-
صيغ المبالغة
ما صيغة
المبالغة ؟
كلمة مبالغة في اللغة العربية هي أن يدّعي المتكلم بلوغ وصف في
الشدة أو الضعف حدًّا مستحيلا ليدل على أنّ الموصوف يُكثر من هذا الوصف ويلازمه.
وقد عرّف العلماء صيغة المبالغة في اللغة العربية بأنها أسماء
تُشتق من الأفعال لكي تدل على معنى اسم الفاعل مع تأكيد المعنى وإظهار قوته
والمبالغة فيه.
فنقول: المؤمنُ صائمٌ قائم.
إذا كنا نريد أن نقول أنه يصوم ويقيم الليل، أما إذا كنا نريد أن
نعبر عن الكثرة والمبالغة بأنه كثير الصيام والقيام نقول: إبراهيم صوّام
قوّام.
إذا قارنا بين صائم وصوّام سنجد أنّ (صوّام) دلت على الكثرة،
والمبالغة في وصف المعنى.
وإذا قارنا بين قائم وقوّام سنجد أنّ (قوّام) دلت على كثرة القيام،
والمبالغة في وصف المعنى.
وعندما نتدبر الآية الكريمة في قوله تعالى:
- " لَيْسَ كمثْلهِ شيءٌ وهُوَ السّميعُ الْبَصيرُ "
نلاحظ في كلمة (السميع) دلالة على الكثرة في الاستماع وتعبير عن
المبالغة في وجود الصفة.
كذلك كلمة (البصير) تدل على الكثرة والمبالغة في وجود الصفة.
- الجندي
مقدامٌ لا يتراجع.
كلمة (مقدام) صيغة مبالغة دلت على كثرة وجود الصفة فمعنى الجملة
أنّ الجندي يُقدم دائمًا ولا يتراجع أبدًا.
نستخدم أوزان في كلامنا للتعبير والدلالة على الفاعل الذي يقوم
بعمل الفعل بكثرة نوضحها فيما يلي
أوزان صيغ المبالغة
لصيغ المبالغة أوزان قياسية، وهي الأكثر استخدامًا، وهي
|
فَعِلٌ |
فَعيلٌ |
فَعُولٌ |
مِفْعالٌ |
فَعّال |
|
حَذِر فَطِن قَلِق مَرِح جَشِع شَرِه عجِل قَذِر لَبِق وَجِل |
كريم لطيف خبير حليم عليم فهيم قدير سميع |
صبور كذوب صدوق طموح كسول غفور شكور حقود حسود قلوق |
مِخواف مِئكال مِفراح مِعطاء مِقدام مِضياع مِزواج مِرصاد مِغوار |
صوّامٌ قوّامٌ غفّارٌ منّان قوّال كذّاب علّام وهّاب فتّاح |
أمثلة لجمل بها صيغ مبالغة
- "إنّ ربك فعالٌ لما يريد"
توضح صيغة المبالغة (فعّال) قوة وجود الصفة وكثرتها.
- الأبُ حذِر على أولاده.
صيغة المبالغة في هذه الجملة (حَذِر) على وزن (فَعِل) وهي تبيّن
شدة الحذر وكثرته.
- لا
تكنْ حقودًا.
صيغة المبالغة في هذه الجملة (حقودًا) على وزن (فعول) وهي تبين
كثرة الصفة.
- محمدٌ رجلٌ كريمٌ.
صيغة المبالغة في هذه الجملة (كريم) على وزن (فعيل) وهي توضح كثرة
الصفة والمبالغة في وجودها إلى حد وفير.
- الطيّبُ بسّامٌ دائمًا.
صيغة المبالغة في الجملة (بسّام) على وزن (فعّال) وتدل على كثرة
وملازمة الصفة.
- الناسُ
يحبون كلَّ معطاءٍ.
صيغة المبالغة في الجملة (معطاء) على وزن (مِفْعال) وتدل على كثرة
الصفة والمبالغة فيها.
- الله علّامُ الغيوبِ.
صيغة المبالغة (علّام) على وزن (فعّال) وتدل على الكثرة والمبالغة
في الصفة.
- لا أحبُ الكذّاب.
صيغة المبالغة (كذّاب) على وزن (فعّال) وتدل على الكثرة والمبالغة
في وجود الصفة.
- هذا ولدٌ لبِق.
صيغة المبالغة في هذه الجملة (لَبِق) وهي على وزن (فَعِل) وتدل على
كثرة وجود الصفة والتعبير عن المبالغة في وجودها.
- لا تكن شخصًا مضياعًا لوقتك.
صيغة المبالغة في الجملة (مضياعًا) وهي على وزن (مِفعال) وتدل على
كثرة الصفة والمبالغة فيها.
- قرأتُ قصةً عن ولدٍ صبورٍ.
صيغة المبالغة في هذه الجملة (صبور) وهي على وزن (فعول) وتدل على
كثرة الصفة والمبالغة فيها.
- المؤمنُ فَطِن.
صيغة المبالغة في هذه الجملة (فَطِن) وهي على وزن (فَعِل) وتدل على
كثرة وجود الصفة.
أوزان صيغ المبالغة من الأفعال غير الثلاثية
أوزان صيغ المبالغة تأتي غالبا من الفعل الثلاثي، ويقل أن تأتي من
غير الثلاثي، كما في:
مغوار من (أغار) وهو فعل رباعي.
مِقدام من (أقدم) وهو فعل رباعي.
بشير من (بشّر) وهو فعل رباعي.
نذير من (أنذر) وهو فعل رباعي.
الأوزان غير القياسية (السماعية) لصيغ المبالغة
جاءت صيغ المبالغة على أوزان غير التي تم ذكرها فيما سبق، تُسمى
هذه الأوزان بالأوزان السماعية غير القياسية أي لا يُقاس عليها، بل تحفظ وتستعمل
كما هي دون قياس، وقد حصرها النحويون في ثلاثين وزنًا ذُكِرت في كثير من المؤلفات،
وبعضها ورد في القرآن الكريم، ومن هذه الأوزان غير القياسية لصيغ المبالغة:
- فِعّيل (صِدّيق - قِدّيس)
- فُعّال (وُضّاء - عٌجّاب)
- فُعال (كُبار - عُراض)
- فُعَل (عُذر)
- مِفْعيل (مِسْكين)
- فُعَلة (هُمزة - لُمزة)
- فاعول (فاروق)
- تِفْعال (تقتال)
- فَعّول (قَدّوس)
- ملخص الدرس
صيغ المبالغة :
أسماء تفيد الكثرة والمبالغة وتدل على ذات
وقع منها الفعل بكثرة
صيغ المبالغة: تلحقها علامة التأنيث والتثنية والجمع
تصاغ من الفعل
الثلاثى المتعدى وقد يصاغ بعضها من الفعل الازم والرباعى على قلة
صيغ المبالغة : تأتى على خمس صيغ قياسية وهى
(
فعال -
مفعال – فعول
- فعيل - فعل )
|
فعال
|
مفعال
|
فعول
|
فعيل
|
فعل |
|
صبر - صبار وهب - وهاب علم - علام لمح - لماح أكل - اكال وصف - وصاف قرا - قراء نام - نوام مشى - مشاء سمع - سماع شرب - شراب همز - هماز تاب - تواب خاف - خواف حلف - حلاف منع - مناع نظر - نظار سال - سآل ضاع - ضياع جاد - جواد عاد - عواد بسم - بسام |
أعطى - معطاء أعان -
معوان أضاع - مضياع هذر - مهذار قال - مقوال سمع - مسماع فرح - مفراح |
صبر - صبور غفر - غفور شكر - شكور وصل - وصول أكل - اكول كتم - كتوم قال - قئول كسب- كسوب كذب - كذوب غضب - غضوب حسد -
حسود صدق -
صدوق |
علم - عليم فهم -
فهيم خبر -
خبير بصر - بصير رحم -
رحيم حمد -
حميد نصر -
نصير قدر -
قدير سمع - سميع حفظ -
حفيظ |
حذر - حذر فطن - فطن فرح - فرح لبق - لبق فكه - فكه لعب - لعب طرب - طرب عجل - عجل يقظ - يقظ |
استخرج
صيغ المبالغة وبين الفعل الذى أخذت منه وأعربها فيما يأتى:
أحب الناس إلى
الله الشكور الصبار
إن الله يحب
التوابين والمتطهرين
طارق وهاب ماله
المحتاجين
المؤمن حذر فطن
لبق
المسلم معطاء
الفقراء بصير بالأمور خبير وحكيم
السياسى يقظ فطن
لا عجل ولا حذر
الله بصير
بالعباد
أخوك متلاف مهذار
مضياع لحقوق الناس
المصرى بسام
للحياة مفراح لنعم الله خبير وبناء للحضارات معطاء ما يملك
ولا تطع كل حلاف
مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم
*
تعرب صيغ المبالغة حسب موقعها فى الجملة
يحب القائد
الجندى الصبور = الصبور صيغة مبالغة على
وزن فعول وتعرب نعتا منصوب
فقلت استغفروا
ربكم إنه كان غفارا = غفارا = خبركان منصوب بالفتحة
إنك أنت العليم
الحكيم = العليم , الحكيم = خبر المبتدأ مرفوع بالضمة –الحكيم خبر ثان
فأولئك أتوب
عليهم وأنا التواب الرحيم = التواب – الرحيم = خبر المبتدأ
*أعرب
الجمل التالية :
1- المصرى مكثار
العطاء 6 - أحفيظ الصديق سر صديقه
2- أشكور المؤمن
فضل الله عليه 5- يا
معطاء مالك الفقراء زدهم
3-البسام وجهه
محبوب من الناس 4-
هذا طالب فهام درسه
صغ من الأفعال
الآتية صيغ مبالغة بكل طريقة ممكنة وضعها فى جملة
(
علم – حفظ – فهم )
إعمال صيغ المبالغة
-تعمل صيغ
المبالغة عمل الفعل الذى أخذت منه فترفع فاعلا فقط إذا كان الفعل لازما وترفع
فاعلا وتنصب مفعولا به إذا كان الفعل متعديا وتعمل فى حالتين :
1- أن تكون معرفة
بال فتعمل بلا شروط
2- أن تكون مجردة
من ال فتعمل بشروط هى:
أ – تدل على
الحال او الاستقبال فقط
ب- تعتمد على (
مبتدأ – موصوف – نفى – استفهام – نداء )
إعمال
صيغ المبالغة
تعمل صيغ المبالغة عمل اسم الفاعل بشروطه المعروفة
، إنْ كانت صيغة المبالغة من الفعل اللازم رفعت الفاعل ، وإنْ كانت من المُتعدِّى رفعت
الفاعل ونصبت المفعول به أو المفعولين .
وتعمل صيغ
المبالغة عمل فعلها فى حالتين هما :-
الحالة الأولى : أن تكون
محلاه بأل
إذا كانت صيغ
المبالغة مقترنة بـ ( أل ) عملت عمل
فعلها بلا شروط سواء كانت للحال أو الاستقبال أو الماضى
مثل : القتَّال
الأبرياء شارون .
الأبرياءَ : مفعول به منصوب لصيغة المبالغة [القتَّالُ]
شارون : فاعل لاسم الفاعل (القتال) ، سدَّ مسد الخبر
-أكرمت الرجل
الفطن عقله
- الفطن :
نعت منصوب – عقله : فاعل مرفوع والهاء ضمير مبنى فى محل جر مضاف إليه
الحالة
الثانية : أن تكون مجردة من أل وهنا تعمل عمل فعلها بشرطين هما
1-
أن تدل على الحال أو الاستقبال فقط ( إذا دلت على الماضى لاتعمل عمل فعلها )
2-
أن تعتمد على ( نفي أو استفهام أو مبتدأ أو
موصوف أو نداء ).
المسبوقة
بنفي :-
مثل : ما
معطاءٌ ماله الفقراء إلا الكريم .
معطاء : مبتدأ مرفوع
ماله : مفعول به أول منصوب لصيغة المبالغة
[معطاء]
الفقراء : مفعول به ثانٍ منصوب لصيغة المبالغة [معطاء]
الكريمُ : فاعل مرفوع لصيغة المبالغة [معطاء] سد مسد الخبر
ما
بصير العباد إلا الله
بصير مبتدأ ورفعت فاعلا الله وسد مسد الخبر
ونصبت مفعولا به العباد
المسبوقة
باستفهام :-
مثل : أرحيمٌ
أبوك أطفاله
أبوك : فاعل مرفوع بالواو لصيغة المبالغة [رحيمٌ] سد مسد
الخبر ورحيم مبتدأ
أطفالَه : مفعول به منصوب لصيغة المبالغة [رحيمٌ]
أمعطاءة
الدولة المبدعين اهتماما
معطاءة : صيغة
مبالغة مبتدأ – الدولة فاعل سد مسد الخبر – المبدعين مفعول به أول اهتماما مفعول
به ثان
المسبوقة
بمبتدأ :-
الكافر
جحود نعمة ربه
الكافر مبتدأ – جحود صيغة مبالغة خبر
– والفاعل ضمير مستتر تقديره هو – نعمة مفعول به
مثل : إن الله سميعٌ
× الدعاء .
الله اسم إن سميع صيغة مبالغة خبر إن والفاعل
ضمير مستتر تقديره هو
الدعاء : مفعول به منصوب لصيغة المبالغة [سميع]
والجملة اعتمدت على مبتدأ وهو اسم إن فى الاصل
المسبوقة
بموصوف :-
مثل : أتي طفل
يقظٌ عقله .طفل – فاعل مرفوع – يقظ – نعت مرفوع وهو صيغة مبالغة على وزن فعل
عقله : فاعل مرفوع
لصيغة المبالغة [يقظٌ]
أقبل قائد كريم
عطاؤه = كريم صيغة مبالغة رفعت فاعلا عطاؤه واعتمدت على موصوف
المسبوقة
بنداء :-
يا علاما غيبا
اهدنا الصواب
علاما – صيغة مبالغة مسبوقة بنداء – رفعت فاعلا ضمير
مستتر ونصبت مفعولا به غيبا
مثل - يا سفَّاكاً
× الدماء انتظر الجزاء .سفاكا – صيغة مبالغة رفعت فاعلا ضمير مستتر تقديره أنت
الدماء : مفعول به منصوب لصيغة المبالغة [سفَّاك]
** ومثال صيغة المبالغة
الواقعة حالا : أقبل علي فرحا وجهه . ( وجهه : فاعل مرفوع )
انتبه ـ تستعمل صيغة المبالغة مفرداً ومثنى وجمعاً ، مذكراً
ومؤنثاً . مثل قرّاء وقرّاءة و شكوران وشكورتان وعلّامون وعلّامات .
2- إذا جاءت صيغة
المبالغة من فعل متعد لمفعولين ، فصيغة المبالغة تنصب مفعولين أيضا .
مثل : المعلم معطاء
الطالب جائزة .( الطالب : مفعول
أول ،جائزة : مفعول ثان )
3- قد تضاف صيغة المبالغة
( غير منونة ) إلى معمولها ( الفاعل أو المفعول )
مثل : الله تعالى
غفّار الذنب . ( الذنب : مضاف إليه بإضافة صيغة المبالغة إلى مفعولها )
رأيت طالبا فرح الوجه . ( الوجه : مضاف إليه بإضافة صيغة المبالغة إلى
فاعلها )
1 ـ قَلَّ مجيء صيغ
المبالغة من الأفعال المزيدة – غير الثلاثي – وقد ورد منها :
مغوار من أغار ، مقدام
من أقدم ، معطاء من أعطى ، معوان من أعان ، مهوان من أهان ، دراك من أدرك ، بشير من
بشّر ، نذير من أنذر ، زهوق من أزهق .
2 ـ وردت لصيغ المبالغة
أوزان أخرى غير التي ذكرنا وقد اعتبرها الصرفيون القدماء غير قياسية إلا أنها وردت
في القرآن الكريم ، و من هذه الأوزان هي :
أ – فُعّال : مثل
: طُوّال ، كُبار ، وُضّاء . وفُعال بتخفيف العين . كقوله تعالى :
{ إن هذا لشيءٌ عجاب
} 5 ص . ومنه قوله تعالى : { ومكروا مكراً كُبّاراً } 22 نوح .
ب – فَعِّيل : مثل
: صديق ، قديس ، سكير ، شريب . ومنه قوله تعالى : { يوسف أيها الصديق أفتنا
تدريبات:
(أ)
- عين صيغ المبالغة فيما يأتي واذكر معمول كل منها إنْ وُجد :
1 - الله علامُ الغيوب
.
2 - الله غفورٌ ذنب
التائب .
3 - البار وصولٌ أقاربه
.
4 - أخي مقوالٌ الصدق
.
5 – الحسودالناس لا يسود .
6 - القوال الحق شجاع
.
7 - محمد حميدٌ الفعال
.
8 - المؤمن حمّـالٌ
المكروه .
9 - جاء الحميد سلوكه
.
------------------------------------------------------------------------------------------
كتاب النحو الحديث للأستاذ / عبدالرحمن معوض
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء