المَفْعُول
ُمعه
أَوَلاً
: تَقْرِيبُ مَفْهُومِهِ :
إذا أنشأ أحدنا سياقا
نحو : مشيتُ وسورَ الحديقة
فما الذي يمكن أن
نقبض عليه من معنى؟
هل نفهم أن الذي مشى
، مشى معه سور الحديقة مثلا ؟
المنطق ، يمنع تلك
الإحالة ، فلا يعقل أن يمشي السور فضلا عن مشاركته الترويح مع الماشي
ولكن الذي يتحدث ،
يعبر عن كون مشيته كانت مع السور أي بحذاء السور ..
وعليه نرى أن السور
قد انتصب لعلة كون الفعل : المشي قد فُعل بمصاحبتهِ دون تشريك أي دون أن يشارك السورُ
الماشيَ في مشيته وذاك ما اصطلح عليه في النحو بـ ( المفعول
معه)
قَدْ يُصَادِفُكَ شَخْصٌ وَأَنْتَ سَائِرٌ في
الطَّرِيقِ أمَامَ المدرسة وَيَسْتَوْقِفُكَ لِيَسْأَلَكَ عَنْ مَكَانٍ مُعَيَّنٍ
، مِنْ مِثْلِ : مَوْقِفِ سَيَّاراتِ القاهرة ، فَتَقُولُ لَهُ : تَسِيرُ مَعَ الشَّارِعِ هذا ، ثمَّ تَنْعَطِفُ إِلى اليَسَارِ وَتَسِيرُ مَعَ المَحَلاَتِ التجارِيَّةِ الخَمْسَةِ الأُولى ، حَيثُ تَجِدُ بَعْدَهَا مَوقِفَ تِلكَ السَّياراتِ.
وعِنْدَ تَحْقِيقِ الإِجَابَةِ ، تَجِدُ
أَنَّ السَّائِلَ لِنْ يَسِيرُ والشَّارِعُ يَسِيرُ مَعَهُ ، ولا أَنَّهُ
سَيَسِيرُ وَالمَحَلاَتُ التِّجارِيَّةُ تَسِيرُ مَعَهُ، وَلَكِنَّ المَقْصُودَ
أنْ يُلاَزِمَ السَّائِلُ السَّيْرَ في هَذا الشَّارِعِ أَوْلاَ ثُمَّ
يُلازِمُ وَيُواصِلُ السَّيْرَ مَعَ المَحَلاَتِ التِّجَارِيَّة المُشَارُ
إِلَيْهَا ، كَيْ يَصِلَ إِلى ما يُرِيدُ ، وكأَنَّ المَعْنَى في جُمْلَةِ :
تَسِيرُ مَعَ هذا الشَّارِعِ ، تَسِيرُ والشَّارعِ هذا وكذلك جُمْلَةُ تَسِيرُ
مَعَ المَحَلاَتِ التِّجاريَّةِ ، يُؤدى بالجُملَةِ : تَسِيرُ وَالمَحَلاَتِ
التِّجَارِيَّة.
وأَمَّا قَولًنَا : تَبَادَلَ الأَبُ
الحَدِيثَ مَعَ أَبْنَائِهِ . فَالجُمْلَةُ تَدُلُّ على اشتراكِ الأَبْنَاءِ
وَالأَبِ في الحَدِيثِ ، وَلَوْ قُلْنا تَبَادَلَ الأَبُ الحَدِيثُ وَأَبْنَاءهُ ،
لَكَانَ المَعْنَى المَفْهُومُ في الجُمْلَتِين واحداً.
وَعِنْدَ إِعَادَتِنا الجُمَلَ :
تَسِيرُ والشَّارِعِ هَذا.
تَسِيرُ والمَحَلاتِ
التِّجارِيَّة.
تَبَادَلَ الأَبُ الحَدِيثَ
وَأَبْنَاءَهُ.
نُلاَحِظُ أَنَّ الكَلِمَةَ التي وَقَعَتْ بَعْدَ
الوَاوِ مُباشَرَةً في الجُمَلِ ، هِيَ اسمٌ مَنْصُوبُ ، مَسْبُوقٌ
( بِوَاوٍ )
تَعْنِي ( مَع ) وَهَذِهِ
( الوَاوُ ) تَدُلُّ
عل أَنَّ مَا بَعْدَهَا قَدْ لاَزَمَ ما قَبْلَهَا وَصَاحَبَهُ زَمَنَ وُقُوعِ الحَدَثِ
( الفِعْلِ ) وَقَدْ يُشَارِكُهُ في الحَدَثِ ، مِثْلَ المِثَالِ الثَّالِثِ . أو لاَ
يُشَارِكُهُ ، كَمَا فِي الجُمْلَتَيْنِ الأَوَليين.
تَعْرِيفُ
المَفْعُول ُمعه:
اسم منصوب يأتى
بعد واو المعية بمعنى أنه لايصح أن يشترك ما بعدها مع ما قبلها فى الحكم
وهو
اسمٌ فضلة ، لاَ يَقَعُ مُبْتَدَأً وَلاَ خَبَرَاً – أَوْ مَا هُوُ في حُكمهِما ، وَيَجِيءُ
بَعْدَ ( واو )بِمَعْنَى
( مَع ) مَسْبُوقَةٍ بِجُمْلَةٍ فِيها فِعْلٌ ، أَوْ
ما يُشْبِهُ الفِعْلَ ، وَتَدُلُّ ( الواو ) على اقْتِرَانِ الاسْمِ الذي بَعْدَهَا
باسْمٍ آخَرَ قَبْلَهَا في زَمَنِ حُصولِ الفِعْلِ – الحَدَثِ – مَعَ مُشَارَكَةِ الثَّانِي
لِلأَوْلِ في الحَدَثِ ، أَو عَدَمِ مُشَارَكَتِهِ .
ثانياً
: شروط نصب المفعول معه :
يُشْتَرَطُ
في نَصْبِ ما بعدِ الواوِ على أنهُ مفعولٌ مَعَهُ ، ثلاثةُ شروطٍ :
1- أن يكونَ فَضْلَةً – ليسً رُكناً أساسياً في الكلامِ ،
مثلِ المبتدأِ والخبرِ ، والفاعلِ والمفعولِ به ، بل يجوزُ أن تتكون الجملة وتُفْهَمُ
دونَ ذِكْرِهِ –
أما عندما
يكونُ الاسمُ الواقعُ بعد الواوِ ، ركناً أساسياً من الجملةِ ، مثل : اشتركَ ابراهيمُ وماجدٌ ، فلا
يجوز نَصْبُهُ على المعيّةِ ، بل يكونُ معطوفاً على ما قَبْلَهُ ، فتكونُ الواوُ حرفَ
عطفٍ . وذلك لأنّ إبراهيمَ ، فاعل وهو رُكْنٌ أساسيٌّ في الكلامِ ، لا تَصِحُّ الجملةُ
بغيرِهِ . وما عُطِفَ عليه – ماجد – يُعامَلُ مُعامَلَتَهُ ، لذا أفادت الواو معنى
العطفِ، ولم تُفِدْ معنى المعيةِ .
2- أن يكونَ ما بعد الواوِ جُمْلَةً
، وليسَ مفرداً – غيرَ
جملةٍ – فإن كانَ ما بعدها غيرُ جملةٍ ، مثل : كلُّ جنديٍّ وسلاحُهُ . يكونُ معطوفاً
على ما قَبْلَهُ كل : وهي مبتدأ ويكونُ الخبرُ محذوفاً وجوباً بعد الواو التي تعني
العطفَ والاقترانَ ، كما هو واردٌ في بابِ المبتدأِ والخبرِ . حيثُ التقديرُ كلُّ جنديٍّ
وسلاحُهُ مُقْتَرِنان .
3- أن تكونَ الواوُ
التي تَسْبِقُ المفعولَ مَعَهُ ، تعني (مع) .
فإن كانت الواوُ دالةً
على العطفِ ، لعدمِ صِحّةِ المعيةِ ، في مثل قولنا : جاءَ عمادٌ وسليمٌ قبلَه أو بَعْدَهُ
، لم يكن ما بعدها مفعولاً معَهُ ، لأنَّ الواوَ في الجملةِ لا تعني (مع) . والدليلُ
على ذلك أننا لو قلنا : جاءَ عمادٌ مع سليمٍ قَبْلَهُ أو بعدَهُ ، لكان المعنى فاسداً
.
وكذلك الأمرُ
، إن كانت الواو دالةً على الحالِ ، فلا يجوزُ أن يكونَ ما بعدها مفعولاً مَعَهُ . مثل
قوله تعالى "أو كالذي مَرّ على قريةٍ وهي خاويةٌ على عروشِهَا" ومثل قولِنا
: نَزَلَ الشّتاءُ والشّمْسُ طَالِعَةٌ .
ثالثاً : أَحْكَامه :
1- النَّصْبُ ، وَنَاصِبُه إما أن يَكون الفِعْلُ كما في الأمْثَلِةِ السَّابِقَةِ ومِثْل :
سارَ الرَّجُلُ وَالنَّهْرَ.
وَأَمَا ما يُشْبِهُ
الفِعْلَ كاسمِ الفاعلِ ... مِثْل: الظِلُّ مائلٌ والشَجَرَ .
وكاسمِ
المَفْعُولِ ، مِثْلَ : الحَدِيقَةُ
مَخْدومةٌ وشَجَرهَا .
وكالمصدر ، مثل : يَسُرني حُضُورُكَ والأُسرَةَ.
وكاسم
الفعل ، مثل : رُوَيْدَكَ
وَالسَّائِلَ = أَمْهِلْ نَفْسَكَ مَعَ السَّائِل.
وقد وَرَدَت ترَاكيب
مسموعَةٌ من العَرَبِ ، وَرَدَ فيها المَفْعَولُ لأجْلِهِ غَيْرَ مُسْبُوقٍ بِفِعْلٍ
أو بِشِبْهِ فِعْلٍ ، بَعْدَ ( ما ) و
(كيف)
الاستفهاميتين . مثل : ما أَنتَ
والبَحْرَ ؟ و كَيْفَ أَنْتَ والبَرْدَ ؟
2- لا يجوزُ أن يتقدمَ المفعولُ مَعَهُ على عامِلِهِ
– الفعلِ وما يُشْبِهُهُ ، ولا على مُصَاحِبِهِ – فلا يُقَالُ : والنَّهْرَ سَارَ الرَّجُلُ
، كما لا يُقالُ : سارَ النَّهرُ والرَّجُلُ.
3- لايجوزُ أن يُفْصَلَ بينهُ وبين ( الواو ) التي تعني ( مع
) أيُّ فاصِلٍ.
4- إذا جاءَ بَعْدَهُ تابِعٌ ، أو ضَمِيرٌ أو ما يحتاجُ
إلى المطابقةِ ، وجَبَ أن يُراعَى عِنْدَ المطابَقَةِ الاسمُ قَبْلَ الواوِ وَحْدَهُ
. مثل : كُنتُ أَنَا وَشَرِيكي كالأَخِ ، ولا يَصِحُّ أن يُقالَ : كالأخوين.
مثال
/ جاءَ الأميرُ والجيشَ ـ استوى الماءُ والخشبةَ
فما بعد هذه الواو
مفعول معه
معنى واو المعية
: فهو لدلالتها على وقوع شيء مع وجود شيء آخر فـ (واو المعية ) بمعنى ( مع ) نعرف واو المعية إذا صح وضع ( مع ) مكان
( الواو )
مثال / مشيتُ وسورَ
الحديقةِ : كأننا نقول مشيتُ مع سور الحديقة
رجعتُ
والمساءَ : كأننا نقول رجعتُ مع المساء
فلو قلنا في هذا السياق(
أكل الولدُ وأبوهُ ) / ( أكل الولدُ و أباهُ )
المثال الأول ( أكل
الولدُ وأبوهُ ) ( الواو عاطفة ) أي أكل الولد وأبوه : أكل مثله
أما المثال الثاني
( أكل الولدُ و أباهُ ) الواو هنا للمشاركة والمصاحبة أي إنه مصاحب للأكل معه وشاركه
أيضا
فهنا
تأتي الواو على أنها مفعول معه ( فالسياق هو الذي يفرق )
مثال
/ وصل اللاعبُ وسورَ الحديقةِ
وصل / فعل ماض مبني
على الفتح ، اللاعبُ/ فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة
الواو/ واوالمعية
حرف مبني على الفتح لامحل له من الإعراب ، سورَ/ مفعول معه منصوب وعلامة نصبه الفتحة
السؤال/
هل كل اسم يأتي بعد واو المعية يكون مفعولا معه ؟
الجواب: لا ، لماذا
؟ ننظر للمثال : اختصم زيدٌ وعمرو
هل يحمل عمرو كونه
مفعول معه ؟ الجواب لا .. فما السبب ولماذا؟
الواو / واو العطف
تفيد المشاركة أي زيد وعمرو اختصما فهما قد اشتركا في الاختصام
فهنا عمرو لا يصح
نصبه على كونه مفعولا معه لعلل :
العلة الأولى أن الفعل
اختصم يقع من متعدد
فلا يمكن نقول : اختصم
عمرو ، ونسكت فلابد أن نتم المعنى لأن السياق ناقص
فهنا الواو واو عطف
تقتضي التشريك بين اثنين بين المختصمين
الأفعال :
اختصما / تشاجرا / اشتركا/ يقتضي التشريك في الفعل ولا يقع من شخص واحد ، فهذه الأفعال
فعل متعدد
سؤال / لو أن السياق يحتمل المشاركة والمصاحبة ، فهل
يأتي ما بعد الواو مفعول معه ؟
الجواب / إذا احتمل السياق معنى التشريك والمصاحبة فيصح
أن نقول :
طلع
القمرُ والنجمُ / طلع القمرُ والنجمَ
هل ممكن القمر يطلع
معه نجم ؟ ممكن يعني المصاحبة والمشاركة وينصب على أنه مفعول معه
فنقول / طلع القمرُ
والنجمَ
وقد يطلع بحذاء القمر
نجم ما فهنا الواو عاطفة ، فتعطف عليه إذا كان مرفوعا أو منصوبا أو مجرورا
فنقول/
طلع القمرُ والنجمُ
ماذا
نقول في إعراب النجم؟
النجمُ / اسم معطوف
مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة ، النجمَ / مفعول معه منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة
ما
الذي جعلنا نقول بالجواز ؟
لأن السياق يحتمل
الأمرين فيجوز في الحالتين أن نرفع على العطف أو ننصب على المفعول معه
مثال/
المعلمُ واقفٌ و السبورةَ
( السبورة ) وقعت
مفعول معه ولا فعل أوقع النصب عليه أو عمل فيه العمل لأن المفعول معه منصوب بعامل وهو
الفعل وهذا الكثير الغالب
الإعراب
المعلمُ / مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، واقف / خبر مرفوع
وعلامة رفعه الضمة ، الواو / واو المعية حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب
السبورةَ / مفعول معه منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة
مثال/
الجنودُ مصفوفون والقائدَ
كيف نعرب ؟
الجنودُ / مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة ، مصفوفون/
خبر مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم
الواو / واو المعية حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب
، القائدَ/ مفعول معه منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة
الذي نصب القائدَ
: مصفوفون اسم المفعول جاء بمعنى الفعل4
مثال/
احرص على مذاكرتك والمكتبَ
احرص/ فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر وجوباً
تقديره انت ،
على/ حرف جر مبني على السكون لا محل له من
الإعراب
مذاكرتك / اسم مجرور بعلى وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والكاف
/ ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف اليه
الواو / واو المعية حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب
، المكتبَ
/ مفعول معه منصوب وعلامة نصبه الفتحة
مثال/
حيَّ على الأذانِ والصلاةَ
حيَّ / اسم فعل أمر مبني على الفتح ،
على / حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب
،
الأذانِ / اسم مجرور بعلى وعلامة جره الكسرة /
الواو / واو المعية حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب
/ ، الصلاةَ / مفعول معه منصوب وعلامة نصبه الفتحة
هناك
تراكيب مسموعة عن العرب ورد فيها نصب ما بعد الواو
مثل / كيف أنت والبردَ
ـ ما أنت والبحرَ ـ
كيف أنت وقصعةً من ثريد
ننظر ما قبل الواو
إذا كان الضمير منفصلا فيكون بعد الواو / أنت بالخيار الرفع أو النصب في ( البرد
/ البحر / قصعة)
رابعاً
: حالاتُ الاسم الواقعِ بعد الواو .
للاسمِ
الواقعِ بعد الواوِ أربعُ حالاتٍ :
جوازُ عَطْفِهِ
على الاسمِ السابقِ ، أو نَصْبِهِ على أنهُ مفعولٌ معه . والعطفُ أفضلُ
مثل : ساهَمَ
الوالدُ والابنُ في العملِ التطوعيِّ . حيثُ يجوزُ في كلمةِ الابنِ الرفعُ بالعطفِ
على الفاعلِ ، أو النصبُ على أنها مفعولٌ معه ، والعطفُ أحسنُ لأنّهُ أقوى في الدلالةِ
على المشاركةِ .
2- جواز النَّصْبِ على المعيةِ ، مع جوازِ العَطْفِ على ضَعْفٍ ، وذلك
في حالتين :
الأولى : إذا تَرَتّبَ على العطفِ ضعفٌ في التركيب . كأن يُعطَفُ
على الضميرِ المتصلِ المرفوعِ الظاهرِ أو المستَتِرِ ، من غَيرِ فصل بَيْنَهُ وبينَ
الواوِ بالضميرِ المنفصلِ ، أو أيِّ فاصلٍ آخَرَ .
مثل : جِئْتُ وخالدٌ ، واذهبْ وسليمٌ . فالعطفُ في
هاتين الجملتين ضعيفٌ ، لأنّ العطفَ فيهما ، يقتضي أولاً : توكيدَ الضميرِ المتصلِ
فيهما بضميرِ رَفعْ مُنْفَصِلٍ قَبْلَ العطفِ . مثل : جِئْتُ أنا وخالدٌ ، واذهب أنت
وسليمٌ . لذا جازَ العطفُ فيهما ، ولو على ضَعْفٍ . وجازَ اعتبارُ الاسمين الواقعين
بعد الواو فيهما مفعولاً معهما . جئتُ وخالداً ، واذهبْ وسليماً .
الثانية : أن تكونَ المعيَّةُ هي المقصودةَ في الجملةِ
الواردةِ فيها الواو ، فتضيعُ عندما تُعْتَبَرُ هذه الواوُ عاطفةً ، في مثلِ قولِنا
: لا تَرْضَ بالسلامةِ والذُّلَ ، إذ المقصودُ في الجملةِ ليس النهيَّ عن الأمرين
: السلامةِ والذُّلِ كلٍ على انفرادٍ ، بل التركيزُ مُنْصبٌ على النهيِّ عن اجتماعِهِما
معاً – المعية – لذا كان اعتبارُ ما بعد الواو في الجملةِ مفعولاً مَعَهُ ، ومع ذلك
فالعطفُ مقبولٌ على ضعفٍ شديدٍ في الجملةِ .
3- وجوبُ العطفِ ، وامتناعُ المعِيَّةِ :
وهذا الأمرُ يُقرِّرهُ
أمران الأول : المعنى المستفادُ من الفعلِ الوارد
في الجملةِ ، فإنْ كانَ هذا الفِعْلُ يستلزمُ تَعَدُّدَ الأشخاصِ التي تشتركُ في معناه
كانت الواو الواردة في الجملة دالة على العطف ، ففي قولنا : تشاركَ التاجرُ والصانعُ
، وتعاونَ البائعُ والشاري ، فالفعلان "تشاركَ وتَعاونَ" يقتضيان اشتراكَ
أكثرَ من اثنين في معنى كلٍ منهما، وهذا يتحققُ بالعطفِ لا بالمعية .
والأمْر
الثاني الذي يُقرِّرُ أنّ
الواوَ للعطفِ أو للمعيةِ ، هو استقامةُ وصِحةُ المعنى الوارد في الجملةِ ، ففي مثل
قولِنا: أَشْرَقَ القمرُ وسُهيلٌ – اسم نجم – قبلَهُ ، لا يَصِحُّ أنْ تكونَ الواو
في الجملةِ بمعنى (مع) . حيث لا يُفهمُ كيفَ يُشرقُ القمرُ مَعَ سُهيلٍ قَبْلَهُ !
لذا تعيّنَ أن تكونَ الواو للعطفِ ، لا للمعيةِ .
4- امتناعُ العطفِ ووجوبُ النّصْبِ :
بمعنى أنه لا يجوزُ
العطفُ ، إذا تَرَتَّبَ على العطفِ فسادٌ في المعنى ، مثل :
سافَرَ الرجلُ والليلُ
. ومثل مشى المسافرُ والصحراءُ . حيثُ يكون ما بعد الواو مفعولاً معه ، ولا يجوز أن
يكونَ معطوفاً على ما قَبْلَهُ لِعَدَمِ استقامةِ المعنى ، وكونِهِ أمراً معقولاً
. لذا نقول سافر الرجلُ والليلَ ، ومشى المسافرُ والصحراءَ .
أمثلة
معربة
تَسِيْرُ وَالشَّارِع هَذا.
تَسِيْرُ : فِعل مُضارِع مَرفوع علامته
الضمة ، وفاعله مستتر فيه.
واو : حرف مبني على الفتح لا محل
له من الإعراب.
الشَّارِعُ : مفعول معه منصوب ، علامته الفتحة.
هذا : اسم إشارة ، مبني في محل نصب بدل من منصوب.
يَتَبَادَلُ
الأَبُ الحديثَ وأبناءَهِ.
يتبادلُ : فعل مضارع مرفوع.
الأَبُ : فاعل مرفوع ، وعلامته الضمة.
الحديثَ : مفعول به منصوب.
و او : حرف مبني على الفتح لا محل له من
الإعراب .
أبناء : مفعول معه منصوب علامته الفتحة
، وهو مضاف.
الهاء : ضمير مبنى في محل جر بالإضافة.
رُوَيْدَكَ
وَالسَّائِلَ.
رُوَيْدَ : اسم فعل أمر مبني على الفتح.
الكاف : ضمير مبني على
الفتح في محل جر مضاف إليه.
واو : حرف مبني على الفتح.
السَّائِلَ : مفعول معه منصوب علامته الفتحة.
يسرُنِّي
حضورُكَ والأُسْرَةَ.
يسرُ : فعل مضارع مرفوع.
الياء : في محل نصب مفعول
به.
حضورُ : فاعل مرفوع وهو مضاف.
الكَاف : ضمير
مبنى في محل جر بالإضافة.
الأسرةَ : مفعول معه منصوب علامته الفتحة.
ما أَنتَ
والبَحْر ؟
ما : اسم استفهام ، مبني على السكون في
محل رفع مبتدأ.
أنتَ : ضَمير مبني على الفتح ، في محل رفع
خبر.
واو : حرف بمعنى ( مع ) مبني على
الفتح لا محل له من الإعراب.
البحرَ : مفعول معه منصوب علامته الفتحة.
كَيْفَ
أَنْتَ والبَرْدَ ؟
كيفَ : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع
خبر مقدم.
أنتَ : ضمير مبني في محل رفع مبتدا.
واو : حرف مبني على الفتح.
البردَ : مفعول معه منصوب ، علامته الفتحة.
كُنتُ
أَنَا وَشَرِيكي كالأَخِ
كنْ : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله
بتاء المتكلم ، التي هي في محل رفع اسم كان.
أنا : ضمير مبني على السكون في محل رفع
توكيد للضمير ( تُ ).
واو : حرف مبني على الفتح
لا محل له من الإعراب.
شريك : مفعول معه ، أو اسم معطوف على ( أنا ).
كالأخ : جار ومجرور متعلقان – ( كنت ).
عادَ
المُسافرُ واليلَ.
عادَ : فعل ماضٍ مبني على الفتح.
المسافرُ : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
واو : حرف
عطف مبني على الفتح.
الليلَ : مفعول معه منصوب
بالفتحة الظاهرة .
بالغَ
الرَّجُلُ وابنَهُ.
بالغَ : فعل ماضٍ مبني على الفتح.
الرَّجلُ : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة .
واو : حرف عطف مبني على الفتح لا
محل له من الإعراب.
ابنُ : اسم معطوف على مرفوع – وهو مضاف.
ابنُ : مفعول معهٌ منصوب علامته الفتحة.
حضرْتُ
والصَّدِيقَ.
حضَرْتُ : فعل ماض مبنى على السكون و والتاء ضمير
مبنى فى محل رفع فاعل.
واو : حرف عطف مبني على الفتح. الصديقَ
: مفعول معه منصوب.بالفتحة الظاهرة
جاءَ
ماجِدٌ وحسامٌ قَبْلَهُ أو بَعْدَهُ .
جاءَ : فعل ماض مبني على الفتح.
ماجدُ : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
واو : حرف عطف مبني على الفتح . لا محل
له من الإعراب
حسامٌ : اسم معطوف على مرفوع . أو فاعل مرفوع لفعل
محذوف تقديره جاء.
قبلَ : ظرف زمان منصوب ، وهو مضاف.
الهاء : في محل جر بالإضافة.
والجملة جاء حسام معطوفة على جملة جاء ماجد الابتدائية.
نَزَلَ
الشِّتَاءُ والشَّمْسُ طالِعَةٌ .
نزلَ : فعل ماض مبني على الفتح.
الشتاءُ : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
واو : حرف مبني على الفتح دال
على الحال.
الشمسُ : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة .
طالعةٌ : خبر مرفوع. والجملة من المبتدأ والخبر
في محل نصب حال.
تَسِيْرُ
وَالشَّارِع هَذا.
تَسِيْرُ : فِعل مُضارِع مَرفوع علامته الضمة ، وفاعله مستتر
فيه.
واو : حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
الشَّارِعُ : مفعول معه منصوب ، علامته الفتحة.
هذا : اسم إشارة ، مبني في محل نصب بدل من منصوب.
تَسِيرُ
وَالمَحَلاتِ التِّجَارِيَّة.
تسيرُ : فعل وفاعل.و : حرف مبني على الفتح.
المحلات : مفعول معه منصوب وعلامته الكسرة ، جمع مؤنث سالم.
التجاريةَ : نعت منصوب علامته الفتحة.
رُوَيْدَكَ
وَالسَّائِلَ.
رُوَيْدَ : اسم فعل أمر مبني على الفتح.كَ : ضمير مبني على
الفتح في محل جر مضاف إليه.
واو : حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
السَّائِلَ : مفعول معه منصوب علامته الفتحة.
يسرُنِّي
حضورُكَ والأُسْرَةَ.
يسرُ : فعل مضارع مرفوع بالضمة .
الياء : ضمير مبنى في محل نصب مفعول به.
حضورُ : فاعل مرفوع وهو مضاف. كَ : في محل جر بالإضافة.
الأسرةَ : مفعول معه منصوب علامته الفتحة.
ما أَنتَ
والبَحْر ؟
ما : اسم استفهام ، مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
أنتَ : ضَمير مبني على الفتح ، في محل رفع خبر.
و او : حرف بمعنى ( مع ) مبني على الفتح. البحرَ
: مفعول معه منصوب علامته الفتحة
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء