإمامينِ الشافعي وأبي حنيفة
رحمهما الله تعالى؛ لِمَا رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن نسِي وهو صائم فأكَل أو شرِب، فليتمَّ صومه؛ فإنما
أطعَمَه الله وسقاه)
ومِن شروط صحة الصوم الخلوُّ من دم الحيض والنِّفاس،
وكثير من الجاهلات يصُمْنَ مع نزول هذا الدم، ومنهنَّ مَن تفطر قبل المغرب بدقائق،
وهذا جهلٌ أوحاه الشيطان إليهن، فحذِّروا النساءَ تلك الجهالةَ، وحتِّموا عليهن
الإفطار حتى ينقطع الدم، وقضاء ما أفطَرْنَه من الأيام
ولا يُفطر مَن احتلم، ولا مَن احتجم، ولا من أصبح
بجنابة، وهذا قليلٌ من كثير من أحكام الصيام، وعليكم أن تستوفوا بقيتها من مجالس
العلماء وكتب الفقه، وقصدُنا بهذه النبذة أن نُنبِّهكم على أهمية التفقُّه في
الدين، وتفهُّم أحكام الشريعة وتعليم الأهل والأولاد
آداب
الصيام
قال الإمام الغزالي رحمه الله: "اعلَمْ أن الصوم
على درجاتٍ ثلاث: صومِ العامة، وصوم الخاصة، وصوم خاصة الخاصة
أما صومُ العامة، فهو الإمساك عن شهوتَي البطن والفرج من
طلوع الفجر إلى غروب الشمس
وأما صوم الخاصة، فهو كفُّ السمع والبصر واللسان واليد
والرِّجل، وسائر الجوارح من المعاصي والآثام
وأما صومُ خاصة الخاصة، فهو كفُّ القلب عن الهمم
الدنيَّة، والأفكار الدنيوية، وعدم اشتغاله عما سوى الله تعالى بالكلية، وهذه درجة
الأنبياء والصدِّيقين والمقرَّبين، وليس القصدُ مِن هذا هو التواكل والكسل، وعدم
العناية بالسعي والعمل؛ فإن الدين الإسلامي هو دينُ الجد والنشاط، والسعي والتوكل
على رب الأرباب؛ وإنما المقصود هو ألا يعلِّق المرء قلبَه بالدنيا وزخارفها، بل
يبتغيها وسيلةً إلى الله والعمل الصالح، كما قال تعالى: ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ
اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ
كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ
اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾ ،
وإذا كانتِ الدرجة الأخيرة عسيرةً على أمثالنا، فلنتكلم على الدرجة الثانية، وعلى
كيفية الوصول إليها
وبلوغ
هذه الدرجة إنما يكون بأمور ستة
الأول: غضُّ البصر عن كلِّ ما يُذم ويُكره، فقد روى الحاكم -
بإسناد صحيح - عن حذيفة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((النظرةُ سهمٌ مسمومٌ من سهام إبليس لعنه الله، فمَن تركها خوفًا مِن الله، آتاه
الله عز وجل إيمانًا يجد حلاوته في قلبه))
الثاني : حِفْظُ اللسان عن الكذب، والغِيبة والنميمة، والفحش
والهذيان، والخصومة، وشغلُه بذِكر الله عز وجل، وبما ينفع المرء دنيا ودينًا
الثالث : كفُّ السمع عن الإصغاء إلى كل مكروه؛ لأن كل ما حرُم
قوله حرُم الإصغاء إليه؛ ولهذا سوَّى الله عز وجل بين المستمع وآكل السحت، فقال
تعالى: ﴿ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ ﴾ ، ولا شك أن الساكتَ على المعصية راضٍ بها، وأن
المستمع شريك القائل
الرابع : كفُّ بقيَّة الجوارح عن الآثام من اليد والرِّجل، وعن
المكاره، وكف البطن عن الإفطار على الشبهات؛ إذ لا معنى للصوم - وهو الكف عن
الحلال - مع الإفطار على الحرام، ومثلُ هذا الصائم كمثل مَن يبني قصرًا ويهدم
مِصرًا
وقد روى النَّسائيُّ وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله
عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((كم مِن صائم ليس له من صومه إلا
الجوع والعطش))، فقيل: هو الذي يُفطِر على الحرام، وقيل: هو الذي يُمسِك عن الطعام
الحلال ويُفطر على لحوم الناس بالغِيبة، وهو حرام، وقيل: هو الذي لا يحفظ جوارحَه
عن الآثام
الخامس : ألا يستكثر من الطعام الحلال وقت الإفطار، بحيث يملأ
بطنه؛ ((فما ملأ ابنُ آدم وعاءً شرًّا من بطنه))؛ كما في الحديث الشريف، وكيف
يُستفاد من الصوم قهر عدوانه وكسر الشهوة، إذا تدارَكَ الصائم عند فطرِه ما فاته
ضحوةَ نهاره، وربما يزيد عليه في ألوان الطعام، حتى جَرَت العادة بأن تُدَّخر جميع
الأطعمة لرمضان، فيؤكل منها فيه ما لا يؤكل في عدة أشهر! ولقد فتحنا على أنفسنا
باب طعنٍ مِن أعداء الإسلام، يقولون: إنكم تعذِّبون أنفسكم بالكفِّ عن الأكل
والشرب طول النهار، ثم تعوِّضون ما فاتكم في الغروب أضعافًا مضاعفة، فما فائدة هذا
الصيام؟! والحق أن الصوم لا يُؤدي ثمرته، ولا يحقِّق غايته، إلا بالاعتدال
والاتزان، ومخالفة النفس والهوى والشيطان
السادس : أن يكون قلبه بعد الإفطار معلَّقًا بين الخوف
والرجاء؛ لأنه لا يدري أقُبِل صومه فهو من المقرَّبين، أم رُدَّ عليه فهو من
الممقوتين؟ وليكنْ هذا شأنه في كل عبادة يفرغ منها
روي عن الحسن البصري أنه مرَّ بقوم وهم يضحكون، فقال: إن
الله عز وجل جعل شهر رمضان مِضمارًا لخلقِه يستبقون فيه لطاعته، فسبق قومٌ ففازوا،
وتخلَّف أقوام فخابوا، فالعجب كل العجب للضاحكِ اللاعب في اليوم الذي فاز فيه
السابقون وخاب فيه المبطلون، أمَا والله لو كُشف الغطاء لاشتَغَل المحسن بإحسانه،
والمسيء بإساءته
وعن الأحنف بن قيس أنه قيل له: إنك شيخ كبير، وإن الصيام
يُضعِفك، فقال: إني أعدُّه لسفرٍ طويل، والصبر على طاعة الله سبحانه أهونُ من
الصبر على عذابه
هذه هي المعاني الباطنة والآداب المطلوبة، التي لا
يحافِظ عليها إلا الكاملون، ولا يُوفَّق لها إلا العاملون المخلصون
كيف
نستقبل هذا الشهر الكريم؟
يجمل بنا وقد وقفنا على طرفٍ من حكمة الصوم وأحكامه
وآدابه، أن نعرف كيف نستقبل هذا الشهر المبارك
رحِم الله سلفَنا الصالحين، فلقد كانوا يستشرفون لقدوم
رمضان ويشتاقون إليه، ويفرحون بمقدمِه فرحَهم بأعزِّ عزيزٍ، وأحبِّ حبيب، وها هو
ذا قد أظلَّنا بخيره وبركته، فما الذي أعدَدْنا لاستقباله وتحيَّته؟
لقد كان المسلمون الأوَّلون يعدُّون إدراك هذا الشهر
الميمون فضلًا من الله ونعمة، وكانوا يَرجون أن يُبلِّغهم الله زمنه، بل كانوا
يتمنَّون أن تكون السَّنة كلها رمضان
وقد أخرج الطبراني وغيره أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم كان يدعو ببلوغ رمضان، فكان إذا دخل رجب يقول: ((اللهم بارِكْ لنا في رجب
وشعبان، وبلِّغنا رمضان
وكان صلوات الله وسلامه عليه يُبشِّر أصحابه بقدوم
رمضان، فيقول: ((قد جاءكم شهر رمضان، شهرٌ مبارك، كتب الله عليكم صيامه، فيه تُفتح
أبواب الجنان، وتُغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغَل فيه الشياطين، فيه ليلةٌ خيرٌ مِن
ألف شهر، مَن حُرِم خيرَها فقد حُرِم))؛ أخرجه أحمد والنسائي عن أبي هريرة رضي
الله عنه، قال العلماء: والحديث دليلٌ على تهنئة الناس بعضهم بعضًا بشهر رمضان
أقبَل رمضانُ موسمُ الخيرات، ومَغْنم الطاعات، وشهيدٌ
لمَن أحسن في صيامه، وحافَظ على قيامه، فحق علينا أن نستبشر بقدومه، ونفرح به،
ونعدَّ أنفسنا إعدادًا تامًّا لمقابلته بما ينبغي من ترحيب وتكريم، وعمل صالح،
وخير عميم
وخيرُ ما نستقبلُ به هذا الشهر الكريم هو توبةٌ صادقة
نَصُوح نُطهِّر بها أنفسنا من المعاصي والذنوب، ونلجأ بها إلى علَّام الغيوب،
ونتخلَّى عن الهمم الدنية، ونتحلَّى بالصفات الفاضلة العليَّة، وذلك لا يكون إلا
بالندم على ما فات، والاستعداد لما هو آتٍ، وأداء الحقوق إلى أربابها والعفو عن
المسيئين، ومجالسة الأخيار الصالحين، والابتهال إلى الله السميع القريب أن يحفظنا
من النفاق والشقاق، وسوء الأخلاق، وأن يغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان،
ولا يجعل في قلوبنا غلًّا للذين آمنوا، وأن يتولَّانا جميعًا بما يتولى به عباده
الصالحين
مبطلات
الصوم
1- الأكل والشرب عمداً لا ناسياً، ولا مخطئاً، ولا مكرهاً،
سواء أكل أو شرب ما يتغذى به، أو ما لا يتغذى به في النهار من يوم الصوم، قال
تعالى: (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، ثم
أتموا الصيام إلى الليل) ]
وغير العامد قال فيه صلى الله عليه وسلم: "إن الله
وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" رواه ابن ماجه والطبراني
والحاكم
2- القيء عمداً، لما روى أحمد وأبو داود والترمذي وغيرهم
عنه صلى الله عليه وسلم: "من ذرعه القيء فليس عليه قضاء، ومن استقاء عمداً
فليقض ومعنى ذرعه: غلبه
3- الجماع : أي إتيان الزوج زوجته ووطؤها، للآية السابقة،
ولأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الواطئ في رمضان أن يُكفِّر
4- الحيض والنفاس من المرأة، وعلى هذا إجماع أهل العلم
من نوى الفطر وهو صائم، مجرد النية ، بشرط أن تكون جازمة
لا ينقصها إلا التطبيق، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال
بالنيات.." . متفق عليه
فضل
الصيام في رمضان
خصَّ الله عز وجل عبادة الصيام من بين العبادات بفضائل
وخصائص عديدة، منها
أولًا : أن الصوم لله عز وجل وهو يجزي به، كما ثبت في البخاري
من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا
إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ
لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي»
ثانيًا : إن للصائم فرحتين يفرحهما، كما ثبت في البخاري من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: «لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ
رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ»
ثالثًا: إن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، كما
ثبت في البخاري من حديث
أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم
أطيب عند الله عز وجل يوم القيامة من ريح المسك»
رابعًا: إن الله أعد لأهل الصيام بابا في الجنة لا يدخل منه
سواهم، كما ثبت في البخاري ، ومسلم من حديث
سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ فِي الجَنَّة بَابًا
يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يدْخُلُ مِنْهُ الصَّائمونَ يومَ القِيامةِ، لاَ يدخلُ
مِنْه أَحدٌ غَيرهُم، يقالُ: أَينَ الصَّائمُونَ؟ فَيقومونَ لاَ يدخلُ مِنهُ
أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فإِذا دَخَلوا أُغلِقَ فَلَم يدخلْ مِنْهُ أَحَدٌ»
خامسًا: إن من صام يومًا واحدًا في سبيل الله أبعد الله وجهه عن
النار سبعين عامًا، كما ثبت في البخاري ؛
ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: «ما مِنْ عبدٍ يصومُ يوْمًا في سبِيلِ اللَّهِ إلاَّ بَاعَدَ
اللَّه بِذلكَ اليَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سبْعِين خريفًا»
سادسًا: إن الصوم جُنة «أي وقاية» من النار، ثبت في الصحيحين من
حديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الصيام جُنة»، وروى أحمد ، والنسائي من حديث
عثمان بن أبي العاص قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:
«الصيام جُنة من النار، كجُنة أحدكم من القتال»
سابعًا: إن الصوم يكفر الخطايا، كما جاء في حديث حذيفة عند
البخاري ، ومسلم أن النبي -صلى الله عليه
وسلم- قال: «فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ
وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»
ثامنًا : إن الصوم
يشفع لصاحبه يوم القيامة، كما روى الإمام أحمد عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله
عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الصِّيَامُ
وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ :
أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي
فِيهِ. وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي
فِيهِ. قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ
فوازير
رمضان
ما ترتيب شهر رمضان في السنة الهجرية؟ .. التاسع
لماذا سُمي رمضان بهذا الاسم؟… لأن الصيام فرض في شدة الحر، فسمى العرب شهر
الصيام رمضان نسبة إلى الرمض وهو شدة الحر
من أول مؤذن في الإسلام؟ … بلال بن رباح
من أول مخترع للفانوس؟ … الفاطميين
ما اسم الغزوة الوحيدة التي انهزم فيها المسلمون فى نها
يتها ؟… غزوة أحد
من هو أول من لقب بأمير المؤمنين؟ … عمر بن الخطاب.
أهلاً
بشهر التقى والجود والكرم
د. عبد الرحمن
الأهدل
أهلاً بشهر
التقى والجود والكرم شهر
الصيام رفيع القدر في الأمم
أقبلت في حلةٍ
حف البهاء بها ومن ضيائك غابت بصمة الظلم
أهلاً بصومعة
العباد – مذ بزغت شمسٌ – ومجمع أهل
الفضل والقيم
أهلاً بمصقلة
الأواب من زللٍ ومنتدى من نأى عن بؤرة اللمم
هذي المآذن دوى
صوتها طربًا تلك
الجوامع في أثواب مبتسم
نفوس أهل التقى في حبكم غرقت وهزها الشوق شوق المصلح العلم
تحب فيك قيامًا
طاب مشربه تحب فيك جمال الذكر في الغسم
وليلةٌ فيك خيرٌ- لو ظفرت بها – من ألف شهرٍ فجد يا بارئ النسم
رباه جئت إلى
علياك معترفًا بماجنته يدي أو زلة القدم
فجد بعفوٍ إلهي
أنت ذو كرمٍ فكم مننت على العاصين بالنعم
واختم لعبدك
بالحسنى فليس له سواك
ينقذه من موقف الندم
صلى الإله على طه وعترته ومن قفا
الإثر من عربٍ ومن عجم
. شعر
عن استقبال رمضان
رمضانُ يا شهرَ
الفضائلِ والهمَمْ شَهرٌ أفاضَ به
الإلٰهُ مِن النِّعَمْ
شَهرُ الهُدىٰ،
فيه تنزَّلَ رحمةً قُرآنُنا،
مِسكُ الختامِ الـمُغتَنَم
شَهرُ الصِّيام
عنِ الذنوبِ ورِجسِها ما دام
بالذِّكرِ اغتنىٰ قلبٌ وفمْ
وتُصَفِّدُ الشيطانَ فيه سلاسلٌ وبِحَبلِ ربِّي كلُّ نفسٍ
تُعتَصَم
رُحماكَ ربِّي
اغفِر ذُنوبي كُلَّها وأرِحْ
فؤادًا مُثقَلًا مِن كُلِّ هَمْ
قصيدة
هلا رمضان
د. عبد الرحمن
الأهدل
أهلا رمضان يا
شهر الدّعاء وشهر
الصّوم شهر الأولياء
ومرحًا يا حبيب القلب مرحًا سأهديكم نشيدي بالثّناء
قيامك لم يجد في
اللّيل ندًّا وصومك تاجه نور البهاء
وكم للّه من
نفحات خيرٍ بمقدمك
السّعيد أخا السّناء
ورحمته تحيط
بكلّ عبدٍ يتوب
ويرتدي ثوب الدّعاء
وفيك العتق من
نارٍ تلظّى إذا تابت قلوب الأشقياء
وغفرانٌ يلاحق ذا ذنوبٍ
إذا ما تاب من فعل الوباء
وميض النّور
يدخل في قلوبٍ وتزدهر الخواطر بالهداء
فكم خشعت قلوب
ذوي صلاحٍ وكم دمعت عيون الأتقياء
نظرت مساجدًا
تزهو بنورٍ فسرّ
القلب من وهج الصّفاء
وفيك تنزّل
الأملاك حتى طلوع الفجر يا لك من ضياء
هنيئًا يا بني الإسلام طرًّا فقد
وصل المبارك بالعطاء
فحيّو شهركم بجميل صومٍ فكم فرحت قلوبٌ باللّقاء
سلام الله يا
رمضان يغشى جنابك يا مكلّل بالوفاء
إلهي إنّ شهر الصّوم وافى وذنبي فوق ظهري كالغطاء
وفي عنقي حبال
الوزر تلوي عروقي والذّنوب رحى
البلاء
فجد بالعفو يا
ربّاه إنّي دعوتك مخلصًا فاقبل دعائي
قصيدة
رمضان أقبل
رمضان أقبل يا
أولي الألباب فاستقبلوه بعد طول غياب
عامٌ مضى من
عمرنا في غفلةٍ فتنبهوا فالعمر ظل سحاب
وتهيّؤوا لتصبرٍ
ومشقةٍ فأجور من صبروا بغير حساب
الله يجزي
الصائمين لأنهم من أجله سخروا
بكل صعاب
لا يدخل الريان
إلا صائمٌ أكرم بباب الصوم في الأبواب
ووقاهم المولى
بحر نهارهم ريح السموم وشر كل عذاب
وسقوا رحيق
السلسبيل مزاجه من زنجبيلٍ فاق كل شراب
هذا جزاء
الصائمين لربهم سعدوا بخير
كرامةٍ وجناب
الصوم جنة صائمٍ
من مأثمٍ ينهى عن الفحشاء
والأوشاب
الصوم تصفيد
الغرائز جملةً وتحررٌ من ربقةٍ برقاب
الخاتمة :
وفي ختام هذه الإذاعة، نتمنى للجميع أن يكون شهر رمضان
المبارك فرصة للتجديد والنمو الروحي لنكن
مصدر إلهام لبعضنا البعض، ولنعمل جميعاً على بناء مجتمع يسود فيه التسامح والمحبة فلنجعل هذا الشهر يكون نقطة انطلاق لتحقيق
أهدافنا وتحسين أواصر التواصل والتفاهم بيننا
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا واجعل القرآن
لنا نورًا في الدنيا والآخرة
وإلى هنا تنتهي إذاعة اليوم ولكم منا أطيب الأمنيات بصوم
مقبول وذنب مغفور، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-----------------------------------------------------------------------------------
كتاب الإذاعة المدرسية للغة العربية للأستاذ / عبدالرحمن معوض
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء